|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم اليناالإستراحه العامة المواضيع العامه التي لا تدرج ظمن اي قسم اخر من أمور الحياة |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب المحمـــــــــــــــــــــــــــود فهذا الحب لا ينكر ولا يذم، بل هو أحمد أنواع الحب، و كذلك حب رسول الله صلى الله عليه و على اله و سلم، وإنما نعني المحبة الخالدة، والتي تشغل قلب المحب وفكره وذكره بمحبوبه، وإلا فكل مسلم في قلبه محبة لله و لرسوله لا يدخل في الإسلام إلا بها، والناس متفاوتون في درجات هذه المحبة تفاوتا لا يحصيه إلا الله، فبين محبة الخليلين ومحبة غيرهما ما بينهما، فهذه المحبة هي التي تلطف وتخفف أثقال التكاليف،وتسخي البخيل، وتشجع الجبان، وتصفي الذهن، وتروض النفس، وتطيب الحياة على الحقيقة، لا محبة الصور المحرمة، وإذا بليت السرائر يوم اللقاء كانت سريرة صاحبها من خير سرائر العباد، كما قيل: سيبقى لكم في مضمر القلب و الحشا ****** سريرة حب يوم تبلى السرائــــر و هذه المحبة هي التي تنور الوجه، وتشرح الصدر، وتحيي القلب، وكذلك محبة كلام الله فإنه علامة محبة الله، وإذا أردت أن تعلم ما عندك و عند غيرك من محبة الله، فانظر محبة القرآن من قلبك، والتذاذك بسماعه أعظم من التلذذ أصحاب الملاهي والغناء والمطرب بسماعهم، فإن من المعلوم أن من أحب محبوبا كان كلامه وحديثه أحب شيء إليه، كما قيل : إن كنت تزعم حبي ***** فلم هجرت كتابي؟ أما تأملت ما فيــه ***** من لذيذ خطــــابي و قال عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه: (( لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلام الله )) وكيف يشبع المحب من كلام محبوبه وهو غاية مطلوبه، وقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يوما لعبد الله بن مسعود رضي الله تعالى : (( أقرأ علي، فقال: أقرأ عليك، وعليك نزل؟ فقال : إني أحب أن أسمعه من غيري، فاستفتح فقرأ سورة النساء حتى إذا بلغ قوله تعالى: (( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا )) قال: حسبك، فرفع رأسه فإذا عينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تذرفان من البكاء" وكان الصحابة إذا اجتمعوا وفيهم أبو موسى يقولون: يا أبا موسى ذكرنا ربنا، فيقرأ وهم يستمعون، فلمحبي القرآن- من الوجد، والذوق، واللذة، والحلاوة، والسرور- أضعاف ما لمحبي السماع الشيطاني، فإذا رأيت الرجل، ذوقه، ووجده، وطربه، وتشوقه إلى سماع الأبيات دون سماع الآيات، وسماع الألحان دون سماع القرآن، كما قيل: تقرأ عليك الختمة وأنت جامد كالحجر وبيت من الشعر ينشد تميل كالسكران فهذا أقوى الأدلة على فراغ قلبه من محبة الله وكلامه، وتعلقه بمحبة سماع الشيطان، والمغرور يعتقد أنه على شيء. ففي محبة الله وكلامه ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أضاف أضعاف ما أورد السائل من فوائد العشق ومنافعه، بل لا حب على الحقيقة أنفع منه، وكل حب سواه ذلك باطل، إن لم يعن عليه ويسوق المحبة إليه. من كتاب الداء و الدواء لابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى فصل الحب المحمود __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |