لاحظ العلماء أن مرضى الفصام Schizophrenia يعانون غالباً من خلل في وظائف جهاز المناعة، كما لاحظوا أن المريضات بالإكتئاب يعانون بنسبة حوالي 80 في المائة من التهابات في الجهاز التناسلي، يمكننا تفسير ذلك بأن مرضى الإكتئاب قد يهملون بعض الشيء في العناية الصحية بأنفسهم نتيجة حالتهم النفسية، ولذلك تظهر هذه الالتهابات، ولكن العلماء بدأوا أيضاً يدرسون إحتمال أن تكون هذه الالتهابات والخلل المناعي هي أسباب المرض النفسي وليس العكس، وهناك بعض الأدلة العلمية التي تؤيد هذا الإتجاه، فخلايا المناعة تتصل ببعضها من خلال مواد تسمى Cytokines مثل أن الخلايا العصبية تتواصل من خلال Neurotransmitters . وقد وجد العلماء أن المخ يحتوى على مستقبلات للسيتوكاينز، وهذا أمر غريب، يمكننا ان نفهم أن خلايا المناعة تحتوي على مستقبلات للموصلات العصبية حيث أن المخ يرسل رسائل إلى جهاز المناعة، ولكن أن يرسل جهاز المناعة رسائل إلى المخ ويؤثر في وظائفه فهذا امر غريب، والاغرب من ذلك أن الوزن الجزئي Molecular weight للسيتوكينز أكبر من أن يعبر من خلال Blood Brain barrier او الحجز الذي يفصل الدم في الجسم عن المخ ويعمل كشبكة تمنع الجزيئات الموجودة في الدم من العبور إلى المخ الا جزيئات معينة،

وعليه فأن السؤال الآن هو لماذا يحتوي المخ على هذه المستفبلات Receptors ؟
هناك بعض الإجابات، فقد دلت الأبحاث على أن المسامات في الشبكة الفاصلة بين الدم والمخ تكبر في الحجم تحت الضغوط النفسية الشديدة جداً، فهل يمكن انذاك للسيتوكاينز العبور والتأثير في المخ؟ هل يمكن أن يسبب جهاز المناعة تغير في المخ يؤدي الى ظهور أمراض نفسية؟ وهذا ليس مستحيلاً، فهناك أمراض معدية تؤثر على المخ والأعصاب مثل السفلس والايدز، كما أن الزكام والانفلونزا يؤديان إلى تغيير في المزاج ورغبة في النوم والعزلة وفقدان الشهية وهي أعراض تشبه أعراض الإكتئاب الخفيف، الأبحاث مستمرة، والنتائج لها آثارها النفسية والطبية المهمة.








أختكم الفقيرة إلى الله
روحي بدوية