إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-07-2010, 09:40 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,669
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2140

ربما كان لدى الإنسان العديد من الدوافع التي افضت به الى اللحظة التي قرر فيها القيام بالخطوة الحاسمة واسر الطيور الجارحة لترويضها وتدريبها لتستطيع صيد الطرائد التي يقتات بها، ومن المرجح أن تكون قدرة تلك على الطيران واقتناص الطرائد بما يفوق قدرات الانسان البدائي الذي لم يكن يمتلك اساليب صيد متطورة هي التي جعلت الصيد بالصقور حلا عمليا يلبي احتياجات ذلك الانسان.

وليس من الصعب ان تتصور اللقاء الاول بين الانسان والطيور الجارحة في السهول الشاسعة لاسيا الوسطى، وهو لقاء دخل في حيز الاسطورة منذ ذلك الحين، ورغم غياب أي دليل موثوق لاحداث تلك الرواية، الا ان حقيقة تناقلها عبر العصور توفر معلومات ثمينة حول عادات الشعب الذي وتقاليده واعاد روايتها مرارا، واضافة الى ما تحتويه من شخصيات تاريخية واقعية، توضح الحكاية كيف ان الصقارة تمتلك القدرة على الظهور تلقائيا في أي زمان ومكان فيالتاريخ البشري رغم ان هناك ادلة مقبولة تشير الى ان هذه الرياضة كانت موجودة بالفعل قبل 4000 عام على الاقل.

تروي احد الاساطير المغولية قصة شابين هزما في احدى المعارك القبيلية وهاما على وجهيهما في ارض مقفرة تنفيذا لحكم بنفيهما لمدة سنتين، وشارف الاميران على الاستسلام بعد ان عضهما الجوع بنابه، حيث فقدا أي امل بالبقاء على قيد الحياةوهما لا يملكان أي اسلحة او جياد تساعدهما على اصطياد الطرائد التي تبقيهما على قيد الحياة، وشاهد الاميران فجأة بازا يطارد ديكا بريا دخل احد الاجمات الصغير، وقال اصغرهما: ها قد ارسل لنا الله تعالى طيرا عشاءنا لهذهالليلة، فلنطارد هذا الباز ونمسك به قبل ان يطير بطريدته الثقيلة لنتمكن من الاستئثار بلحمه لانفسنا. فرد عليه شقيقه الاكبر: توقف، لان الله سبحانه وتعالى سوف يمنحنا ما يكفينا من الطعام خلال فترة نفينا، اذا عرفنا كيف نحصل عليه، فلنطارد الباز بحذر كي لا يطير بعيدا، ولننتزع بعض شعرنا ونجدله في ضفائر نربط بها اجنحة الديك البري، وحين ينقضالباز مجدد لالتقاط طريدته فسوف يعلق بين تلك الضفائر، واذا نجحنا حينئذ في استئناس الباز فسوف يصطاد لنا ما نحتاج اليه من طعام طوال مدة نفينا.

وعاد الاميران الشابان الى قبيلتهما بعد سنتين، وكان الامير تيموجين أكبرهما واكثرهما حكمة يحمل فوق قبضته اليسرى طائر باز جميلا، وحين شاهده ابناء قبيلته يعود اليهم حيا وهو يحمل هذا الطائر النبيل فوق معصمه توقعوا له مستقبلا باهرا، وهذا ما حدث بالفعل حيث غير هذا الرجل الذي حمل اسم جنكيز خان لاحقا وجه اسيا.
ويجب أن نكون دقيقين حين يتعلق الامر بتقييم أي رواية او تجسيد فني يردنا باعتباره دليلا ماديا على ممارسة الصيد بالصقور، ولا تعد اللوحات والمنحوتات المنقوشة على الصخور والتي يظهر فيها اناس يحملون طيورا جارحة دليلا على ان تلك الطيور مدربة على الصيد، فاذا لم يتم وصف عملية التدريب بحد ذاتها ولم يظهر دليل حاسم اخر على ذلك مثل السبوق والبرقع والداس، فان جل ما يمكننا استنتاجه هو ان الانسان كان يدرك في تلك الحقبة التاريخية وجود الطيور الصيادة غير ان معظم الخبراء يجمعون على ان ممارسة الصيد بالصقور بدات في اسيا قبل اربعة او خمسة الاف عام.

وقد تم اكتشاف رسم صقار في ممر (الاوتار) الجبلية الضيقة في سلسلة جبال (تيان - شان) بدولة تركستان كما اكتشفت نقوش صخرية يعود تاريخها الى العصر البرونزي خلال الفترة الواقعة بين عامي (2500 - 1800 قبل الميلاد) حول مدينة (سيريكتاس) في كازاخستان، ونشاهد في احد اقدم تلك النقوش صورة صياد نسور (بركوتشي) يعتمر قبعته المميزة ويكتب باحدى يديه بينما يحمل بيده الاخرى ما يبدو نسرا، كما يظهر في النقش الحجري نفسه نسر يحلق فوق مجموعة من الحيوانات رباعية القوائم، وخلال الحقبة التاريخية نفسها وفي عام (2205 قبل الميلاد) وفي عهد اسرة (هيا) المالكة في الصين يظهر بعض النقوش الحجرية تقديم الصقور كهدايا نفيسة للامراء.


ولدينا ادلة تاريخية الى عام (1300 قبل الميلاد) في شكل نقوش حجرية وجدت بين اطلال موقع (بوجازكاب) في تركيا يظهر فيها صقار يحمل صقرا فوق معصمه الايمن وخيطا في يده الاخرى.

وانتشرت الصقارة بسرعة في شبه القارة الهندية وشبه الجويرة العربية وبلغت اوروبا غربا خلال السنوات التالية، ولعبت الطرق التجارية والحروب والهجرات دورا كبيرا في انتشار الصقارة، وقد ادى وصول العرب الى اوروبا في القرن الثامن للميلاد الى حجب راس وعيني الصقور بالبرقع للمرة الاولى، كما ادت شبكة الطرق التجارية التي ربطت بين اسيا واوروبا عبر التاريخ، وبين مدينة (شانجان - اصبح اسمها الان جيان) في الصين وعبر انطاكة في سوريا وغربا الى القسطنطينية (اسطنبول الان) في تركيا عبر ما كان يعرف بطريق الحرير الاى انتشار خبرات الصيد بالصقور ومهاراته اضافة الى ذلك ادى وصول الفرسان الاوروبيين الى الاراضي المقدسة خلال الحروب الصليبية الى تناقل مهارات الصيد بالصقور، وشهدت اوروبا العصر الذهبي للصقارة بين القرنين الحادي عشر والرابع عشر وتمكن الاوروبيين المسيحيون خلال هذه الفترة من زيادة معلوماتهم وخبراتهم الخاصة بالصقارة كنتيجة للتبادل الثقافي الذي حدث بينهم وبين المسلمين.

وشكلت الصقارة جزءا من التاريخ البشري منذ انطلاقتها الاولى في سهوب اسيا الوسطى وانتشارها الى الصين واليابان وكوريا والهند وايران والعراق وشبه الجزيرة العربية والدول المطلة على البحر الابيض المتوسط و روسيا واوروبا، وتزدهرالصقارة حاليا في معظم انحاء العالم، باستثناء المناطق التي تعيقها الظروف الجغرافية او المناخية مثل المناطق شديدة الجفاف أو المكسوة بالجليد أو الجبال الشاهقة أو الغابات الكثيفة.

ولا توجد الان ضرورة ملحةللصيد بالصقور بهدف الحصول على الطعام وليس هناك سوى سبب واحد يفسر الاصرار الشديد للانسان المعاصر على المحافظة على تحالفه مع الصقور والشواهين والنسور عبر مختلف الثقافات والاديان والتقاليد والمواقع الجغرافية واستعداده حتى للتضحية بوقت فراغه، ويتمثل هذا السبب في شغف واعجاب الانسان بطيور الصيد، فقد تحولت الصقارة من عملية حيوية وازدهرت خلال مرحلة عيش الانسان من الصيد وجمع الثمار الى تراث ثقافي.






منقول،،،
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML