النظام الخليفي يتحفنا في كل يوم بانتهاكات جديدة، فهو "مبدع في تنويع الانتهاكات"، وهذا ليس شيئا جديدا عموما، فعلى مر العصور كانت سياسات الظلمة مطابقة لما يفعل، ولكن حصول هذه الظلامات على أرض الواقع يثير فينا التعجب والذهول لرؤيتنا لها عيانا، وهي حالة طبيعية تجعلنا لا إراديا نسعى لنمحوا هذه الظلامات ونبعدها عنا، وكلامنا هنا سينصب حول أمر آخر عجيب أكثر، وهو خروجنا عن هذه الحالة الطبيعية -الذهول والغضب- بسبب "الدوخة":

عجيب أمر هذا الشعب!!! شعب خرج وأثبت أن يملك قوة كبيرة في فترة، وتبيّن أن هذه القوة فيه مؤقتة أولاً، وغير قابلة للتحديث ثانياً، فالنظام قمع وقتل، ثم قتل وقمع، ثم قمع وجرح، ثم عدّل تعديلات شكلية ممزوجا بالقتل والقمع، ثم صعّد بالاعتقالات مؤخرا بأحداث هو تصنّعها، وبالمقابل يأتي شعبنا "الدايخ" ليضحك ويهرّج بأنهم لن يستطيعوا هزّ صمودنا مهما فعلوا، ويعلّقون بالنكت والمزاح على تلفزيون البحرين وعلى من تكلم من شخصيات النظام، وكأن ما حصل ويحصل عبارة عن مسلسل كوميدي للضحك على كذب الحكومة الواضح، وفي الواقع هم مخدّرون بسبب هذه التصريحات!!!... أصبحت الثورة ودماء الشهداء ليستا عاملين مؤثرين فينا كما السابق، ودليله هذا الخمول الواضح على جميع الأصعدة... أمع تصعيد النظام نصعّد الضحك!!!... شعب دايخ...

شعب البحرين اليوم هم شعب جمعيات وائتلاف، الأُولى لا نعلم ما تريد من كذبها الغير محدود للناس، والثاني نيرانه لا تتعدى المسيرات السلمية وحرق الإطارات والمولوتوف!!! فعاليات تافهة لشعب يُقتَل!!! مسيرة.. اعتصام.. هروب.. تكرار.. توثيق!!! ثم نقول بأننا صامدون ونقاوم هذا النظام بأن نخرج في مسيرات سلمية علنية ليتجهّز لنا النظام بأسلحته!!! تفاهة...


إن كان هذا الشعب يريد إصلاح آل خليفة فلن يكون... هذا تاريخ الظلمة منذ القدم... ومن أراد إسقاطهم فلن يكون بهزّ الأرض بالمشي، وهزّ الجدران بالصوت، وهزّ وسائل التواصل بالكلام... نعم... كل له دوره... ولكن ما يتضح أن توزيعاتنا "غلط، وقياداتنا اللي برا السجن دايخة، والناس تبع لها كأنها منوّمة تنويم مغناطيسي"! وبالنتيجة ستكون الثورة "دايخة"...

هذا هو أغلب شعب البحرين، أما القلة المؤمنة الصابرة فلها مكانتها المحترمة، ولكنها لن تقدّم الكثير في حال تكالبنا جميعا عليها... افتحوا عقولكم لتتحرّروا من عبادة الجهات لتكونوا فعلا شعبا ذا مصدر للسلطات، فالواقع اليوم أنكم بتصرفاتكم هذه أصبح مصدر السلطات في البحرين هم الجمعيات والائتلاف، "وإذا عليهم رحنا ملح"... أليس هذا شعبٌ "دايخ"؟

طبعا لا ننسى أن العمامة هي من أكبر مآسي الشعب الدايخ، فهم لا يعرفون العلماء والفقهاء من غيرهم، ولكنهم يتّبعون أي شخص يلبس عمامة إلا الشيخ المقابي والعصفور كونهما مع النظام، ولا حرج عندهم في اتباع عمائم أخرى إن كانوا يرون بأننا مظلومون، وكأن من يصدِّق على مظلوميتنا ويلبس العمامة يكون عالما وشيخا وفقيها بحق!!!.. شعب دايخ...

شعب يقول بأنه عاهد الشهداء، وسينتقم، وسيسقط النظام، وسيحاكم حمد وخليفة وأزلامهم على جرائمهم... ثم يقولون للنظام رخّصوا لنا مسيرة لنصلحكم، أو ستكون هناك مسيرة في المكان الفلاني في الساعة الفلانية "غصبا عنكم" -يعني عندكم وقت يا نظام.. إحنا بنحشد وإنتوا برزوا أسلحة حق تقضضونّا-.... شعب دايخ حده...

ما الحل؟

لست مهتما بوضع حلول في موضوعي هذا ولو القليل، فموضوعي غرضه المصارحة لا أكثر، فهناك من سيأتي ليدافع عن إحدى الجهتين الآنفتين، أو سيسأل عن شخصيتي الحقيقية، أو سيقول أنني لا يعجبني شيء، أو أنني بطل كتابة، أو غير ذلك، وهو دليل أننا لا نستطيع تطوير الثورة وتقويتها والارتقاء بها للأفضل على مستوى الكلام، فكيف بالفعل؟! هذا من آثار دوخة الشعب وضياعه..

والسلام على من اتبع الهدى..