إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-24-2014, 07:30 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,613
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139



كان جريئاً ببساطة: كشف عن الآي باد بعد إعلان غوغل عن مشروع أندرويد في كل مكان.
عرف الكثيرون أنّ ستيف جوبز كان سيكشف النقاب عن حاسب لوحيّ على الرغم مما قاله لـلصحافي المخضرم Walt Mossberg من صحيفة The Wall Street Journal حينها خلال حديث معه قبل سبع سنوات.
“يبدو أن المستخدمين يريدون لوحات مفاتيح… ننظر حالياً إلى الأجهزة اللوحية ونظن أنها ستفشل”
حقيقة يعرف عن ستيف هذا الأمر مع أنه ليس منتشراً جداً. وجدنا في هايبرستيج هذا الفيديو المميز الذي يبين لحظات مختلفة يغير فيها ستيف رأيه كلياً حول مايتحدث عنه. ممهد جيد لنفهم عقلية ستيف ومشروع آي باد.
لكن ستيف أدرك وبوضوح أنّه إن لم تحاول غوغل أن تربح حرب الهواتف الذكيّة من أوسع الأبواب فإنّه كان سيربحها بقوّة. كان على رئيس قسم أندرويد في غوغل حينها آندي روبن أن ينشر نظام أندرويد على أكبر عدد من الأجهزة ، كما فعل بيل غيتس مع نظام ويندوز، لم يكترث روبن لأيّ المنتجات التي لاقت النجاح الأكبر وأيها كانت أسوأ طالما أنّ منصّة أندرويد كانت تحقق نموّاً مذهلاً . كان على جوبز أن يسوّق لآبل أكثر بهدف تفعيل استراتيجيّة الشركة ــ لتنمو منصّة iOS بشكل أفضل. … عندما تساءل المدراء التنفيذيّون داخل وخارج آبل عما إذا كان جوبز يقترف نفس الخطأ الذي اقترفه مع مايكروسوفت مع أندرويد. ظهر أنّ جوبز يزيد من جمود شركته بالفعل. أنتج جوبز منذ بداية 2010 المزيد والمزيد من منتجات آبل واحتوت على براغي خاصّة ليصبح من الصعب على أيّ أحد أن يفتح منتجاته. ( بدت هذه حركة صغيرة، لكن بالنسبة إلى خبراء التكنولوجيا داخل وادي السيليكون كان لهذه الحركة دلالة كبيرة: كانت إحدى الخطوات التي اتخذتها أندرويد للتقرّب من الزبائن المرونة الزائدة في منتجاتها وبرمجيّاتها وسهولة فتحها وتعديلها)
قد يتخطّى عدد المستخدمين ممن يملكون هواتف أندرويد عدد مستخدمي اي فون، لكن من يمتلك هاتف آي فون سيقتني آي باد بالتأكيد، آي بود ربما وبعضاً من منتجات آبل الأخرى التي تعمل على نفس نظام التشغيل، ترتبط جميع أجهزة آبل بنفس متجر التطبيقات على الانترنت، ما شكّل عامل ربح أكبر لجميع مستخدميها. كان جوبز هو الوحيد القادر على القيام بحركة من هذا المستوى. … هل هناك من متسع لصنف ثالث؟
ظهر الفرق الكبير الذي أحدثه جوبز في سياسة آبل بعد دقائق من كشفه عن آي باد في 27 كانون الثاني 2010. كشف عن اختراعه الجديد للعالم ببطء، كما لو أنّه كان يساعد جمهوره في إكمال أحجية صعبة. عرض صورة لجهاز اي فون ولابتوب اي ماك وبينهما إشارة استفهام، وسأل سؤالاً بسيطاً: “هل هناك من متسع لصنف جديد من الأجهزة بين الاثنين؟” … طرح جوبز في حينها ما بدا جواباً اعتياديّاً لهذا السؤال:” ظن بعض الناس أنّ هذا حاسب دفتريّ. المشكلة هي أن الحاسب الدفتريّ الصغير netbook ليس أفضل بأيّ شكل. فهو بطيء وخصائص العرض فيه منخفضة كما أنه يعاني مشاكل في العمل على أنظمة ويندوز القديمة. ليست أفضل من الحواسيب الشخصيّة بأيّ شيء سوى أنها أرخص ثمناً.”
كان أساس فكرة جوبز غريباً بعض الشيء. أغلب الناس لا يشتري حاسباً شخصيّاً للأغراض التي صممت لأجلها ــ الأعمال المكتبيّة الثقيلة، مثل الكتابة، وتصميم العروض التقديميّة أو التحاليل الاقتصاديّة. غالباً ما يستخدمونها للتواصل عبر البريد الالكترونيّ أو تويتر أو فيس بوك أو مواقع أخرى إضافة لتصفّح الويب واستعراض الوسائط مثل الكتب، الأفلام، المسلسلات والموسيقى وغيرها. قال جوبز أن بإمكاننا أن نقوم بكلّ هذا على جهاز اي فون، إلا أنّ الشاشة كانت صغيرة جدّاً مالم يكن مريحاً أبداً. يمكنك أن تقوم بكلّ هذه الأمور والمهام على الحاسب الشخصيّ لكنّ لوحة المفاتيح ووسادة الفأرة ولّدا بعض الصعوبات أيضاً، وغالباً ما كان قصر عمر البطّاريّة يربطك بمنفذ كهربائيّ معظم الوقت. … كان العالم بحاجة إلى جهاز وسط يجمع أفضل الخصائص بين الصنفين ــ جهازاً” أكثر حميميّة من الحاسب المحمول و بقدرات تتفوّق على قدرات الآي فون بحسب قول جوبز.
أفصح جوبز في النهاية وبعد شرح مطوّل عما كان العالم بحاجة إليه فقال “نظنّ أن لدينا الإجابة.ظهرت بعدها صورة لجهاز آي باد توضعت بلطف بين صورتي الحاسب المحمول وجهاز آي فون. … السؤال الآن: كيف نجح آي باد بين عدد كبير من أجهزة الحاسب اللوحي المنتشرة وقتها؟ لنرجع في الزمن قليلاً.
لم يكن شكل آي باد فقط ما جذب انتباه الناس. تسائل الكثيرون عما إذا كانوا يراقبون أشهر المبتكرين في العالم وهو يرتكب خطأً فادحاً. … كان الحاسب اللوحي أكثر أصناف الأجهزة التي أثارت ازدراء الناس في عالم الالكترونيّات. كان روّاد التكنولوجيا يحاولون أن يتوصّلوا إلى الحواسب اللوحيّة قبل اختراع الحاسب حتّى. حاولوا ذلك مراراً وتكراراً حتى قيل أنّ ذلك مستحيل.
رسم آلان كاي من Xerox PARC – والذي يعدّ نيل ارمسترونغ بالنسبة لهواة التكنولوجيا- مخططات لما سمّاه Dynabook في عام 1968 وطرح رسوماته عام 1972 في ورقة تحت عنوان “حاسب شخصي للأطفال بجميع أعمارهم.” وضعت آبل بعد ذلك رسوماً أوّلية لما أسمته The Bashful في 1983 إلا أنّها لم تنشر هذه الرسوم للعموم على الإطلاق. … كان أول حاسب لوحيّ اجتذب اهتمام الناس من تصميم جيف هاوكينز مبتكر جهاز PalmPilot في أواخر التسعينات. صمم أيضا جهاز GRiD لشركة تاندي Tandy ، والذي أطلقته في 1989.



نموذج The Bashful من آبل والذي عملت عليه شركة فروغ Frog للتصميم (الصورة من Wired)

ظهرت لاحقا شركة GO Corp لاحقا بجهاز EO اللوحيّ في 1993.( ضمّت هذه الشركة في حينها أوميد كوردستاني، أوّل الرؤساء التنفيذيين في غوغل، وبيل كامبل نائب رئيس آبل للتسويق في الثمانينات.) … كشفت آبل عن جهاز نيوتن في عام 1994. تبيّن مع الوقت أنّ هذا الحاسب الكفّي شكّل ما يعرف عنه بمصطلح Edsel: وهي كلمة تستخدم للدلالة على منتج لم يحقق أي نسبة مبيعات. كما أصبح رمزاً لحقبة من تاريخ آبل تميّزت بتراجع كبير في عملها، حين أدار الشركة سلسلة من المدراء التنفيذيين الفاشلين حتى قاربت أن تصل إلى مرحلة الإفلاس، كان مشروع نيوتن أحد أول المشاريع التي ألغاها جوبز حين عاد لإدارة ابل في 1997.
أصبح PalmPilot وأجهزة أخرى شبيهة به شعبيّة جداً على مدى الخمس سنوات التالية إلى درجة لم تضطر آبل للعمل بشكل مكثّف. … كان آخر الجهود المبذولة في مجال الحواسب اللوحية من بيل غيتس في شركة مايكروسوفت في 2002. كان تابلت كيندل من شركة آمازون أفضل مامثّل فكرة الحاسب اللوحي بحلول 2009 – على الرغم من استمرار بيع الحواسب اللوحية من ماركات أخرى -إلى أنه لم يكن تابلت بالمعنى الحقيقي. كان بإمكانك أن تضع عليه الكتب والصحف والمجلات وتقرأها على شاشته باللونين الأبيض والأسود فقط أو شاشة الحبر الإلكتروني.




تجمعت هذه الأسباب مع بعضها لتثير المخاوف لدى جوبز الذي يريد أن يصنع حاسباً لوحيّاً خصوصاً مع احتدام المنافسة مع غوغل. جعل ذلك الحاسب اللوحي المشروع الأمثل لجوبز. … قام جوبز بإعادة تخيّل مفهوم الحاسب الشخصيّ بشكل مختلف كليّاً. مشغّل الموسيقى المحمول والهاتف المحمول كما أنّه أعاد صياغة مفهوم التابلت بجهاز آي باد. كان آي باد قادراً على القيام بجميع وظائف اللابتوب تقريباً. بالإضافة إلى ذلك كان لآي باد ثلث وزن اللابتوب كما كان عمر البطاريّة أطول بثلاث مرات، شاشة لمس مثل آي فون كما أنّه يعمل دون الحاجة لإقلاع في كلّ مرة و دائم الاتصال بالإنترنت.
لم يكن المستخدمون بحاجة لتعلّم استخدام آي باد لأنّه طرح بنفس نظام تشغيل اي فون بالإضافة إلى بعض التطبيقات. … تقنياً، كان لمن يتقن العمل على اي فون أن يعمل على آي بادلكنّ الاختلاف كان كبيرا وفق توقّعات المستخدمين.
صممت الهواتف المحمولة على الدّوام لتتسع داخل الجيب وليتمّ التحكّم بها بالأصابع. لكنّ ا لتحكّم بجهاز يملك شاشة بحجم شاشة الحاسب المحمول تطلب فأرة أو وسادة لمس ولوحة مفاتيح. قال الرئيس السابق للبرمجيّات في ابل سكوت فورستال في أحد الفديوهات في العرض الأوّل لآي باد … أثار آي باد العجب في الناس. ووضعت مجلة The Economist صورة لجوبز برداء راهب وهو يحمل جهاز آي بادتحت عنوان ” كتاب جوبز: آمال،وآي باد من آبل The Book of Jobs: Hope, Hype, and Apple’s iPad”
ما سبب الشكّ والتردد لدى الناس في البداية إذاً؟ … كان جوبز الوحيد القادر على إعادة تصوّر الحاسب وتحدّي المفهوم الشائع عن اللوحياّت بكونه مبتكر الماكنتوش. قال أحد أصدقاء جوبز المقرّبين ” لطالما كره ستيف حقيقة عدم تسلسل أجهزة ماكنتوش – لم يكن الزبائن يتوقون للحصول على أحدها”،” لذلك كنا حريصين أن يحظى آي باد باهتمام الجميع ويكون محطّ أنظارهم.”
إلا أنّ الإنطباع الأوّل وعلى مدى الأيّام والأسابيع الأولى كان فاتراً بشكل لا يعقل. كان هناك غيظ كبير من عدم وجود كاميرا في الجهاز، وعدم قدرته على التعامل مع المهام المتعددة.كان عبارة عن جهاز اي فون لكن أكبر بأربع مرّات. … وقتها قال إريك شميدت من غوغل مجاملاً الصحافة عن آي باد ” لن أعلّق على منتج لمنافسينا”، قال بيل غيتس أيضاً “هل يمكنك أن تقول لي ما الفرق بين هاتف محمول كبير وجهاز التابلت؟”، “أظنّ أنّ الصيحة الحقيقيّة ستكون في جهاز يجمع بين الصّوت، القلم ولوحة مفاتيح حقيقية، سيكون قارئ كتب جيّد، لكن ليس هناك في اي باد ما يجعلني أتمنّى لو أن مايكروسوفت قامت بابتكاره.”

كان أحد أكبر الانتقادات التي ظنّ جوبز أنّه أجاب عنها بنجاح في عرضه الأوّل سؤال: لماذا سنحتاج آي باد؟ … كان للريبة التي انتشرت بين العامّة مبرراً وحيداً، لم ير أحد جهازاً يشبه آي باد من قبل، ولن تباع الأجهزة الأولى منه قبل شهرين. ولأنّ جلّ ما كانوا يعرفونه هو أنّهم بحاجة إلى حاسب محمول وهاتف محمول في نفس الوقت ولوقت طويل فإنّهم لم يروا الحواسب اللوحية من قبل ولم يكونو يرغبون بها.









انتشر الشكّ في نفوس العاملين في آبل أنفسهم، مثل المهندس السابق في آبل جيريمي وايلد والذي عمل على برمجة نظام التشغيل لآي باد واي فون حيث قال في حديث له :”أذكر المرّة الأولى التي رأيته فيها، ظننته جهازاً أتى نتيجةً جهد عبثيّ. في الواقع ظننته جهازاً سخيفاً.” لم يأت كلام وايلد من فراغ فقد كان من بين المهندسين العاملين على مشروع نيوتن في 1990، قبل أن يغادر آبل ليعمل كمهندس أيضاً في شركتي Excite و Pixo. … كان كلّ ما رآه وايلد عندما وقعت عيناه على آي باد جهاز اي فون كبيراً لم يعد يتسع في الجيب. “استنتجت أننا حين نصنع منتجات أكبر فإنّها لا تعود مثيرة لاهتمام النّاس”، رأى وايلد أنّ آي باد عبارة عن اي فون ذي حجم كبير لأنّه كان يعمل بنفس نظام التشغيل وبشاشة لمس كبيرة، إلا إنّه كان يبشر بحقبة جديدة في تاريخ الحواسب المحمولة.

لن تفكّر أبداً بترك هاتفك المحمول لتقتني آي باد، لكنك ستتركه بالتأكيد لتحصل على آي باد. تبيّن لاحقا أنّ الشاشة الكبيرة هي العامل الذي جعل اي باد جهازاً قويّا،على الرّغم من أنّها كانت محطّ نقد كبير في بادئ الأمر. … كانت أهميّة الشاشة الكبيرة واضحة جداً بالنسبة إلى جو هيويت – الذي برمج تطبيق فيس بوك لأنظمة اي فون في 2007 والذي ساعد في كتابة برنامج متصفح الانترنت الشهير فايرفوكس في 2002 – فكتب مقالاً من 900 كلمة على مدوّنته في اليوم الذي تلى إطلاق اي باد قال فيه أنّ آي باد هو أهمّ إنجازات آبل حتّى الآن. ضاق هيويت ذرعاً قبل ذلك بعام بسياسات آبل المتشددة فيما يتعلّق بمتجر آبل للتطبيقات. لكنّ خبرته الطويلة في برمجة التطبيقات لمختلف أنظمة التشغيل كانت تقول أنّ اي باد حلّ الكثير من المشاكل.



أمضيت عاماً ونصف محاولاً العمل على تبسيط موقع شبكة اجتماعية ضخمة على هاتف صغير محمول وبشاشة تعمل على اللمس. كان هدفي الأساسي هو جعل التطبيق مرافقاً لموقع فيس بوك الأساسي، لكن ما إن أصبحت مرتاحاً مع منصة التطوير تأكدت من إمكانية إنتاج نسخة جديدة كلياً من فيس بوك أفضل من الموقع نفسه. من كل المنصات التي عملت عليها خلال مهنتي من مكتبية وويب، لم أحصل على إمكانية رفع المستوى والتحكم بالمنصة وتصميم الواجهات كما حصلت عليها من iPhone iOS. كل هذا كان رائعاً، لكن أمراً وحيداً أبقاني محدوداً، حجم الشاشة الصغير على آي فون.
يشكّل آي باد فرصة رائعة تمكن المطوّرين من إعادة تصوّر كلّ صنف من أصناف أنظمة التشغيل على الحواسب المكتبية وبرمجيّات الانترنت بطريقة مختلفة كليّاً…نهايةً، يمكن للعديد من التطبيقات البسيطة على اي فون أن تصبح أدوات قوية جداً بميّزات كاملة على آي باد، كل ما نحتاج إليه هو ابتكار هذه التطبيقات. …






