بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين الغوص في أسبار الخشوععبادة الخشوع طاقة في كل المجالات (منقول بتصرف) لا تعجب عزيزي القارء عندما تقرأ أسرار الخشوع وفي البداية تأمل هذه الآية : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الحديد: 16]. هل للخشوع طاقة؟يظن المؤمن أحياناًأن الله أمرنا بالخشوع فقط لنتقرب إليه، ولكن الدراسات العلمية أظهرت شيئاً جديداًحول ما يسميه العلماء "التأمل"، ولكن هذا التأمل هو مجرد أن يجلس المرء ويحدّق في جبل أو شمعة أو شجرة دون حركة ودون تفكير. ووجدوا أن هذا التأمل ذو فائدة كبيرة فيمعالجة الأمراض وتقوية الذاكرة وزيادة الإبداع والصبر وغيرذلك.ولكن القرآن لم يقتصر على _التأمل المجرد_، بل قرنه _بالتفكر والتدبر_ وأخذ العبرة والتركيز على الهدف، وسماه "الخشوع" وكان الخشوع من أهم العبادات وأصعبها لأنه يحتاج لتركيز كبير، وهكذا فإنكلمة "الخشوع" _تدل على أقصى درجات التأمل مع التفكير العميق_، وهذا الخشوع ليس مجردعبادة بل له فوائد مادية في علاج الأمراض واكتساب قدرات هائلة ومتجددة. الخشوع والقلب أظهرت دراسة جديدة نشرتها مجلة جمعية القلب الأمريكية أن التأمل لفترات طويلة ومنتظمة يقي القلب من الاحتشاء أو الاضطراب. ويعمل التأمل على علاج ضغط الدم العالي وبالتالي تخفيف الإجهادعن القلب. ولذلك قال تعالى مخاطباً المؤمنيين: ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْتَخْشَعَقُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ) [الحديد: 16].كما أظهرت هذه الدراسة أن للقلب عملاً مهماً وليس مجردمضخة، وتؤكد الدراسات أهمية التأمل والخشوع في استقرار عمل القلب، ويقول الأطباءاليوم إن أمراض القلب هي السبب الأول للموت في العالم، وسبب هذه الأمراض هو وجوداضطراب في نظام عمل القلب، ومن هنا ندرك أهمية الخشوع في استقرار وتنظيم أداءالقلب. إن الدراسات تثبت اليوم أنالتأمل يعالج الاكتئاب والقلق والإحباط، وهي أمراض العصر التي تنتشر بكثافة اليوم. ليس هذا فحسب بل وجدوا أن التأمل المنتظم يعطي للإنسان ثقة أكثر بالنفس ويجعله أكثرصبراً وتحملاً لمشاكل وهموم الحياة. يقول تبارك وتعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِاللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]. وهكذا إخوتي وأخواتي! إذا أردتم أن تبعدواعنكم اضطرابات القلب فعليكم بالخشوع ولو للحظات كل يوم الخشوع وعلاقته بالموجات التي يطلقها الدماغ الصورة: http://www.mypicx.com/uploadimg/2189...09112009_1.jpg لقد وجدالعلماء أن دماغ الإنسان يصدر ترددات باستمرار، ولكن قيمة الترددات تتغيرحسب نشاط الإنسان. ففي حالة التنبه والنشاط والعمل والتركيز يطلق موجات اسمها"بيتا" وهي ذبذبات يتراوح ترددها من 15 إلى 40 ذبذبة في الثانية (هرتز)، وفي حالةالاسترخاء والتأمل العادي يطلق الدماغ موجات "ألفا" ويتراوح ترددها من 9 إلى 14ذبذبة في الثانية، أما في حالة النوم والأحلام والتأمل العميق فيعمل الدماغ علىموجات "ثيتا" وهي من 5-8 هرتز، وأخيراً وفي حالات النوم العميق بلا أحلام يطلقالدماغ موجات "دلتا" وقيمتها أقل من 4 هرتز.نستطيع أن نستنتج أن الإنسان كلما كان في حالة خشوع فإن الموجات تصبح أقل ذبذبةً، وهذا يريح الدماغ ويقوِّيه ويساعد على إصلاح الخلل الذي أصابه نتيجة مرض أو اضطراب نفسي مثلاً، لذلك يعتقد بعض الباحثين أن الانفعالات ترهقالدماغ وبالتالي يقصر العمر، بينما التأمل يريح الدماغ ويطوِّل العمر! إن أهم موجات يبثها الدماغ هي تلك الموجات ذات التردد المنخفض،والتي تعتبر وسيلة شفائية للجسد بسبب تأثيرها على خلايا الجسم والنظام المناعي،وبالتالي فإن التأمل وبكلمة أخرى "الخشوع" يعتبر وسيلة فعالة لتوليد هذه الموجاتوالتي تؤثر إيجابياً على خلايا الدماغ وتعيد برمجته وتصحيح الخلل الحاصل في برنامج عمل الدماغ، إن ممارسة الخشوع يعتبر بمثابة تهيئة وتنظيم وتقوية لعملالدماغ. يتبع
__DEFINE_LIKE_SHARE__