مرت سنةونصف على إنطلاقة ثورة 14 فبراير في البحرين ولم تحدث تغيرات سياسية كبيرة علىغرار الثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك في ثمانية عشر يوما ، والثورةالتونسية التي أطاحت بالرئيس بن علي في أقل من شهرين لا أكثر .لا شك منوجود عوامل متعددة ساهمت في تأخر حصول الحسم السياسي في ثورة البحرين – كما حصل فيتونس ومصر – ليس هنا المجال لذكرها .السلطة فيالبحرين تلعب على عامل الوقت وتعول عليه كثيرا في القضاء على الثورة أو على الأقلفي إضعافها ، فهي من جانب تطبق سياسة العقاب الجماعي على جماهير الثورة بممارسةالقتل والاعتقال والتعذيب في السجون ، وبمحاكمات باطلة على رأسها قضية الأطباء ،وبحصار القرى وإغراقها بالغازات السامة والامعان في سياسة التجويع وقطع الأرزاق ،ومن جانب آخر تعمل على كسر إرادة الثورة وجماهيرها ورموزها خصوصا المغيبين داخلالسجون الخليفية .تعتمدالسلطة في إنجاح العامل الزمني على الدعم الاقليمي من دول مجلس التعاون اقتصادياوعسكريا وعلى رأسها المملكة السعودية ، وكذلك على الدعم الدولي خصوصا من الحليفتينالتاريخيتين بريطانيا وأمريكا في حماية الحكم الخليفي من أي محاسبة على كل جرائمهالتي إرتكبها ويرتكبها في حق شعبه .لكن منالملاحظ أن ليس السلطة من تلعب على عامل الوقت فحسب ، يبدو كذلك أن الجمعياتالمعارضة بقيادة الوفاق أيضا تلعب على عامل الوقت حيث لا تبدو في عجله من أمرها فيعملها وتحركها السياسي ، إذ إلى الآن لا تؤمن في تحريك الجماهير على طريقة ثوراتالربيع العربي بل تكتفي بمسيرات لا تخرج عن الإطار التقليدي في العمل السياسي ممالا تؤدي إلى تحقيق الضغط السياسي المطلوب على الحكم الخليفي من أجل التغييروالتحول نحو الدولة المدنية الديمقراطية .واضح أنالجمعيات المعارضة بقيادة الوفاق تعول بنسبة ما على التطورات الاقليمية وما سوفينتج عنها ، خصوصا القضية السورية التي تشهد مراحل متقدمة في أحداثها وتطوراتها .مما يؤخذعلى الجمعيات السياسية المعارضة أنها إلى الآن لا تسعى بصورة حقيقية على أن تكونصاحبة المبادرة والفعل الذي ينتج ضغطا عاليا على السلطة فيغنيها عن إنتظار مبادرةالسلطة بالحوار الذي ستبحث فيه عن مخرج لمأزقها .علىالمعارضة بمختلف أطرافها في هذه المرحلة العصيبة من الثورة في البحرين أن توسع منمساحة اللقاء فيما بينها من أجل زيادة التقارب والانتقال إلى وضع أقوى على مستوىالتسيق بين قوى المعارضة ومن ثم تكوين مجلس وطني أو على الأقل مؤتمر وطني ينظمالحراك الشعبي بصورة أفضل وأكثر فعالية في مواجهة النظام الحاكم في البحرين .إذاالسلطة والجمعيات المعارضة بقيادة الوفاق يعولان على عامل الوقت ، الأول يستند علىالانقسام الطائفي وعلى الدعم الاقليمي والدولي المتواصل ، والثاني يستند علىإستمرار الحراك الشعبي وثورية حركة 14 فبراير وصمود الرموز السياسية القابعة داخلالسجون الخليفية ، وكذلك على التطورات الاقليمية وعلى رأسها القضية السورية ، لكنالطرفان لا يضمنان إلى أين ستتجه التغيرات والتطورات المحلية والاقليمية والدولية، لذلك العامل الزمني ذو حدين لا أحد يضمن إيجابيته ونصرته .
06-11-2013, 09:10 PM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه 
