عنوان الموضوع صادم ، إلا أنه يعكس واقع الحال ، فبعض المحسوبين علينا يجدون في موت المواطنين على يد النظام مكسباً سياسياً وإعلامياً لهم بينما يجدون في موت مرتزق على يد من اعتدى عليهم هذا المرتزق خسارة اعلامية وسياسية.
لذلك نراهم يحضون من يريد أن يتظاهر على أن يتظاهر أمام قوات المرتزقة بصدور عارية تحت مسمى السلمية وليجرح من يجرح وليسشتهد من يستشهد إلا أن الأهم هو تسجيل نقطة جديدة ضد النظام ، لكن إياك وإياك أن تدافع عن نفسك أو تثأر لعرضك ودماء أخوانك لأنك بذلك تسجل نقطة لصالح النظام.
هم يرون السياسة بأنها تسجيل نقاط متبادلة بينهم وبين النظام والفائز هو اللذي يسجل نقاط أكثر ضد الآخر ، وفي نظرهم فإن ثورتنا حالياً متقدمة وناجحة لأن النظام قتل واغتصب وجرح منا أعداد كبيرة فيما هو لم يقتل منه سوى 3 أطلق عليهم بعض المحسوبين علينا لقب شهداء ، وإذا ما فعّلنا أسلحة الردع فسيزداد عدد جرحى وقتلى النظام وسيسجل علينا نقاط أكثر .
وما تقرؤنه من مواضيع في الملتقى ممن يتبنون هذه المتبنيات دلالة واضحة على ما أشير إليه ، فهم يتحدثون عن مكاسب حققتها الثورة ، وعلينا ألا نتصدى لقوات الشغب حتى لا نخسر مثل هذه المكاسب ، ولتذهب دماءنا وأعراضنا إلى الجحيم.
هؤلاء يدعون الايمان والتدين إلا أن سياستهم سياسة علمانية بحتة خالية من التمسك بأوامر الشرع اللذي يحض على ضرب كل المصالح السياسية عرض الحائط في قبال الدم والعرض فلا شيء يعلى فوقهما ، وعند هؤلاء فإن المصلحة السياسية أهم من الدم والعرض ، واذا تعارضت المصلحة معهما يضربان عرض الحائط ويقدم ما يعتقدون بأنه الأهم منهما وهو المصلحة السياسية ، وحسب وجهة نظرهم فما دامت المصلحة السياسية تقتضي عدم الرد على جرائم النظام فليكن ذلك ولتوضع الأيات والأحاديث على الرف.
__DEFINE_LIKE_SHARE__
|