يعجزُ العقل عن ترجمة حبي لهم.. فهم لم يكونوا مجرد أطياف عابرة و إنما شخوصٌ نسجت من بريقها ذكريات أرجوانية اللون تطل في كل يوم من بعيد باسمة ملوّحة.
لم تخنقني سوى مراسم الوداع تلك.. التي جعلتني طريح أنقاض ذكريات زاهية بالرغم من كونها بالية منهوشة، مراسم انهمرت منها أحزانا فتراكمت في مكنون الأحشاء، كلما رست الهواجس على شاطئ الذكريات داهمتنا تلك الرغبات بالبكاء في غمرة شوقنا.
لن أنس من جعلني أطير بجناحين ذهبيين فوق تلك الآفاق القريبة، لن أنس ذاك الحضور الرائع و الروح المتألقة، و الأوقات اللذيذة، لن أنس تلك الأيادي التي ربتت على كتفي لتخبرني بأني لازلت على أعتاب نجاح محتم.. لتخبرني بأني قادر على أن أتخطى حدود المستحيل تشهد عينيّ نورا في الآفاق يشع و يكسو ناظريّ، يا من علمتني بأني لستُ إنسان أمس بل إنسان الغد و ما بعد الغد.. يا من علمتني كيف أشدو بقلمي في تلك الآماد البعيدة ملحنا بمشاعري.. أتراقص على أنغام همسات غامضة، سيظل حنيني لكم حنينا طريا جميلاً طالما حييت ..