منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/f183.html)
-   -   حب الخشوم والمجاملات لا تمنع الضرر (http://vb.ma7room.com/t389561.html)

محروم.كوم 04-21-2010 08:50 PM

حب الخشوم والمجاملات لا تمنع الضرر
 
التحولات الكبرى في المنطقة وتداعياتها الخطيرة
جمـرة الوطـن الخبيثـة.. وأسئلـة المستقبـل المجهولـة

http://www.alwaqt.com/imagescache/207057articles200.jpg

بقلم: إبراهيم بشمي:

وأنا أستمع إلى برنامج فيتو>> في الإذاعة عن الأحداث المناطقية التي تأخذ يوما بعد يوم شكل البرزخ الطائفي، تذكرت التسعينات - وما أدراك ما حديث التسعينات- وما أثارته من تداعيات وتداخلات ما بين الأوضاع الإقليمية والأوضاع الداخلية، وكتبت متسائلا آنذاك هل نحن مواطنون، خليجيون، عرب، مسلمون ونؤمن بالمذهب الشيعي؟ أم نحن طائفة، مؤطرة، ايديولوجيا وفكريا وسياسيا وتنظيميا؟(1).

وتواصل السؤال: هل تشكل هذه الجزئية، كما يراد لها من قبل أطراف سياسية دولية وإقليمية ومحلية أن تشكل فارقا بيننا وبين الآخرين لتشكل رؤيتي للآخرين، وتشكل نظرتي للجميع وللدولة وللعالم من خلال نظرة المذهب المؤدلجة؟>>(2).
وكان مقال التسعينات هذا يلامس جمرة ملتهبة، ويثير أسئلة مستقبلية آن الأوان لطرحها، وربما أثار المقال لدى نشره للمرة الأولى كثيرا من الأقاويل وكثيرا من النقد وسلسلة من الاتهامات الجاهزة، ولازال السؤال نفس السؤال، وربما تجذرت هذه الأسئلة، أكثر فأكثر وظلت الإجابات تتراءى كالسراب في هجير الخليج.

(2)
وفي الألفين، كتبت منتقدا في بداية المتغيرات والتحولات الإصلاحية في 2001 ردا على ما أثير أيضا في ندوة من الندوات الجماهيرية التي اكتظت بها الأندية والمنتديات، خصوصا عندما أعلن رئيس إحدى الجمعيات مقولته الشهيرة آنذاك عن ضرورة تمثيل السنة في الحراك السياسي، وعندها تساءلت: من نصّب أحدا ما ليكون ناطقا ومعبرا عن السنة - وكنت جادا في انفعال وغضب - في إثارتها، حتى لا تكرس تلك العبارة نفسها في النسيج الوطني، وكأنها تلقى الموافقة والقبول من المواطنين على فكرة إنشاء جمعية للسنة>>، وهذه الدعوة التي أردت أن تكون مرفوضة جملة وتفصيلا (3).
وكتبت أيضــا وفي حينــه: أهكــذا بجرة لســان وبجرأة وبشطط يُعلن (...) أنه لابد أن يدخــل التيــار الإسلامي السني المعترك السياسي ولا يكون كماً مهملا وعالة على غيره>> (4).

وكتبت أيضا: من أعلن للسنة ناطقين باسمهم، ومن أخبره بأن السنة سياسة وجواز وهوية وجغرافيا ووطن (5).

وأيضا في بداية التحولات الديمقراطية، جاء رجل دين من الضفة الأخرى ليعلن بتفاخر عن مشروعه الطائفي قائلا: طرحت مشروع إصلاح داخلي للبيت الشيعي حتى يتناغم الوسط الشيعي مع الطموحات الكبيرة في المرحلة الإصلاحية (!!!)، وعلى ضوء هذا الهدف اقترحنا للصف الأول من العلماء عندنا أن يشكلوا مجلسا للبحث عن كل قضية ذات شأن شيعي (6).
وهكذا كرّت سبحة من المؤسسات والتنظيمات ذات الأطر الطائفية المقتصرة على الطائفة وعلى المذهب وعلى العرق، وكأننا أصبحنا مجتمع مذاهب وطوائف، فلا دين يجمعنا، ولا قومية تجمعنا، ولا وطن يجمعنا، ولا جغرافيا ولا تعايش ولا مستقبل ولا.. ولا.

(3)
وعندما كتبنا ضد تأسيس جمعيات مقتصرة هوية أعضائها فقط على الهوية المذهبية أو الطائفية أو العرقية فلم يكن ذلك تهجما شخصيا أو قذفا أو تجنيا على أحد، بل كنا مستندين في ذلك إلى المادة (27) من الدستور التي تنص على:
حرية تكوين الجمعيات والنقابات على أسس وطنية ولأهداف مشروعة وبوسائل سلمية مكفولة وفقا للشروط والأوضاع التي بينها القانون ولا يجوز إجبار أحد على الانضمام الى أي جمعية أو نقابة أو الاستمرار فيها>>.

وهذا ما أكد عليه أيضا الميثاق الوطني.

وعندما أعلنت الدولة على لسان مسؤول فيها بأنها لن تسمح بتأسيس جمعيات أو تجمعات سياسية تهدف إلى المشاركة في العمل الوطني والسياسي من خلال تجمعات أو تكتلات طائفية أو فئوية (7) استبشرنا خيراً، إلا أننا وجدنا وزارة العمل والشؤون الاجتماعية آنذاك ترخص لجمعيات ذات صبغة طائفية ومذهبية وفئوية لا تستقطب سوى أبناء الطائفة أو المذهب أو العرق، فلا ينفع فيما بعد لفت نظر مثل هذه الجمعيات بشكل خاص، وصفكم لهوية الجمعية بأنها شيعية هو أمر لم ينص عليه في النظام الأساسي للجمعية>> (8).
(4)

كانت الروح الوطنية المشربة بالقومية وروح الدين السمحة لاتزال تستنكر تلك الجمعيات المتطيفة، إما بصوت عالٍ أو على استحياء، وكنا نستنكر متسائلين من هذا الذي يريد أن يوصلنا إلى هذا الأمر: التخندق والتمترس وراء متاريس طائفية.. جمعية شيعية مذهبية ضد جمعية مذهبية سنية، وجمعية طلابية ونسائية وعمالية شيعية مقابلها جمعية طلابية ونسائية وعمالية سنية، أهذا هو مشروع البحرين الإصلاحي؟! أهذا هو المشروع الذي ارتضاه 98.4% من شعب البحرين ؟ (9).

ومرة أخرى الخطأ لا يبرر بالخطأ. هل أصبحت الديمقراطية الآن هي ديمقراطية الطائفة والمذهب، وصارت المطالب الوطنية هي مطالب الطائفة والمذهب، وصارت الحصص في المدارس هي حصص الطائفة والمذهب، وصارت الوظائف هي وظائف الطائفة والمذهب، وصارت ملابسنا ووجوهنا ونظراتنا وجلودنا ولهجاتنا وأنفاسنا وزيجاتنا وأطفالنا ومتاجرنا التي نتبضع فيها وصحافتنا وندواتنا ومنتدياتنا ومجالسنا هي الطائفة والمذهب؟

وكنا نقول ونعيد ونكتب بالصوت العالي وننبه ونحذر، ولكن كل تلك النداءات ضاعت وسط دقات طبول التمذهب والتطيف، وضاعت التحذيرات وسط رنين أرباح تلك الزعامات التي فرّخت كما يفرخ الفطر السام، تفرخت وهي تحصي الأرباح والخسائر وتقسّم الوطن والناس، وتعدّ وتحسب كم عدد حبات الرمل التي تخص أصحاب المذهب وأصحاب الطائفة، وكم جالوناً من مياه البحر التي تصطبغ بلون الطائفة أو بلون المذهب وتشق الوطن إلى قسمين: قسم بلون الطائفة وقسم بلون المذهب!
(5)

