إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-07-2010, 06:10 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,670
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2140

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمدٍ وآل محمد وعجل فرجهم...
السلام عليكم ـ أيها الأحبة في الله ـ ورحمة الله وبركاته...

عن الإمام الباقر(عليه السلام) - لجابر بن يزيد الجعفي - :

" أوصيك بخمس :
إن ظُلِمْتَ فلا تظلم، وإن خانوك فلا تَخُن، وإن كُذِّبْتَ فلا تغضب، وإن مُدِحْتَ فلا تفرح، وإن ذُممت فلا تجزع، وفكِّر فيما قيل فيك، فإن عرفتَ من نفسك ما قيل فيك فسقوطك من عين الله (جل وعز) عند غضبك من الحق أعظم عليك مصيبة مما خفت من سقوطك من أعين الناس، وإن كنتَ على خلاف ما قيل فيك فثواب اكتسبته من غير أن يتعب بدنك.".
ميزان الحكمة، الشيخ محمد الريشهري:4/ 3540 – 3541.

أنِخْ راحلتك عند منهل أبواب الله(تعالى):

وصايا العظماء عظيمة مثلهم، وكلماتهم ـ هي الأخرى ـ كفعلهم مشاعل نور تضيء للسالكين دياجير طريق المسيرة الطويلة نحو الله(تعالى).
إنَّ الكلمة الواحدة من منهل هؤلاء الأطهار لتختصر على الإنسان الكثير، وتضع بين يديه عصارة الحكماء، وخلاصة تجاربهم، في الفكر، والسلوك، وطرق السير إلى الكمال.
إلى مَن يتلهّف أن يجلس إلى عارف عظيم، وإلى مَن يتشوّق إلى أن يعرض همومه الروحية، وآهاته حيرته المعرفية، وتوجعات نصبه، لمن يريد أن يأوي إلى الكهف الحصين... هلم هلم.. وأنخ ركاب أسئلتك وحيرتك وظمأك، بل ووجودك كله.. هنا عند آل الله(تعالى)، وأبواب حكمته ورحمته، تربّع وأصِخْ السمع؛ فلن تقوم إلا بزيادة هدى، وبدواء ناجع لدائك الذي أرهقك.
هنا ـ وليس في مكان آخر، لا يرتبط بهذا النبع ـ شمِّر عن ساعديك؛ لتغرف من زلال آل محمد لتروِّي ظمأ روحك، وتبل صدى وجدانك، وتنعش كيانك كله..
نعم، ـ أيها الحبيب ـ دعنا نستمع معاً إلى درس من دروس باقر علوم الأولين والآخرين، الإمام الباقر (عليه السلام) يلقيه على الجعفي، وما أرداك ما الجعفي!

المحطة الأولى: " إن ظُلمتَ فلا تظلم":
عِشْ في هذه الحياة عيش مَن علم بأنه لا محالة راحل عنها إلى دار جزاء ومقام، يحاسب فيها على كل صغيرة وكبيرة، حساباً تطيش له الألباب، وتذهل من دقته العقول، قال الله (تعالى):
{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} الكهف/49.
هل شاهدت بقلبك هول المشهد العظيم؟
هل عاينته بروحك؟
هل رأيتَ كيف هو الذهول في تلك الساعة العصيبة؟؟

كلمة أطلقها لسان عابث هدم بها شرف إنسان أو سمعته، أو حركة غَمَزَ بها متهوّر ضدَّ عبدٍ غافل من عباد الله(تعالى) وإذا بها تتحول إلى ما فيه هلاك الإنسان في تلك الدار وتشقيه!!
نعم، ستطيش العقول هناك..
نعم، ستحار النفوس هناك.. سيما تلك النفوس العابثة اللاهية في هذه الحياة والتي ما عرفت فيها جداً غير جد اللهث وراء متعها الزائلة وشهواتها الفانية، وتأمين كل ما يسرّها، ويلهيها، في هذه الدار وإن كان سيأتي منه وعلى يديه قصم ظهرها، وعذابها في تلك الدار.
عِشْ مستحضراً أن كل حركة وسكون، وصمت وكلام، وتأييد ومعارضة فيها سؤال وحساب... عندها سيقع في قلبك، قول مولانا الباقر(عليه السلام):
" إن ظُلمتَ فلا تظلم"!
عندها ستنقبض يدك عن أن تمتد بظلم إنسان.. حينها سينعقد لسانك عن أن ينال عباد الله(تعالى) الذين حرّم الله(تعالى) النيل منهم.. ساعتها سيخلو ذهنك عن ظن السوء ببريء لا يعلم بما تحمل تجاهه من نوايا سوداء. سيحصل ذلك كله حين تؤمن حقيقة بأن هناك داراً يحاسب فيها على كل شيء!
دعنا أيها الحبيب ـ نتعرف على بعض بعض آثار الظلم التي ذكرها ربنا(تبارك وتعالى) في كتابه الكريم؛ علّها تكون وازعاً يردع هذه النفس الأمارة بالسوء عن ظلم الناس.

الأثر الأول: الحرمان من الهداية:

قال مولانا (تبارك وتعالى): { ...وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} آل عمران/86.
إنه لا يوجد ما هو أقسى على نفس تشعر بإنسانيتها وكرامتها من أن تشعر بأنها فقدت الهداية، وباتت تتخبط في وديان الضلال!
قاس ـ أيما قسوة ـ على الذات الشريفة، والنفس الزكية أن تدرك بأنها باتت في قبضة الشيطان ـ وهو عدوها اللدود ـ، وأنها صارت تحت إمرته!

نعم، إنَّ الظلم ليفعل بالنفس الإنسانية ذلك!
يسلبها الهداية ويجعلها في قبضة الشيطان!
إنَّ ظلم العباد لينزلها من علياء الهدى لوحل الضلال!
نعم، إنَّ الظلم ليركس الإنسان في وحل الضلال، وليس بعد الهدى إلا الضلال.
قال تعالى: {.... وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} إبراهيم/27.
فكم ينبغي أن نفرَّ من الظلم؟
كم ينبغي أن نتجنب الظلم؟
كم يجب أن نهرب من الظلم كم؟

الأثر الثاني: الحرمان من حب الله(تعالى):

حين يعرف الإنسان أن عاقبة الظلم هي أن يخسر أغلى علاقة ـ وهي علاقته بالله(تعالى) ـ حين يُدرك بأنه سيُُحرم من أعظم ثواب وجزاء ومقام ـ وهو حب الله (تعالى) ـ ، ويسير وفقاً لما تمليه عليه تلك المعطيات الخطيرة، عندها لن يقدم على ظلم أحد، وقد لا يفكر في ظلم أحد!
نعم، ـ أيها العزيز ـ إنَّ الظلم ليؤدي بك لأعظم خسارة متصورة، وأدهى فاجعة يمكن أن تحل بذي قلب، وهي حرمانه من حب الله(تعالى). أنصت لقوله (تعالى):
{ ... وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} آل عمران/57.

أسمعت؟
أرأيت؟
أسمعت كيف أن الظلم سبب في خسران محبة الله(تعالى)؟

المحبة التي قدم من أجلها أولياء الله(تعالى) أرواحهم وأهليهم وكل ما يملكون فداء...
المحبة التي يعرف معناها وأهميتها من ذاق منها شيئاً بسيطاً حين انعكست عليه باستشعار لذة الذكر، واستغراق الفكر، وهيمان الروح في باريها... حيث اللذة العظمى والنعمة الكبرى..
إنَّ الظلم خروج عن صراط الفطرة السوية، وانحراف إلى خط الشيطان ومن هنا كان مبغوضاً لله(تعالى) كونه يسلخ الإنسان عن الفطرة الإنسانية التي فطره الله(تعالى) عليها..
هنا تتجلى الروح البهيمية، والروح السبعية، هنا لا وجود للإنسان، وإنما الموجود صورته، لا وجود للآدمي وإنما الشاخص هيكله، وحتى يعود الموجود إنساناً لابد أن نعيد إليه فطرته ونقاء فطرته، ولا يحصل ذلك ـ قطعاً ـ مع اجتراح ظلم العباد.

الأثر الثالث: عاقبة السوء:

{... وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ} آل عمران/151.
إنَّ الدنيا لدار ممر، وإنَّ الآخرة لهي دار المقر، وهناك هناك المثوى والمقام!
وهنا السير باتجاه ذلك المثوى، فإما أن يكون نعم المثوى، وإما أن يكون بئس المثوى، وما ذلك إلا راجع لطبيعة سلوك الإنسان، وما يحمله في هذه الدار من اعتقادات وممارسات.

لو علم الظالم أنه إنما يظلم نفسه حين يظلم عباد الله(تعالى) وجرى وفقاً لتلك القناعة، ولم تستعصِ عليه نفسُه الأمارة بالسوء لما ظلم الناس.
عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنه قال:
" خمسة في كتاب الله (تعالى) مَن كنَّ فيه كنَّ عليه.
قيل : وما هي يا رسول الله؟
قال: النكث، والمكر، والبغي، والخداع، والظلم.
فأما النكث فقال الله (عز وجل): { فمن نكث فإنما ينكث على نفسه}
وأما المكر، فقال الله (تعالى): { ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله}
وأما البغي فقال الله (تعالى): { يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم}
وأما الخداع فقال الله (تعالى) : { يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون }
وأما الظلم فقال الله (تعالى): { وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}.
فالبغي والظلم واقع ـ أول ما يقع ـ على الإنسان نفسه لو كان يعلم.

كانت هذه معانٍ عنّت لهذا الفقير لربه(تعالى) عند التأمل في هذه الرواية الشريفة العظيمة، آملاً من جناب قدسه أن يوفقني (سبحانه وتعالى) لإكمالها لاحقاً إن كتب لعبده المفتقر بقية من عمر.
خالص تحياتي.:gf:
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML