المكان : قصر الافراح

الزمان : ليلة الدخلة..


ظهر عليه الأرتباك ــ ربما ــ أكثر منها ... اطبق عليهما صمت ثقيل
أدرك أن عليه ان يدير هو دفة الحديث .. ...
لكن ما عساه أن يقول ... انعقد لسانه .. رأسه كبئر ناضبة .. غاضت كل فكرة في مخيلته ....
هل يتحدث عن دوري زين السعودي والمباراة النهائية مثلا ؟ .. ام يفتح موضوعا عن شجون الدراسة ؟ .. ام عن الشكل الأخير لموديل الكامري ؟
استسخف كل هذه الخواطر .... شعر بحنق كبير على ذكاءه الذي خذله ــ كعاداته ـــ في أحلك الظروف .. رمقها بنظرة متلصصة خجلى .... تمتم وكأنه يعتذر
ــ قولي شي !
رفعت اليه وجهها المصطبغ بحمرة الخجل .... ونظرت اليه بدهشة لم تقو على اخفاءها ..
أردف متعثرا ببلاهته
ــ يعني ... انا أول مره أتزوج ...... اقصد ... يعني أول مره أشوف وحدة على الطبيعة .. الحقيقة أنني لا ادري ما يجب أن يقال في مثل هذه الليلة !
ــ ........ { ..يا زينك ساكت ..} ...... قالتها في سرها بتململ ..
لا تزال نظراته البلهاء متسمرة عليها ..... غاصت حياء من نظراته المخترقة .
انتبه للحرج الذي خلفته نظراته الفجة ... رفع بصره وسرح به في ارجاء الغرفة .... وقعت أنظاره على بطانة الستارة ... تأملها قليلا ثم تسائل .:
ــ امن هذا القماش تصنع فساتين الزفاف !
رفعت رأسها اليه مدهوشة ..
ــ ...........{ .. اكيد مهوب صاحي هالرجال .... ياربي وش هالنشبه ..} ....

فرك يديه ببعضها .. كحركة تعويضية يداري بها توتره وحرجه ... وأشار بإصبعه ... اشربي العصير ... ثم برعونة رفع الكأس وقدمه اليها ....

ــ شكرا ... همست بخفر وحياء
ــ لا ..... عادي ... وش دعوه
ــ ......... {.. عادي في عينك ....} ... قلدت بينها وبين نفسها .. نبرة سعد الطلحه .... { وينس .. يايمه .. من دونس طفى البيت } ...
نهض قائما بعد لحظات صمت ...
ــ نمشي والا نروح .. ههههه
ــ .......... { ياتسبديه .... وش هالملح .. }...
وقفت قائمة استعدادا للمضي معه ... وهي تدعو الله أن تمضي هذه الليلة على خير




كان هذا حديث الذكريات الذي لا يملان من استعادته ..
قد شبكت أصابعها في أصابعه في لحظة تمازج حميمية .... والسيارة تنساب بهما في الطريق الى الجسر المعلق ....
قالت
ــ كنت ليلتها مصدومة وبائسة .. فكرت ــ بجد ــ في الهرب ... لولا كعب حذائي العالي ....وضحكتْ ... ...
اردفت وهي تتصنع ابتسامة ماكرة ماكره
ــ بل وفكرت في اغتيالك قبل أن يظهر عليك الصباح
قال بهلع وبنبرة مازحة
ــ يا لطيف ...... طيب وهالحين ..! ...
ضغطت على راحته بحنان .... وهي ترمقه من وراء نقابها الفاحم
وقالت بامتنان :

ــ هالحين ....... تسوى طوايفي

" تمت "