الإنسان .. كائن إجتماعي .. حقيقة من الصعب إنكارها .. فهو يتأثر بالمجتمع الذي يعيش فيه .. ويكتسب طبيعته من خلال الأسلوب الذي يتم التعايش به في هذا المجتمع .. إحدى هذه الأمور .. التي يتأثر بها الفرد .. والتي تتضح لنا في مجتمعنا خصوصاً .. التقليد .. أو بمعنى أصح .. " اتباع الناس " .. أغلب الناس .. إن لم نقل جميعهم .. تراه قد عمل بفعل أمر ما.. دون أن يعلم حكمه.. أو يفكر حول صحة ما يقوم به .. دعونا نستعرض قوله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا ، وإن ظلموا ظلمنا ، _*ولكن*_ وطنوا أنفسكم ، إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساؤوا فلا تظلموا " -رواه الترمذي - الحديث واضح .. وضوح الشمس .. ولا يحتاج إلى تفسير لكي يتضح معناه .. _" حالي من حال الناس !! "_ كثيراً ما نسمع هذه الجملة في حياتنا اليومية .. بل ربما تكون من أكثر الجمل التي يستخدمها الناس في نقاشاتهم وأحاديثهم اليومية .. البعض منهم .. تراه وقد اتخذ أفعال الناس من " المسلمات " التي يجب التسليم بها والعمل فيها .. بدون أن يعلم حكمها الشرعي .. أو حتى أن يفكر بما يقوم به ! والبعض الآخر .. وللأسف .. يعلم حكم هذه الأفعال وحقيقتها .. ولكنه قد منح لنفسه حق العمل بها من منطلق الحرية الشخصية .. والخضوع للرأي العام .. كثيرة هي تلك الامور .. التي نفعلها .. بدافع أن أغلب الناس يقومون بها .. وماذا أيضاً ؟! الإسراف ؟! الموضه ؟! … أم البدع التي تظهر يومياً في مجتمعاتنا !! أم الجوانب السلبية التي بدأ مفهومها يتغير لدى البعض لتتحول إلى جوانب إيجابية بدعوى التحضر ومواكبة العصر .. سأصمت .. ولنعود إلى حديثه - صلى الله عليه وسلم - : "*_ولكن_* وطنوا أنفسكم ، إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساؤوا فلا تظلموا " .. هذه الجملة .. هي مجمل الموضوع كله .. إن أحسن الناس .. أن تحسنوا .. وإن أساؤوا .. فلا تظلموا .. وأترك لكم الحكم .. ودمتم ..