إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: حلمت اني قتلت شخص لا اعرفه (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم الغائط (آخر رد :نوران نور)       :: هدية الذهب في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: رؤية صديقي في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير رؤية الشوك في المنام للمتزوجة (آخر رد :نوران نور)       :: برامج الرشاقة السعيدة (آخر رد :دارين الدوسري)       :: استمتع بأناقة وأسلوب فريد مع كابات بي كاجول (آخر رد :نادية معلم)       :: تفسير حلم ضياع حذائي (آخر رد :نوران نور)       :: افضل وصلة بلوتوث للسيارة,احدث وصلة بلوتوث للسيارة,ارخص اسعار وصلة بلوتوث للسيارة (آخر رد :بوابة الصين العربية)       :: رقم خدمة عملاء Humax: الحل الأمثل لاحتياجاتك ومتطلباتك (آخر رد :مصطفيي)      

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-24-2009, 03:40 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,613
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139


إخواني الأعزاء من أعضاء وزوار هذا الصرح الشامخ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لقد شاهدت جزءاً من برنامج ممتع للغاية على قناة المجد الوثائقية, بصفتي أحد المشاركين بها, وقد فاتني مشاهدة أكثر من ثلثي البرنامج فبحث عنه في موقع قناة المجد الوثائقية على الإنترنت
قناة المجد الوثائقية فوجدته ولله الحمد, وهذه هو النص المكتوب:

( المعلق: هو معلق البرنامج)

(إهداء خاص لأخينا وخبيرنا خالد العتيبي)


المعلق:
هذه قصة نظام مناخي يؤثر تقريباً على أي شخص في الكرة الأرضية.


ساندي تودوب:
"إلنينو" هو أعنف وأقوى عاصفة قاتلة على الأرض.


رود سال:
إنها مسألة موت أو حياة، الخوف من تأثير "إلنينو" كبير جداً.



المعلق:
في كل ظهور له يقع آلاف الضحايا، ينشر الأمراض ويغير التاريخ. وهو يعرف باسم"إلنينو". لقد تطلب العلماء أكثر من مئة عام لاكتشاف قوة "إلنينو". لكنهم الآن يقومون باكتشافات جديدة تتعلق بالإعصار. يخشون أنه يتغير وأنه يصبح أقوى. وفي المستقبل سيحدث كمية هائلة من الفوضى. الأسوأ هو أننا ملامون.
تعيش "جنيفر سيغريف" على شاطئ "لاغونا". الطقس مميز جداً لان الشمس مشرقة ليلاً ونهاراً. لكن ربيع العام 98 كان مختلفاً، تعرض جنوبي كاليفورنيا لانهمار الأمطار الغزيرة ليلاً ونهاراً. أخيراً عشية الثالث عشر من شهر شباط بدا أن الأرض لم تعد تحتمل.
كانت "جنيفير" في بيتها مع زوجها "غلين". خشية من انزلاق الأرض، اختبأ في بيت أحد الجيران.



جينفير سيغرايف:
أذكر بوضوح أنني كنت أجلس قرب "غلين" وأشعر بالسعادة لأننا بأمان. وعندها سمعنا صوتاً مدوياً، و أذكر أنني شعرت بخوف كبير لأنني كنت أسمع أصواتاً تقترب منا.



المعلق:
بدأت الأرض المشبعة بالمياه تنزلق نحو الوادي وحدث انهيار رهيب.



جينفير سيغرايف:
كنت جالسة على الكنبة وفجأة رميت من النافذة، النافذة في الطبقة الثانية وهبطت إلى التلة نحو النهر وحاولت أن أرفع رأسي لأتنفس ولم أتمكن من ذلك، وأدركت أنني كنت سأموت. لم أفكر أنني سأعيش.



المعلق:
"جنيفير" و "غلين" قذفا من البيت لمسافة نصف ميل في قعر الوادي.



جينفير سيغرايف:
أذكر أن شيئاً أمسكني برجلي وأوقفني، وأنني كنت أصرخ طالبة النجدة.



المعلق:
وصل المسعفون لاصطحاب "جنيفير" والضحايا الآخرين إلى المستشفى.



جينفير سيغرايف:
لم أكن أريد أن أذهب. أردت أن أبقى وأبحث عن "غلين"، لم يكن قد تم العثور عليه بعد.


المعلق:
لم يعرفوا شيئاً عن "غلين" حتى اليوم التالي.



جينفير سيغرايف:
في الصباح التالي اتصلوا بي وقالوا أنهم عثروا على جثة، وأذكر أخي "جودي" الذي دخل من الباب، باكياً وعندها فعرفت أنه قد مات.



المعلق:
لم تكن قصة "جنيفير" و "غلين" الحدث المخيف الوحيد الذي وقع ذلك العام. بينما كانت كاليفورنيا ترزح تحت أعباء الفيضانات، كانت مدينة "كوينزلاند" في استراليا تواجه مشكلة معاكسة. كان الجفاف التام قد أدى إلى إفلاس فلاحين مثل "رود سار". مئات من قطيعه أصابها العطش والجوع الشديدان.


رود سال:
الجفاف الرهيب كان مهلكاً، كان علينا أن نقتل عدداً من الحيوانات في بعض الأيام، ولم يكن لدينا الوقت الكافي لنعود ونحرقها أو ندفنها، لذا كنا نكتفي بتركها هناك. وبعد فترة كانت الروائح تنبعث.


المعلق:
أخيراً لم يبقَ أمام "رود" أي خيار غير أن يبيع مزرعته. كان هذا الاختبار مشتركاً في كل أنحاء استراليا الشرقية.


رود سال:
في كل المدن كان الناس محبطين، يائسين ومهزومين. وطبعاً كان ثمة أشخاص انتحروا، لم يكن من حل لهذه الفاجعة والمخرج الوحيد كان أسوأ طريقة.



المعلق:
لم يقتصر الأمر على كاليفورنيا وأستراليا، فمن نيسان العام 97 حتى أيار عام 98 بدا أن الطقس أصبح غريباً في كل أنحاء العالم. كانت الفيضانات تغمر البيرو وكينيا. الحر الشديد في إندونيسيا تسبب بحرائق هائلة في الغابات، مما تسبب بظهور غيمة كبيرة من الضباب أدت إلى غرق عبارة وتحطم طائرة.
كان الجفاف شديداً في شمالي الصين وجنوبي إفريقيا. حملت الأمطار الغزيرة أمراضاً كالملاريا إلى إفريقيا، وثلاثين ألف إصابة بالكوليرا إلى البيرو وحدها. لكن أسوأ فيضانات منذ مئات الأعوام ضربت أوروبا الوسطى وأدت إلى وفاة خمس وخمسين شخص في بولونيا، وستين في الجمهورية التشيكية.
بالنسبة إلى العالم كانت الفترة الممتدة من نيسان عام 97 إلى أيار عام 98 مرحلة من عدم الاستقرار، كما لو أن الطقس أصبح غير متوقع في كل العالم. لكن العلماء كانوا يعرفون أن هذه الأحداث التي تبدو عشوائية، كانت مترابطة.
معرفة كيفية ترابطها كانت قصة تقصٍ علمي اكتملت على مر مئات الأعوام. وفي النهاية اكتشفوا واحدة من أقوى القصص في الطبيعة.
تبدأ القصة في البيرو حيث لآلاف الأعوام شهد صيادو الأسماك على ظاهرة غريبة. عادة يكون ساحل البيرو من أغنى مناطق الصيد في العالم. تسبح فيه ملايين الأسماك، ولقرون خلت كانت الأسماك من أهم الموارد لدى سكان البيرو. لكن أموراً غريبة وغامضة كانت تحدث، فقد كانت الأسماك تختفي.

مايكل غلاتنز:
لاحظ الصيادون البيروبيون أن مياهاً دافئة جداً كانت تغمر ساحل البيرو. وعندما لاحظوا هذا، كانت الأسماك التي يلتقطونها عادة تختفي.



المعلق:
وسرعان ما أدركوا أن هذا الأمر لا يؤثر على الأسماك وحدها، ففي الوقت نفسه كان ثمة تغيير جذري في المناخ.



مايكل غلاتنز:
على الأرض كانت الأمطار الغزيرة تنهمر. كانت النباتات تنمو على أرض قاحلة جافة في أكثر صحارى العالم جفافاً عند الساحل الغربي لأميركا الجنوبية، لكن فجأة من وقت إلى آخر كانت تصبح خضراء.



المعلق:
وكان ثمة أمر آخر، كان يحدث دائماً في وقت واحد سنوياً.



مايكل غلاتنز:
كما أنهم لاحظوا أنه أمر موسمي، يبدأ عند الميلاد ولهذا يدعونه "إلنينو"، وهي كلمة تعني الطفل في اللغة الإسبانية.



المعلق:
وبدا أن "إلنينو" كان يأتي دورياً فكل ثلاثة أو خمسة أعوام كانت المياه الباردة عند ساحل البيرو تستبدل بالمياه الدافئة. هذا ما أدى إلى تساقط الأمطار في الصحراء وسبب أضرارا ًفي صيد الأسماك.



مايكل غلاتنز:
الأسماك التي كانت معتادة على المياه الباردة كانت تختفي، فمنها ما كانت تنزل إلى الأعماق ومنها ما كانت تموت ولا تتوالد.



المعلق:
في كل مرة كان "إلنينو" يبقى 12 أو 18 شهراً.



مايكل غلاتنز:
وصف العلماء "إلنينو" في البداية عام 1980 كمشكلة بيروبية غريبة، لم تكن مشكلة أحد آخر، فهم لديهم هذا الأمر المحلي الغريب وعليهم أن يعالجوا هذا الأمر.


المعلق:
بالنسبة لشعب البيرو كانت مسألة خطيرة للغاية، منذ مئة عام كان "جيلبرت والكر" عالماً بريطانياً ذا شأن. كان هوسه الفريد هو ما سمح له بأن يكون أول من تمكن من إدراك ماهية "إلنينو". كان "والكر" يبحث عن معنى يتعلق بالرياضيات في كل شيء. حلل ديناميكية التزحلق، أذهله البمرنغ، ووضع معادلات ليصف حركتها، وهذا ما فعله أيضاً بالنسبة إلى تحليق الطيور. حتى أنه درس فيزياء آلة الفلوت وغير تصميمها.
كان علمه بالرياضيات عام 40 أمام أكبر امتحان. في نهاية القرن التاسع عشر كانت الإمبراطورية البريطانية تسيطر على العالم. لكن كان ثمة مشكلة في أهم مستعمراتها: الهند.
كان كل محصول الهند وكل الاقتصاد يعتمد على الموسم السنوي للأمطار الغزيرة. لكن في عام 1877 هبت الريح الموسمية ولم ينجح الموسم، وأدت المجاعة الناتجة إلى وفاة خمسة ملايين شخص.
عندما تكرر الأمر عام 1899 قررت الحكومة البريطانية أنه لابد من التحرك. اعتقدوا بوجود طريقة لتوقع هبوب الريح الموسمية وطلبوا من "جيلبرت والكر" أن يجدها.
بالنسبة لـ "والكر" كان الأمر يتعلق بالرياضيات، إذا تمكن من إيجاد أنماط مناخية كان بإمكانه عندها أن يتوقع هبوب الريح الموسمية، لتحقيق هذا الهدف أدرك أن عليه أن يبحث في مكان خارج الهند.



ساندي تودوب:
أدرك أنه لتوقع هطول الأمطار في الهند كان عليه أن ينظر إلى الأحوال الجوية من مكان أبعد في الكرة الأرضية، لذا جمع كل بيانات الطقس من كل البلدان في العالم.



