متابعات - لؤلؤة أوال نشرت وكالة أنباء البحرين اليوم تقريراً حول ازدواجيّة المعايير لدى الإدارة الأمريكيّة، وذلك في سياق تعاطيها مع الثورة في البحرين. التقرير يتناول تحليلاً لتقاريرالباحث في برامج الشّرق الأوسط بمؤسّسة كارنيغي للسّلام الدّولي، فريدريك ويري، حيث نشر تقريراً بعنوان مقاربة أمريكيّة لأمن الخليج. ويقول التقرير الذي نشرته الوكالة بأن هذا التقرير يُمثّل نموذجاً للرؤيّة الأمريكيّة لما يُسمّى بـالإصلاحات في البحرين، وهي رؤية يتلقّاها بعض المعارضين بحفاوةٍ كبيرة، في الوقت الذي تنطوي فيه على خلاصاتٍ استراتيجيّة تنتهي إلى تثبيت النّظام الحاكم الذي تسيطر عليه قبيلة آل خليفة، وإضفاء الشّرعيّة والمشروعيّة عليه. ويضيف التقرير بأن تقارير ويري (تتحلّى) بمقاربتين مزدوجتين، ففي حين تذهب إلى إقامة نقدٍ للممارسات القمعيّة للنّظام، وتكشف عن انتهاكاته لحقوق الإنسان، وعدم انسجامه مع الإطار العام للدّيمقراطيّة، إلا أنّها تجعل ما يُطلق عليه بـالإصلاحات السّياسيّة على خطٍّ واحدٍ، ومتلازمٍ، مع الإبقاء على التّركيبة القائمة لنظام الحكم، مع بعض الضّبط الأمريكي، عبر التّحكم في المبيعات العسكريّة، واللّجوء إلى سياسة النأي بالنّفس للصّمت عن الانتهاكات التي تمارسها سلطات البحرين ضد المواطنين. وبحسب التقرير فإنّ هذه التّقارير الأمريكيّة تنظر إلى الحراك الثّوري نظرةً سلبيّة، وتصفه بعباراتٍ اختزاليّة، وتضعه في دائرة التّناقض مع التّوجه الأمريكي من جهة والنّظام الحكم من جهةٍ أخرى. وتحت هذا العنوان، فإنّ الأمريكيين لا يهمّهم قطْع الجذور الاستبداديّة للنّظام، بل إجراء إصلاحاتٍ شكليّة، لا تُغيّر من جوهر النّظام.ويتابع لأجل التّرويج لهذه السّياسة الأمريكيّة نحو البحرين، يجتهد الباحثون الأمريكيّون في طبْع هذه السّياسة بصياغاتٍ تبدو وكأنها راديكاليّة في التّعامل مع المتنفذين في النظام الحاكم، من قبيل الحديث عن إصلاح القطاع الأمني للنّظام، والضّغط عليه عبر نقد ما يُطلق عليها الأمريكان بـالمتشدّدين داخل العائلة الحاكمة. وينتهي التقرير إلى القول من هذه الزّواية، فإن الخطاب العام للقِوى الثّوريّة يتّجه إلى رفض هذا المنهج الأمريكي تجاه البحرين، ويستندُ ذلك بحسب هذه القوى على حقيقتين، الأولى: الانكشاف التّام لعدم قابليّة النّظام للإصلاح، وأنّ بنيته غير مؤهّلة لاستقبال المستويات الأساسيّة للانتقال الدّيمقراطي الذاتي. والحقيقة الأخرى، هي تأكُّد النّفاق الأمريكي في التّعاطي مع الأحداث في البحرين، وهو ما تبيّن منذ البداية مع إعطاء الضّوء الأخضر للقوّات السّعوديّة للبحرين، في مارس