يدور القمر حول الأرض كل شهر. هذه الحقيقة البسيطة قد تكون معروفة للجميع، ولكن القمر وحركته حول الأرض يحملان العديد من الأسرار والأحداث الفلكية المثيرة. في هذا القسم، سنستكشف بعض هذه الأحداث ونتعرف على كيفية تأثيرها على حياتنا وعلى الكون بأكمله.
تعتبر حركة القمر حول الأرض من أهم الأحداث الفلكية التي تؤثر في حياتنا اليومية. فالقمر يلعب دورًا حاسمًا في تحديد المد والجزر، وهو أمر يؤثر على الحياة البحرية والأنشطة البشرية المرتبطة بها. ولكن هل تساءلت يومًا عن سبب حدوث المد والجزر؟
تتمثل الإجابة في قوة الجاذبية التي تتبع قانون نيوتن للجاذبية. فالأرض تجذب الأجسام نحو مركزها بقوة تعتمد على كتلة الجسم ومسافته عن مركز الأرض. وبالمثل، يجذب القمر الماء على سطح الأرض بقوة جاذبية تعتمد على كتلته ومسافته عن الأرض. ونتيجة لذلك، يحدث تشوه في شكل الأرض ويتحرك الماء نحو الجانب الذي يكون فيه الجاذبية الأقوى.
ومن هنا يأتي تأثير حركة القمر حول الأرض على حدوث المد والجزر. فعندما يكون القمر في الجهة المقابلة للأرض، تكون قوة جاذبيته أقوى وتحدث المد العالي. وعندما يكون القمر في نفس الجهة التي نحن فيها، تكون قوة جاذبيته أضعف وتحدث المد المنخفض. وهذا يعني أنه يمكننا التنبؤ بحدوث المد والجزر بناءً على موقع القمر والوقت.
ولكن هل تعلم أن حركة القمر حول الأرض ليست دائمًا نفسها؟ في الواقع، تتأثر حركة القمر بتأثيرات عديدة تشمل الجاذبية الشمسية والكواكب الأخرى في النظام الشمسي. وهذا يعني أن حركة القمر تتغير بمرور الوقت وتتباطأ أو تسرع بشكل طفيف.
ومن هنا يأتي مفهوم الشهر الفلكي والشهر المداري. الشهر الفلكي هو الوقت الذي يستغرقه القمر للعودة إلى نفس الموقع النسبي تجاه الأرض، وهو يساوي حوالي 29.5 يوم. أما الشهر المداري، فهو الوقت الذي يستغرقه القمر للعودة إلى نفس الموقع النسبي تجاه الشمس، وهو يساوي حوالي 27.3 يوم.
__DEFINE_LIKE_SHARE__