أعرب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في توجيه كريم عن سعادته للوعي الوطني الناضج الذي تجلى في مواقف الفعاليات الوطنية على صعيد ممثلي الشعب والجمعيات والأندية والأقلام المسئولة حيال الممارسة الخاطئة لحرية الحوار في إحدى الندوات التي استغلتها بعض الأصوات وحرفتها عن موضوعها الذي أقيمت من أجله للاساءة إلى سمعة عائلات وشخصيات من هذا الوطن. وقال جلالته ان ذلك أسلوب يقوم على التعدي والتجاوز ولا يمكن القبول به في أي مجتمع ديمقراطي يحرص على سيادة القانون كما يحرص بقوة قبل كل شيء على التمسك بقيمه وأخلاقياته في التخاطب والتعامل بين جميع أفراده وفئاته، فانما الأمم الأخلاق ذلك هو القانون الأسمى.

وأكد جلالة العاهل المفدى قائلا اننا كأب للأسرة البحرينية وقائد لمسيرتها وخاصة على طريق الإصلاح الديمقراطي الذي ارتضيناه لأنفسنا وتوافقنا عليه في أول وأهم استفتاء عام في تاريخ البحرين كسبنا منه ميثاقا وطنيا نحمله باعتزاز فهو ميثاق شرف للقول والفعل وكسب معركة المستقبل مضيفا: انني بهذه الصفة التي اعتز بها ولن أتوانى بإذن الله عن مسئوليتها لا أسمح بالاساءة إلى أسرتي فما يسيئها يسيئني شخصيا تماما مثلما يسيئني ويسيئكم التعرض لأي أسرة بحرينية دون وجه حق حيث سنقف الى جانبها دفعا للاساءة وقفة أي والد لها فليس من تعاليم ديننا ولا من شيمنا العربية التخلي عن رابطة الأسرة فذلك من عقوق الوالدين الذي نهانا الله عنه وليس لنا إلا قوتنا الأخلاقية والمعنوية المتمثلة في هذا الترابط والتراحم الذي هو أساس التماسك في مجتمعنا، فلا بديل لنا عنه وبطبيعة الحال فلن يكون المخطىء فوق القانون من أية أسرة فالجميع متساوون أمامه. وقال جلالته: اننا لا نسمح فقط بالحوار الديمقراطي وانما نشجع عليه وندعو إليه وللجميع حرية مناقشة التمييز دستورا وقانونا. أما التعرض للعوائل فاساءة الى الديمقراطية قبل ان تكون اساءة اليهم، ذلك ان الحوار البناء والباني لمستقبل الأوطان شيء والاثارة الهادمة والمسيئة عكسه تماما وعلى الضد منه ولا تليق بالمواطنين الأحرار فهي معول هدم في بنائه كما أثبتت تجارب الماضي الذي لن نعود اليه، مؤكدا جلالته ان عقارب الساعة لن تعود الى الوراء فنحن جميعا حماة الديمقراطية ومعنا أحرار البحرين من مختلف المواقع وقد سمعنا أصواتهم المسئولة والغيورة على مستقبل وطنهم فلم نملك إلا التجاوب معهم في وقفة رجل واحد متفهمين ومقدرين تقديرهم لرموزهم الوطنية.

ودعا جلالة العاهل المفدى من جديد كافة أبناء البحرين للعمل على الارتقاء بالحوار الديمقراطي حفاظا عليه وصيانة له دون اساءة إليه. وقال جلالته: ولنسر في طريق التسامح والبناء والانفتاح الذي اتسعت آفاقه أمامنا بلا حدود نحو كل تقدم وتحسين وتطوير تجتمع حوله الإرادة الوطنية. وأكد انه عبر هذا الطريق المشرف نستطيع ان نحسن إلى أنفسنا ونعمل لخيرها دون ان نسيء إلى أحد، قائلا جلالته: وإذا كنت لا أرضى بمثل هذه الاساءة فاني لا أرضى لأي بحريني بان تصدر عنه وستبقى يدي ممدودة دائما لآخذ بيده إلى ملتقى الخير من أجل ان نتشارك معا في مسئولية بناء الوطن الواحد فتلك هي المسئولية التي أدعو إليها باصرار كل البحرينيين.