جريـــمــّّّـــة .. بجــهالــّّّـــه .. لبنــّّّـــدوله

.∫. ζـبة بندّۉل ~* · #1 03-24-2009, 09:06 AM

ع عتبه الأيام .. وقفت التمس المكان .. أتنفس الصعداء ..
بعد مرور ذاك العام المليء بكل تلك الذكريات ..
أهي حقيقة .. أم سراب ..
كم عانيت من مرارة الأيام .. من قسوة اللحظات ..
هاأنا افترش الحزن .. في كل الأرجاء .. واثبت أقدامي ع ارض الواقع ..
بعد قصة مريرة .. انتهت بجريمة ..
لفتاة في عمر الزهور ..
لأعود معكم إلى تلك الأيام .. لِيرجع الزمن برهة إلى الوراء ..
فابنتي الحبيبة .. كانت سبب حبي وهمي .. في دنيتي الوحيدة ..
الغيرة قتلت جميع البشر .. بعفافها وصلاحها ..
في يوم .. تشابهت من بعده كل الأيام .. قرر ابني ..
وحيدي .. أن يسافر إلى الخارج .. ليكمل دراسة ابتدأها منذ أعوام ..
فودعناه ... بحرارة ودموع .. في ارض المطار ..
حيث الناس جميعاً في رحيل مستمر .. ليقضى سنوات دراسته بعيداً ..
كل البعد عن بيته وعالمه الخاص ..
ولم تنسى أخته الصغرى أن تودعه بابتسامة ..
ودعاء .. صادق .. بالتوفيق ..
وهدية صغيرة .. مودعه له .. بربي يحفظك ..
وهديتي أحفظها يحفظك رب العباد .. الهدية صغيرة..
ولكن معناها كبير .. مصحف .. وصورة تذكارية .. لها ..
احتضن المصحف .. وصورتها .. مودعاً .. لنا .. في عجلة من أمره ..
ثم غادر ..
ترك المكان وحيداً .. تعصف به رياح الذكريات ..
وهو جالس ع كرسي الطائرة .. انزل عن كاهله ..
عناء التأخر .. وعناء الحقيبة الصغيرة ..
ذهب إلى الخلاء .. لقضاء حاجه ..
جلس بجانب كرسيه .. صديق له ..
يلازمه في دراسته .. ولكن ذاك الصديق .. في شهوره الأخيرة ..
ليعود وهو يحمل شهادة تخرجه ..

رأى صورة تلك الملاك ع الكرسي بجانب المصحف ..
ففهم بأنها هديه .. قدمت لصديقه .. ع ارض المطار ..
من حبيبته المودعة له .. بشوق واحتضان ..
جمالها لم يمنعه من القاء النظر عليها ..
فأخذ يقلب الصورة .. وهو يرى ملامح ذاك الوجه المليح ..
وبدون شعور منه وضع الصورة .. في جيب ملابسه .. ليعود الصديق ..
ليرتب أغراض نسيها .. ع الكرسي ..
وطارت بهما الطائرة .. إلى المصير .. المحدد ..
بعد أيام مضت .. وهو يصارع الوحدة .. غريب حائر ..
بين كل تلك الوجوه قرر الرحيل .. إلى ارض الوطن ..
يحمل في جعبته مفاجئة .. رجوعه إلى الوطن الذي طالما تمنى أن يقبل ترابه ..
وع الجانب الأخر من القصة المؤلمة ..
يقبع ذئب بشري .. معدوم .. من كل صفات الرحمة .. والخوف من الله ..
اخذ يتفنن في تلك الصورة .. في قص ودمج وتركيب .. في برنامجه المتفنن به ..
ليزين شاشه هاتف الجوال .. بصورة فتاة بارعة الجمال .. بملابس مخلة بالأدب ..
لينشر الصورة .. توقع أنها صورة الحبيبة ..
لتصل الصورة إلى اكبر قدر من البشر .. تارة هنا وتارة هناك ..
ليتم التلاعب في الصورة أكثر .. وتنتشر بسرعة البرق ..
من هاتف لأخر .. بواسطة البلوتوث ..
كالنار التي عندما تشتعل تلتهم كل شي أمامها ..
لتلقى الصورة .. وفجأة إلى يد قريب مقرب جداً .. لتلك الفتاة ..
الذي كظم غيضه لحين وصول الأخ من السفر ..
وهو يفكر في نفسه .. عن السبيل .. لإخباره .. عن تلك القصة ..
ويبرر أعمال أخته الصغرى .. وفضائحها .. القذرة ..
تمر عليه الأيام بطيئة .. وهو ثائر وحائر .. يا ترى ما هو السبيل ..
قطع اتصال .. حبل أفكاره .. وشروده الغير معتاد ..
رقم من خارج الدولة .. من يا ترى ..
عرف المتصل من .. فجاوب المتصل بقلق وتردد ..
مرحبا .. كيف الحال .. الكل بخير .. متى الوصول ..
إن شاء الله .. سوف أكون غداً .. بالانتظار ..
نعم .. أكيد .. سوف تكون مفاجئة ..
نام ليلة .. من أتعس ليالي حياته .. وهو يصارع القلق .. والمرارة ..

اللحظات التى كان يخشاها .. ها هي اليوم قريبة منه .. كل القرب ..
غداً .. سوف يصل .. كيف .. وبماذا .. وهل .. وياريت ...
واسأله .. كيف السبيل من الهروب ..
لكن يفعل الله ما يشاء ..
وجاء الغد .. وهو يحمل أصعب اللحظات .. وأفظعها ..
ليلتقي الأخ .. مع ذات القريب .. في سلام .. واشتياق ..
لحظات قليلة لفت المكان .. بسحر غريب .. وشعور متنافر بينهما ..
من مبتسم وولهان .. إلى خائف ومرتبك ..

كيف الأهل .. والوطن .. منذ الرحيل مالذي تغير ..
ويتكلم بصوت المشتاق .. وصوت الحنين يرن في كل حروف كلماته ..
لماذا الصمت يملك .. كل ما فيك من صوت ..
مالذي جرى .. والى أين تسرح في خيالك ..
هل أنت غاضب مني ...
لا .. أنا لا استطيع أن أتكلم .. لا .. دع الصورة نفسها تنطق وتخبرك ..
بمفهوم الحكاية .. ومردود الرواية ..
اخذ الهاتف .. فصعق من هول المفاجاءة .. ارتجفت يداه ..
سقط الهم القاتل .. تحت الإقدام .. واغرورقت من عيناه دمعه ..
ثقيلة .. كبلت المكان .. بصمت موحش .. فظيع ..
ليعتليه صراخ .. مدوي .. قف .. هنا ..
لم يلبث الآخر إلا أن يقف .. ليلقى به خارج السيارة ..
لي يأخذ طريقاً .. سريعاً .. نحو القدر .. المحتوم ..
ليدوس ارض القرار .. وهو يمر بين ممرات منزله ..
الذي طالما اشتاق .. لكل ركن في ارجاءة ..
ليصعد إلى غرفته .. والى درجه السفلى .. ليبحث عن غرض ما ..
ليعود أدراجه .. إلى غرفة ذاك الملاك .. الجميل ..
ليمر مرور أخير ع عتبة .. تلك الزوايا ..
وأنا ع سجادة الصبر .. اسجد لربي طاعة .. وادعي دعاء النجاة ..
والستر لأبنائي .. ولنفسي ..
ليمضي إليها .. وهي في تواصل روحي مع رب العباد ..
تتلوى بعض آياته .. بمصحف مطهر ..
يدخل إليها .. بكل هدوء .. وطمانينه ..
لتبتسم عند رؤيته .. وبفرحه تغمر المكان الطاهر ..
تنطق حروف اسمه .. معلنه فرحه اللقاء ..
ليرفع الشوزن .. في وجهها البريء الطاهر ..
ليترك رصاصة قاتله اخترقت ذاك الوجه الملاكي ..
مستقرة ع الجبين .. بعد انطلاق صوت فظيع مدوي ..
مليء المكان بالفزع .. والانبهار ..
ليترك الحنايا .. ثكلى .. من ذاك المدوي ...
لتنتحر الدماء من ذاك الجبين الطاهر .. معلنه الرحيل ..
إلى الموت .. وسكراته ..

كتاباتي الشخصية ..

__DEFINE_LIKE_SHARE__