* * * لا أتصور أن يأتي يوم تدار فيه شئون العالم من روسيا أو ألمانيا أو حتى اليابان ، وذلك لسبب بسيط وهو صعوبة لغتهم والتي لا يستطيعون من خلالها غزو العالم،ومخطيء من يظن أن غزو العالم يحتاج الى أسلحه بيولوجية أو حتى اسلحة اعتيادية بل أن غزو اي بقعة على وجه الأرض يحتاج الى " نشر ثقافة " الغازي في أرض المغزو وتعد اللغه من العوامل الرئيسيه لذلك بجانب العلم وتليهما العادات ، وأقرب مثال على ذلك ما نشاهده في حياتنا اليوميه فالكلمات الانجليزيه تتواجد في اي حوار رسمي أو غير رسمي بل ان الحوار العربي يكتب في بعض الاحيان بلغة انجليزيه والتي تستخدم في الدردشه وهي من أنواع الهزيمه النفسيه ربما، والتي فرضتها تطورات التكنولوجيا علينا فقمنا بترديد مصطلحات تنطق بألفاظ انجليزيه كالكمبيوتر والتلفزيون والموبايل ... الخ ، ومنذ زمن ليس بقصير اعتدنا على سماع كلمة الو المشتقه من Hello عند رفع سماعة الهاتف وهو واقع فرضه علينا "جراهم بل" مخترع الهاتف، واذا قارنا الدول الصناعيه بأمريكا سنجد لعامل اللغه دور في بسط هيمنتها... والولايات المتحده الامريكيه لا تملك لغة رسميه ولكن اللغه الانجليزيه تعد بمثابة اللغه الوطنيه لها والى جانبها توجد لغات أخرى تنتشر فيها كالاسبانيه والصينيه والفرنسيه والالمانيه كادت احداهم ان تكون لغة رسميه للبلاد حين اجتمع الرواد الاوائل لمناقشة الدستور الامريكي وصياغة وثيقة الاستقلال فاتفقوا على ان تكون اللغه الانجليزيه هي الرسميه وكانت تنافسها بذلك اللغه الالمانيه.! أي أننا بدلا من أن ننطق I love you كدنا أن نقول Liebe dich !! وواضح ان طريقة نطقها خاليه من الرومانسيه !! ما يعني ان نشر ثقافة امريكا كادت تحتضر وتموت يوم ولادتها لو لا تدخل جون آدمز و توماس جفرسون وتأييدهما لاختيار اللغه الانجليزيه كلغه رسميه للبلاد. وأثناء مشاهدتي لفيلم Tokio Drift رأيت مجموعه من الشبان اليابانيين ولكنهم بلباس وثقافه أمريكيه وهو دليل هيمنتها على العالم من مشرقه الى مغربه فلباس الجنز يكاد ان يكون اللبس الرسمي في مختلف أنحاء العالم كما أن الانجليزيه الامريكيه هي التي تنافس لغتي "الضحك والبكاء" في شتى بقاع الارض ، أما البرجر والكنتاكي والبيبسي فهم من المأكولات والمشروبات الرئيسيه على كوكب الارض سواء ان كنا في الشرق الاوسط أو شرق آسيا وأوروبا والامريكيتين واستراليا وأين ما ذهبت في افريقيا ، ومن المضحك ان نسمع عن نجاح دول في سرقة اسرار النووي واليورانيوم والجرثومه لكنا لن نسمع عن تسريب لسر خلطة البيبسي والكنتاكي !! ورغم ان الهنود والعرب والصينيون هم الاكثر انتشارا وهجرة هنا وهناك، الا اننا لم نسمع عن فرضهم لعاداتهم في دول آخرى مع اني لا أنكر انتشار "البراتا" بيننا محليا، وأستغرب فوز شركة اسرائيلية لانتاجها أقراص الفلافل الموضبة في علب كرتونية للتصدير رغم كون الفلافل عربيه ولكن ربما هو دليل آخر على تعاسة المجتمع الذي لا يستوي فيه الذين يعلمون والذين لا يعلمون !! فنحن لا نشجع طلبة العلم أو اصحاب المواهب و ندعمهم ولكنا نصفق للاعبي الكره ونستقطبهم من دول لاتينيه وافريقيه ونقوم بتجنيسهم رغم ان الحاصل التعليمي لديهم دون الصفر وهو الامر ذاته مع الرقاصه والفنانه والتي "تسوى" الف خريجه جامعيه وحتى من يتوظف منا بمؤهلاته العلميه يجد فوقه من الخواجات حتى لو تحصيله العلمي " الله يعلم عنه " والفرق شاسع لو قمنا باحتضان الجامعيين بتخصصاتهم في المجالات التي نحتاجها لتطوير ذاتنا والارتقاء بدولنا وتجنيسهم بدل تجنيس لاعبي الكره !! لكننا نهوى العيش بعشوائيه ولمصحلة البعض علينا ان نرضخ للتوفل والــ اي سي دي ال المفروضات علينا ومع دخول التقنيات الحديثه للمساجد أخشى من يوم يطالب فيه امام المسجد بشهادتي توفل واي سي دي ال كذلك !!