منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/f183.html)
-   -   بالإشارة إلى خطابكم رقم ... عبدالرحمن دلول (http://vb.ma7room.com/t1467682.html)

محروم.كوم 04-29-2014 11:10 AM

بالإشارة إلى خطابكم رقم ... عبدالرحمن دلول
 
[قصة قصيرة]

بالإشارة إلى خطابكم رقم ...

هل تلاشى العشق الصادق أم تزوج أصحابه؟! ..




قطب حاجبيه بعفوية وهو يكتب بعضاً من الكتب الرسمية التي طلبها منه مديره في العمل ليرسلها إلى المبنى المركزي، بعد مرور أربعة سنوات تقريباً على غيابه الأدبي بلا عذر، نطق في داخله صارخاً، هل حقاً ذبل شباب قلمي وصارت كتاباتي منمقة مليئة بالمجاملات التي تسحر الحمقى يظنون صدقها، أم الخبرة الكلامية التي عانقت كتاباتي منذ مدة وقد توسمت بالسيد الفاضل وسيدي العزيز هي من سيطرت على عقلي الأدبي؟! هل ماتت هنا أدبياتي وأصبحت على هامش الكتابات، تاركة الصفحة من أوساطها لتسودها العبارات المتوفاة قبل ولادتها وقد أصابها الجمود العاطفي وفحواها "بالإشارة إلى خطابكم رقم ....".

تململت أصابعه، وتذكر بعضاً من تاريخ كتاباته، فدخل إلى محرك البحث، وجال بأقدام عينيه على تفكيره بألوان الموقع القزحية، من الأزرق للأحمر والأخضر، يستذكر موقعاً كان من رواده في عصر نهضته الأدبية، حتى قاطع تفكيره صوت المدير يناديه كالغريق ليسعفه في كتابة بعض المراسلات، نظر إلى بابه نظرة جانبية ضعيفة ولم يزيد، ثم عاد إلى محرك البحث وتوقف فجأة عن الرمش وضعفت أنفاسه!! ليلتقطها أخيراً بكتابة "منتديات ...... " ليحادث نفسه باسماً "نعم ذاك أحد المواقع"، أخذ يحادث نفسه، ما كان اسم ذاك القسم، صدى الوجدان أم روح الأقلام؟ وأخذ ينزل بالفأرة ويصعد عدة مرات ثم توقف وأبتسم، همس الوجدان!! وجدته.

ضغط عليه وانتظر الصفحة لتفتح، جالت به الأفكار القديمة والرومانسيات العتيقة، هنا وكر الكتّاب والأدباء، هنا يتربع من أوقفوا بكتاباتهم مرور الزمن، هنا من يذيلون كتاباتهم بوقت كتابتها وبألقابهم الرائقة بدلاُ من الأسماء الرسمية وعبارة التفضل بالقبول الزائفة، هنا حيث المشاعر الشفافة، والقلوب النقية، فما زال يمني نفسه حتى ظهرت الصورة الأساسية للموقع، نزل إلى الأسفل، نظر في أخر المواضيع كتابة فوجدها قبل شهر تقريباً، أثار ذلك الأمر حفيظته باستغراب!! نظر إلى الردود، فأدرك أن هناك خطب بها، دخل موضوعاً ثم غيره حتى جاوز العشرة، لمح البرود فيها وفي الردود بها، لم يشعر بحرارة الفؤاد كما كان يشعر بها سابقاً، لم يكن يرى إلا كلمات متراصة متلاصقة خالية من المشاعر، تماماً كالديباجة التي يكتبها للمبنى المركزي.

تذكر من كتب في حب وطنه وشوقه له وأخر في وصف عشقه، وأخرى التي كانت تواري شخصاُ ما خلف كلماتها الشاعرية، وأخر يحادث الفراغ ليلاً متخيلاً عشيقته الخيالية تقف تحت أوراقه الفراغية وتنتظره بلهفة أكبر، وأستذكر ذاك الذي كان ساهراً يكتب شعراً في الحب الأفلاطوني! أم ذاك الذي كان يسمي نفسه حزن، وقد كان يخرج منه أفواجا كتابية تعصف بأذهان القراء واصفة حزنه في رسم حروفه، أين كل أولئك، لم يعد يراهم، وما أن اكتمل غرقه في المقالات عديمة الإحساس وحسرته على ما استجد فيها فوق قديمها الغالي المعبر!!، أيقظه صوت استنجاد بنبرة مألوفة، دقق السمع، تباً!! إنه صوت المدير، فأنتبه لنفسه ليجد أن مديره قد وقف أمامه ينظر له شزرا مستفسراً عن سبب صممه المفاجئ، اعتذر له ونظر إلى الشاشة مرة أخرى، لم يكن ثمة موقع مفتوح، بل كتاب أخر موجه للمبنى المركزي بديباجته المعتادة، "بالإشارة إلى خطابكم ...."
عبدالرحمن دلول
بقايا أدبية، من كُتّاب الجيل القديم..
لا عزاء للأدباء
2842014
AbdalrahmanDalloul

منقول



الساعة الآن 12:08 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227