إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: برامج الرشاقة السعيدة (آخر رد :دارين الدوسري)       :: تجربة فريدة في محلات البخور في الكويت | التراث والجمال الروحي (آخر رد :konouz2017)       :: تصميم السلالم | إضافة فريدة للمساحات الداخلية (آخر رد :konouz2017)       :: دور منظمين حفلات زفاف بالكويت ونصائح لحفل مثالي (آخر رد :konouz2017)       :: فوط أورجانيك المصنوعة من القطن العضوي بقدرة عالية من الإمتصاص (آخر رد :konouz2017)       :: اجمل فطار صحى خليط البانكيك والوافل |healthycraftskw (آخر رد :konouz2017)       :: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته (آخر رد :anoodsultan)       :: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته (آخر رد :anoodsultan)       :: البول والبراز في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: الحمام في المنام (آخر رد :نوران نور)      

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-13-2010, 07:10 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,615
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

السلام عليكم

أردت مشاركتكم بسيرة السيد الروحاني ...


[IMG][/IMG]


بسمه تعالى

السيرة الذاتية لسماحة آية الله العظمى السيد محمد صادق الحسيني الروحاني " دام ظله الوارف "

الفصل الأول :

1 الولادة والنشأة ، لحين التحاقه بالحوزة العلمية في النجف الاشرف .

2 أساتذته في بحث الخارج بفرعيه الفقه والأصول .

3 رفقته وعلاقته الحميمة مع أستاذه آية الله العظمى السيد الخوئي ( رحمه الله ) خلال 15 سنة من التدريس .

4 لمحة مختصرة عن كيفية تحصيله ، ووضعه الاقتصادي .

5 شاب في محضر أساتذة النجف الأشرف .

6 رسالة مهمة من آية الله العظمى السيد الخوئي (ره).

الموضوع الذي سنعرض له هنا هو السيرة الذاتية للفقيه الكبير والعالم الجليل ، ذخيرة العلماء السابقين ، وركن الحاضرين ، سماحة آية الله العظمى السيد محمد صادق الروحاني ( دام ظله ) .

إن القلم يعجز عن الإحاطة بهذا الموضوع ، إلا أن تكريم وتعظيم مقام هذه الشخصية العلمية التي استطاعت أثر خضوعها وخشوعها لله تعالى أن تكون من مصاديق الآية الشريفة " إنما يخشى الله من عباده العلماء ".

وهو مما يوجب نزول المساعدة الغيبية لبيان قسم من المعلومات عن حياته وآثاره المليئة بالخير والبركة مساهمة بإزاحة غيوم الجهل التي تحيط بعالمنا المعاصر .

وإننا إذ نأمل في أن ينعم المجتمع الإسلامي وبالخصوص الشيعة في الوقت الحاظر بوجود علماء مطيعين ومناصرين لصاحب العصر والزمان ( عج ) في كل قول وعمل ، وان تفسد السياسة الاستعمارية التي تسعى لتشويه حقيقة مذهب التشيع في أذهان الناس وان يتم تنظم الشباب الذي يأمل أن يكون من جنود الإمام المنتظر ( عج ) و أن ينجوا من مخالب الأعداء الذين أقسموا على إغوائهم.

كما أننا نأمل في أن يكون ما نشير إليه من حقائق مهمة مثلا للراغبين والساعين نحو الرشد والكمال .

ولكي نستطيع عرض هذه المواضيع بصورة أفضل للراغبين بالاطلاع فقد أوردناها على شكل فهرس يليه بيان المواضيع بالترتيب :

الولادة والنشأة ، لحين التحاقه بالحوزة العلمية في النجف الاشرف .

فتح سماحته عينيه على الدنيا في عائلة علمية في الخامس من شهر محرم الحرام من عام 1345 هجري قمري ، الموافق للخامس عشر من شهر تموز عام 1926 ميلادية في مدينة قم المقدسة ، وقد اكتنفت بركات والديه المولود الجديد حتى استطاعت أنوارهما الداخلية ان تهيئ له الأرضية المناسبة وتجعله مثلهما يدخل مسرح الحياة من باب تحصيل وكسب الرضا الإلهي .

