الكثير من الوفاقيين وعلى رأسهم قيادات كبيرة لم تعلمهم الثورة ولا درس واحد .. وأهم شيء لم يتعلموه من الثورة هو التفكير في حصر خيار الناس في خيارهم فحسب واستنطاق من يقدرون على استنطاقه من الرموز في تقديم الشهادات في حق الشيخ عيسى قاسم التي هي في الأساس ليست كرمى لعيون الشيخ عيسى، وإنما لتثبيت أنهم الطرف الأوحد في الساحة حتى يضمنوا ألا منافس لهم أبدا بين الأفرقاء السياسيين.. الوفاقيون يركزون بشكل واضح على تيار الوفاء من أجل إسقاط شرعيته ومشروعيته الدينية التي بذلوا قبل الثورة كل ما يملكون من جهد من أجل إسقاطها.. ومن خبث سريرة بعضهم .. فهناك تركيز على إظهار الخلاف بين العلماء الرموز وبين الأستاذ عبدالوهاب حسين الذي هو مرمى سهامهم دائما .. ولم يشفع له سجنه ولم تشفع عذاباته ليكفوا عن أحقادهم وضغائنهم ضده .. فمازالوا على غيهم القديم يسعون لإسقاط هذا الجبل الشامخ وتشويه سمعته قدر المستطاع وآخرها استغلال بعض البيانات المنسوبة للمقدادين والشيخ سعيد النوري المرتبطة بالدعوة للالتفاف حول سماحة الشيخ عيسى قاسم من أجل دق إسفين بين قيادات تيار الوفاء وصولا لسحب الشرعية الجمعية التي يملكها تيار الوفاء من قبل كبار مراجع الطائفة.. لكني لو كنت محل الوفاقيين في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها الثورة وفي ظل وضعهم تحديدا وموقعيتهم من الحراك الثوري الميداني اليومي لفكرت مليون مرة قبل أن أسعى لتهشيم التيار الممانع وتشويه سمعة قياداته .. فالوفاق بعد أن أصبحت خارج البرلمان وصار حراكها الميداني هو سبيلها الوحيد للبقاء في المشهد السياسي .. يجب عليها أن تقدم عليها التيار الممانع وتحديدا تيار الوفاء في حراكه الثوري على الأرض بدلا من السعي لتهشيمه .. لأنها ليست الأعلى كعبا في الحراك الثوري .. وفعالياتها الضخمة مستمدة من موافقة السلطة عليها .. فيما الفعاليات التي لا توافق عليها السلطة .. لا يختلف حجم الحضور في هذه الفعالية عن حجم فعاليات الائتلاف أو تيار الوفاء، بل إن الائتلاف وتيار الوفاء أكثر تمرسا وأشد إيلاما للسلطة من الوفاق .. وأساس وجود فعاليات الوفاق المرخصة .. هو وجود حراك شعبي لا يعترف بقوانين السلطة ويفرض وجوده من خلال قوة الحضور في الميدان واستمراريته .. ولو تم القضاء لا سمح الله على هذا الحراك الشعبي الذي يرفض الاعتراف بقوانين السلطة .. لانتهى دور الوفاق السياسي وحتى التفاوضي مع السلطة .. حيث أن الوفاق مجربة في مواطن تحدي السلطة .. وقد أثبتت لأكثر من مرة أنها تتنازل تحت وطأة ضغوط السلطة .. وحينها لن يكون أمام الوفاق إلا العودة إلى المربع الأول .. وهو المشاركة الذليلة المخزية أكثر مما مضى في مؤسسات السلطة وعلى رأسها البرلمان لتنهي كل تضحيات أبناء الشعب نتيجة عدم قدرتها على تحمل الضغوط.. وما حصل في الأيام الأولى من تطبيق قانون السلامة الوطنية حيث فكت الوفاق الإضراب القائم تحت وطأة الضغوط الأمنية أكبر دليل على ذلك .. كما أن تفاوت موقف قيادة الوفاق من الدعوة للمسيرات المرخصة والمسيرات غير المرخصة على مستوى دعم المسيرات المرخصة والتلكؤ عن دعم الثانية يثبت هذه الحقيقة .. لكل هذا .. لو كنت قياديا في الوفاق .. لطأطأت رأسي خجلا أمام ثوار الميدان .. ولما تقدمتهم ولا زايدت عليهم .. ولا اعتبرت نفسي أكثر وعيا أو فهما للواقع منهم .. لأن الوفاقيين يتحركون في الساحة ببركة أنفاس المجاهدين على الأرض لا ببركة جهودهم ولا حراكهم الميداني المرتبط برضا السلطة موافقتها عليها .. ولهذا السبب تحديدا .. يجب أن يكف الوفاقيون عن تشويه سمعة تيار الوفاء ودق إسفين الخلاف بين قياداته وقواعده الجماهيرية .. لأنهم من الأساس ملتحقون بالثورة وليسوا صناعا لها .. متأخرون على الثوار وليسوا متقدمين عليهم .. محتمون بالثوار وليس العكس .. وهذا العلو والإحساس بأن الساحة ملك لهم ما هو إلا غرور زائف سرعان ما يسقط عنه القناع في أول اختبار ميداني حقيقي.. لذلك كله يجب أن يتواضعوا .. ويقدموا الثوار على أنفسهم حماية لهم من أنفسهم حينما يفتكون بالثوار ويضعفونهم فلا يجدون لهم نصيرا سوى أنفسهم التي لم تنتصر لمواقفها في أي يوم من الأيام .. فلو ضرب الثوار انتهت الوفاق .. وبقاء الثوار يدخل في رصيد الوفاق ولا يحصل الثوار من الوفاق على أي رصيد يذكر
__DEFINE_LIKE_SHARE__
|