المعلق:
بحث "والكر" في سجلات بلدان بعيدة مثل استراليا، موريتيوس، زانزجبار وجنوبي أميركا. كان يبحث عن علاقات بين الطقس في مختلف أنحاء العالم. لكن الأعداد والأرقام كانت كثيرة جداً، أكثر مما هي في حركة التزحلق أو في طيران العصافير.
كان "والكر" مغموراً بكمية المعلومات الهائلة، كان عليه أن يقوم بتحليلات كثيرة. أخيراً حصل على فرصة غير متوقعة.
مع بداية الحرب العالمية الأولى عاد العديد من العمال البريطانيين في الهند إلى أوروبا للمشاركة في الحرب. تم تخفيف الوظائف الإدارية في المكتب الهندي، ووجد "والكر" نفسه مع مجموعة من العمال الهنود من دون أية خبرة. فعلمهم كيفية الترابط الإحصائي، وأرسلهم للعمل على كمية المعلومات الهائلة التي تكدست عنده.
حوّلهم إلى حاسوب بشري، ومن هذه الإحصاءات بدأ يظهر نمط ما، وكانت كل الأمور تتعلق بالضغط الجوي.



ساندي تودوب:
خلال هذه الدراسة لاحظ أنه مع ارتفاع الضغط الجوي في وسط المحيط الهادي، كان ينخفض فوق إندونيسيا وشمالي أستراليا والعكس تماماً. كما لاحظ غياب التوازن في الضغط الجوي بين المحيط الهادي الوسطي وإندونيسيا ولاحظ أن هذا الأمر يحدث كل ثلاثة أو خمسة أعوام.



المعلق:
في العادة كان الضغط منخفضاً قرب آسيا، ما يؤدي إلى تساقط الأمطار وهبوب العواصف في إندونيسيا، بينما كان مرتفعاً قرب أميركا الجنوبية مما أدى إلى طقس جاف في البيرو. لكن مثل"إلنينو"، كان هذا النمط يتكرر كل ثلاث أو خمس سنوات. أطلق عليه "والكر" اسم الترجح الجنوبي. لقد كان مفهوماً ثورياً، فالمناخ في جهتي المحيط الهادي، حيث تفصل بينهما آلاف الكيلومترات، كان في الواقع مرتبطاً بعضه ببعض.


مات هدلستون:
الأمر المذهل بشأن عمل "جيلبرت والكر" كان أنه من أوائل الأشخاص الذين فكروا بشكل واسع، وربطوا الطقس ببعضه في مختلف القارات.



المعلق:
حتى أنه أظهر رابطاً مع الريح الموسمية. فعندما كان الترجح الجنوبي ينعكس، كانت الريح الموسمية تنحسر. لكن أحداً لم يدرك أن هذا الاكتشاف سيحول في أحد الأيام مفهومنا لـ"إلنينو". كان الناس ببساطة يرفضون هذه الفكرة.



مات هدلستون:
واجهت هذه الأفكار التي طرحها "غيلبرت والكر" موجة من الانتقادات في ذلك الوقت؛ لأن الناس لم يدركوا أن الطقس والمناخ في منطقة من الأرض قد يكون مرتبطاً بمنطقة أخرى وقد بخسوه حقه.



المعلق:
كانت أفكار "والكر" سابقة لعصرها، فتم نسيان هذا الرجل ونظرياته. تطلب الأمر مرور خمسين عام قبل أن يتم الاعتراف بعبقرية "والكر". الأمم المتحدة هي التي أدت إلى ظهور الدليل الجديد في قصة "إلنينو". عام 57 أعلنت عن خطة حولت معرفتنا بالمناخ، دعيت " السنة العالمية للجيوفيزياء".



مايكل غلاتنز:
قررت الأمم المتحدة أن تنظر إلى المحيطات، الغلاف الجوي والأرض وأن تعرف أكثر عن كوكب الأرض.



المعلق:
كجزء من هذه الخطة المهمة وضعوا سلسلة من العوامات في المحيط الهادي. كانت الفكرة تقضي برؤية التغيرات في حرارة المحيط. وتبين أن العام 57 كان عاماً مناسباً لقياس مستويات الحرارة في المحيط الهادي.



مايكل غلاتنز:
الأمر المثير للاهتمام هو أنهم بالصدفة، اختاروا فترة كان "إلنينو" ناشطاً خلالها. كان ذلك عام 57 و 58 كانا أهم فترة في القرن العشرين. بالصدفة تمكنا من الحصول على بعض المعلومات حول "إلنينو" وتأثيراته.



المعلق:
بالنسبة للعلماء كانوا يأخذون القياسات بينما ضرب "إلنينو" ساحل البيرو، وكما كان متوقعاً، وجدوا أن حرارة البحر قد ارتفعت. لكن بينما نظروا إلى معلومات من عوامات أخرى في المحيط وجدوا شيئاً آخر.



مات هدلستون:
في المرة الأولى اكتشفوا أن التغيرات في المحيط الهادي الشرقي للبيرو لم تكن محلية لكنها أثرت على كل المحيط الهادي. و في هذه المستوى يصل عرض المحيط الهادي إلى ستين ألف كيلومتر، وتفاجئوا لرؤية مدى حجم "إلنينو".



المعلق:
لقد كان اكتشافاً أساسياً. لم يكن "إلنينو" مجرد ظاهرة محلية تقتصر على البيرو، إنما بدا أنه يمتد عبر المحيط الهادي. سرعان ما أدركوا أنه بينما ارتفعت حرارة المياه في ساحل البيرو، كانت تنخفض حرارتها في الجهة الأخرى من المحيط الهادي.



مات هدلستون:
اكتشفوا أن المياه في البيرو تكون عادة باردة في المحيط الهادي الشرقي، ودافئة في أستراليا وإندونيسيا والمحيط الهادي الغربي. عندما يضرب "إلنينو" ترتد الطبقة الدافئة وتتحرك في المحيط فتظهر المياه الدافئة في البيرو والمياه الباردة في غربي المحيط الهادي.



المعلق:
لكن مثلما حدث مع اكتشاف "والكر غيلبرت" قبل نصف قرن، لم يدرك أحد أن هذه التغيرات قد تكون جزءاً من نمط أكبر. كانوا بحاجة إلى تفكير مبدع.
في فترة الستينات كان "جاكوب بركنيس" رئيس دائرة الأرصاد الجوية في جامعة كاليفورنيا. قضى حياته يدرس الطقس وكانت مهاراته مفيدة جداً.



مايكل غلاتنز:
في منتصف الستينات قدم "جاكوب بركنيس" بعض الاستشارات للجنة التُن، فقد أراد أعضاؤها معرفة أفضل الأماكن لاصطياد التن، وأفضل مواقع لتناسله، وتفاعله مع ظروف الطقس.



المعلق:
أخذ "بركنيس" هذه المهمة بجدية وجمع كل المعلومات اللازمة حول المحيط الهادي والطقس المحيط به. بين كل هذه المعلومات كانت تلك التي قدمتها الأمم المتحدة عن "إلنينو" من عام 57 وبحوث "جيلبرت والكر".



مايكل غلاتنز:
فجأة لمعت فكرة في رأسه، وربط "بركنيس" بين التغيرات في حرارة سطح البحر والتغيرات الكبيرة في الغلاف الجوي فوق المحيط الهادي.



مات هدلستون:
كان أول من لاحظ أن "إلنينو" قد يكون مرتبطاً بالدورة التي اكتشفها "جيلبرت والكر"، أي بالتغيرات الجوية وأدرك أنه نظام مترابط.

المعلق:
كان "بركنيس" قد استعمل خياله، للمرة الأولى ربط بين ظاهرتين منفصلتين، "إلنينو" في المحيط الهادي، والترجح الجنوبي لـ "جيلبرت والكر" في الغلاف الجوي.
أدرك "بركنيس" أنهما جزء من نفس النظام العام. تحت ظروف عادية تبقى المياه الدافئة في الغرب وتهب الرياح عبر المحيط الهادي من الشرق إلى الغرب. هذا يحدث منطقة من الضغط الجوي المنخفض حول إندونيسيا، مما يؤدي إلى تشكل الغيوم وهبوط الأمطار.
لكن عندما ينشط "إلنينو" تنقلب المعايير كلها. يتغير اتجاه الريح وتتجه المياه الدافئة نحو البيرو، حاملة معها الضغط الجوي المنخفض والأمطار. وحركة الضغط الهوائي والمياه الدافئة تحمل معها الفيضانات إلى البيرو والجفاف إلى استراليا.
في الواقع كلما قارن العلماء الطقس في العالم ببيانات سابقة عن "إلنينو"، أدركوا أنه ترك آثاراً في كل مكان.



ساندي تودوب:
لهذا السبب أهميته كبيرة، فنحن نعتقد بوجود ظاهرة مناخية عامة. الجفاف في إندونيسيا وغينيا الجديدة، فيضانات في المحيط الهادي الشرقي، وتعقد عمليات الصيد هناك، عواصف كبيرة في كاليفورنيا، ريح موسمية هندية منحسرة، جفاف في بعض مناطق جنوبي إفريقيا، وفيضانات في مناطق أخرى من إفريقيا، سبب "إلنينو" فيضانات في أوروبا وبريطانيا، لا يوجد أي مكان آمن.



المعلق:
أدرك العلماء الآن أن "إلنينو" ترك آثاره في كل أنحاء العالم، فقد غير أنماط المناخ العادية، مسبباً الموت والدمار والأمراض. ومع هذا الاكتشاف كانت فكرة جديدة. إذا كان "إلنينو" يستطيع أن يخلف هذا الدمار والفوضى في المجتمع المعاصر، فلابد أنه كان أكثر تدميراً للحضارات القديمة. وسرعان ما وجدوا أدلة على مدى تأثيره المدمر في السابق.
منذ ألفي عام كانت حضارة عظيمة تحكم الساحل الشمالي للبيرو، وكانت تعرف بالـ "موش". بنى شعبها أهراماً ضخمة من الطين، صنعوا حلى مذهلة، صمموا فخاريات مدهشة. ثم فجأة، قرابة العام 650 قبل الميلاد بدا أن هذه الحضارة اختفت بكل بساطة.
بالنسبة لعلماء الآثار كان هذا لغزاً منذ وقت طويل. كيف يمكن لحضارة متطورة وقوية أن تختفي نهائياً بشكل مفاجئ؟ ولأن "إلنينو" ترك أكبر آثار قرب البيرو، تساءلوا إذا ما كان قد لعب دوراً في زوال حضارة الـ "موش". كانوا بحاجة لمعرفة أين كان "إلنينو" قرابة العام 650 قبل الميلاد.
الرجل الذي أعطى الجواب كان عالم الجيولوحيا "لوني تومبسون". عام 80 ذهب إلى جبال الأنديز ليثقب في حفر جليدية و هذه الحفر هي ما كشف نمط تحركات "إلنينو" في الماضي.



لوني تومبسون:
ما دامت الحرارة تحت درجة الصفر، تسجل حفر الثلج هبوط الثلج سنوياً وقد تعطيك منظاراً ومعلومات عن آلاف الأعوام.


المعلق:
تكون الجليد من طبقات من الثلج المتراكم منذ آلاف الأعوام. عندما كان جافاً كانت الطبقات رقيقة ومليئة بالغبار، وعندما كان رطباً كانت الطبقات سميكة وواضحة.
من خلال قياس الغبار في الجليد تمكن "روني تومبسون" من تحديد السنوات العادية والسنوات التي نشط فيها "إلنينو". وعندما وصل إلى العام 600 قبل الميلاد قبل اختفاء حضارة "موش"، وجد ما كان يبحث عنه.




لوني تومبسون:
إذا نظرنا إلى الغبار في هذه الفترة الممتدة بين عامي 565 و 600 قبل الميلاد، فستدل على وجود "إلنينو" ضخم جداً، والفرق أنه كان أكبر من أي إعصار آخر رأيناه في السنوات الخمسمائة الماضية.



المعلق:
أظهرت الحفر الجليدية جائحة مناخية، "إلنينو" هائلاً، وعندما حقق علماء الآثار ببعض مواقع حضارة الـ "موش"، وجدوا أدلة على أن مدنهم قد دمرت بالفياضانات. عندما حددوا تاريخ هذا الدمار وجدوا أنه وقع قرابة العام ستمائة قبل الميلاد في وقت حدوث "إلنينو".
عندما أدرك العلماء مدى قوة "إلنينو"، بدأ بعض المؤرخون بملاحظة تأثيره بشتى الأشكال على الأحداث التاريخية. في الثورة الفرنسية مثلاً قيل أن "إلنينو" تسبب في شتاء أوروبي قارص أدى إلى مشاكل في المحاصيل وتجمد الأنهار، وكانت النتيجة أن ثار الفلاحون العاطلون من العمل.
وبدا أن الأسطول الإسباني لم يهزم على يد البحرية البريطانية وحسب، بل حدث ذلك بسبب "إلنينو" من عام 87 و 89، الذي ادى إلى تغير ظروف الهواء لغير صالح الأسطول الإسباني. حتى أن "إلنينو" كان سبباً في غرق سفينة "التيتانيك" التي اصطدمت بجبل جليدي في طريقها بعد أن سبب "إلنينو" بطقس بارد جداً في شمالي المحيط الأطلسي.



مات هدلستون:
منذ إعصار "إلنينو" الضخم الذي واجهناه عامي 97 و 8 وكان الأكبر في القرن الماضي، بدأ الناس يربطون كل الأمور بـ "إلنينو"، كل شيء، فإذا مات الكلب يلومون "إلنينو"، إذا خسر سوق العملات، يلومون "إلنينو"، وأعتقد أن هذا الناس قد تمادوا في هذا الأمر.

المعلق:
لكن هذا لا يعني أن "إلنينو" قد يستبعد من كونه سبباً لكثير من الحوادث. توحي الأبحاث الجديدة أن حدثاً آخر على الأقل، في التاريخ ممكن ربطه ب"إلنينو" وإذا كان هذا صحيحاً فإن هذه رسالة مخيفة.
منذ أربعة آلاف سنة كانت مدينة "أور" الكبيرة تسيطر على الشرق الأوسط، وكانت مركز إمبراطورية في بلاد ما بين النهرين.

ريتشارد غروف:
قصة مدينة "أور" قصة حزينة، فقد كانت "أور" مدينة تضم بين ستة وعشرة آلاف شخص. كان الناس يكتبون، يجمعون الضرائب، و كان مجتمعاً متطوراً مقسوماً بين طبقات ووظائف مختلفة، يعتمد على الزراعة والري. لكن قرابة العام2100 ق م انهارت المدينة.



المعلق:
انطلق المؤرخ "ريتشارد غروف" ليكتشف ما أدى إلى دمار "أور". الأدلة الحسية قليلة جداً، لكن ثمة مصدر مهم للمعلومات.
المتحف البريطاني في لندن يضم مجموعة من الألواح الطينية القديمة التي تمثل تفجع ونواح مدينة "أور"، وتوثق دمار المدينة.



ريتشارد غروف:
هذا يوم مهم بالنسبة لي لأنني سأقابل د. "إيرفنغ فينكل" الذي يعتبر أهم خبير بألواح الطين السومرية، يمكنه أن يقرأ النصوص ونعتقد أننا قد نتمكن من الإجابة على بعض الأفكار الموجودة لدينا عن دمار مدينة "أور".


إيرفينغ فينكل:
صحيح، هذا أفضل ما يمكننا أن نفعله، التفجع والدمار في "أور"، كل هذه الأمور مكتوبة باللغة السومرية طبعاً وهي أقدم لغة وأصعب لغة اكتشفها علماء الآثار. قليلون في العالم هم من حاولوا قراءة السومرية، في الواقع يمكن أن نعدهم على أصابع اليد.



ريتشارد غروف:
أريد أن أتمكن من معرفة الأحداث المفجعة التي أدت إلى تدمير المجتمع الذي كان قائماً. أيمكنك أن تشير إليها وتترجمها لنا؟


إيرفينغ فينكل:
تريد معلومات مهمة، لنلقي نظرة هنا. نعم، لدينا هنا في اللغة السومرية، وهذا يعني أن العواصف تجتمع لتبعد قوة الأمطار الإلهية المزعومة. هذا السطر الأول، إنما في الواقع هذا اللوح متضرر جداً، القضاء على كل ما في الكون، تدمير مملكة "أور"، إذ أن هذا يعني أن كل شيء كان سيزول، كل شيء.


المعلق:
بدا أن النصوص تشير إلى سلسلة من الأحداث المناخية التي اجتاحت مدينة "أور".


مواطن:
اجتمع الغبار والرمال في مجاري المياه في مدينتي. . . لا أحد يجازف. . . لقد تكدست جثث الناس، في كل شارع تجد جثث أشخاص ماتوا.



ريتشارد غروف:
من المثير للاهتمام التفاصيل الدقيقة في النصوص، ولدينا معلومات عن قوة العواصف الرملية والفترة التي بقيت فيها، وأنهم بعد فترة طويلة من المجاعة عثروا على الجثث المكدسة بالآلاف.



إيرفينغ فينكل:
أترى الصورة؟


ريتشارد غروف:
إنها صورة صادمة.


المعلق:
مع أن "أور" كانت بعيدة عن المحيط الهادي، إلا أن "ريتشارد" بدأ يتساءل إذا ما كانت هذه الأحداث متصلة بـ"إلنينو".



ريتشارد غروف:
ثمة أشكال مميزة لما رأيناه في ألواح مدينة "أور". مثلاً وصف للسماء المحمرة بالدماء والمليئة بالغبار، وهذا من جراء "إلنينو" ضخم. لدينا وصف لتغير في اتجاهات الهواء يليها جفاف. سفن عالقة في الأنهار بسبب جفاف المياه، ضفاف أنهار مغطاة بالأعشاب، فقد تعطلت أنظمة الري وأصبح الناس عرضة للأمراض، والمجاعة.