ومنذ فترة الطفولة كان تحصيل العلم بالنسبة له حقيقة لذيذة ، فقد دخل المدرسة في سن الرابعة من عمره ، ولأنه كان ذا استعداد ويتمتع بخصوصيات مميزة ، فقد استطاع ان ينجز في سنة واحدة ما هو مقرر في عدة سنوات .

وفي قرابة العاشرة من عمره استطاع ان ينتهي من عدة مباحث حوزوية مثل المقدمات ، الصرف والنحو البيان والبديع .

وقد استطاع في هذا السن ان يدرس بدون أستاذ كتاب شرح اللمعة الدمشقية ويباحثه مع علماء كبار في السن مع كون هذا الكتاب يختص بموقع مهم في المباحث الفقهية ، والذي كان أحد الفقهاء الكبار يقول " إذا استطاع أحد ان يقدم لي امتحان في شرح اللمعة أعطيه إجازة اجتهاد ".

وكانت قضية صغر سنه وقوة إدراكه قد أصبحت جارية على الألسن بين طلاب و فقهاء النجف الكبار لما له من قدرة على الفهم التي عجنت مع نوارنية القلب والروح ، مما زاد من سرعته في كسب العلوم حتى أنه لم يكن يحس في أحد الجهوزية للرقابة عليه .

وفي الحادية عشرة من عمره كان يشارك في بحث المكاسب للشيخ الانصاري [1].

وقد طرحت هذه القضية في المجالس العلمية لعلماء النجف ،وكان تعجب العلماء من أنه كيف يستطيع مراهق في هذا السن ان يمتلك القدرة على فهم مطالب الشيخ الانصاري ( ره).

حتى أنه ينقل عن السيد الخوئي قدس سره أنه قال لأحد المراجع " أفتخر بحوزة علمية يدرس فيها مراهق في الحادية عشرة من عمره المكاسب الى جانب طلاب كبار في السن وعلماء ، ويفهم مطالب الدرس أفضل من البقية .


وقد أنهى بقية الدروس الحوزوية المعروفة بالسطح في مدة سنة واحدة وأوجد في نفسه المقومات اللازمة لدخول بحث الخارج في الفقه والأصول ، حيث بدأ بمتابعة هذه الدروس بعد انتقاءه لنخبة الأساتذة في حوزة النجف.

والسؤال : ما هو تعريف دروس بحث الخارج في الحوزة ؟
والجواب : هي البحوث المرتبطة بالمسائل الفقهية والأصولية والتي تدار من قبل الفقهاء ، ولها طريقة خاصة وهي ان المدرس بعد طرح عنوان المسألة بين طلابه وعرض أقوال العلماء في هذا الموضوع يتوجه نحو أدلة الحكم والتي هي عبارة عن الآيات والروايات ، من اجل استنباط الحكم والفتوى ، ويراجع الأساتذة الأدلة الموجودة ويعرضون قدرتهم على الاجتهاد التي هي علامة على الأرضية العلمية لكل فقيه ، ويدافعون بين طلابهم عن استنباطهم بواسطة ذكر الدليل ، وإذا اعترض استنباط الحكم عثرة مثل عدم وجود دليل في موضوع ما أو عدم وجود ارتباط محكم وجيد بين الأدلة وعنوان المسألة أو في حالة تعارض الأدلة وأشياء من هذا القبيل، فبما أن الفقيه لا يمكنه إصدار الحكم بدون دليل وإذا لم يكن لديه شيء من الأدلة النقلية (القرآن والحديث) فإنه حينئذ يرجع الى الأصول العملية ويشخص الحكم بالتناسب مع إحدى هذه الأصول ..

ودرس الخارج يُطلق على مجموعة هذه المباحث التي يدخل الطلاب فيها البحث بشكل مباشر مع المجتهد أو مرجع التقليد، فالذين فهموا بشكل جيد الأقسام السابقة من الدروس الحوزوية وطالعوا كتب السطح بشكل دقيق تتهيّأ عندهم الأرضية اللازمة للمشاركة في دروس الخارج، لأن القدرة على أخذ وهضم المطالب من لسان الفقيه بحاجة الى رصيد علمي مهم حتى يستطيعوا تشخيص صحة أو إشكال استدلال الأستاذ وعند اللزوم تأييده أو وضعه موضع الانتقاد ..

وكان سماحة آية الله العظمى السيد الروحاني (دام ظلّه) يشارك في هذه الدروس وهو في الحادية عشرة من عمره، الأمر الذي كان باعثاً لتعجّب كلّ المشاركين، وقد كان يُتحدّث عنه وعن نبوغه الفكري وقدرته على الاستدلال رغم صغر سنه وعن مشاركته في دروس الخارج في أغلب مجالس المراجع والعلماء، ولأن الأشخاص المطلعين على البحوث الحوزوية يعلمون جيدا أن مشاركة مراهق في دروس الخارج تستلزم عناية وتوجهاً خاصاً من الناحية المقدسة، لأن المشاركين في هذا البحث، هم وجهاً لوجه مع فقيه ومجتهد جامع للشرائط، وقد قضى عمراً في التحقيق في المباحث الفقهية والأصولية، إذ أنّ إظهار النظر في مقابل استنباطه واستدلالاته أو حتى فهم مطالبه الدراسية يتطلب معلومات عالية جدا لا تتحقق عند أي شخص، وإذا حدث أن اقترح أستاذ على أحد طلابه أن يطرح اشكالاته في المباحث الدراسية كان بمثابة تأييد لمقامه العلمي وصلاحياته وقدرته على الاجتهاد في الأحكام الإلهية، وهذا ما كان يحصل مع سماحته حيث كانت مثل هذه العروض تُطرح كثيراً من قبل آية الله العظمى السيد الخوئي (رحمه الله)..


أساتذته في دروس الخارج
إن إحدى امتيازات الحوزات العلمية هي أن دور الأساتذة لا يتحدد فقط في التدريس بل ان لهم توجهاً واهتماماً كاملاً بكافة طلابهم، وبالخصوص الطلاب الّذين يتمتعون بلياقة وأهلية خاصة، إذ أنهم يفكرون بهم في جميع الحالات ولا يبخلوا بأي عمل أو تعب مرتبط بتطورهم ونموهم العلمي وكمالاتهم الأخلاقية لدرجة أنهم يعطون الإجازة لطلابهم في كل ساعات النهار والليل لطرح الأسئلة والأجوبة حول المسائل العلمية أو أي مشكلة تواجههم وأحياناً ومن أجل ترغيبهم وتشويقهم يذهبون إلى منازلهم ويتباحثون لمدة ما، وفي بعض الموارد يقدمون على أسفار طويلة ومليئة بالمشقة ويقضون مع طلابهم مدة في التحقيق في حل مسألة ما، على كل حال، هم دائماً في الخلوة وغيرها يفكرون في نمو وتكامل طلابهم..
فأمّا أساتذته في درس الخارج بفرعيه الفقه والأصول فهم من الفقهاء والمراجع الكبار والنادرين وذوي الشهرة الّذين لا تخفى مراتبهم العلمية والفقهية وكمالاتهم الأخلاقية على أحد، ونحن هنا إذ نرى أنفسنا عاجزين عن التعريف بمقام هؤلاء الأساتذة العظام الذين يقل وجود أمثالهم (رضوان الله تعالى عليهم)فإننا نكتفي بذكر أسمائهم .

وأما أسماء أساتذته فهم كما يلي :

1. سماحة آية الله العظمى الشيخ كاظم الشيرازي (قدس سره)

2. سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد حسين الأصفهاني المعروف ب (كمباني) (قدس سره).

3. سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد علي الكاظمي (قدس سره).

4. سماحة آية الله العظمى السيد أبو الحسن الأصفهاني (قدس سره).

5. سماحة آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره).

هؤلاء العظماء الذين يفتخر العالم الإسلامي وعالم التشيع بوجودهم في الحوزة العلمية ، هم جميعاً من بركات النجف الأشرف بفضل وعناية الإمام علي عليه السلام.

رفقته وعلاقته الحميمة مع أستاذه آية الله العظمى السيد الخوئي ( رحمه الله ) خلال 15 سنة من التدريس

وقد استفاد سماحته من وجود جميع الأساتذة، وهو يعتبر نفسه مديوناً لمحبتهم المخلصة ولكن من بين أساتذته كان السيد الخوئي (قدس سره) أكثرهم له توجيهاً وأكثرهم عملاً على تفتح براعم استعداده ورشده العلمي والأخلاقي .

وقد كان "قدس سره" في عصره بإجماع كبار علماء الفقه والإجتهاد واستنباط الأحكام فقيهاً بلا نظير، وكان متخصصاً وصاحب نظر في أغلب العلوم الحوزوية مثل الكلام والتفسير والرجال والمباحث الفلسفية المعروفة ب "العلم المعقول" وآثاره المنتشرة خير دليل على هذا الواقع .

وقد كان سماحة آية الله العظمى السيد الخوئي (ره) كذلك بلا نظير في تشخيص ومعرفة اللياقة والأهلية فكان عندما يجد طالباً ذكياً وذا استعداد فإنه يعمل على مراقبته ومتابعته كما يعمل على إيجاد ارتباط أكثر معه حتى بعد الدرس والبحث كي يستطيع أن يربيه جيدا، وقد كان له مثل هذا التصرف مع سماحة السيد الروحاني منذ التعرف عليه ومشاهدة لياقته وأهليته واستعداده الخارق حتى استمر الارتباط العملي والثقافي والمعنوي بينهما تحت عنوان أستاذ وتلميذ ما يقارب الخمسة عشر سنة في محيط النجف الأشرف، وهذه المدة من الرابطة والعلاقة بين أستاذ قوي جدا يستطيع أن يغوص في محيط المعارف والأحكام الإلهية، وتلميذ يملك منذ فترة مراهقته ذكاء وشعوراً خارقاً، هذه المدة توضح حقيقة مهمة - (تتعلق بوجود معنى آية الله في السيد الروحاني) - وهي أن بوادر إمكانية كون السيد الروحاني عالماً كانت ظاهرة.

ونقلاً عن سماحته فإن عنوان الأستاذ الكامل من بين أساتذته ينحصر في سماحة آية الله العظمى السيد الخوئي (قدس سره) لأن مدة خمسة عشر عاماً من المعرفة مدة ليست قليلة وبالخصوص إذا استمرت هذه المعرفة أو الرابطة مع التعليم والتعلم والارتباط القريب..

من أكبر وأهم مميزات أساتذة الحوزة العلمية هو أنسهم ورفقتهم مع طلابهم التي تصل في بعض الموارد إلى أعلى درجة من الأنس والإلفة، حتى تصبح ليلاً نهاراً، وحتى تبعث على اتصال قلوبهم ببعضها، وفي جميع الحالات يشكل التعليم والتعلم هدفهم الأصلي..

وكان السيد الخوئي دائماً يأنس ويألف بالسيد الروحاني إلى درجة أنه كان يأتي في أغلب الليالي إلى غرفته ويتباحثان، وفي بعض الأحيان تطول هذه الجلسات الليلية حوالي خمس ساعات، وبعد إنهاء الجلسة يرافق أستاذه حتى باب منزله.

وعادة ما يستطيع الأساتذة في وقت التدريس معرفة الرشد العلمي لطلابهم من كيفية الإشكال والنقد الذي يصدر عنهم، ومع تكرر عدة أسئلة يستطيعون أن يزنوا أو يعرفوا مدى كمال طلابهم بالنسبة لفهم المطالب الدراسية، ويشخصون مراتبهم العملية واستعداداتهم المتفتحة.

وفي بعض الجلسات الخصوصية وبين مجموعة من الطلاب، قال السيد الخوئي لسماحته : لماذا لا تشكل في المباحثات؟ أنا أريدك أن تطرح الإشكالات والإيرادات التي تراها.



مثل هكذا طلبٍ من ناحية أستاذ، بالإضافة إلى أنه يدل على عظمته العلمية وقاعدته القوية، فهو أفضل دليل على نبوغ التلميذ الفكري وأهليته المميّزة، لأن أغلب الأساتذة ينزعجون من إشكال طلابهم، وكذلك فإن أكثر المستشكلين وللنقص الموجود عندهم في المعلومات لا يستطيعون طرح الموضوع أو المطلب بشكل جيد، ولكن عندما يعرض أستاذ على أحد طلابه " أن كل ما يخطر بباله من الإشكال أو الإيراد والإنتقاد على المطالب الدراسية فعليه أن يطرحه، وأنه مهتم جدا باشكالاته " .

هذا القول بدون تردد يدل على حقيقة مهمة جدا وهي أنّه حاصل على درجة مهمة جدا في مورد الرشد و الإدراك الصحيح للمطالب..

أسلوب التحصيل في الحوزات :

بعد أن أشرنا إلى معلومات مهمة جدا، من اللازم أن نشير هنا إلى موضوع مهم آخر، حتى يكون مثلاً أعلى لطلاب العلم في كل المجالات ..

منذ الفترات الماضية، تختلف طريقة تدريس وتحصيل طلاب العلوم الدينية عن بقية المراكز العلمية .

ففي الحوزات العلمية، ومع أن دور الأستاذ محفوظ في مكانه ولكن التعب وتنظيم البرامج الدراسية تثقل كاهل مراهق دخل حديثاً إلى هذا المحيط لأنّه وبالإضافة إلى التوجه إلى التغذية والنظافة وتحمل ضغوط عصره الإقتصادية المؤلمة، يجب عليه أن يقوم بتنظيم برنامج دقيق، وهو عبارة عن تحضير المسائل التالية :

1. مطالعة الدروس التي قُرأت اليوم..

2. التحضير للمباحثة مع الذين كانوا معه في الدرس..

3. مطالعة مسبقة للدروس التي ستعطى في الغد..

4. لا يسمح لنفسه أن ينسى مطالب الدرس والبحث إذا كانت غير قابلة للفهم بالنسبة له أو لم يفهمها بشكل جيد، ويبذل الجهد حتى يستطيع أن يحل مشكلاته الدراسية..

نظرة لوضع سماحته التحصيلي والعلمي

كان سماحته يصرف في اليوم ستة عشر ساعة من وقته للمطالعة وتنظيم الأمور الدراسية، ومثل هذا الإدّخار للتحصيل وهذا العشق والعلاقة بالعلم من أكبر التوفيقات والعنايات الإلهية، لأنّ مثل هذا التنظيم التحصيلي يعطل كل الفعاليات غير الدراسية، ويؤدي إلى آلام ومتاعب خاصة لدرجة أن أغلب الأصدقاء وحتى السيد الخوئي قدس سره كانوا قلقين من صرف كل هذا الوقت في المطالعة ويوصونه بأن يعدل قليلاً من برامجه لأنّ الذي لديه ستة عشر ساعة مطالعة في اليوم لا يبقى لديه وقت كثيرٌ للنوم والاستراحة وتجديد قوى البدن، والحضور في جلسات الدرس و..

بالإضافة إلى أوضاعه الإقتصادية الصعبة جدا، إذ كان أغلب الأيام يقترض من البقية ولكن مع هذا لم يكن ينقص من وقت المطالعة..

إعطاء القروض في النجف كان مرسوماً :

من مميّزات المجتمع الإسلامي المهمة والقيّمة، والتي تظهر في أخلاق وأعمال وتصرفات المسلمين، هو أنّهم وعلى أثر الإيمان بالله تعالى يتمتّعون بنوع من المحبة والأنس والألفة لبعضهم البعض، ومن آثار هذه الظاهرة التوجه لمشكلات المسلمين، لأن رفع احتياجات الأشخاص والاهتمام بحل مشاكلهم هو عمل محبوب ومطلوب جدا عند الله عزّ وجل..

كان إعطاء القروض في تلك الأيام في النجف الأشرف أمراً مرسوماً عند الجميع، وبالخصوص لطلاب العلوم الدينية، وكان أغلب العلماء وطلابهم يؤمنون احتياجاتهم اليومية من هذا الطريق، وبعد حصول الفرج والحصول على مقدار من الأموال يسارعون لدفع قروضهم..

وقد أدار سماحته حياته مع صعوبات كثيرة، وقد وُوجِهَ بقروض كثيرة لتأمين احتياجاته الأولية، وفي الموارد التي كانت قيمة القروض ترتفع جدا كان يصبح عاجزاً عن طلب قرض جديد، ولكن ليس هناك طريق آخر يخطر في الذهن غير الإقتراض مجدداً، ولكن في بعض الأحيان كان الأشخاص الطيبون والمؤمنون يشاهدون هذا الواقع في وجهه، ولإعطائه الجرأة والتقليل من الضغوط الداخلية التي قد تسببها القروض، كانوا يقولون له لا تزعج نفسك بما يتعلّق بهذه القروض، إذ أن الكثير من العلماء والأصدقاء فتحوا حساباً لهم في هذا المكتب وعليهم قروض كثيرة، وأنت كذلك يمكنك أن تأخذ كل ما تحتاجه لتأمين احتياجاتك وان شاء الله تُحلّ المشكلة..

شاب في محفل أساتذة النجف الأشرف

بعد ورود سماحته إلى جلسات بحث خارج الفقه والأصول لآية الله العظمى السيد الخوئي قدس سره، كان يتلقى المطالب بشكل جيد بسبب القابلية والمؤهلات التي كان يملكها، ولأن عادة العلماء والطلاب في دروس بحث الخارج هي ان يدونوا المطالب الأصلية والمهمة للبحث أثناء إعطاء الدرس ثم يعملون على توضيحها وتنظيمها فإن الذين تلقوا الدرس بشكل جيد يكملونه بواسطة التدوين، وبعد مدّة يحولونه إلى الأستاذ للنظارة والتقييم، وإذا حصل لدى كاتب من الطلاب مشكلة أو إشكال يطرحه في الحاشية، وأحياناً كان بعض الطلاب الأذكياء والمنتخبين في نفس الوقت الذي يتلقوا فيه المطالب يدرسونها لآخرين تحت عنوان تقرير..

وقد بدأ سماحة آية الله العظمة الروحاني دام ظله بعد مدة قصيرة من مشاركته في دروس خارج سماحة آية الله العظمى السيد الخوئي قدس سره بدأ بتقرير تلك الدروس، ومثل أستاذ جلس في مقعد التدريس وكان يدرس البحث ذاته بدقة كبيرة لمجموعة من الراغبين، ومن هذه الجهة أيضاً تولدت لديه رابطة خاصة بينه وبين آية الله السيد الخوئي قدس سره، وهكذا فقد أدت قدرة سماحته إلى جذب أستاذه أكثر من أي وقت آخر لأن الطالب الذي يقوم بتقرير دروس خارج أستاذه بهذه الطريقة بدون شك فإنه يتمتع بمقام علمي عالٍ، بالإضافة إلى هذا العمل الصعب فقد التحق منذ فترة الشباب بهيئة أساتذة النجف الأشرف، وبقي مشغولاً بالتدريس والتحركات العلمية حتى أخرجوه من تلك الديار..

http://www.imamrohani.com/arabic/sira/01.htm
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML