|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
مسيرة «لقمة العيش» نظمت عصر الجمعة الماضي مسيرةٌ مرخصةٌ مناهضةٌ لسياسة رفع الدعم عن السلع الأساسية وفي مقدمتها رفع أسعار المحروقات، شارك فيها 11 أو 12 جمعية سياسية. المسيرة استغرقت ساعة واحدة وكانت كافية لإيصال الرسالة المطلوبة. وقدّرت مصادر الشرطة المشاركين بألفي شخص، بينما اختلفت الأرقام المنسوبة للمنظمين بين 4 آلاف، و12 ألفا، و20 ألفا. ولو أخذنا بمتوسط هذه الأرقام المتناقضة المنشورة بالصحف المحلية لخرجنا برقمٍ لا يقل عن 10 آلاف. وأغلب هؤلاء يأتون لوحدهم، ولكن لكل واحدٍ منهم أسرةٌ يعيلها ويحمل همّ معيشتها، فهو لا يمثل نفسه فحسب بل يدافع عن عددٍ من الأفواه من كبار أو صغار السن. وكمتوسطٍ أنت أمام كتلةٍ بشريةٍ من خمسين ألفا على أقل تقدير، فضلا عن آلاف أخرى لم تشارك لأنها ملت المسيرات، وآلاف يئست من الحكومة ومن الجمعيات معا، وآلاف ثالثة يصعب عليها التضحية بالجلسة الأسبوعية التي يلتئم فيها شمل العوائل. المسيرة كما هو واضحٌ تتعلق بلقمة العيش، التي سيزداد انتزاعها صعوبة مع التوسّع في برامج الخصخصة وزيادة منافسة العمالة الأجنبية للعمالة المحلية. وربما هذا ما يفسّر الحضور البارز للاتحاد العام للعمال، باعتبار هذه الشريحة المكافحة من أكثر المتضرّرين من هذه القرارات، كما كان بالنسبة للخصخصة. الشعارات التي رفعت تعبّر عن الهم المعيشي الذي بات ينوء تحت كلكله المواطن، ليس من ذوي الدخل المحدود بل الشريحة الأوسع من أبناء الطبقة الوسطى. من بين هذه الشعارات: «كلا كلا للتجويع»، و»ضاق علينا كل مكان»، وإحدى اللافتات حملت عبارة أكثر دلالة وعمقا: «على الدولة أن تبحث عن زيادة الدخل عبر تقليل الفساد المالي والإداري في الوزارات»، فهي تطالب بالتوجه إلى مواضع الخلل والمسارب التي تبتلع المال العام بشراهةٍ وجشع. الجديد في هذه المسيرة مشاركة أحد نواب المنبر الإسلامي، فمع إجماع النواب على رفض هذه القرارات (خصوصا مع اقتراب الانتخابات)، إلا أن النزول للشارع يبدو خيارا مرعبا للكثيرين منهم، ممن لم يشاركوا قط في حياتهم بمسيرةٍ حتى لو كانت من أجل فلسطين. الأسوأ من هذا الموقف التخاذلي عن مطلب شعبي مشترك، أن تصل السفاهة بأحد المناكفين التقليديين إلى معاداة أيّ تحرّكٍ يخدم الشعب ويحفظ مصالحه. فرفع دعم السلع الأساسية لن يكون في صالح طائفةٍ ضد أخرى، الكلّ سيكتوي بالنار، تماما كما التجنيس، لكن الغلّ السياسي يعمي البصيرة ويضع طبقة كبيرة من الصدأ على القلب كما يقول العارفون. ومن الآن... وحتى نهاية هذا الأسبوع، ستبدأ الأقلام الحكومية باستلهام هذا الموقف اللئيم لذلك النائب المتطرف المعادي للفقراء. أكثر المشاركين في تقديري من جمهور الجمعيات الذي يحمل تطلعات سياسية، وليسوا من المحرومين أو الفقراء وأصحاب المسكنة... وبالتالي من الغباء أن يطنطن بعضهم على أن المسيرة سياسية! فالجهات المنظّمة جمعيات سياسية وليست جمعيات لبيع البطيخ، فهل يتوقع أن ترفع شعارات تأييد لنادي المحرق أو الأهلي أو الرفاع؟ لكنه الفكر السياسي المتخلف لدى بعض نجوم ونجمات المرحلة! أحد رموز هذا التخلف والانحطاط السياسي هدّد قبل أسبوع وعلى منبر الجمعة بقيادة الجماهير ضد القرارات الظالمة للحكومة، وعاد في خطبته الأخيرة للتنديد بالمسيرة مدعيا أنه من قومٍ لا يقدّمون الدنيا على الدين! طنطنةٌ وشنشنةٌ نعرفها من أخزم قاسم حسين العدد : 2683 | الأحد 10 يناير 2010م الموافق 24 محرم 1431 هـ __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
| |