سلسلة مقالات (أبا ذر الزمان) (ج2)http://albaseera5alresalay.blogspot....13/04/2.htmlمن خارج السعوديةhttp://albaseeraalresalay.blogspot.c...04/2.html**بسم الله الرحمن الرحيم*بقلم/ زئير الكلمة – 4 أبريل 2013** قراءة في صفحات التاريخ:*ها هو الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري (رضوان الله تعالى عليه) يعود إلينا في هذا الزمان ها هي ظلامته تتكرر من جديد.*لقد تعرض أبا ذر إلى أشد أنواع العذاب لا لشيء سوى أنه كان يقارع الظالمين بسلاح الكلمة وقول الحق، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؛ فقد كان يمارس أحد طواغيت عصره الفساد الاقتصادي على أهل الشام في عهد الخليفة الثالث.*وفي المقابل كان أبا ذر يحتج على ظلمه، ويبث روح الشجاعة لدى الفقراء المستضعفين الذين كانوا يعانون الفقر الشديد، ونتيجة لبطش الطاغوت وقدرته على زرع الخوف في أنفسهم أدى إلى استكباره أكثر فأكثر.*كان الخوف هو السلاح الذي قتل به المستضعفين أنفسهم بسكوتهم على الظلم وقبولهم بسرقة أموالهم وأراضيهم مما زاد الشيصباني (الطواغيت والأشرار) بطشة واستكباراً.*ووصلت نتيجة المعارضة التي كان أبا ذر يمارسها إلى نفيه من مدينة رسول الله (ص) إلى الربذة؛ لم يعترض الإمام علي (ع) على قيام أبا ذر (رض) بدور المعارضة على الظلم والجور الذي كان يجري على المسلمين، ولم يقل له بأنه: "كان يزعزع أمن المنطقة" أو "يسبب المشاكل ويشوش الآخرين ضد الدولة الحاكمة"، وحينما وافته المنية قام الإمام علي بتشييع أبا ذر ودفنه وهو منفياً بالربذة، وهذا دليل على تأييد الإمام علي (ع) لعمل أبا ذر (رض).*(مشايعة علي تكفي أبا ذر في الدنيا والآخرة) وهذا دليل على تسديد الإمام المعصوم لدور أبا ذر في مقارعة الظالمين بسلاح الكلمة إلى أن قال له الإمام علي (عليه السلام) في توديعه له:*(يا أبا ذر إنك غضبت لله فارجوا من غضبت له، لقد أوقفوك لدنياهم وخفتهم في دينك، فما أحوجهم إلى ما منعتهم وما أغناك عما منعوك، وستعلم من الرابح غداً) إلى أن قال له (لا يؤنسك إلا الحق ولا يوحشك إلا الباطل).*وهكذا نفي أبا ذر ولحقت به زوجته وابنته فعاشاً وحيدين في وادٍ غير ذي زرع، في تلك الصحراء القاحلة التي لا تقيهم برد ولا حر ولا يمر بها أحد من المسافرين إلى أن قضى نحبه هو وأهل بيته فكانوا فعلاً مثالاً لقوله تعالى:*(وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) "سورة البقرة، آية 177".*إن ما تعرض له أبي ذر (رض) وأسرته لهو من أشد أنواع الابتلاءات التي يبتلى بها المؤمنون قد تصل إلى درجة هلاكه وأسرته، حتى إذا محصوا من البلاء تمحيصاً ازدادوا إيماناً وقرباً إلى الله وصبراً.*كان أبا ذر أنموذجاً من الرجال المؤمنين حقاً الذين (صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) "سورة الأحزاب،آية 23"*لم يكن الصحابي الجليل أبا ذر (رض) معصوماً بالعصمة الكبرى أو الصغرى لكنه كان ممن وعى آيات الله واتبع الهدى حق إتباعه *ولزم الحق وكان درساً بل منهجا واضحاً لكل من يبحث عن الحق ليتبعه. حتى لا يقول الناس نحن لسنا معصومين حتى نتمكن من فعل كما يفعل الإمام فماذا كان أبا ذر إذن؟*إذا كان أبا ذر وهو صحابي جليل الذي كان مؤيداً من قبل النبي (ص) ومصدقاً بالمقولة المشهورة:*" ما أقلت الغبراء ولا أضلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر"*وهي إشارة وتلميح للمجتمع أن أبا ذر لا يقول إلا صدقاً ولا يعمل إلا حقاً وهو ممن يلتزم بالحق واعتراضه على من يعترض عليه ليس من بنات أهواءه بل بإتباعه عقله والحق من النبي (ص)*وقد كان أبا ذر داعياً للأمير (ع) بتكوين أصحاب الأمير وهو من حوارييه وخلص أصحابه غير المكانة العظمى لأهل البيت عليهم السلام، والأمير يعرف أن اعتراض أبا ذر على الدولة الحاكمة في ذاك الوقت لا يتحرك إلا بما يرضي الله لذا كان الأمير يعزز موقفه.** لماذا احتج أبا ذر الزمان ؟؟ ألا تخبروني؟؟*ألم ينطق حين تجرأ أشباه الرجال على انتهاك حرم رسول الله (ص) بضرب النساء الغريبات أمام مرأى من رسول الله (ص)؟ ومرأى العالم أجمع؟ في أحداث البقيع؟ ألم ينطق ويعنفهم لانتهاكهم الحرمات:*أولاً: حرمة حَرم رسول الله (ص).ثانياً: حرمة النساء.ثالثاً: قتل النفس المحترمة وترويع الزوار.*ألم ينطق ويحتج أبا ذر الزمان ويقارع الظالمين ويطالبهم بالإفراج عن الأمم والشعوب المنسية التي قد تعفنت جثث بعضها من شدة التنكيل والعذاب في لجج السجون؟!ألم ينطق ويحتج على قتل النفس المحرمة البريئة الشهيد ناصر؟ بأي ذنب قُتِل الشهيد ناصر المحيشي؟؟ (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ) ؟؟ "سورة التكوير ، آية 8-9"ألم ينطق ويعترض على قتل الشهيد حسن العوجان الذي وافته منيته ليلة مولد الإمام الحسن الزكي (عليه السلام) في شهر رمضان متأثراً بالتعذيب والتنكيل وسوء الحالة الصحية نتيجة لما تعرض له في غياهب سجون الجور؟؟؟ فقتلتم فرحة أمه بخبر الإفراج عنه. أفرجتم بعد تعرضه لجرثومة قاتلة حتى إذا ما عانقت روحه نسائم الحرية واكتحلت عيناه بنظرة من أمه الحانية ، وإذا به احتضن تراب الوطن وسقط شهيداً مسموما بل جثة هامدة.***ألم ينطق حين قتلوا* الشهيد تلوا الشهيد (السيد محمد و السيد علي الفلفل، السيد منيب العدنان، منير الميداني، زهير السعيد، علي القريريص، عصام أبو عبد الله، عبد الله الأوجامي، حسين القلاف، و أحمد مطر).*لم يكن أبا ذر الزمان حاضرا ليشهد مقتل الشهيد العريس الذي خرج كالنمر الغاضب لا تأخذه في الله لومة لائم، يدافع ويلوذ عن رمز من رموز الحق والدين يدافع عن الحق وينهى عن المنكر خرج يرفض ويطالب ويدافع عن النمر الجريح، الشهيد السيد أكبر الشاخوري.*ويا للأسف لم يكن حاضراً ليشهد ما جرى في يوم الأربعاء الدامي يوم الفاجعة العظمى. لم يكن حاضراً ليزئر أمام كل الطغاة الذين انتهكوا وطغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد. هجموا يوم الأربعاء الدامي وهتكوا ستر وحرمة ربات الخدور وقتلوا من قتلوا وجرحوا من جرحوا وراح ضحيتها الشهيد البطل خالد اللباد، الشهيد محمد المناسف، والشهيد حسن آل زاهري.** ألم يدافع ويعترض أبا ذر الزمان على قتل النفس التي حرم الله وسقوط الشهيد تلو الشهيد والشموع التي انطفأت والزهور التي ذبلت قبل حين أوانها فاقتلعتها أيدي الجور والظلام بغتة وغدرا؟؟*ألم ينطق حين حلقت صقور البغي فوق سماءنا ترشقنا بالرصاصِ تلو الرصاص؟؟*ألم ينطق حين صدر ذاك البيان الكاذب الذي زج بأسماء 23 شمعة انطفأت (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً) ولم يبقى منها إلا القليل بسبب الظلم والعدوان؟؟ فأصبحوا لليوم في أرضهم بلا مأمن ولا أمان؟!*ولو كان اليوم بيننا حاضراً ورأى الفعل الشنيع ولو كان اليوم حاضراً ورأى الخطب الفظيع ولو كان اليوم حاضرا ورأى هجوم أصحاب السقيفة على دار المرأة العفيفة في عوام الصمود وقطيف الإباء.*لقد جاء أبناء أصحاب السقيفة في ذلك اليوم يوم الثلاثاء البريء من فعلهم الشنيع، جاءوا في نفس اليوم الذي ماتت فيه أمنا سيدة نساء العالمين غاضبةً عليهم، عائفة لدنياهم، قالية لرجالهم.*لو كان أبا ذر الزمان حاضراً ورأى كيف هجمت شياطين الإنس على دور النساء العفيفات فهتكوا سترهن جهرة كما هتك آباءهم ستر الطهر جهرة، هل كان سيسكت؟؟ ويصفق لهم؟؟ أم كان يزجرهم بزئير الكلمة؟*وماذا سيجري علينا في الغد؟؟ أتأمنون شرهم؟؟ ماذا بعد في هذه الدنيا نعيش من أجله؟؟ إذا ابتلينا ببُهم الرجال؟!! وصار (حاميها حراميها)؟!*واليوم بكل جرأة ووقاحة يصدرون حكم الجاهلية والجور اليوم تأتون تريدون تطبيق حد الحرابة ؟؟ على شيخ الكرامة؟؟*إن حُكمكم هذا باطلٌ جائر ولا شرعية فيه،*أين هي المحاكمة التي لم نشهدها؟؟ وهل كان القاضي يحكم بحُكم الله والمذهب الجعفري الذي يدين به آية الله النمر؟؟ أم يحكم بحكم الطاغوت والشيطان البشري وما تمليه عليه عفاريت الإنس؟؟*إن كنتم جئتم لتطبقوا حد الحرابة يا رجال العدالة؛ تعالوا أولاً ودفعوا حسابكم وفاتورة الدماء الغالية وحاكموا قتلة شهداءنا بكل عدالة ونزاهة، لا تأخذكم في المحاكمة شهوة الملك وسطوة العرش.
__DEFINE_LIKE_SHARE__
04-07-2013, 03:50 PM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه 
