الشعب هو الذي يخلق دولته و نظامة و شكل حكومتة .. الشعب هو الذي يغرس حريتة و ديمقراطيتة بنفسه و لا احد غيره .. و إذا لم يعي الشعب حقوقة و كيف يحولها إلى واقع بقوة تنظيمة و وعية فلن تكون هناك ديمقراطية و دستور عادل يقوم على مبدأ المواطنة ... و من يبحث عن الديمقراطية و العدالة و الحرية من الحكام او من الخارج فهو يلاحق سرابا و اوهاما ..
من يطالب بدولة ديمقراطية فعليه السعي لتطوير المجتمع ليصبح ديمقراطيا و مدنيا .. بتحرير المجتمع .. برفع مستوى وعي الأم و الأب و الأبناء و تطوير أسلوب حياتهم بعيدا عن الخرافات و الجمود و التكفير .. و تكون الديمقراطية منهجا لهم في البيت و المدرسة و المجتمع ككل .. ففاقد الشيء لا يعطيه .. و الديمقراطية نسبية و تعتمد على تطور المجتمع ..

مشكلة الديمقراطية في البحرين هي رفض القلة الحاكمة مبدأ عدالة توزيع السلطة و الثروة .. اي بمعنى رفضهم لتغيير النظام القبلي و ما يكفله لهم من امتيازات .. و هي نتيجة طبيعية إذا كان هناك شعب ضعيف و يتكون من نخبة غير واعية و اخرى متعاونة مع السلطة .. و زادت الجمعيات و التيارات الدينية و السياسية في البحرين إلى زيادة الفرقة و الصراعات و من ضعف الشعب .. لأنها وجدت في مجتمع غير منظم و غير واع ..


جمعية الوفاق وقعت في مصيدة القلة الحاكمة التي تهدف إلى تفريق الشعب إلى سنة و شيعة و تأكيد مبدأ "فرق تسد" .. فالوفاق حققت هدفهم من خلال اصرارها على الاستحقاقات الحزبية الطائفية الضيقة .. متناسية بإن الإتحاد قوة .. و انه الطريق الصحيح لتحقيق الإرادة الجماعية ..و متناسية الايجابيات الكبيرة الناتجة من الوحدة رغم الإختلاف و التعدد و التباين الداخلي .. و لها بالإتحاد الأوربي او الولايات المتحدة الأمريكية مثالا .. الحل هو الموافقة على تشكيل كتلة وطنية موحدة مقياسها الكفاءة و ليس ما تختارة المرجعية الدينية من رجال الدين الذين اثبتو فشلهم في التجربة الأخيرة ..

جمعية وعد بحاجة إلى شخصية خاصة بها و ليست إلى شخصية تابعة و مخطوفة و مجاملة للوفاق او نازحه نحو طرف دون الآخر .. عليها ان تترك غرور النخبة و تنزل إلى بساطة الشعب كل الشعب .. في كل وقت و ليس في وقت الانتخابات او المسيرات و ردود الفعل المؤقتة فقط .. عليها ان تبحث و تدرس ثغرات التيارات الموالية و ان تعري حقيقتها امام المنتمين لها و خصوصا الشباب .. يجب ان تهتم بالشباب و ان تخلق قيادات جديدة و تيارا لهيبه الوعي الديمقراطي و الحقوقي . شباب . يمتلك القدرة على الشك .. التفكير الحر .. البحث ..و التحليل العلمي للوقائع و المتغيرات و الأحداث .. فالظلام يخاف و يتلاشى بالنور .. و نحن بحاجة إلى نور اكبر و اكبر و اكثر من ذي قبل .. و نجاحكم في الإنتخابات السابقة من المفترض ان يمنحكم الدافع القوي للتواجد بقوة بين الناس كل الناس .. و هذا ما سيعطي قراركم بالمشاركة في الإنتخابات القادمة المعنى و القيمة الأثمن و الأضمن للوصول إلى الديمقراطية التي ينشدها الأحرار في البحرين ..

آخر قطرة ..
المجتمع الحر المدني و الديمقراطي يخلق دولة عادلة و حرة و مدنية و ديمقراطية .. و فاقد الشيء لا يعطية .. و من يبحث عن الحل فهو بقوة و بالتنظيم الواعي للشعب و ليس بقوة السلاح او من الأسرة الحاكمة ..

http://hayatblog.blogspot.com/2010/01/blog-post_05.html