إيرفينغ فينكل:
هذا أمر مؤسف حقاً.


المعلق:
عرف أن أكبر "إلنينو" كان أحياناً يؤدي إلى جفاف في الشرق الأوسط . لكنه كان بحاجة إلى أدلة علمية ليظهر أن مدينة "أور" قد دمرت بسبب "إلنينو" في ذلك الوقت. فنظر إلى الحفر الجليدية وأظهرت أنه عند دمار "أور" كان "إلنينو" ناشطاً لكنه لم يكن عادياً.



ريتشارد غروف:
يبدو أن "إلنينو" أدى إلى جفاف على مستوى كبير، وهذا النوع من الجفاف الطويل سجل وجوده في الحفر الجليدية وهي ترتبط زمنياً مع ألواح مدينة "أور".



المعلق:
أوحت حفر الجليد بوجود "إلنينو" هائل، وبهبوب سلسلة منه على مر عشرات الأعوام.



ريتشارد غروف:
من المحتمل أن يصف هذا حصول سلسلة من "إلنينو" على فترة طويلة ربما امتدت لمائة عام، وقد عرف بالإعصار الهائل.

المعلق:
إذا كان ريشارد محقاً فإن دمار "أور" يظهر أن "إلنينو" الهائل قد يتسبب في أضرار هائلة أكثر من أي شيء آخر رأيناه في الأعوام الماضية.
السؤال الذي كان مطروحاً هو هل يمكن أن يتكرر هذا الأمر ؟
أدرك العلماء أنه من الضروري التوقع بما قد يحصل في المستقبل مع الـ "إلنينو". كان عليهم أن يعرفوا تاريخ هبوب "إلنينو" جديد ومدى حجمه. كان هذا سيساعد على إنذار الأشخاص الذين هم في خطر مما قد يواجهونه.



ساندي تودوب:
إذا أمكننا أن نتوقع تاريخ "إلنينو" بدقة وكان ثمة طريقة حقيقية لتوقع قوة كل حدث، عندها سنتمكن من إنقاذ حياة الآلاف من الأشخاص. كما أن هذا سيفيد الاقتصاد بشكل كبير.



المعلق:
ويمكن لوكالات المساعدة أن تستعمل هذه المعلومات، قد يتم إخلاء المناطق المعرضة للفيضانات، ويمكن تكديس الحبوب والطعام حيث يهدد الجفاف.
لكن توقع حدوث "إلنينو" كانت من أكثر المهمات التي واجهها العلماء تعقيداً. كان عليهم مراقبة آلاف التغيرات في المحيط والجو، وكل ما قد يقود إلى "إلنينو".
استعملوا الأقمار الاصطناعية لمراقبة "إلنينو" من الفضاء، وراقبوا حركة الحرارة في المحيطات. وصنعوا مجموعة جديدة من العوامات القادرة على قياس أصغر تغير في الحرارة، والتيارات في المحيطات وملوحة المياه.
في الوقت نفسه كانت طائرات الأبحاث تجول في كل أنحاء المحيط، تراقب التغيير في اتجاه الهواء، الحرارة والضغط، حتى الطائرات التجارية جهزت بمعدات لجمع مزيد من المعلومات.
ثم كان الجزء الصعب، وهو تحليل كل هذه المعلومات، كانت هذه مهمة المراكز الخاصة، حيث واجهوا نسخة موسعة عن المشكلة التي واجهها "جيلبرت والكر".



مات هدلستون:
عندما كان "والكر" يحاول أن يحلل وضع "إلنينو" كان يحاول أن يحل كل هذه المعادلات يدوياً. اليوم مع هذه الحواسيب وقوتها المذهلة يمكننا أن نحل الملايين منها في غضون ثوانٍ. وتم جمع كمية كبيرة من المعلومات من الأقمار الاصطناعية ومن العوامات الموجودة في المحيط، والمنتشرة في المحيط الهادي، ونحن نجمعها مع العلم ومع النماذج وهي تعطينا أساساً لنبني عليه التوقعات المناخية.


المعلق:
يتم وضع ملايين من المتغيرات في نموذج لمعرفة ما إذا كانت ستتفاعل مع "إلنينو". وبعد عدة أعوام من الدراسة والتحليل، تأكدوا أن النتيجة ستكون إيجابية.



مات هدلستون:
أصبحت توقعات "إلنينو" قضية ناجحة، وبينما ننتقل إلى المستقبل سنتمكن من توقع الأحوال الجوية قبل عام.


المعلق:
هذا يعني أننا لن نفاجأ أبداً بوصول "إلنينو" بإذن الله.
حتى إن الأمور بدأت تتطور، فبعض الناس بدءوا يستفيدون من توقعات "إلنينو".
بالنسبة إلى "سيد بلانت" المزارع في "كوينسلاند"، يؤثر "إلنينو" على عمله.



سيد بلانت:
موضوع "إلنينو" مهم جداً، لاشك في ذلك، إنه أكبر ما يؤثر على المناخ في هذا الجزء من العالم. يعتقد بعض الفلاحين أنهم في غضون خمس سنوات سيكون لديهم فرصة في سنوات جيدة، سنة أو سنتين، وعلى الأقل سنتين سيئتين. لذا عليهم أن يستفيدوا من السنوات الجيدة إلى أقصى حد، وعلينا أن نستغل مهاراتنا المناخية لهذا الأمر. لكنني أحاول أيضاً أن أجني بعض المال في السنوات السيئة أيضاً.



المعلق:
لكن "سيد" يملك سلاحاً سرياً.



سيد بلانت:
بدأ اهتمامي بعلم الأرصاد الجوية عندما حصلت على إجازة في الطيران، وأدركت أن توقعات الجو بالنسبة للطيار مهمة جداً، بمثل أهميتها للمزارعين. وفي تلك الفترة بدأ اهتمامي بالمناخ وتأثيراته البعيدة المدى، وبدأت أطبق هذا في الزراعة. وكان هدفي أن أستعمل مهاراتي في المناخ لأبقى متقدماً ومدركاً في كل ما أفعله. ربما يوجد شخص آخر أذكى مني بإدارته المالية لكنني أعتقد أنني الأفضل في هذا الموضوع.



المعلق:
لقد استعمل "سيد" معرفته لعمل إستراتيجية جديدة في الزراعة. يراقب شبكة المعلومات عن قرب بحثاً عن معلومات وتوقعات حول "إلنينو".



سيد بلانت:
بشكل عام أراقب حوالي أربعمائة أو خمسمائة موقع على شبكة الإنترنت، أتكلم إلى العلماء بانتظام، وقد نما عندي حس لعمل النظام المناخي أيضاً. أعتقد أن هذا من الأمور التي تبقيني مطلعاً.



المعلق:
وعندما يحمل "إلنينو" الجفاف، يمكنه أن يبيع القطعان أو يشتريها وفقاً للوضع.



سيد بلانت:
أحاول أن أعمل على بيع القطيع وإرساله إلى الأسواق قبل أن يبدأ الجفاف. وأسعى لأن تنمو المراعي والنباتات عندما يضرب "إلنينو" ويبيع الناس قطعانهم لأن العلف نفذ منهم، وسأتمكن من شراء القطعان بسعر أرخص من العادة، وأفعل ذلك لكي أخفف من خسارتي.


المعلق:
لقد غير "إلنينو" طريقة "سيد" في الزراعة، فالقدرة على التوقع بنجاح بمجيء "إلنينو" أعطت "سيد" الفرصة ليتحضر للأسوأ، ولأن يجني المال من هذا الأمر. لكن إستراتيجيته تعتمد على الدقة في توقعات "النينو".
والآن بات هذا النجاح مهدداً لأن ثمة عامل جديد وغير متوقع يدخل في المعادلة، وهو يهدد بتغيير طبيعة "النينو"، ألا وهو الاحتراز الحراري.



مات هدلستون:
لاشك أن الناس يتركون تأثيراً على المناخ العام وهذا يؤدي إلى ارتفاع الحرارة عموماً.

المعلق:
في الأعوام الخمسين القادمة يعتقد أن الاحتراز الحراري سيرفع حرارة المناخ من خمس إلى عشر درجات، لكن ما يجهله العلماء هو إذا ما كان هذا الأمر سيترك تأثيراً في "النينو".



مات هدلستون:
إذا كان الاحتراز الحراري يؤثر على النينو، فهنالك بضعة احتمالات ممكنة. قد ينشط "إلنينو" بشكل أكبر، قد يتوقف، قد يصبح متواصلاً وتتوقف الدورة. وهذه الاحتمالات تعني تغييراً كبيراً بالنسبة إلى الجماعات في كل العالم.


المعلق:
بدأ العلماء يبحثون عن أية تغيرات في النينو، أية علامات تشير إلى أنه قد يتأثر بالاحتراز الحراري.
كان "روجير ستون" عالماً في المناخ يعمل لصالح الحكومة الأسترالية. قرر أن يبحث في التاريخ الحديث لـ "النينو" ليرى إذا ما كان قد بدأ يتأثر فعلاُ بالاحتراز الحراري. عندما بحث في السجلات المدونة منذ مئة وخمسين عاماً، لم يجد شيئاً مميزاً.



روجير ستون:
هذه خرائط حرارة المحيط على مدى المائة وخمسين عام الماضية. وهي ترينا بوضوح أن وضع حرارة المحيط كان عادياً وأحياناً كانت الحرارة ترتفع، لكن هذا كان يتعادل مع الانخفاض في الحرارة بالمقابل.



المعلق:
كان نمط "إلنينو" نفسه لأكثر من مئة عام، ثم دخل في فترة الاحتراز الحراري وهي آخر خمسين عاماً.



روجير ستون:
منذ عام 50 وخصوصاً منذ العام 70، أصبحت أحداث "إلنينو" أكثر شيوعاً ونرى هذا الاحتراز الذي يسيطر على كل المحيط الهادي المتوسط. وقعت أحداث "إلنينو" في أعوام 82، 87، 92، 97، 2002، كما أنه في الفترة الممتدة بين عامي 91 و 95 لم يتوقف فعل "إلنينو" أبداً، إذا ثمة تخوف من أن يصبح "إلنينو" هو القاعدة بدلا ًمن أن يكون الاستثناء.



المعلق:
يعتقد "روجير" أن هذه التغيرات توحي بأن الاحتراز الحراري بدأ يترك مفعوله على "إلنينو" الذي أصبح يتكرر باستمرار.



روجير ستون:
يبدو أن الاحتراز الحراري يغير التوازن في حرارة البحر في وسط المحيط الهادي. لهبوب "إلنينو"، لا داعٍ لتغيير كبير ولا زيادة كبرى في حرارة البحر، فتغيير نصف درجة أو درجة في الحرارة كافٍ بحد ذاته. إذا تغيير بسيط عبر الاحتراز الحراري في المحيط الهادي الوسطي قد يترك تأثيراً كبيراً على "إلنينو".



المعلق:
السؤال المطروح هو هل ستستمر هذه التغيرات في "إلنينو" مع ارتفاع درجة الاحتراز الحراري؟ وفقاً لـ"مات كولينز" الجواب قد يكون غامضاً. إنه يحاول التوقع بما سيحدث بـ "إلنينو" في المستقبل بعد خمسين أو مئة عام.



مات كولينز:
نستعمل نماذجًا للنظام المناخي على الحاسوب وفيها نصور الغيوم، حرارة المحيط، الحرارة الجوية، تساقط الأمطار وغيرها من الأمور. و نزيد من كمية الغازات المنزلية في هذه النماذج ونحاول أن نعرف ماهية تأثير الإنسان في النظام المناخي.



المعلق:
نموذج "مات" المرسوم على الحاسوب يسعى لاعتبار كل التغيرات التي ستتم من جراء الاحتراز الحراري على الجو والمحيط. ويستعمل هذا للتوقع مستقبل "إلنينو".


مات كولينز:
وجدنا أننا عندما نزيد من الغازات المنزلية في نموذج النظام المناخي، كان النظام يدخل في حالة ثابتة أشبه بحالته عند وجود "إلنينو"، كانت المياه الدافئة التي توجد عادة في الجهة الغربية من المحيط الهادي تتحرك وتنتقل نهائياً إلى شرقي المحيط الهادي وهذا بدل الأنماط الاستوائية لهطول الأمطار.

المعلق:
بدا أن هذا كان يدعم أقوال "روجيرز"، أن الاحتراز الحراري كان يجعل من "إلنينو" القاعدة وليس الاستثناء. لقد كان هذا الأمر سيئاً بما فيه الكفاية، لقد أوحى بتحول قد يحدث وزيادة في حصول موجات "إلنينو" إلى أن يصبح ثابتًا، لكن لم تكن هذه نهاية القصة. كان نموذج "مات" يخبئ أمراً مخيفاً. لقد كانت الحركة مرتكزة على غابة الأمازون الاستوائية.



مات كولينز:
نعرف الآن أن "إلنينو" يرتبط بغابة الأمازون الاستوائية، عندما تأتي موجة "إلنينو" يقل تساقط الأمطار في غابات الأمازون الاستوائية. لكننا وجدنا في هذه البحوث أنه عندما سيتكرر حدوث "إلنينو" بشكل دائم في غابة الأمازون الاستوائية، التي كانت الأمطار قليلة فيها، فهي ستموت نهائياً في فترة خمسين سنة.



المعلق:
عواقب خسارة الغابة المطرية ستكون وخيمة، فهي تؤدي عملاً أساسياً في النظام المناخي العالمي، إذ إن الغابات الهائلة تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو وتساعد في حمايتنا من أسوأ تأثيرات الاحتراز الحراري. فغابة الأمازون لوحدها تمتص نحو عشرين بالمائة من ثاني أكسيد الكربون في العالم سنوياً.



مات كولينز:
من مميزات غابة الأمازون التي نراها حالياً هي أنها تمتص كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون الذي نبثه في الأجواء، وإذا ماتت الغابة فسيتم إطلاق هذا الغاز في الجو مما يضاعف من سرعة التغيرات المناخية. هذا أسوأ تأثير للتغيرات المناخية رأيناه في توقعاتنا.



المعلق:
الاحتراز الحراري سيجعل "إلنينو" ثابتاً وهذا سيقتل الغابة المطرية، التي بدورها ستجعل الاحتراز الحراري أسوأ، ما يؤدي إلى تفاقم وضع "إلنينو". قد يصبح مناخ الأرض عالقاً في دائرة مقفلة، حتى أنه قد يؤدي إلى هبوب إعصار "إلنينو" الهائل الذي ضرب مدينة "أور" منذ أربعة آلاف سنة.



ريتشارد غروف :
دمر إعصار "إلنينو" الكبير مدينة أور ومرحلة أساسية في الحضارة السومرية. عندما نضيف إمكانية الاحتراز الحراري إلى هذه القصة، نصبح أمام احتمال أخطر لتغيير مناخي مدمر.



المعلق:
إنها توقعات مخيفة، لكن ثمة بصيص أمل. نتيجة الحاسوب ليست مؤكدة مئة بالمائة.



مات كولينز:
في دراستنا وجدنا أن ثمة فرصة واحد على ستة لهبوب إعصار "إلنينو" الهائل، الذي قد يؤدي إلى أضرار كبيرة في غابة الأمازون المطرية. واحد من ستة ليس احتمالاً مرتفعاً لكنه حدث ذو تأثير كبير، قد يكون الثمن مرتفعاً على للمجتمع. علينا أن نسأل أنفسنا إذا كنا نرضى بأخذ هذه المجازفة.



المعلق:
المشكلة بالنسبة للعلماء ولنا هي أن لا أحد يعرف بعد إذا كانت نماذج الحاسوب تبخس تقدير خطر التفاؤل الكبير.



ساندي تودوب:
نحن الآن نعيش اختباراً لم يحدث من قبل. نحن ندخل في أراضِ مجهولة، لأننا نرفع من حرارة الكرة الأرضية، لتصبح أدفأ مما كانت عليه منذ ملايين الأعوام. ببساطة نجهل ما قد يحدث، لكنني أعتقد أننا لا نجب أن نغير المناخ الذي نعيش فيه.



المعلق:
لكن ما يتفق عليه العلماء هو أن "إلنينو" قوي جداً وهو حساس تجاه التغيرات المناخية، وأننا لا يمكننا الجزم يقيناً بما ستأتي به الأيام، فالله تعالى وحده هو مصرف وخالق تلك المتغيرات التي تسبب هذه الظاهرة وهو العالم بمستقبلها.

نهاية الموضوع .. بالتوفيق للجميع .. أخوكم \ أبو أحمد

( للحصول على المادة العلمية كاملة - النص + المقطع اضغط هنا )


بحمد الله الموقع يخلو من المحذورات الشرعية (صور النساء والموسيقى) :good:

__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحلتنا العجيبة خربتها عاصفة رماح الرهيبة محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 04-23-2010 05:30 PM
وادي غران وادي فحل وسيل كبير صور محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 02-14-2010 05:50 PM
سيل وادي غران .. فرحة ينغصها التهور !! محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 02-14-2010 01:50 PM
تقرير أمطار الخير .. (وادي غران) محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 11-26-2009 10:20 AM
عاصفة النينيو الرهيبة .. قصص ومبشرات وكوارث !! - وادي غران محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 07-24-2009 02:00 AM


الساعة الآن 10:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML