إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: الأعطال وطرق إصلاح المكيفات المنزلية الأكثر شيوعاً (آخر رد :عمارعمار)       :: برامج الرشاقة السعيدة (آخر رد :دارين الدوسري)       :: تعرّف على أعطال نشّافة الملابس وطرق إصلاحها (آخر رد :عمارعمار)       :: أساسيات التصميم الداخلي لديكور المنزل (آخر رد :عمارعمار)       :: أهم 5 نصائح قبل شراء الأثاث المستعمل (آخر رد :عمارعمار)       :: لقرش في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: حاسبة العمر ميلادي و هجري (آخر رد :mosaweq)       :: تفسير الوزغ في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: تفسيرحلم الخيانة (آخر رد :نوران نور)       :: العقارب في المنام (آخر رد :نوران نور)      

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-11-2009, 02:20 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,613
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

حسن عبدلله - فبراير 1999

1 - من هم ال خليفة .
2 - سبب هجرة العتوب من نجد .
3 - المناطق التي ارتحلوا اليها قبل الكويت .
4 - العتوب والاستقرار في الكويت .
5 - هجرة ال خليفة من الكويت للزبارة .
6 - الزبارة في حكم ال خليفة .
7 - أسباب احتلال ال خليفة للبحرين .
8 - ال خليفة والاستيلاء على البحرين .
9 - البحرين في حكم ال خليفة .
10 - الاحتلال العماني للبحرين .
11 - الاحتلال الوهابي للبحرين .
من هم ال خليفة : -


يرجع ال خليفة تاريخيا لقبائل العتوب التي كانت تشكل حلفا كبيرا يضم اليه أفخاذا كثيرة تنتمي لعدة قبائل هاجرت من موطنها الأصلي في نجد واستقرت على شواطئ الخليج . وقد تحالفت هذه القبائل بعضها مع البعض الاخر وتصاهرت فيما بينها(قاسم 1985م) ، ويعتبر ال خليفة وال الصباح والجلاهمة من أشهر عوائل العتوب الذين ينتمون الى قبيلة عنزة والتي يرجع اليها نسب ال سعود أيضا ، وعلى أساس ذلك تكون العوائل الثلاث (ال سعود وال خليفة وال الصباح ، حكام السعودية والبحرين والكويت على التوالي) ضمن قبيلة واحدة
.
لقد كان العتوب يقطنون منطقة الهدار في مقاطعة الأفلاج في نجد ثم ارتحلوا عنها مع بداية القرن الثامن عشر الميلادي واتجهوا نحو سواحل الخليج .

وتختلف المصادر فيما بينها حول تسميتهم بالعتوب فعلى حين ترى بعض المصادر ان العتوب أخذوا ذلك الاسم من احدى القبائل الكبيرة التي انضمت اليهم(قاسم 1985م) ، ترى مصادر أخرى ان الاسم مشتق من الفعل (عتب)أي ارتحل وقد أطلق عليهم حين عتبوا للشمال أي ارتحلوا الى الشمال والملاحظ ان الرأي الثاني هو الأشهر عند الباحثين كما ينقل ذلك ديكسون (1990م) في كتابه (الكويت وجاراتها) على لسان الشيخ عبد الله السالم الصباح . والذي يبدو ان اسم (العتوب) لم يطلق على هذه المجموعة من القبائل لأنهم عتبوا للشمال ، والدليل على ذلك أمران :

الأول : ان الفعل (عتب) يعني الارتحال والتنقل ومن دون الاشارة الى الجهة ، فقد يكون الارتحال للشمال وقد يكون للجنوب ، كما تؤيد ذلك المعاجم اللغوية .

الثاني : ان الشيخ يوسف البحراني (المتوفى في 1772م) في كتابه (لؤلؤة البحرين) أشار لهذه المجموعة من القبائل باسم (العتوب) حين كان يتحدث عن واقعة وقعت سنة1700م ، ومفاد هذه الحادثة أن العتوب (ال خليفة وال صباح والجلاهمة) هاجموا البحرين فاستنجد شيخ الاسلام في البحرين ب(الهولة) الذين جاءوا وطردوا (العتوب). ومن المعروف تاريخيا أن العتوب لم يخرجوا من الكويت ويهاجموا البحرين. بل انهم قدموا من الزبارة في سنة 1782م ، وهذا يعني ان الهجوم الاول والذي تشير اليه الحادثة المذكورة كان قد وقع قبل الانتقال للشمال و يعني ان اسم (العتوب) أطلق عليهم قبل رحيلهم للشمال .
وعلى أساس ذلك يكون الرأي الراجح هو انهم ولكثرة تنقلهم وارتحالهم من مكان لاخر أطلق عليهم هذا الاسم قبل انتقالهم للشمال . واذا أمعنا النظر في المصادر التي تحدثت عن العتوب نجد انها تختلف في التسمية اذ أن بعضها يشير اليهم باسم بني عتبة في حين يسميهم اخرون بالعتوب ، واخرون بالعتوبيين(أبوحاكمة 1984م).
سبب هجرة العتوب من نجد : -

هاجر العتوب من نجد نحو سواحل الخليج مع بداية القرن الثامن عشر لأسباب اختلف حولها الباحثون فمنهم من يرجع ذلك الى المجاعة او الجفاف الذي أصاب أواسط شبه الجزيرة في منتصف القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر حيث اضطر العتوب وغيرهم من القبائل للهجرة بسبب الجفاف(أبوحاكمة 1965م). البعض الاخر من الباحثين يرجع سبب الهجرة للنزاع الذي وقع بين العتوب وأبناء عمومتهم من بطن (جميلة) من عنزة. وعلى الرغم من أن العتوب نجحوا في التغلب على خصومهم وأخرجوهم من بلادهم الا أن أولئك الخصوم لجأوا الى قبيلة الدواسر حيث تم لهم التغلب على العتوب ونجحوا في اخراجهم من نجد (قاسم 1985م).
المناطق التي ارتحلوا اليها قبل الكويت : -

ارتحل العتوب مع بداية القرن الثامن عشر من صحراء نجد واستقروا في مناطق مختلفة قبل التوجه للكويت ، وقد أجمع الباحثون على استقرار العتوب في قطر ولكنهم اختلفوا في مدة بقائهم فيها ، حيث يرى الدكتور أبو حاكمة (1984م) أنهم استقروا ما يقرب من خمسين سنة استطاعوا خلالها ان يتعلموا ركوب البحر ، ويصبحوا بالتالي أمة بحرية. ولكن الشيخ عبد الله ال خليفة يرى أن بقاءهم في قطر 30 سنة تقريبا (العصيمي 1991م).

ويشير بعض الباحثين الى أن العتوب قد هاجموا البحرين وان اختلفوا في أن ذلك قد حصل قبل الذهاب الى قطر أو بعده ، حيث تؤكد بعض المصادر أن العتوب استقروا في بداية الأمر في المناطق المجاورة للبحرين ثم قرروا مهاجمة البحرين واستطاعوا السيطرة عليها ومن البحرين اتجه العتوب الى قطر واستقروا بها عدة سنوات(قاسم 1985م).

ومما يؤكد ذلك ما ذكره الشيخ يوسف البحراني (المتوفى 1772م) في كتابه (لؤلؤة البحرين) حيث أشار للحادثة التي حدثت بين العتوب والهولة عندما قام العتوب بمهاجمة البحرين فجاء الهولة (بطلب من البحارنة) وأخرجوهم منها. فقد طلب الشيخ محمد بن ماجد (شيخ الاسلام في البحرين انذاك ، الذي كانت له السلطة الدينية في مقابل السلطة السياسية للحاكم) من الهولة النجدة والمساعدة حيث كانت يد حاكم البحرين قاصرة عن رد ذلك الهجوم ، وكان ذلك سنة 1112 هجرية الموافق 1700 للميلاد .
بعد استقرار العتوب في قطر عدة سنوات حصل ان أحدهم قتل رجلا من أهلها سمع منه سخرية به واستهزاء فحل عليهم غضب حكامها الذين أوجسوا منهم خيفة وخشوا استفحال أمرهم فأمروهم بمغادرة البلاد والنزوح عنها ، فساروا قيل ميممين (قيسا) من بلاد فارس ، وقيل بل ذهبوا الى المخراق ولكن لم يطب لهم المقام فتحولوا الى الصبية وهي أرض واقعة شمال الكويت الشرقي وتبعد عنها نحو ستة عشر ميلا وكان حظهم فيها حظهم في سواها فهجروها ونزلوا الكويت (الرشيد 1978م).

ومما تجدر الاشارة اليه ، ان هناك اختلاف واضح حول المناطق التي ارتحل الها العتوب قبل وصولهم للكويت باستثناء قطر حيث أجمعوا على استقرار العتوب فيها، فهناك من يرى أنهم استقروا في الاحساء قبل توجههم الى قطر(الصباح 1986م)، وهناك من يرى أنهم استقروا في البصرة الا ان الدولة العثمانية أرغمتهم على الرحيل من أراضيها بسبب الغارات التي كانوا يشنونها على القوافل المتجهة والقادمة من البصرة فاتجهوا الى الكويت وأسسوا قرية استقروا فيها (العصيمي 1991م).

وبسبب هذا الاختلاف حول المناطق التي استقر فيها العتوب باستثناء قطر كما تقدم ، أو لأسباب أخرى ، ابتعد بعض الباحثين عن هذه الأمور المختلف عليها واقتصروا على ذكر المناطق المتفق عليها عند الباحثين . تقول أمل الزياني (1973م) :"وقد نزل العتوب في طريق هجرتهم من الأفلاج الى قطر ، والتي كانت تخضع لنفوذ بني خالد ، ومن قطر تفرقت الأسر العتبية الى سائر موانئ الخليج لتتجمع من جديد في الكويت " .

العتوب والاستقرار في الكويت :-

لم يستطع الكتاب تحديد تاريخ معين لوصول العتوب الى الكويت ، الا ان المستر واردن warden وغيره من موظفي حكومة بومباي يشير الى ان أسلاف ال خليفة وال صباح وصلوا الكويت في حوالي 1716م ، وبدأوا في ادارة البلد (الزياني 1973م).

يقول فرنسيس واردن warden عضو مجلس بومباي ، ومساعد المقيم في الخليج :"حوالي 1716 دخلت ثلاث قبائل عربية ذات شأن ، هي بنوصباح والجلاهمة وال خليفة ، تحدوها حوافز المصلحة والطموح ، في معاهدة واستولت على بقعة من الأرض على الساحل الشمالي الغربي من الخليج تسمى الكويت ، وكان بنو صباح في ذلك الوقت تحت رياسة الشيخ سليمان بن أحمد والجلاهمة تحت زعامة جابر بن عتبة ، وال الخليفة تحت رياسة خليفة بن محمد" (أبوحاكمة 1970م).

ويشير بعض الباحثين العرب الى ان المستر واردن warden لم يلزم الصواب في بعض النقاط التي تطرق اليها بالنسبة لوصول العتوب للكويت . فمن الثابت ان العتوب لم ينزلوا الكويت دفعة واحدة - كما يرى واردن - ، فبعض الأسر كانت أسبق في الحضور من غيرها (أبوحاكمة 1984م) ، كما ان تاريخ وصول العتوب للكويت سنة 1716م يعد خطأ كما تراه الدكتورة الصباح (1986م) التي قامت بدراسة هذه المسألة مستعينة بالأدلة التاريخية حيث تقول : " ومن كل ما تقدم - من الأدلة - يتضح خطأ المستر فرانسيس واردن وجميع من تبعه من المؤرخين المعاصرين في تحديد وصول العتوب الى الكويت بعام 1716م وان وصولهم كان قبل ذلك وأقرب تاريخ يمكن تحديده لوصول العتوب الى الكويت وتأسيس امارتهم فيها على ضوء ما تقدم من وثائق ومخطوطات ووقائع مادية مؤكدة هو عام 1701م " .

وبعد وصول العتوب للكويت سواء عام 1701م أو 1716م ، اتفقت الأسر الثلاث (ال خليفة وال الصباح والجلاهمة) على تقسيم أعمال ادارة البلد فيما بينهم ، فأوكلت مهمة الحكومة لال الصباح ، ومهمة التجارة لال خليفة ومهمة شئون البحر للجلاهمة . وخشي ال الصباح وال خليفة الذين نصبوا خيامهم في خليج الكويت ، أن يعترض الأتراك ، الذين كانوا يدعون ملكية المكان وكانت لهم قوة كبيرة في البصرة ، على وجودهم هناك ويطردوهم الى حيث أتوا أو يفرضوا ضرائب عليهم . وقرروا في مجلس عقده أهل الرأي بينهم ارسال مبعوث الى الباشا التركي في البصرة لكي يشرح له انهم مستوطنون فقراء نزحوا من نجد البعيدة الى الكويت طلبا للرزق ، وليست في نيتهم أذية أحد . والرجل الذي أختير للقيام بهذه المهمة يدعى صباح . وكان متقدما في السن وله من دنياه الخبرة والحظ فنجح في مهمته (ديكسون 1990م)، ومنحه باشا بغداد لقب قائمقام في عام 1718 . وهكذا برزت أسرة ال صباح من بين تحالف العتوب باعتبارها الأسرة الحاكمة (قاسم 1985م).

ان استقرار العتوب في الكويت ساعدهم في الاستفادة من الموقع الفريد لها ، حيث استفاد العتوب من عوامل ثلاثة : أولها خطوط المواصلات البحرية للشركات التجارية الأوروبية عبر الخليج واليه ، والثاني عدم وجود قوة أخرى في الخليج تستطيع ان تقف موقف المنافسة لهم . أما العامل الثالث فهو وقوع الكويت ضمن أراضي بني خالد . فقد كان أسلوب الحكم عند هؤلاء من العوامل الرئيسية التي ساعدت على نمو التجارة وتوفير الحماية اللازمة للمدن التي قامت وازدهرت في هذه المنطقة (أبوحاكمة 1965م).


هجرة ال خليفة من الكويت الى الزبارة : -

اختلف الباحثون حول الأسباب التي أدت الى هجرة ال خليفة من الكويت ، ونقض المعاهدة القائمة بين الأسر الثلاث (ال صباح وال خليفة والجلاهمة) ، وبالامكان تصنيف الاراء المختلفة حول هذه الأسباب الى قسمين : أسباب خارجية وأسباب داخلية . فبعض الباحثين علل الهجرة بسبب خارجي والبعض الاخر عللها بسبب داخلي .

أولا : الأسباب الخارجية : -

اتفق الباحثون - القائلون بالسبب الخارجي - على ان بني كعب هم سبب هجرة ال خليفة من الكويت ، وان اختلفوا في مؤدى هذا السبب. يقول العصيمي(1991م) :"ولعل النمو الذي كسبته الكويت قد أغرى بني كعب أهل عربستان وبدأت العلاقات تتوتر بينهم وبين أهل الكويت مما أجبر ال خليفة على الرحيل من الكويت". الا ان ديكسون (1990م) ينقل الرواية المحلية التي تقول :"ان سبب هجوم ال نصار على الكويت هو ان شيخ بني كعب في ذلك الوقت أخذ يتودد الى مريم الابنة الجميلة للشيخ عبد الله الصباح ، فلما صدته أرسل أسطولا لغزو الكويت . وقبل ان يعود ال خليفة الى زبارة استحثوا نسيبهم وحليفهم عبد الله أن يضحي بمريم ليشتري بذلك سكوت بني كعب عنه ، ولكن عبد الله أجابهم بعناد : ماذا ؟ أأعطي ابنتي الى هؤلاء الكلاب من بني كعب لأنقذ نفسي ؟ أبدا .. ان أحدا من ال الصباح ، طالما هو حي لا يزوج ابنته الى غريب نسبه موضع شك" . وهناك من الباحثين من لا يشير الى سبب توتر العلاقة بين شيخ الكويت وبني كعب ولكنه يرى ان هذا التوتر في العلاقات هو سبب هجرة ال خليفة للزبارة ، يقول الرشيد (1978م) : "وقد ارتحلوا (ال خليفة) منها(الكويت) في أول حركة كعب ، لأنهم رأوا الاقامة فيها والحالة هذه لا تطاق" .

ثانيا : الأسباب الداخلية : -

ترى تعض المصادر ان هجرة ال خليفة من الكويت لم تكن بسبب توتر العلاقات مع بني كعب أو غيرهم وانما السبب يرجع الى ال خليفة أنفسهم. يقول المستر فرانسيس واردن warden عضو مجلس بومباي ، ومساعد المقيم في الخليج :ان جمع الثروة جعل الفرع التجاري (ال خليفة) راغبا في التحلل من التحالف القديم ، لكي ينفرد أصحابه بالغنى وبتحصيل الثروة . غير ان الفرع التجاري اضطروا أن يسلكوا طريق المواربة ليحققوا مبتغاهم ، وتعهد خليفة بن محمد بتحقيق ذلك ، فصور للقبيلتين الأخرتين مخايل الثراء التي تتراءى لعينيه من الانتقال الى سواحل ذلك الجزء من الخليج حيث يكثر اللؤلؤ وانهم اذا أنشأوا مستوطنا في بقعة مجاورة استطاعوا أن يباشروا استخراج اللؤلؤ بأنفسهم ، وأغرتهم الفوائد المترقبة ، فأذنوا لشيخ بني خليفة بمغادرة الكويت مع قسم من قبيلته وعلى هذا مضى ونزل في الزبارة على الساحل الغربي وسرعان ما استحصل قسم هام من مصايد اللؤلؤ . كما استطاع أن يستدعي بقية قبيلته الى هذا المستوطن الجديد ،ومع الزمن انفصل تماما عن القبيلتين الأخريين واستقل في الزبارة . وبعد فوات الفرصة أدرك أبناء صباح والجلاهمة الدوافع الحقيقية التي وجهت سلوك ال خليفة لكنهم لم يكونوا يملكون التبرم بها (انظر أبوحاكمة 1970م) . ان هذا يشير الى ان الهجرة كانت برغبة ال خليفة أنفسهم ، لأنهم حين سمحوا لخليفة بالذهاب لمصائد اللؤلؤ كانوا يتوقعون ان تقسم أرباح التجارة وعوائد اللؤلؤ على أساس المعاهدة القديمة الا ان ال خليفة لم يفوا بعهدهم واستقروا في الزبارة .


ومما تجدر الاشارة اليه أن أسباب هجرة ال خليفة قد اختلف حولها المؤرخون من أسرتي ال الصباح وال خليفة (الصباح 1989م) وفي هذا الصدد نشير الى روايتين حول أسباب الهجرة من الكويت تمثلان وجهة نظر ال خليفة : -

الأولى : وتنقلها الدكتورة الصباح (1989م) عن الشيخ عبد الله بن خالد ال خليفة في كتابها (الكويت حضارة وتاريخ) : "ان احدى سفن الشيخ محمد بن خليفة ال خليفة وفيها أحد أبنائه (لا يعلم هل هو خليفة أو أحمد أومقرن) كانت راسية في الدورق وكانت تحمل تمرا فهاجمها قطاع الطريق ليلا بهدف نهبها ونشبت بين المهاجمين وأصحاب السفينة معركة انتهت بقتل أحد المهاجمين وهم من كعب . وغادرت السفينة مرساها بسرعة وعادت الى الكويت فطلب بنو كعب تسليم ابن الشيخ محمد لأخذ الثأر منه لقتيلهم فرفض الشيخ محمد تسليم ابنه واقترح عليه الشيخ عبد الله بن صباح أن يأخذوا الابن في مسيرة ويذهبوا الى بني كعب ويطلبوا منهم الصفح على ان يدفعوا لهم دية القتيل ، فلم يوافق الشيخ محمد على ذلك الرأي وقال انه مستعد لدفع الدية مهما بلغت لكنه لن يسلم ابنه خاصة وأن بني كعب هم الذين بدأوا العدوان . فاشتد الخلاف بين بني كعب والشيخ عبد الله نتيجة لذلك الرفض مما دعا الأخير الى الالحاح على الشيخ محمد بتسليم ابنه على أساس انه ليس في مقدورهم محاربة بني كعب ، فأدى ذلك الى مغادرة الشيخ محمد ال خليفة مع من رافقه من العتوب وتوجه الى أقاربه وأصهاره العتوب من ال بنعلي الذين هاجروا من الكويت في وقت سابق وسكنوا الفريحة في قطر فسكن عندهم وأسس مدينة الزبارة في وقت لاحق واستقل بها عن قطر" .

الثانية : ينقلها الدكتور أبو حاكمة (1965م) وقد علم بها من الشيخ عبد الله بن خالد ال خليفة : "انه سبق لجد خليفة انه حكم الكويت أو المنطقة التي كان يقيم فيها العتوب وذلك قبل استيطانهم الكويت ، وقد قام فيصل بتزويج احدى كريماته من جابر ، والد الشيخ صباح بعد انتخاب صباح حاكما على البلاد ، ولم يعترض أحد من عمومته على الزواج المذكور أملا في ان الحاكم الذي سيخلفه لابد وان يكون من أسرة فيصل . على كل حال فان اختيار عبد الله أصغر أبناء صباح للحكم أثار ثائرة خليفة الذي كان ينوي ان يحل محل صباح في الحكم ، وازاء ذلك اضطر خليفة الى مغادرة الكويت " .

من المحتمل ان ال خليفة بسردهم الرواية الأولى أرادوا رد اعتبارهم واتهام غيرهم بمثل ما اتهموا به ، فالشيخ عبد الله الصباح ألح على الشيخ محمد بتسليم ابنه بحجة أنه ليس بمقدورهم محاربة بني كعب ، وهذا يوحي بمدى خوف الشيخ عبد الله الصباح من بني كعب -حسب الرواية الأولى - الا أن ديكسون (1990م) في كتابه "الكويت وجاراتها" يشير الى ان الخوف كان من نصيب ال خليفة حيث انهم استحثوا عبد الله ان يضحي بمريم ليشتري سكوت بني كعب عنه .

أما بالنسبة للرواية الثانية فمن المحتمل أيضا أن يكون غرضها مثل الأولى اذ أن استلام ال صباح للحكم مع وجود ال خليفة يعد نقطة لصالح ال الصباح ، ولذا كان دور الرواية الثانية في القول ان جد خليفة كان قد حكم الكويت . اذا ذكر ال الصباح انهم حكموا الكويت فباستطاعة ال خليفة - وفق الرواية الثانية - أن يقولوا انن كنا الحكام قبلكم .

الزبارة في حكم ال خليفة : -

انتقل آل خليفة من الكويت عام 1766م واتجهوا صوب البحرين الا ان آل مذكور (الذين أصبحوا حكاما في الجزيرة) منعوهم من ذلك فذهبوا للزبارة واستقروا فيها بقيادة خليفة بن محمد . لقد تعرضت الزبارة في أبان دخول الشيخ خليفة وأسرته الى المواجهة مع قوتين . فالقوة الأولى تكمن في بني خالد ، وتتميز العلاقات بينهم وبين العتوب بالود والمحبة منذ عهد بعيد. أما القوة الثانية فكانت ال المسلم ، ولم تكن العلاقات بينهم وبين العتوب ذات طابع ودي مما جعلهم يشرعون في تحصين مدينتهم الزبارة بالأسوار والقلاع فور نزولهم ، وذلك بقصد الدفاع عنها وحمايتها. وتشير الرواية المحلية أن ال مسلم طلبوا الزكاة ، فرفض الجميع دفعها ، وبدأوا في تحصين مدينتهم الناشئة ، وهكذا استطاعوا في بحر عامين من نزولهم بالزبارة الفراغ من بناء سور المدينة وقلعة مرير (الزياني 1973م) .

أما من الناحية الاقتصادية فقد أصبحت الزبارة مركزا تجاريا هاما لعدة أسباب منها :

1 - الخبرة التي اكتسبها ال خليفة في مجال التجارة خصوصا وأنهم تولوا مهام التجارة حينما كانوا في حلفهم مع ال الصباح والجلاهمة .
2 - موقع الزبارة المتميز قرب مصائد اللؤلؤ .
3 - حصار الفرس للبصرة (1776 -1779م) حيث أدى الى هجرة التجار للزبارة مع انتقال مهام البصرة للكويت والزبارة .

4 - سياسة الاعفاء من الضرائب التي اتبعها ال خليفة في الزبارة .

يقول الدكتور قاسم (1985م) :"ساعدت الأحداث التاريخية التي مرت على الخليج العربي في تطور مركز الزبارة فقد هاجر اليها الجلاهمة وهم الفرع الثالث من تحالف العتوب بعد انشقاقهم عن ال صباح ، كما أخذت تتركز في الزبارة تجارة شرق الجزيرة العربية والهند فضلا عن أنها أصبحت مركزا هاما لتجارة اللؤلؤ" .

أسباب احتلال ال خليفة للبحرين : -

كانت البحرين (من الناحية السياسية) تحت حكم ال مذكور حكام البحرين (واصلهم من بوشهر) ، وكانت تعتبر تحت نفوذ الفرس اسميا . أما من الناحية الداخلية فكانت البحرين محكومة بقيادة محلية عاصمتها "البلد القديم". وكانت جدحفص المدينة الثتنية من ناحية الاهمية. ولهجا فقد كان هناك تنافس مستمر بين العاصمة وجدحفص.

وفي عام 1783م استطاع ال خليفة ضم البحرين الى سلطانهم بعد انتصارهم في معركة الزبارة ودخولهم البحرين . وقد ذكر الباحثون أسبابا عديدة أدت للصدام بين حكام الزبارة وحكام البحرين . فهناك أسباب اقليمة وأخرى خاصة بالزبارة وثالثة خاصة بالبحرين .

لقد دفعت الأجواء الاقليمية المضطربة لنشوب هذه الحرب وما نتج عنها من احتلال ال خليفة للبحرين ، ومن الاسباب التي أدت لذلك ما يلي :

1 - الظروف السياسية المضطربة التي كانت تمر بها فارس بعد موت كريم خان ، حيث أدى ذلك الى تقهقر القوة التي تحفظ نفوذ الفرس في المناطق المحسوبة عليها ومنها البحرين ، كما شجع غياب دولة قوية كبرى في الخليج الدول البحرية الواقعة على جانبي الساحل على التناحر فيما بينها بتـأثير ما كان بينها من الحزازات القديمة والجديدة . ومن أمثلة على ذلك الخصومة التقليدية بين العتوب وبني كعب كنتيجة لتحالف العتوب مع عرب أبو شهر وبندر رق أثناء حصار الفرس للبصرة وقد انعكس الصراع الذي ظهرت بوادره في سنة 1779 على مناطق النفوذ بين العتوب وعرب الساحل الفارسي في مشكلة البحرين (أبوحاكمة 1965م) .

2 - المنافسة التجارية في الخليج ، اذ أن تطور الزبارة تجاريا خصوصا بعد حصار الفرس للبصرة (1776 - 1779م) أدى الى حسد عرب الساحل الشرقي خصوصا بعد تأثرهم من جراء ذلك ، وقد أدى ذلك الى تجدد حالة العداء الموجودة سلفا لهذا السبب ولأسباب أخرى . يقول الدكتور أبو حاكمة (1965م) :"ومن المؤكد ان العتوب لم يكونوا على وفاق مع بني كعب وعرب بندر رق وابو شهر بسبب المنافسة التجارية في الخليج ، أو بسبب احتقار العتوب لبني كعب وحلفائهم بسبب زواجهم من غير العرب ، أو لعله بسبب الخلاف المذهبي بين الشيعة والسنة ، أو لكل هذه الأسباب مجتمعة" .

أما الأسباب التي تخص الزبارة (آل خليفة) :

1 - مصائد اللؤلؤ ومزارع النخيل ، فقد عرف ال خليفة البحرين منذ هجرتهم الأولى من نجد حيث استقروا في سواحل الخليج قبل توجههم للكويت ، كما أن بعض الباحثين يشير الى أنهم احتلوا البحرين قبل أن يتوجهوا للكويت مع الأسر العتبية الأخرى ، كما يتضح اهتمام ال خليفة بالبحرين حين عزموا على الرحيل من الكويت حيث كان هدفهم الوصول لموارد الثراء . وحاولوا الاستقرار في البحرين الا ان ال مذكور منعوهم من ذلك فتوجهوا للزبارة يتحينون الفرصة المناسبة للاستحواذ على جزر اللؤلؤ والنخيل ، ولذا كانت البحرين محل أطماع المستعمرين والغازين لما كان يمثله اللؤلؤ في ذلك الزمان من ثروة ربما تعادل ثروة النفط في زماننا .

2 - ان الزبارة لم تعد تلبي احتياجات المجتمع الجديد ، فبعد التطور التجاري في الزبارة وما صاحب ذلك من هجرة واسعة اليها من قبل الجلاهمة وبعض تجار البصرة وغيرهم ، ظهرت المشكلة التي ساهمت في ضرورة احتلال البحرين خصوصا وأن ال خليفة لم يكن باستطاعتهم التوسع في قطر - كما يدعي البعض - لعلاقة حسن الجوار من جهة وخوفا من سطوة الوهابيين من جهة أخرى ، فاحتلال البحرين اضافة لما يترتب عليه من ثراء كان يوفر لهم الحماية المطلوبة لعدم وجود اسطول للوهابيين يهدد مصالحهم في البحرين ، ويعد هذا السبب ثانويا اذا قورن بطمع ال خليفة في الحصول على الثروة المتوقعة من السيطرة على البحرين .

3 - تضايق القبائل في قطر من ال خليفة واتهامهم بالجشع وحب السيطرة ، مما حدى بكثير منهم لتشجيعهم على الذهاب الى البحرين للتخلص منهم (انظر محمد علي التاجر 1900) .

أما الأسباب الخاصة بالبحرين فقد كانت نتيجة لتأثر البحرين من ازدهار الزبارة كقوة تجارية هامة في المنطقة ، وقد أدى ذلك الى بروز حالة عدائية تجاه ال خليفة ساهمت في تطورها أسباب عدة نذكر منها:
1
- الانتقام من ال خليفة لاستيلائهم على سفينة أهل بوشهر ، فقد اضطر الشيخ ناصرال مذكور الى المضي قدما في عملية المجابهة ضد الزبارة انتقاما من العتوب على أعمال السلب والنهب التي قاموا بها خصوصا استيلاءهم على سفينة اهل بوشهر وكانت في طريقها الى البحرين لاحضار الجزية السنوية (ابوحاكمة 1965م).
-
2 - الانتقام من ال خليفة لقتلهم خمسة من سكان جزيرة سترة التابعة للبحرين ، حيث يروي ال خليفة أن أهل البحرين بحكم انتمائهم الى الشيعة منعوا عمال ال خليفة من شراء جذوع النخيل من سترة احدى جزر البحرين ، وقد أدى ذلك الى مصرع أحد عمال ال خليفة الذين اتخذوا من الحادث ذريعة لمهاجمة سترة ليلا وقتل خمسة من سكانها. وعندئذ قام الأهالي بابلاغ الأمر للشيخ ناصر المذكور الذي أخذ يدبر حمله انتقامية ضد سكان الزبارة (أبوحاكمة 1965م).

3 - عدم دفع ال خليفة أجار مغاصات اللؤلؤ في البحرين ، حيث تذكر الدكتورة الصباح (1989م) " ان ال خليفة قد استأجروا أجزاء من جزر البحرين الغنية بمغاصات اللؤلؤ ، وحين توقفوا عن دفع الاجار وجد الفرس فرصتهم في محاربة العتوب وطلبوا منهم أن يرحلوا ولما رفضوا شنوا عليهم حربا ".

4 - الخلافات الداخلية بين شعب البحرين خصوصا بين العاصمة آنذاك (البلاد القديم) والمدينة الثانية بعدها (جد حفص) (انظر محمد علي التاجر 1900) .

ال خليفة والاستيلاء على البحرين :

نظرا للأسباب السالفة الذكر فان المستر واردن warden يشير الى أن الشيخ نصر ال مذكور حاكم البحرين هو الذي بدأ مناوشاته ومحاولاته للاستيلاء على الزبارة بتشجيع من حاكم فارس وذلك بين الأعوام 1777م-1801م (أبوحاكمة 1970م).

وبعد اغتيال كريم خان استغل ال خليفة الاضطرابات في فارس وشنوا حملة ضد البحرين استطاعوا خلالها سلب البحرين ونهبها والاستيلاء على أحد قوارب شيخ بوشهر الشيخ نصر ، ثم عادوا للزبارة ، وكان ذلك في عام 1782م.

بعد قتل عدد من أهالي سترة وبعد العدوان المباغت أخذ شيخ بوشهر والبحرين يعد العدة للتوجه للزبارة وكان معه عرب الساحل الفارسي حيث توجهوا جميعا للزبارة ، ولكن الشيخ نصر لم يرغب في الحرب بداية فقام بحصار الزبارة حتى يستجيب ال خليفة لشروطه . ولما لم يستطع ال خليفة فك الحصار أرسلوا شيخ بندر ريق ليخبر شيخ بوشهر والبحرين عن عزمهم رد الأسلاب التي أخذوها مقابل فك الحصار. الا ان الشيخ نصر رفض ذلك. ثم حاول الشيخ راشد زعيم رأس الخيمة ان يكون وسيط سلام بين الطرفين الا ان جهوده باءت بالفشل ، ونتيجة لفشل سياسة الحصار في خضوع ال خليفة لشروط الشيخ نصر ، قام الأخير بشن هجومه على الزبارة ظنا منه أن ذلك سيكون سهلا. ولكنه تفاجأ حين ظهرت أمامه أفواج المقاتلين من قلعة الزبارة واستطاعوا هزيمة الجيوش المهاجمة مما اضطرهم الهرب سريعا.

في هذه الأثناء وبعد الهزيمة أرسل الشيخ نصر قاربا لابنه الشيخ ناصر الذي خلفه في البحرين ، يخبره بنبأ الهزيمة ويطلب منه الصمود في وجه الأعداء حتى تأتيه الامدادات ، وقد صادف مرور هذا القارب ان كانت هناك قوات بحرية تابعة لعتوب الكويت في الطريق ، وبعد ان علم عتوب الكويت بما جرى قرروا التوجه الى البحرين مباشرة ، فاستولوا عليها وأشعلوا فيها النيران وبعدهم وصل عتوب الزبارة ومعهم الجلاهمة .

يذكر حمزة الحسن (1993م) في كتابه "الشيعة في المملكة العربية السعودية " كيف كان تعامل آل خليفة مع الأهالي حين هاجموا البحرين بقوله "حينما سيطر آل خليفة سنة 1783م على البحرين واحتلوها ، أمعنوا في الأهالي قتلا وسحقا ، ففر هؤلاء الشيعة الى الأحساء ، ويذكر كرستن نيبور أنه في منتصف القرن الثامن عشر كان في البحرين 365 قرية ومدينة ، وبعد احتلال آل خليفة للبحرين بغزوهم لها من البر ، أصبحت لا تحتوي الا على مدينة واحدة محصنة ، الى جانب 40-50 قرية في حالة سيئة بسبب الحرب الطاحنة بين الغزاة والسكان الشيعة". ولا يعرف على وجه الدقة هل شارك عتوب الزبارة اخوانهم عتوب الكويت في هجوم الأخيرين الأول على المنامة في البحرين ، اذ أنه على الرغم من ان الرواية المحلية لال خليفة تعزو الفتح الى أحمد بن محمد بن خليفة والقبائل العربية النازلة من قطر وهي تنفي أن يكون لعتوب الكويت أي دور في الفتح فان التقارير الأقدم عن الحادث وهي التي كتبها المستر واردن warden والكابتن taylor تشير بوضوح الى ان دور الكويت كان هاما وحاسما (ابوحاكمة 1984م).

تقول أمل الزياني (1973م): "وقد انضمت الى الشيخ أحمد القبائل العربية التي تقطن قطر ، كقبائل المسلم من حويلة وال بن علي من موزط والسودان من الدوحة ، والمنانعة من ابوظلوف والنعيم النازلين داخل شبه جزيرة قطر ".

وفي ذلك اشارة لدور القبائل العربية القاطنة في شبه جزيرة قطر وعدم اشارة لعتوب الكويت ، وهذه تعتبر وجهة نظر ال خليفة أما الدكتور قاسم (1985م) فله رأي اخر حيث يقول :"شارك ال خليفة في السيطرة على البحرين بالاضافة الى الجلاهمة وال صباح وبعض القبائل القطرية " .

وقد ساعد ال خليفة الاختلاف الداخلي بين جدحفص والبلاد القديم. فبعد انهزام الحملة للانتقام من الزبارة انشقت الصفوف الداخلية بين من ايد البقاء مع ال مذكور وبين معارض لهم. واشتعلت الحساسيات والخلافات بين الرموز البلادية والجدحفصية، انتصرت الاخير في نهاية المطاف. مما حدى ببعض البلاديين الانتقام من ذلك باعانة ال خليفة. وقد انتقم ال خليفة لاحقا من الجميع وسيطروا على البحرين.

ومما سبق يتضح وجود اختلاف في العناصر التي اشتركت مع ال خليفة في الاستيلاء على البحرين :

الرأي الأول : ان عتوب الكويت استولوا على البحرين أولا ثم تبعهم عتوب الزبارة والجلاهمة ، وبعبارة أخرى ان عتوب الكويت والجلاهمة شاركوا ال خليفة في الاستيلاء على البحرين مع عدم الاشارة لدور القبائل القطرية .

الرأي الثاني : ان ال خليفة استولوا على البحرين بمساعدة القبائل القطرية فقط .

الرأي الثالث : ان ال خليفة استطاعوا السيطرة على البحرين بمساعدة عتوب الكويت والجلاهمة والقبائل القطرية .

وهناك من يدعم الراي الأول لشواهد منها :
1- ان عتوب الكويت والجلاهمة يرتبطون مع ال خليفة بتاريخ طويل حيث كانوا يعيشون في نجد ثم استقروا في الكويت وأبرموا معاهدة تقسيم أعمال البلد فيما بينهم وأطلق عليهم اسم واحد وهو (العتوب) ، كل ذلك وغيره يدلل على وجود العلاقة القوية بينهم والتي تزيد في احتمال المشاركة في المواجهات والأزمات .

2 - ان ال خليفة لم تكن علاقتهم جيدة مع قبيلة ال مسلم القطرية وهي من أبرز القبائل في شبه جزيرة قطر ، حيث ينقل ان ال خليفة لم يدفعوا الزكاة لال مسلم رغم مطالبتهم بها ، كما انهم أخذوا يحصنون انفسهم في الزبارة فشيدوا لها سورا وبنوا قلعة مرير ، فهذه المظاهر توضح مدى تنافر ال خليفة و ال مسلم مما يجعل مشاركة الأخيرة في حرب لا ربح لها فيها أمر يشك فيه .

3 - تواجد عائلة الجلاهمة وشهرتها في البحرين يرجح انضمامهم لال خليفة ، وحتى المصادر التي تشير الى ان الجلاهمة رحلوا من البحرين بعد ان منعهم ال خليفة من حقوقهم الملكية والسياسية التي طالب بها ابناء الشيخ جابر بن عتبة (زعيم الجلاهمة) الا ان ذلك لا ينفي احتمال بقاء بعض المنتسبين لأسرة الجلاهمة في البحرين رغم خروج بعضهم .

4 - تنقل أمل الزياني ان الشيخ نصر توجه الى بوشهر بعد هزيمته في الزبارة وبعد شهر تمكن ال خليفة من الاستيلاء على البحرين ، والسؤال هو كيف يقوم الشيخ نصر بالذهاب لبوشهر ويترك البحرين هكذا بلا حامي ولا رادع وهو في حالة حرب مع ال خليفة مع علمه برغبتهم في الاستيلاء على البحرين مسبقا ، خصوصا وانهم هاجموها عام 1782م .

5 - ان التقارير الرسمية التي كتبها فرنسيس واردن warden والكابتن تايلور taylor تشير الى المشاركة الهامة والحاسمة لعتوب الكويت .

ومن الجدير الاشارة الى ان ال خليفة هاجموا البحرين أربع مرات :

الأولى : عام 1700م ، ولكنهم طردوا بعد تدخل الهولة لمساندة البحارنة .

الثانية : عام 1766م ، حيث نزحوا من الكويت وحاولوا الاستيلاء على البحرين الا ان ال مذكور صدوهم عن ذلك فتوجهوا للزبارة .

الثانية : عام 1782م ، وقد قاموا بالسلب والنهب ثم رجعوا للزبارة .

الثالثة : عام 1783م ، وقد استولوا على البحرين وأقاموا فيها حتى مجئ العمانيين 1800م.

الرابعة: وفي عام 1801م عاد آل خليفة بمساعدة الوهابيين ولكنهم لم يكونوا الحكام الرئيسيين مما أدى لاستنجاد آل خليفة بالعمانيين عام 1811م الذين طردوا الوهابيين وأصبح آل خليفة الحكام الرئيسيين .


البحرين تحت حكم ال خليفة :

بعد أن استولى ال خليفة على البحرين تولى الحكم فيها الشيخ أحمد بعد وفاة أخيه الشيخ خليفة أثناء أداء فريضة الحج عام 1783م ، فصار الشيخ أحمد حاكما للبحرين والزبارة في ان واحد ولكنه استقر في الزبارة ونصب أحد أقاربه حاكما على البحرين حيث اتخذ من قعلة الديوان في المنامة مقرا له. كما اعتاد الشيخ أحمد أن يمضي الصيف في البحرين وباقي العام في الزبارة حتى وفاته عام 1796 ، ودفن في المنامة .

وخلفه ابنه سلمان ، والذي اختار الرفاع مستقرا لاقامته (بعد الهجوم الرابع) وتبعه بعد ذلك الاختيار جميع الحكام حتى يومنا هذا (الزياني 1973م). وقد أطلق آل خليفة على زعيمهم بأحمد "الفاتح" وهو تعبير لم يلق ارتياحا من البحارنة الذين شعروا بأن هذا المصطلح اشارة لاستحلال دمائهم وأراضيهم .

ويرى الدكتور جمال قاسم (1985م) أن الشيخ أحمد نصب اثنين من أبنائه لحكم البحرين أثناء استقراره في الزبارة واستمر الحكم ثنائيا بين الأخوين بعد وفاته أيضا ، حيث يقول :"اتفق ابنا الشيخ أحمد فيما بينهما على استمرار مشاركتهما في الحكم حيث اتخذ الأول مدينة الرفاع مركزا لحكمه واتخذ الثاني من جزيرة المحرق مركزا له . ومما هو جدير بالذكر أن هذا التقليد ظل متبعا في البحرين حتى عام 1869 حين توحدت السلطة في البحرين وانفصلت الزبارة عن تبعيتها لال خليفة لتشكل مع بقية أجزاء قطر امارة قائمة بذاتها .

وعلى الرغم من ان ال خليفة قد احتفظوا بالزبارة كمقر لحكمهم ومركزا لنشاطهم التجاري الا ان استيلائهم على البحرين كان له اثار بعيدة المدى في التطور السياسي والاقتصادي لدولة العتوب . فبحكم الموقع الجغرافي للبحرين ، وما وصل اليه العتوب من ثراء عظيم نسبيا ، تهيأت الفرصة لكل تاجر نشيط بأن يحقق دخلا سريعا وثابتا لنفسه . ويبدو ان هذه الحقيقة لم تغرب عن بال العتوب فضلا عن ان تعقد الامور في البصرة واضطرابات الاحوال في فارس ، قد سهلا للعتوب الاستفادة من الأراضي الجديدة التي اكتسبوها وبذلك غدت تجارة اللؤلؤ - التي كانت البحرين مركزها الرئيسي دائما - خالصة لهم وحدهم وهكذا غدت مدينة الزبارة محط انظار كبار التجار الذين كانت لهم مصالح تجارية كبيرة مع الهند . كما ان اسطول العتوب في وضع يسمح له بأن يقوم بدور فعال في تجارة النقل في منطقة الخليج العربي "(أبوحاكمة 1965م).


الاحتلال العماني للبحرين :

تشير المصادر التاريخية للتواجد العماني في البحرين في فترتين :

الاحتلال الأول (1717-1718م) :

الفترة الاولى في بداية القرن الثامن عشر ، فبعد طرد العتوب الذين حاولوا الاستيلاء على البحرين عام 1700 على يد الهولة ، جاء دور العمانيين بقيادة سلطان بن سيف الثاني الذي استطاع الاستيلاء على البحرين بعد هزيمة الفرس . يقول الشيخ يوسف البحراني المتوفى (1772م) :" اتفق مجئ الخوارج (العمانيين) الى أخذ بلاد البحرين فحصل العطال والزلزال ، بالتأهب لحرب أولئك الأنذال ، وفي أول سنة وردوا لأخذها رجعوا بالخيبة ولم يتمكنوا منها ، وكذلك في المرة الثانية بعد سنة مع معاضدة جميع الأعراب والنصاب لهم ، وفي الثالثة حصروا البلد لتسلطهم على البحر حيث أنها جزيرة ، حتى أضعفوا أهلها ، وفتحوها قهرا ، وكانت واقعة عظمى ، وداهية دهما ، لما وقع من عظم القتل والسلب والنهب وسفك الدماء ، وبعد أن أخذوها وأمنوا أهلها هربت الناس - سيما أكابر البلد - منها الى القطيف والى غيرها من الأقطار".

ويلاحظ من خلال ألفاظ هذا النص مدى القسوة والعنف التي تعامل بها العمانيون أثناء عملية الاستيلاء على البحرين ، الا أن مؤلف كتاب (عمان عبر التاريخ) ينظر بمنظار اخر لهذا الاحتلال ، فيرى أن العمانيين خلصوا البحرين من الفرس ، وحافظوا على بلاد العرب ، يقول سالم السيابي (1986م):" ل
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خليفة يعزي ملك البحرين في وفاة عيسى آل خليفة ღ الــــجـــــــــود ღ اخبار محلية و عالمية 7 07-09-2010 05:40 PM
قصة السيف المشهور"الاجرب" وكيف وصل البحرين وهل سيسلم عبدالله في زيارت محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 04-19-2010 01:50 AM
هل يمكن نسخ ملفات img وكيف ام احول صيغتها وكيف المـــلك قسم PlayStation 3 . XBOX 360 . PSP 0 10-31-2009 01:15 PM
وفاة سمو الشيخة حصة بنت سلمان ال خليفة (والدة ملك البحرين) محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 08-05-2009 09:10 PM
هام: تاريخ البحرين بتاريخ الشيعة والتشيع وحكم آل خليفة محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 05-11-2009 01:30 AM


الساعة الآن 01:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML