إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-17-2009, 10:30 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,613
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

حول ظاهرة توظيف "الفتوى" لأغراض التجاذبات السياسية

الدكتور راشد الراشد

تمثل الفتوى ركنا أساسيا في حياتنا لما تمثله من رمزية ومكانة كقناة وصول لإحكام الله تعالى وتشريعاته .
وفي عالم التجاذبات السياسية بين الفرقاء سواء من هم في سدة السلطة والحكم أو من هم في خارجها يتم اللجوء إلى الفتوى والدين لتحقيق أغراض سياسية صرفة ولتحقيق مكاسب على الأرض على الخصوم او المنافسين في ساحات العمل الوطني .
وهنا الغاية لا تكون محصورة في حال مثل هذه الفتوى الحرص على الغايات السامية للتشريع السماوي وإنما يذهب بإتجاه غايات ربما تكون بعيدة كل البعد عنها .
في ساحة العمل الوطني الجميع يستخدم القيم العامة كالعدالة والمساواة ولغة الحقوق العامة بنفس الدرجة ويتجاوز ذلك إلى حدود أن بعض الفرقاء لايرى أي بارقة أمل في تحقق أي من مضامين هذه القيم بدون وجوده على رأس هرم العمل الوطني .
وربما يرى بعض اطراف العمل الوطني كالسلطة أو بعض القوى الوطنية المعارضة مثلا بأن وجود شخوصها هو الطريق الوحيد لتحقيق العدالة والتنمية والمساواة وغيرها من القيم العامة التي لا يختلف عليها احد ، وأنها الحارس الأمين لتلك القيم دون سواها من الأطراف والجهات حتى ولو كان كل اولئك ينتمون إلى نفس الوطن ونفس الدين والعقيدة وربما المذهب .
وفي السنوات الأخيرة حيث نمت الروح الدينية فقد جرى استغلال الدين بصورة فارقة في العمل الوطني . وتسابق في ذلك الجميع من بينهم الأطراف التي بيدها السلطة والسيطرة على مخانق الحكم حيث لم تجد بدا من الإعتراف بأهمية تأثير الدين والعقيدة في قلوب الناس الذين تهوي أفئدتهم لكل شيء يتصل بالدين .
واستطاع الأسلاميون بفعل ذلك أن يحققوا إنجازات ضخمة في ميادين العمل الوطني ، وانتزعت الإعتراف بحق وجودها . وهو انجاز كان من الصعب تحققه فيما مضى من الزمن ، وهو ما كاد ليتحقق لو لا حالة الصحوة الدينية التي اجتاحت الأمة في مختلف بقاع الأرض بفعل عدد من العوامل الموضوعية والتي نحن لسنا هنا بصدد تحليل اسبابها ومناقشتة تجلياتها في هذه العجالة ، إلا أن من الواضح بأن هناك عدد من العوامل تضافرت لتجعل من قوة الحالة الدينية مهيمنة في في فكر وعقل الناس . والتي على أثرها اصبح الحالة الإسلامية قوة يحسب لها ألف حساب .
ودخل الأسلاميون الحركيون في أتون معركة الصراعات السياسية حاليا وهم يتحركون وخلفهم قوة شعبية هائلة تسند مواقفهم وتوجهاتهم في مختلف مناح الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والثقافية والفكرية والعلمية .
وقد أجاد الأسلاميون استغلال الحالة الوجدانية هذه في تحقيق مكاسب على الأرض . رغم أنها لم تأتي من فراغ وإنما جاءت نتيجة عطاء وتضحيات جليلة وبلا حدود .
ولكن في طليعة ما تم توظيفه لتحقيق تلك المكاسب "الفتوى" ، وفي سبيلها قام الإسلاميون بإستخدام "الفتوى" حتى في التجاذبات السياسية .
وفي تقديرنا بأنه قد تمت عمليات توظيف "للفتوى" بطريقة تم فيها تضليل الناس والغاء عقولهم من التفكير عندما تعتمد بعض القوى الإسلامية على إخراج بعض المواقف والرؤى السياسية وكأنها تمثل الدين والعقيدة في الصميم والجوهر . وبهذه الصورة يتم التوظيف بصورة بشعة لما تشكله من خطورة على خلط الأوراق بين ما هو عقائدي وبين ما هو خاضع لإجتهادات البشر .
والحقيقة فأن بعض القوى الإسلامية التي تقوم بإستغلال الدين من خلال توظيف "الفتوى" لأغراض التجاذبات السياسية وتحقيق المكاسب على الخصوم والمنافسين إنما تقوم بعمل خطير على العقيدة .
كما يكشف توظيف "الفتوى" لتحقيق مثل هذه المكاسب عن روحية متعالية ، حيث تتعاطى مع جموع الناس وكأنهم مجرد قطعان من الخراف يمكن توجيههم في أي إتجاه . فبالفتوى تراهن مثل هذه القوى لإسكات وإخراس الجموع التي قد يكون لها رأيا وتوجها مخالفا وتكون ظلما فادحا بالذات عندما يجري توظيف الفتوى في المساحات الإجتهادية المشروعة .
فعند إطلاق "الفتوى" خاصة في المجالات الإجتهادية المشروعة تتم في حقيقة الأمر عملية مصادرة لحق الناس في التفكير وبناء الرؤية وصناعة الموقف واتخاذ القرار . وهي جريمة خطيرة ينبغي محاصرتها والحيلولة دون استغلالها بما يسىء إليها .
إننا نخذل الدين والناس عندما نصدر فتوى تحرم ممارسة سياسية يوما وتحرمها يوما آخر تبعا للأهواء وتحقيق المكاسب . ونحن بهذا السلوك إنما نقوض العقيدة من موقعها لتكون مصالحنا الحزبية والفئوية والشخصية هي المحور والأساس .

كما أن من المظاهر السيئة لإستخدام الفتوى لأغراض التجاذبات السياسية هو عدم الثقة في إيمان جموع الناس حيث يتم النظر إليهم بأنهم قد يفكرون في إتجاه مغاير أو معاكس .
وتكمن الخطورة هنا في تصوير المخالف في مساحات الإجتهادات المشروعة ولو بصورة غير مباشرة على أنه خارج "الشريعة" و"العقيدة" ومخالف لأوامر الفقهاء والعلماء .
وفي هذا تجني فاضح على الحقيقة وتجاوز سافر على مشروعية توظيف الفتوى لأغراض التجاذبات السياسية حيث لايمتلك أي طرف الوصاية على "الدين والعقيدة" . والواقع بأن مسألة "الفتوى" لم تعد صناعة محصورة على طرف دون طرف آخر . فالجميع على حد سواء يستطيعون الحصول على الفتوى بما يتماشى مع رؤيتهم وخطتهم واهدافهم وبرنامجهم السياسي . فللجميع مرجعيته . وقد لخص هذه الفكرة سماحة الأمين العام لحزب الله عندما قال بأن الفتوى بضاعة مزجاة لمن يريد . فالذي يريد المقاومة يستطيع أن يحصل على الفتوى كما أن الذي يريد المضي في مشاوير ودهاليز التسويات هو الآخر يستطيع الحصول على الفتوى .

هناك خطر فادح على الدين عندما يتم استغلال الحالة الوجدانية للناس تجاه الدين بإصدار الفتاوى لأغراض التجاذبات السياسية . فهو يسيء في إقامة فهم وبناء وعي وبصيرة بين الدين والعقيدة من جهة وفقهاء الأمة من جهة أخرى لما ينتج عن ذلك من مفاهيم خاطئة وغير سليمة . فهو يؤثر تأثيرا مباشرا على حركة الوعي لدى الناس وبما يؤثر سلبا على كل من النشاط الديني والوطني .
والحقيقة بأن الجميع يعملون وفق مرجعياتهم ولاينبغي فرض رؤية اجتهادية إحادية على الساحة ،
واذا كنا من أجل حل المسائل الوطنية وتحقيق المكاسب ضد الخصوم السياسيين والفرقاء والمنافسين بطلب الفتاوى فلسنا بحاجة فعلا إلى سوى تشكيل لجنة من ممثلي الفقهاء وبيوت الإفتاء في وطننا وتطرح عليها موضوعاتنا السياسية والإجتماعية والفكرية والثقافية والبيئية والأمنية ، لتقوم بمناقشتها وعرض توصياتها على الفقهاء وبيوت الإفتاء التي ترجع إليها وبالشكل الذي يناسبها لصياغة الفتوى وفقها وانزالها في الساحة معلبة جاهزة لا تحتاج لا إلى عناء المؤسسات السياسية او الفكرية او الاجتماعية او البيئية وغيرها كثير وتفكيرها ولا إلى طرحها وتسويق آليات عملها . وهنا نكفي الناس شر البحث في متاهات موضوعاتها والتحديات التي تعصف بكل واحدة منها .. وكفى المؤمين شر القتال ..
وهذا ما لا ينبغي أن نرتضيه للعقيدة اولا ولأنفسنا ثانيا وللناس عامة ثالثا .
إن إطلاق الفتوى يضع جموع الناس في حالة من الحرج والخلط بين الفتوى الإلزامية القاطعة التنفيذ والطاعة وبين رأي الفقيه ووجهة نظره مما يقبل المناقشة فيها والمخالفة. إننا نقلل من مكانة الفقهاء والفتوى في آن معا عندما نعرض هذه الآلية المقدسة في شؤونا اليومية بالذات في المساحات الخاضعة للإجتهاد البشري في كل مرة تكون الموضوعات المطروحة على الساحة في الواجهة كالإنتخابات البلدية او البرلمانية وغيرها .
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
""""""""مطلوب لكزس lx570 الدفع كاااش """""""""" محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 07-19-2010 03:50 AM
"""""""""""""""""""""""""""فساتين زفاف راقية ومميزة """"""""""&am محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 07-13-2010 12:00 AM
"سيتي" يصدر تصنيفات إيجابية لـ "إعمار" و"الدار" و"العربية" و"الخليج الأول" محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 09-29-2009 01:20 PM
ظاهرة "محيرة" تتوقع "يوم القيامة" في 21 ديسمبر 2012 محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-18-2009 04:30 AM
"""""للبيع باترول سوبر سفاري موديل 99 ديزل """"""""" محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 04-28-2009 02:40 PM


الساعة الآن 09:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML