طرحت مصر، أمس، رؤية حول وضع اطار نهائي للحدود خلال مفاوضات التسوية بين السلطة الفلسطينية و”إسرائيل”، مؤكدة أن موقفها إزاء محاولات فرض التطبيع مقابل تجميد الاستيطان يندرج في إطار الموقف العربي الداعي إلى التجاوب التدريجي مع أي خطوات “إيجابية” من الجانب “الإسرائيلي”، في وقت تريد واشنطن استعادة التطبيع الذي كان قائماً في التسعينات حيث تمكنت “إسرائيل” من فتح مكاتب اتصال في عدد من الدول العربية. يأتي ذلك، فيما أحدثت “القنبلة” التي فجرها فاروق القدومي “ابو اللطف” رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية باتهامه للرئيس محمود عباس بالتواطؤ مع “إسرائيل” في اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات اهتزازات داخل حركة “فتح” وردود فعل عليه.
وقال وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحافي، في ختام اجتماع وزراء خارجية عدم الانحياز بشرم الشيخ، “لا يجب أن نخفي على أحد انه خلال الفترة من عام 1995 إلى 1998 كانت هناك مواقف ل “إسرائيل” أدت لافتتاح مكاتب في دول عربية واتصالات وزيارات متبادلة”. وأضاف أن رؤية مصر لبدء المفاوضات تؤكد أنه يجب على الولايات المتحدة وضع إطار نهائي للحدود بين الطرفين، وضرورة أن تتم العودة إلى الوضع الذي كانت عليه العلاقات بين “إسرائيل” والسلطة الفلسطينية يوم 28 سبتمبر/ايلول عام 2000. وتابع يجب التذكير أيضا بأن المجلس الوزاري للجامعة العربية قرر أن الدول العربية ستدرس الإجراءات التي يمكن أن تقوم بها من أجل التجاوب مع الخطوات الإيجابية التي قد تتخذها “إسرائيل”، وأن التجاوب يجب أن يكون متدرجاً وأن تعمل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على حمل “إسرائيل” على اتخاذ إجراءات إيجابية قبل أي تطبيع عربي”.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما دافع خلال لقائه مع قادة المنظمات اليهودية الأمريكية مساء الاثنين عن موقفه حول تجميد الاستيطان. غير أنه قلل من أهمية خلافه مع الحكومة “الإسرائيلية” في هذا الشأن، معتبراً أن هناك إمكاناً لتسوية القضية، وشدد على أولوية أمن “إسرائيل”، بالنسبة للولايات المتحدة، مطالباً إياها، في الوقت ذاته، بإجراء مراجعة ذاتية إزاء الموضوع الفلسطيني. وأشار إلى انه يدرس إمكان زيارة الكيان والتحدث مباشرة إلى “الإسرائيليين” مثلما تحدث مع العرب من خلال خطابه في القاهرة في أوائل يونيو/حزيران الماضي.
وفيما أثارت الاتهامات التي أطلقها فاروق القدومي زوبعة من الانتقادات داخل اللجنة التنفيذية للمنظمة واللجنة المركزية لحركة فتح، فقد طالبت قيادات في الحركة بمحاكمته بتهمة السعي لإحداث انشقاق في فتح وإفشال عقد مؤتمرها السادس.
وكان القدومي اتهم في مؤتمر صحافي عقده الأحد في العاصمة الأردنية عمان الرئيس عباس بالتواطؤ إلى جانب المسؤول السابق في الأمن الوقائي الفلسطيني محمد دحلان مع رئيس الوزراء “الإسرائيلي” السابق أرييل شارون وضباط من الاستخبارات الأمريكية، في تنفيذ مخطط لاغتيال عرفات.