رحلة إلى قلب عالم الأجهزة النقّالة
كانت رحلة تصميم آي باد من ناحية الصناعة، البرمجيات، والتصميم طويلة جداً على عكس اي فون الذي تطوّر بسرعة كبيرة جداً. ( بدأ مشروع آي باد في 2002 حسب قول جوبز.) … كان العمل الذي بدا الأصعب تقنيّاً ــ تصميم شاشة العرض باللمس المتعدد الموجودة لم يكن بهذه السهولة وقتها، لكن المشكلة الأكبر هي معرفة كيفيّة تصميم ما تبقّى من الجهاز ــ بسيطاً بسرعة كبيرة، وبشكل غريب.
مافعله أحد المهندسين الذين عملوا في مشروع آي باد كان جزءاً مما أعطى وظيفة اللمس المتعدد الشهرة في الأجهزة الأخيرة، بنى جوش ستريكون شاشة متعددة اللمس لأطروحته في معهد MIT . وبحلول 2003، وجد مع ستيف هوتيلينغ وبرايان هوبي (الذين لا زالا يعملان في ابل حتى الآن) طريقة لعرض نسخة معدّلة من الشاشة لطوني فاضل (الذي يعمل في شركة Nest التي اشترتها غوغل). كانت الغاية من العرض وضع فريق عمل الشاشة متعددة اللمس الذي كان معروفاً باسم (مجموعة Q79) ليحصل على جائزة 2 مليون دولار من آبل. … كانت هذه المجموعة بحاجة إلى تحويل الدارة الضخمة المسؤولة عن توجيه أمر للشاشة لتتجاوب مع الإدخالات من الأصابع ــ تتوضّع الآن على دارة منفصلة بمساحة 2قدم مربّع موصولة مباشرةً مع الشاشة ــ إلى رقاقة يمكن وضعها داخل جهاز صغير. جرى العرض على مايرام. عرض الفريق لوحة المفاتيح الافتراضيّة وخصائص التصغير والتكبير بإصبعين المعتمدتين بشكل كبير ف يأجهزة اليوم، وحصل على موافقة فاضل.




كانت المشكلة أنّ قطع التابلت لم تكن قابلة للاستخدام. لم تكن المعالجات اقتصادية في استهلاك الطاقة والتي ستشغّل اي فون وآي باد قويّة بما يكفي لتشغيل البرمجيّات التي ستجتذب الناس. كان التابلت بحاجة إلى قرص صلب للتخزين، الذي شغل حيّزاً كبيراً لأنّ التخزين الصغير كان لا يزال مكلفاً جداً. كل مابقي بعد هذا هو جهاز دون لوحة مفاتيح لم يكن أخف ،أرخص، أو ذا استهلاك طاقة أخف من الحاسب المحمول أبداً. … نسيت آبل المشروع قبل أن يعيد جوبز إحياءه ليأتي بفكرة اي فون، ولم يبدأ حوبز بالتفكير بالحاسب اللوحيّ سوى في 2007 بعد أن ظهر اي فون وحقق نجاحاً باهراً.
لم يكن آي باد ليوجد لولا اي فون. كان صعب التصنيع ومكلفاً ليباع بـ600 دولار في 2007 لم تكن رقائق ARM منخفضة استهلاك الطاقة المطلوبة لصناعة آي بادسريعة بما يكفي لتشغيل جهاز بشاشة كبيرة ولولا وجود العديد من التطبيقات في متجر آبل ماكان المستخدمون ليعرفوا ما سيفعلون به. … لم تتوافر التقنيات المطلوبة حتى عام 2009: توافر أخيراً اتصال انترنت بسرعات عالية، معالجات قوية، وبطاريات قوية كفاية لتجعل من التابلت جهازاً مفيداً. أثبتت خاصية اللمس المتعدد شعبيتها في اي فون، لذلك لم تعد فكرة استخدام لوحة مفاتيح افتراضية لكتابة الرسائل الالكترونية غريبة لأنّ آبل كانت تبيع الكثير من هواتف اي فون، خفضت آبل أسعار القطع لأجهزة التابلت إلى مستوىً مقبول.




السؤال الوحيد الذي بقي دون جواب حين عاد جوبز إلى ابل من عملية زراعة للكبد في صيف 2009 هو: أي نوع من الأجهزة سيكون التابلت؟ هل سيكون مجرّد اي فون بشاشة كبيرة أم هل سيكون له مجموعة مخصصة من التطبيقات التي تجعله مستقلاً عن غيره؟ كان اي فون ميالاً ليجعل من آي باد جهاز اي فون كبيراً في الأساس. كانت فكرته استهلاكيّةً بحتة في ظنّ جوبز. لن تكون قادراً على تحرير المستندات والنصوص عليه وكان أكثر مايخشاه أن يكون مجرّد قارئ كتب الكترونيّة مثل كيندل، الذي أضى عامه الثاني في السوق. ظنّ جوبز أن الناس بدأت تتراجع في القراءة أكثر فأكثر على أي حال. … لم سأحتاجه؟ فيما كان المستخدمون يرغبون في اقتناء حاسب محمول وهاتف ذكيّ، كانت أجهزة التابلت الوحيدة التي رأوها أجهزة لم يرغبوا في اقتناءها.
كان إيدي كيو رئيس قسم اي تيونز وفيل شيلر رئيس قسم التسويق العالميّ في ابل، من بين الناس الذين ساعدوا جوبز في إيضاح فكرته. شجع شيلر جوبز لتعديل نظرته عن “جهاز للاستهلاك” . لو أرسل أحدهم مستنداً أو عرضاً تقديميّاً على باور بوينت، كان مستخدموا آي باد بحاجة للقدرة على تعديله. جعل كيو في أثناء ذلك من مهمته تغيير نظرة جوبز عن الكتب الالكترونيّة. كان تابلت كيندل يحظى بشعبيّة متزايدة أكثر مما توقعت امازون، وكان المستخدمون يحمّلون الكتب بمعدل كبير جداً.




شرح كيو في شهادته خلال جلسة استماع في أحد القضايا المرفوعة ضد آبل في تموز/ يونيو 2013 تطور الكتب الإلكترونيّة على آي باد بهذه الطريقة:
عندما أتتني الفرصة لاستخدام آي باد لأول مرة، اقتنعت كلياً بأنه فرصة كبيرة لبناء أفضل قارئ كتب إلكتروني يراه السوق على الإطلاق. شرحت هذا الموضوع لستيف
بعد عدّة نقاشات عاد إليّ قائلاً
“أظنّ أنّك على حقّ… وبدأ يخرج بالأفكار بنفسه عما أرد أن يفعله وكيف سيكون من الأفضل لو كان آي باد قارئ كتب يحوي متجراً للتطبيقات.”




كانت فكرة تقليد تأثير قلب الصفحة حين تقلّب في صفحات كتاب الكترونيّ في تطبيق iBook، من أفكار جوبز. كما كانت فكرة جوبز أن يتمّ إرفاق كتاب “الدب ويني” مع كلّ طبيق iBook. ظنّ أنّ ذلك سيظهر قدرات تطبيق iBook. قال كيو ” تميّز برسومات زاهية الألوان لم يرها أحد من قبل في كتاب رقميّ” … أصبح من الواضح أنّ الإنطباع الأوّل الذي أحدثه آي باد عند بيع النسخ الأولى منه في نيسان 2010 كان مضللاً. باعت ابل حوالي 450 ألفاً في الأسبوع الأوّل، مليوناً في الشهر الأوّل و 19 مليون في العام الأوّل. تطلّب من آبل ستة أشهر لتلاحق سرعة مبيع جهازها الجديد، وبحلول 2011 تخطّت مبيعات آي باد مشغّلات أقراص DVD ليصبح أكثر الأجهزة مبيعاً في التاريخ.
بدا من المذهل أنّ جوبز شعر بالقلق لصعود أندرويد في 2009 و2010 بعد عام على إطلاق آي باد. تابع أندرويد نموه المذهل إلى أن مبيعات اي فون تابعت تصاعدها كما في البدء. جنت آبل في 2011 مبلغ 33 مليار دولار، ما يوازي مجموع أرباح غوغل ومايكروسوفت مجتمعتين، حيث تخطت مبيعات مايكروسوفت في 2010 لتصبح أكبر شركات التكنولوجيا وفق تقييمات خبراء الأسواق. في 2011 تجاوزت مبيعات Exxon لتصبح كبرى الشركات في السوق. جنت ابل مايكفي من المال في 2011 ــ – 100 مليار دولار – لدرجة أنّها لو أرادت أن تستخدم ذاك المال لتفتتح بنكاً، كانت ستصنّف من بين البنوك الـ 10 الأكبر في العالم. … هل سيكون آي باد جهاز اي فون بشاشة أكبر، أم هل سيكون له مجموعته الخاصّة من التطبيقات التي ستجعله صنفاً مستقلاً؟




أكثر ما كان ملحوظاً أنّه وفي منتصف 2011، كان آي باديثبت أنّه منتج أكثر ثوريّة أكثر من اي فون بحدّ ذاته واي بود أيضاً. غيّر اي بود واي تيونز طريقة شراء الناس واستماعهم للموسيقى. غير اي فون توقّعات المستخدمين من هواتفهم الذكيّة. … ماغيره آي باد هو عالم صناعة التكنولوجيا وقلبه رأساً على عقب. غير طريقة شراء الناس للكتب الالكترونيّة، الصحف، والمجلات ــ كما غيّر طريقة مشاهدتهم للأفلام والتلفاز. كان مجموع الأرباح من جميع الأجهزة التي باعتها ابل 250 مليار دولار أو ما يقارب نصف ميزانية الولايات المتحدة.




جاهد فريق أندرويد في غوغل ليجاري ابتكارات ابل. لكن الخناق ضاق على الفريق في عام 2011. نعم لقد تجاوز عدد أجهزة أندرويد أجهزة آبل أو آي باد مجتمعة، إلى أنّ حجم المنصتين كان متقارباً بشكل كبير، ولم يكن ذلك مقياس الغلبة الوحيد في المنافسة بين ابل وغوغل. كانت آبل تملك الأجهزة الأكثر أناقة بفضل آي باد واي فون حيث كانت توفّر المحتوى الأفضل لهذين الجهازين، كما كانت تملك نظام تشغيل سهل. وكان لديها أفضل منصّة يجني مطوروا المحتوى والتطبيقات المال عن طريقها. … كان حجم المنصتين واحداً تقريباً، لكنّه لم يكن المقياس الوحيد في المنافسة بين غوغل وابل.
فوق كلّ هذا، كان آي باد يجتاح عالم الحواسيب الشخصيّة. كان يتغلغل في مبيعات الحواسب الشخصيّة بنفس الطريقة التي سيطرت فيها مبيعات الحواسيب الشخصيّة على مبيعات الحواسيب الصغريّة والكبيرة Mainframes في الثمانينات من شركات المعدات الرقميّة مثل IBM. كان آي باد الجهاز الثالث في … ترتيبات بعض المستخدمين بالتأكيد، كما توقّع جوبز، لكنّ الكثير منهم قرر أنّه بحاجة إلى جهازين فقط، وبدأوا بترك حاسباتهم التي تعمل على ويندوز مثل إتش بي وتوشيبا ولينوفو بوتيرة متسارعة. ضرب هذا التغيير ديل بسرعة بدأ مايكل ديل مؤسس شركة ديل في 2013 في محاولة حماية شركته.
كان من الملاءم أن تكون ديل الشركة الأبرز بين بقيّة الشركات: حين عاد جوبز إلى ابل في 1997، أعلن مايكل ديل أن أمله ضئيل في تعافي ابل لو أنّه … كان في مكان جوبز، وأنّه كان ليغلق ابل ويعيد المال لأصحاب الأسهم فيها. بدأت ديل رحلتها في عالم صناعة الحواسيب كشركة خاصّة بعد عدة مشاكل مؤخراً.
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القصة الكاملة للمفقودين محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 09-05-2013 12:20 PM
#bahrain 2#14 feb#نسيج | @ZAlshaikh_BH القصة الكاملة لكيفية اعتقال ال محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-17-2012 09:10 PM
#bahrain 2#14 feb#نسيج | @ZAlshaikh_BH القصة الكاملة لكيفية اعتقال ال محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-17-2012 08:30 PM
المفاسد على أشكالها تقع : القصة الكاملة لاختلاسات شركة (عارف) محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 10-28-2011 03:00 PM
القصة الكاملة للخلاف البحريني القطري على ترشيح المطوع محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-16-2009 12:40 PM


الساعة الآن 06:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML