أصلها ثابت - لؤلؤة أوالبقلم الشيخ عارف ليس الحديث في هذه الأسطر عن صحة خيار (العنف) من عدم صحته في ظروفنا الحالية، وإنما الحديث عن (الخطاب السياسي) حول موضوع (نبذ العنف)، فهذه الإشكالات التي سأسجلها بعد قليل تنسجم أيضاً حتى مع الرأي الذي يلتزم بالسلمية و(نبذ العنف) للوصول للأهداف، فالاشكاليات منصبة أساساً حول الخطاب السياسي، وليس الخيار السياسي. وأشير في البداية أيضا أني غضضت الطرف عن معنى العنف، وما هي الممارسات الداخلة والخارجة عنه.- ملامح الخطاب: في البداية وقبل تسجيل الاشكاليات لا بد أن أشير الى بعض ملامح الخطاب السياسي في البحرين حول موضوع (نبذ العنف): تعدّد المنابر والجهات: فالمتابع للواقع السياسي في البحرين يلاحظ أن مسألة نبذ العنف تصدر من الكثير من المنابر، فالمنابر الدينية ومن أعلى المستويات تركز على (نبذ العنف)، وكذلك المنابر السياسية من جمعيات وهيئات وغيرها، إضافة إلى الرموز السياسية. تعدد المناسبات (التكرار): ومن الملاحظ أيضا أن نبذ العنف يتميّز في الخطاب السياسي بالتكرار في كل المناسبات تقريبا، حتى لا تكاد تجد خطابا سياسيا إلا ووجدت فيه هذه المفردات (نبذ العنف) و(السلمية). تأصيل ديني: ويلاحظ القارئ للخطاب السياسي في بعض الأحيان أن (نبذ العنف) أصبح يُؤصّل له دينيا وقيميا من خلال القيم الإسلامية! خيار استراتيجي: ويستطيع أي قارئ للخطاب من خلال الملاحظات السابقة أن يصل لنتيجة أن (نبذ العنف) و (التمسك بالسلمية) خيار استراتيجي لا يمكن العدول عنه تحت أي ذريعة، بل تجد ذلك تصريحا عند بعض السياسيين بأن هذا (خيار استراتيجي).- اشكالات حول خطاب (نبذ العنف): بعد أن مررنا سريعا على ملامح هذا الخطاب، أسجل هذه الاشكالات السريعة وفقا للملامح السابقة: إشكال منهجي: إنّ التركيز في بعض الخطابات على أن التمسّك بالسلمية، و(نبذ العنف) خيار استراتيجي يتوجّه له إشكال منهجي، وذلك أن العنف ليس مذموما بالمطلق، بل قد يلجأ الإسلاميون إلى خيار العنف قبال أعداء الله وإرهابهم بالعدة والعتاد، وهذا الاستيحاش من لفظة (العنف) ليس له محل في الفكر الإسلامي. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظيمُ) وقال تعالى: (وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمين..) وقال تعالى: (فمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُم) ويقول الامام السيد علي الخامنئي (دام ظله): العنف و اللاعنف لازم و ملزوم طبعاً. في موطن ما