قضت محكمة جنايات دبي أمس، بحبس طالب كويتي ومصادرة السكين المضبوط بتهمة قتل شخص في منزله ، صدر الحكم برئاسة القاضي السعيد محمد محمد برغوث وعضوية القاضيين محمد البطل وسالم القائدي، ورأت المحكمة، عملاً بحقها في تقدير أدلة الدعوى، أنها لا تساير النيابة في أن الواقعة التي ارتكبها المتهم وفقاً لنشاطه الإجرامي وقصده الجنائي، تشكل جناية قتل عمد، بل إن الواقعة تشكل جناية «ضرب مفضٍ إلى موت» لانتفاء قصد القتل في حق المتهم، ومحاكمته بناء عليها، واستفادة المتهم الذي يبلغ من العمر 20 عاماً من العذر القانوني لحداثة سنه، كونه لا يتجاوز الـ21 عاماً في تاريخ الواقعة التي وقعت في نوفمبر الماضي.
وكانت نيابة دبي اتهمت الطالب (ع.ع) (20 عاماً)، بقتل (ب. ج) (35 عاماً)، إماراتي، عمداً، بطعنه أربع طعنات بأداة حادة (سكين طعام) كان يحملها في يده قاصداً قتله، ما أدى إلى وفاته بحسب ما جاء بتقرير الطب الشرعي.
ووفقاً لحيثيات الحكم، فقد استقر القضاء على أن مجرد استعمال سلاح قاتل بطبيعته وإلحاق إصابات متعددة بمواقع خطرة من جسم المجني عليه لا يفيد حتماً قصد إزهاق روحه ولا يكفي الاستدلال بهذه الصورة في اثبات قيام هذا القصد ما لم يتوافر على ذلك دليل يقيني في أوراق الدعوى، وهو ما خلت منه أوراق الدعوى، الأمر الذي تطمئن معه المحكمة إلى عدم توافر قصد القتل في حق المتهم، واطمأنت المحكمة كامل الاطمئنان إلى عدم توافر حالة الدفاع الشرعي في حق المتهم لأنه كان في إمكانه الالتجاء إلى السلطات العامة للإبلاغ عن جريمته، ولم يتعذر عليه ذلك، لأنه منذ الساعة الواحدة والنصف صباحاً استراب في أمر شقيقته وشك بوجود شخص غريب في غرفتها، وترصد له حتى قرابة الخامسة صباحاً، ولم يستعن بأحد الخدم في الفيلا ولا إبلاغ الشرطة، علاوة على استلاله سكيناً من المطبخ وانتظار خروج المجني عليه.
وفي تفاصيل الواقعة التي حدثت في نوفمبر الماضي، أن المجني عليه الذي تربطه بشقيقة المتهم علاقة وطيدة وكانا يلتقيان ويتبادلان المحادثات الهاتفية وتواعدا على الزواج، فاجأها بالدخول إلى الفيلا التي تسكنها في أم سقيم نحو الساعة الواحدة صباحاً للتفاهم حول خلاف وقع بينهما، وعند وجوده معها، فاق شقيقها من نومه وسمع أصواتاً صادرة من غرفتها، فأيقن بوجود شخص غريب عندها، فأخذ في التربص والاختباء والتجول في الفيلا، ثم جاءته شقيقته تطلب منه الخروج معها إلى الصيدلية لإحضار دواء كونها تعاني من آلام في بطنها، غير أنه رفض الخروج، وذهبت شقيقته إلى غرفتها، وتوجه المتهم إلى الفناء الخارجي للفيلا، ثم شاهد نزول المصعد من الطابق العلوي فأسرع إلى المطبخ واستل سكيناً وتوجه ناحية المصعد، فشاهد المجني عليه فسأله عن سبب وجوده في الفيلا وهويته، إلا أن الأخير لم يرد عليه ودفعه وحاول الهرب، ما اضطر المتهم إلى الإمساك به، فدفعه المجني عليه في الوقت الذي استل فيه المتهم سكيناً يحمله وطعنه أربع طعنات متتالية في بطنه وصدره، وعند ذلك حاول المجني عليه القفز من السور للهرب من أمام المتهم، لكنه لم يتمكن وسقط على وجهه داخل فناء الفيلا، فلحق به المتهم وجثم فوقه، واستطاع بعد ذلك أن يتخلص منه ونهض وساعد المتهم على النهوض، ثم لاذ بالفرار وخرج من الفيلا وركب سيارته واتصل بقريبه لمساعدته وتوصيله إلى المستشفى الإيراني، وهناك أجريت له الإسعافات الطبية المناسبة لحالته، إلا أن قلبه توقف وتوفي نتيجة الإصابات الطعنية وما أحدثه من نزيف دموي حيوي غزير في تجويفه.