وجوه الثورة - لؤلؤة أوال هم من يرسمون طريق الحرية بتضحياتهم، ويرون المستقبل المشرق ببصيرتهم، وأعينهم كل أعينهم متوجهة نحو الآخرة، هم القادة المضحين الذين يصنعون بدمائهم المستحيل، ويشقون دروب الظلمة بنور الأمل، هم شهداؤنا الكرام الذي كان أحدهم هو مفجر ثورة 14 من فبراير، هو الشهيد علي مشيمع أحد هؤلاء القادة. فجّر المشيمع ثورة 14 من فبراير بدمائه الزاكية، التي سالت يوم الثورة المجيد وأعلنت معها مرحلة الغضب، فبعد أن شحذ عليٌ همته وتزود بالأمل واليقين بالانتصار خرج مع الجموع الثائرة التوّاقة للحرية والمطالبة بالعدالة يوم 14 فبراير 2011، ليستجيب بذلك لنداء وطنه الجريح الذي ظل يعاني ويطلق الصرخة تلو الأخرى من شدة ما وقع به من ظلم وجور، فرأى -علي- طريقه للشهادة ببصيرته، وهزم ظالميه بعدالة قضيته، وأرخص الدم فداءً لتراب وطنه، فلم تكن ترعبه غطرسة الظلم وجبروته، وكان يعلم عن قبح النظام المجرم الذي أذاقه صنوف التعذيب والإستهداف قبل اندلاع الثورة. ساوم عليٌ بدمائه الطاهرة مقابل حريته، وكان دائماً ما يردد قبل شهادته أنه لا يوجد أفضل من طعم الشهادة على أن نكون تحت حكم الظالمين، فخرج لملاقاة ربّه، متوكّلاً على رعاية الله، مقدّماً نفسه قرباناً لوطنه، ومحركاً بدمائه الثائرة هدير الجماهير وجموع الثائرين، وإيمانه بنصر الله هزم جبروتهم، وهو الذي رفع المطلب من إصلاح إلى إسقاط، وقد تثبّت السقف في نفوس أبناء الشعب رغم محاولات ثنيه المباشرة وغير المباشرة. إن الشظايا التي تناثرت على جسد الشهيد المشيمع كانت كل البراكين الهائجة التي ستتهاوى فيها عروش الظالمين -بإذن الله-.