ميلاد المسيح وعاشوراء الحسين دعوة إلهية لإحياء الحق وتحرير الأنسانية..

محروم.كوم · #1 12-27-2009, 03:40 AM

ميلاد السيد المسيح (ع) وعاشوراء الامام الحسين (ع): دعوة إلهية لإحياء الحق وتحرير الإنسانية من براثن الظلم

لولا المسيح (ع) لما وصلت الرسالة الى محمد (ص)، ولولا استشهاد الحسين (ع) لطُمست معالم الديانات كلها

فاطمة شعيتو حلاوي

قبل أكثر من ألفي سنة ميلادية، انبثقت الى الكون أنوار نبي الله عيسى (ع) من تحت جذع نخلة نثرت على مريم (ع) رطباً جنيّاً، وجعل ربها ببركته تحتها سريّاً.
وفي العاشر من محرم سنة 61 هجرية، ارتقت من أرض النخيل أنوار الشهادة الى السماء، اذ كانت الدماء سريّا تحت جسد الحسين (ع) في كربلاء.
وما بين الولادة والشهادة، نهلت الإنسانية من معين الصبر والتضحية والإباء، وكان النتاج مزيجاً من فيض الميلاد ودماء عاشوراء!
فالمسيح (ع) روح الله وكلمته، والحسين (ع) نور الله وباب رحمته، والمقاربة بين المعصوميْن في المسيحية والاسلام تشرع الأبواب أمام أصحاب الكلام..

الدكتور عون: المسيحية ترى في واقعة كربلاء معركة كونية مشتركة بين كل الناس ضد الظلم

"ان المسيحية تنظر الى كل عمل دفاعي ضد الظلم كعمل مستمد من الفكرة الالهية ومن الخير الالهي، وهذا أمر ثابت لأن الفكر اللاهوتي المسيحي يجمع على القول ان كل بذار حق وصلاح وخير مزروعة في الكون هي من فعل الروح الالهية وليس هناك مصادر أخرى للخير غير الخير الالهي الذي زرعه الله في قلوب الناس وفي الحياة الانسانية"، هذا ما أكده استاذ الفلسفة الالمانية في الجامعة اللبنانية الدكتور مشير عون، وهوعضو سابق في اللجنة الاسقفية للحوار الاسلامي المسيحي، للـ"انتقاد.نت" حول رمزية عاشوراء والمعاني المستخلصة منها في الديانة المسيحية.

وتابع الدكتورعون "عندما تتحدث المسيحية عن الامام الحسين وكربلاء وذكرى عاشوراء، فإنها تتحدث عن قضية انسانية تجلت فيها أبعاد التضحية واقترنت بأحوال وأوضاع تاريخية وسياسية لها خصوصيتها، لذا عندما يحاور المسيحيون المسلمين حول واقعة عاشوراء وما تحويه من معاني التضحية والفداء، فإنهم ينظرون اليها من منظار التأكيد ان المعركة الكونية ضد الظلم وبالتالي الدفاع عن المظلومين هي معركة مشتركة بين كل الناس"، مشيراً الى أنه هناك ـ بلا شك ـ قواسم مشتركة بين الديانتين في هذا النطاق ينبغي للعقل اللاهوتي المسيحي وللعقل الاسلامي ان يتبصر فيها، وان يتحرى عنها، وان يدقق في لطائفها كي لا تختلط الأمور.

دعوة المسيح والحسين تلتقيان في ضرورة العمل الصادق على تحرير الانسان من الظلم

وعن المقاربة بين رسالة المسيح (ع) ونهضة الحسين (ع) من حيث الهدف والمضمون اعتبر الدكتور عون أن تحديد ما هو مشترك بين الشخصيتين مرهون في الرؤيا اللاهوتية الأوسع للأمور التي تعتبر ان المعركة التي قادها الحسين (ع) هي معركة تهدف الى تحرير الانسان من الظلم والى احقاق الحق، لكن التعمق في القضايا يظهر أن هناك ما هو مختلف بين الدعوتين، فالدعوة التي نشرها وأذاعها السيد المسيح في سيرته، على حد تعبيرعون، لها خصوصية مستمدة من خصوصية الروحية التي تحكم البشرى الانجيلية، لذلك هناك أمور لم تحسم بعد في العقل اللاهوتي المسيحي بشأن التقريب بين دعوة المسيح والامام الحسين.
وخلص الدكتور عون الى القول "في جميع الاحوال تلتقي دعوة الامام الحسين مع السيد المسيح في ضرورة العمل الصادق في تحرير الانسان من كل أنواع الظلم".

فليتذكر اللبنانيون أن الانسان واحد وهمومه واحدة
وعن كيفية توجه اللبنانيين للاستفادة من تزامن الميلاد وعاشوراء في تعزيز وحدتهم قال عون "فليتذكر اللبنانيون أن الانسان واحد، قضاياه واحدة، همومه ومشاكله واحدة* والظلم الذي يتعرض له واحد"، معتبراً ان أمام اللبنانيين فرصة مميزة في تزامن المناسبتين لمزيد من التفكير في المساحات الهائلة المشتركة بين الديانتين المسيحية والاسلامية التي تسمح لهم بالنضال المشترك المسبوق بالاتفاق الهني والرضي على معاني النضال.
ووجه الدكتور عون عبر "الانتقاد.نت" نداءً الى رجال الدين المسيحيين والمسلمين في لبنان للعزوف عن العمل السياسي والاكتفاء بالدفاع عن القيمة الإنسانية فقط، مؤكداً ان ذلك أول ما يجب أن تقوم به هذه الشريحة من اللبنانيين لتعزيز الوحدة الوطنية.

الشيخ غبريس: لولا المسيح (ع) لما وصلت الرسالة الى محمد، ولولا استشهاد الحسين (ع) لطُمست معالم الديانات كلها
يؤكد الشيخ حسين غبريس، عضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان، أن نبي الله عيسى (ع) فعل ما فعل لخدمة الرسالة الالهية التي استمرت ووصلت الى رسول الله محمد (ص) الذي بشخصه الكريم كانت خاتمة الديانات السماوية ونهاية حقبة الأنبياء، والامام الحسين (ع) لو لم يقم بخطوته الجهادية الاستشهادية، ولو لم يقدم أهل بيته وأصحابه شهداء في العاشر من المحرم عام 61 للهجرة لطمست معالم الديانات كلها، وهكذا عندما نؤكد قدسية الحسين (ع) فإن ذلك يعني بالضرورة أننا نثبت وندعم قدسية المسيح (ع).
وتابع الشيخ غبريس في حديثه للـ"الانتقاد.نت" ان حركة الظلم التي شهدها يوم العاشر من المحرم كان يقصد به اجتثاث الديانات السماوية كلها، وهي حركة صهيونية من حيث الهدف، لأن نزعة اليهود الى العنف وانكار الآخر أيّاً يكن، وقتل أنبياء الله لمحو آثار الدين هي نفسها التي تصدت للحسين (ع) في كربلاء.

الحسين (ع) والمسيح (ع) من حيث خصوصية الخلق والصفات
في المقاربة بين المعصوميْن، أشار الشيخ غبريس الى أن الروايات المسندة حول خلق وولادة الامام الحسين (ع) تفيد انه ولد قبل التسعة أشهر، فهو لم يكن جنيناً عادياً ولا مولوداً عادياً، وبالتالي ليس طفلاً عادياً، ذلك أن الله تعالى قد تدخل في ذرية الامام علي (ع) عندما أمر نبيه محمدا (ص) بتزويج النور من النور، فإذا كان علي (ع) نوراً واذا كانت الزهراء (ع) نوراً، من باب أولى أن يلد هذان النوران أنواراً من بينها الحسين (ع).

"ان الحسين (ع) له خصوصية مميزة من حيث الحمل والتكوين والولادة والنشأة"، قال الشيخ غبريس، مضيفاً ان الحسين (ع) لا يقل شأناً عن نبي الله عيسى (ع) الذي، وبحسب ما ورد في الأديان على تنوعها واختلافها، ولد وفق خصوصية مميزة أيضاً، اذ يكفي ان أمه مريم (ع) حملت به دون أب، أي من دون المرور بالطرق الحياتية الطبيعية.

وعن المقاربة من حيث الصفات، اعتبر الشيخ غبريس انه اذا تحدثنا عن صفات العفة والشهامة والشرف والصبر والاحسان والكثير غيرها من التي أوجدها الله تعالى في نبيه عيسى (ع)، فإن الحسين (ع) هوالذي ثبت هذه المبادئ السامية والأخلاقية وكرّسها في واقعة الطف على وجه الخصوص.

تضحية مشتركة في سبيل حفظ الدين والرسالة الالهية
وفي معرض الحديث عن خصوصية الرسالة الالهية التي أداها كلّ من المسيح (ع) والحسين (ع)، أشار الشيخ غبريس الى أنه عندما كلّف المسيح (ع) بالنبوة وبعث بها كان هناك محاولة لطمس معالم الدين، وكان ممنوعاً عليه أن يظهر دين الله نتيجة تشدد اليهود في الحؤول دون بروز أية ديانة جديدة غير اليهودية، لذا أخذوا موقفاً حاسماً يقضي بقتل أي نبي يدعو الى الله أو يأتي بجديد، من هنا عمل المسيح (ع) على حفظ الدين وافتداه بنفسه، ظناً من اليهود أنهم قتلوه كما ورد في الاسلام، وكان على علم أن هناك أذىً قد يلحق به ولم ينسحب برغم اصرار أعداء الدين على ذلك.

وهنا لفت الشيخ غبريس الى ان ذلك أيضاً حصل مع الامام الحسين (ع) الذي رفض التخلي عن حقه المنصوص عليه قرآنياً ونبوياً، وان الاثنين (ع) فعلا هذا لا لذاتهما أو لمنصب قيادي أو كرسي، بل لأن في ذلك أمرا من الله تعالى، وعلماً منهما أن في التخلي عن المسؤولية الالهية خروج عن دائرة رحمة الله.

وأضاف الشيخ غبريس "بحسب المعتقد المسيحي القائل باستشهاد المسيح (ع)، فإن حالة العنف وسيلان الدماء هي ذاتها التي حلّت بالامام الحسين (ع)".

نبي الله عيسى (ع) وحفيد نبيه محمد (ص) في النص القرآني
ماذا عن ذكر المسيح (ع) والحسين (ع) في النص المقدس؟ سألت "الانتقاد"، وجاء رد الشيخ غبريس أن الآيات القرآنية التي وردت بحق أهل بيت رسول الله محمد (ص)، ومن بينهم الامام الحسين (ع)، هي أكثر من الآيات ذات النص الواضح والظاهر في الأنبياء، والمسيح (ع) أفرزت لوالدته مريم (ع) سورة قرآنية باسمها تحدثت عن ولادته المباركة وما فيها من إعجاز إلهي، كما أشير الى نبي الله عيسى (ع) في عدة مواضع من القرآن الكريم.

هلاّ استفدنا من تزامن الميلاد وعاشوراء لنكون معاً في خدمة الدين والرسالة!
حول تزامن ميلاد المسيح (ع) وذكرى عاشوراء الحسين(ع)، أشار الشيخ غبريس الى ان هذه ليست المرة الأولى التي تتزامن فيها المناسبات الدينية لدى المسلمين والمسيحيين، اذ هناك فارق زمني محدود جداًَ بين السنتين الميلادية والهجرية، والهجرية هنا تعني ما حصل مع النبي عيسى (ع) من هجران للواقع السيئ واستبداله بواقع آخر، وهجرة الحسين (ع) من المدينة الى مكة ثم الى كربلاء كان لها الهدف نفسه.
وفي ظل هذا التزامن بين المناسبتين، دعا الشيخ غبريس عموم اللبنانيين وعموم المسلمين والمسيحيين في العالم للالتفات الى أن مصدر هذه المناسبات الدينية هو رب واحد، معتبراً انه من حسن الحظ أن الاحتفال بولادة السيد المسيح (ع) يصادف هذا العام في عمق الايام العشرة الأولى من محرم، وهذا يتجسد فداءً بفداء، وتضحية بتضحية، وكرماً بكرم، وشهامة بشهامة، وأضاف "هلاّ استفدنا أيها المسلمون والمسيحيون من هذه الكرامات لتكون ظروفنا متشابهة ومتقاربة ولنكون معاً في خدمة الدين والرسالة".
وفي ختام اللقاء دعوة صادقة!
في رسالة وجهها الشيخ غبريس الى العلماء المسلمين ورجال الدين المسيحيين اللبنانيين في الختام، اعتبر ان المطلوب منهم أن يتخلوا عن ذاتياتهم وخصوصياتهم وأن يفكروا بعين الواقع، وأضاف "حري بنا كأناس أردنا لأنفسنا أن نكون في خدمة الرعية وأبناء الانسانية أن نقدم لهم الدين خالياً من الشوائب والمطبات والمواقف المحرضة لهذا على ذاك".
ودعا المسلم للانطلاق من إسلامه وجامعه والمسيحي من مسيحيته وكنيسته، من كل الأفكار السامية التي ينادي بها الدين أيّاً كان قائلاً "ما أكثرها تلك الأفكار التي تقربنا من بعضنا، فلنجعل منها معاًَ وقوداً لحياتنا ومشعلاً لطريقنا من أجل خدمة البشرية".

موقع الأنتقاد نت - السبت 26-12-2009 __DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
الخميس هو المكمل للثلاثين لشهر ذو الحجة وعاشوراء يوم الاحد	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	12-17-2009 01:50 AM
شاهد المسجد الحرام و المسجد النبوي و المسجد الأقصى وكأنك بداخلهم	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	07-02-2009 03:10 AM
شاهد المسجد الحرام و المسجد النبوي و المسجد الأقصى وكأنك بداخلهم	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	07-02-2009 03:00 AM
تصميم لمللك الأنسانية...{ابو متعبـ	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	05-29-2009 08:10 PM
تصميم لمللك الأنسانية...{ابو متعبـ	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	05-29-2009 08:00 PM