وعندما نتطلع بعيون عاشقة للوطن وللشعب وللمستقبل ونرى ما يحدث على ضفاف الخليج ونرصد التحولات الكبيرة التي حدثت وتحدث في العراق التي تثير كثيرا من الأسئلة، وكنت دائماً أقول آنذاك وأحاول أن أسبر واقع ما يحدث في العراق والطوائف والأطياف المختلفة التي تعلن عن تشكيلاتها وتنظيماتها وميلشياتها وأيديولوجياتها المتمذهبة والمتطيفة، قائلاً وشارحاً: إن العراق بخير مادام أهل السنة>> لم يعلنوا عن تشكيل مجلس أعلى لعلماء السنة، ولم يعلنوا عن تشكيل تنظيم ميليشيات للسنة أو يعلنوا عن تنظيمات سياسية للسنة.. لأن الإيمان بخلق مثل هذه المؤسسات مهما كانت مبرراتها معناه تكريس تقسيم الناس وتقسيم الأرض وتقسيم النفوس وتقسيم الدم وتقسيم الهوية.. إلا أن التاريخ والواقع المعاصر والجغرافيا والنفوس الملتهبة في العراق جرفت كل الأطراف شاؤوا أم أبوا في أتون الواقع البشع الذي عاشوه طوال أكثر من خمسة عقود، كرّس الحقد والكراهية وإلغاء كل طرف الطرف الآخر.. وهنا يرصد المراقب هتك كل تلك القشرة الحضارية الرقيقة التي بناها المجتمع العراقي عبر الانتقال من مجتمع الطوائف والمذهب في عراق القرن التاسع عشر إلى العودة مرة أخرى إلى بلورة التطيف والتمذهب والقتل والقتل المضاد على الهوية في القرن الواحد والعشرين.

(6)
إن الذين يتصدون لقيادة الوطن الآن ويجرونه إلى مزالق طائفية مذهبية خطيرة تحت مسميات مزيفة علينا أن نقول لهم لا وألف لا: الوطن ليس طائفة، الوطن ليس مذهبا، الوطن ليس عرقا ولا قبيلة. الوطن أنا وأنت والآخرون (10).

عندما نحارب التمييز الطائفي بنفس العقلية الطائفية سنظل ندور في حلقة جهنمية لن نخرج منها أبدا. محاربة التمييز الطائفي ليس معناه أن ننجرف إلى طائفية أخرى، بمعنى أن نقسم خارطة الوطن والأرض والناس والعلم والمسجد والمدرسة حتى نحقق المساواة، ونوزع الكره والحقد والبغض ونحن نقسّم هذا سنيا وهذا شيعيا، وكم عدد هؤلاء وكم عدد أولئك في كل خرم إبرة في هذا الوطن.

إن الانتماء للمواطنة يقطع دابر الطريق على كل من يريد أن يكرس الطائفية والمذهبية حتى لا يتلبسنا هاجس الخوف من الآخر، ويتلبس جلودنا ولوننا وديننا ومذهبنا وجغرافيتنا وملابسنا وطعامنا وحتى روائحنا ولهجتنا وكلامنا ومزاجنا وأحلامنا.
(7)

قد يتكرر ما حدث في عراد وما حدث في زرانيق>> المحرق، وما حدث في البسيتين، وما حدث في مدينة حمد، وما حدث في مدينة الرفاع، وما سوف يحدث في مدن أخرى.. وإن تراكم هذا التكرار سوف يعيدنا إلى المربع العراقي والباكستاني والأفغاني والإيراني، وتذكروا أن النار من مستصغر الشرر. لذا نقول لا تلعبوا بنسيج الوطن، ولا تلعبوا بتاريخ الوطن، ولا تلعبوا بنفوس الوطن، ولا تلعبوا بالشيء الوحيد الذي يجمعنا نحن جميعا مواطنين بحرينيين خليجيين، عربا، مسلمين.. يجب أن تكون لنا نفس الحقوق ونفس الواجبات، ومهما كانت أصولنا وطوائفنا ومذاهبنا فلا توجد سوى سماء واحدة تظللنا وتربة واحدة في الأخير هي التي تجمعنا بدون أسماء ولا ألقاب ولا مذاهب ولا أعراق ولا طوائف نكون فيها عراة كما ولدتنا أمهاتنا لا يغطينا سوى الكفن الأبيض الذي كما مهدنا ونحن صغار يمهدنا ونحن نعود من التراب إلى التراب..


1- البحرين- كتاب أسئلة الأغلبية الصامتة.
2- البحرين- كتاب أسئلة الأغلبية الصامتة.
3- رئيس جمعية الإصلاح/ أخبار الخليج .2010.12.3
4- أخبار الخليج .2001.12.3
5- نفس المصدر.
6- حوار مع الشيخ عبدالعظيم المهتدي/ مجلة صدى الأسبوع 1/12/.2001
7- وزير العمل. الأيام، ديسمبر .2001
8- عقيل سوار الأيام .2001.8.12
9- إبراهيم بشمــي. هوامــش البحرين الديمقراطية. الأيام للنشر .2002
10- هوامش البحرين الديمقراطية.

http://www.alwaqt.com/pdf-browse.php


الساعة الآن 08:39 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227