بسبب الصخاين قد يتغيب احدنا عن المدرسة, وربما فاته اختبار ما ...
بطبيعة الحال لا مشكله سيعيد المدرس اختباره ... وقد يختبره مع فصل ثالثة اول ..
والواحد منا بلا شك يريد ان يختبر في فصله بين اهله وناسه ...
نذهب الى الفصل الاخر ونجلس على استحياء, تتطلع الينا الانظار بفضول فنبادلها النظر بابتسامة اندنوسية ...
وتسري في ( عيال ) فصل ثالثة اول شحنه من التميلح ( قدامنا ) ... وكل واحد يقول الملح عندي ... والتنكيت لعبتي .
ياشين الغربه ...
وياحبني لامي وطقة عصاها ...
بعض المبطيات ( أي الذكريات المبطيه ) ... كانت في الكشتات ( بحق وحقيق ) حمايل كثيره قد لا تجمعهم صلة القرابة
قد يكون ابوهم صديق ابوي ... وامهم ما تغطى عن امي ..: ياهه هه هه اصابتني عدوى ثالثة اول ..
فتكون مثلا ... سيارتنا ضيقة .. معنا خالتي وبناتها واختي التي غاب زوجها .. فتخفيفا من هالتزاحم
اركب مع صديق الوالد في سيارتهم الكبيره ... فاخذ مكاني بينهم في حياء وإخبات ...
وتسألني امهم .. وش لون امك ؟...... طيبة !!
فاجيبها ببلاهة : ايه ..
اشعر بدلاختي بعد فوات الاوان ... كم من المرات وبختني امي قائلة : .. قل .. الحمدلله طيب ... الله يسلمك ... الخ .
تتهادى الى سمعي همهمة ابنتهم ورفيقتها ... وهما تتهامسان ..
تتشجع احداهما اخيرا ..
فتبادرني .. قل : اربعه !
ــ اربعه ..
ــ سيارة ابوك مقربعة .. يتبعها ضحكات متودده ولطيفه .. ( يعني ترانا نمزح ) ..
تسأل الاخرى ( لعلها ابنة خالتها او ابنة عمتها ... (
قل : تاوة ...
ــ تاوة ..
ـــ جابت امك سبعة قطاوة ... ( هذه المره الضحكات اعلا ... )
ــ قولي : مقص ..
ــ مقص !
ــ حبس الجني ورقص ..
وتبدأ المساجلة بيني وبينهم في التناغم والانسجام ... فيحلق فؤادي في حضرة البهاء الانثوي ..
الى ان يقاطعنا .. اخوها ( البثر ) ...
ــ قل شجرة ..
ــ شجرة ...!
ـــ امك شجرة ... فينفجر الجميع بالضحك .. الا انا ...
ولعل اشدهم ضحكا هو ابوهم .. فقد كان ( فرحان أوي ) ..
ربما امهم لم تضحك .. ومن يدري قد تكون متشققة ضحكا وفرحا ــ هي الاخرى ــ من وراء غطوتها
الله يخليه لها ...




الماضي دائما جميل ... هكذا تواطأ حكمنا عليه
لو سألتني لقلت ان الكتكات الذ الاطعمه ... لكن ليس كتكات اليوم انما كتكات منول ...
اعتقد حتى طفلتي لو رأت حفاظات البامبرز لمصمصت شفتيها وقالت .. الله يرحم بامبرز منول ... كان لها طعم اخر ..
هذه الايام اسمع ان فيه شي اسمه دورة الخليج .. وان السعودية تشارك مكرهة ومجاملة ...
اييييييييييه وين ايام زمان ... وين دورات زمان ... وين لعيبة زمان ... علي تنكه وحسين سمك وبراهيم سمكري وغازي صدقة وهاني كتوري وعبدو ادماوي ومازن بليلا ومراد كرتوبي وابو حطبة ....
وين ذاك الحماس .. وصل لدرجة اننا نتابع مباراة منقولة عبر الاذاعة ...

تخيل ..
تخيل الملعب وتخيل اللاعب كيف شات الكوره بشمالوه ..كما ينطقها زاهد قودسي
وكيف طار الحارس وطلعها خاج ارض الملعب ... ثم يستطرد متحسرا .. لو كانت بين الخشبات الثلاث كان فيها كلام تاني ..
ياشين الكسايف ..
كان حماسا يمتد حتى للمباريات بين المدارس فنقطع الكيلوات مشيا على الاقدام لكي نحضر مباراة بين مدرستنا ومدرسة لبيد ابن ابي ربيعة ...
والتي طريقها يمر عبر حارة ( ذنبك على جنبك ) ..وعيالها القشران,,,
ايام كنا غشم ياما تكفخنا .. وآه ويلاه ترري رم ... آه ويلاه ترري رم كما يجرها متنهدا وحيد الجزيرة ..
احدى المرات وكنا في طريق العودة نحن وعيال الحارة.. وحلوقنا جافه من الهتاف لمدرستنا التي خسرت المباراة بالكورنرات ( القانون كذا ... اذا تعادل الفريقان بالاهداف تحسم بالكورنرات ... يعني تلعب وانت فائز طوال المباراة واخر دقيقه يلج في مرماك هدف التعادل ... فتصبح مهزوما لان الكورنرات عليك اكثر .... يا الله ربنا ع المفتري على قولة استاد الرياضه بيومي ) ..
المهم ...وين وقفت ...
ايه ... كنا في طريق العودة ...
توقفنا عند احد البيوت نشرب من برادتهم ...
كان في الجوار برميل قمامة ... لمح فيه احد المشافيح عنقود عنب مخمج ..
فتناول منه حبة .. فانتبهنا مشدوهين على صوت زميله يوبخه ويقرعه : وعععععع ... ياوصخ .. ياللي فيك مالا فيك ... الخ ..
لم نعر الامر اهتماما وعدنا نكرع من الماء البارد ..
ثم لحظات واذا بهم حول البرميل اصبحوا اربعة يتسارون فيما بينهم ثم ارتفعت حدة المسارة الى شجار مكتوم يتخلله صوت مضغ وهم يتجاذبون العنقود بينهم ( يقطع وجهك قضيته ... اقول هات ..(
حقا الجوع كافر ... ومعدة محرومين يمر عليها الهلال والهلال لا تعرف الا الرز والخبز والشاهي ..
لكنها ذائقة ... الله ياهي ...