اللقاء الهام مع السيد جعفر العلوي عبر منتدى الشهداء وضحايا التعذيب

محروم.كوم · #1 04-04-2013, 12:10 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وبه نستعين والصلاة والسلام على النبي الأكرم محمد وآله الهداة

الشكر لله الكريم أولاً ولإمامنا القائد المهدي أرواحنا لمقدمه الفداء ثانياً وللصامدين الأباة من شعبنا ثالثاً وللقائمين على هذا المنتدى الهام رابعاً ولكل من وضع سؤالاً خامساً

ملاحظات لو سمحتم:
1- قد أطيل الإجابة على سؤال وقد اختصر وفقاً للمعطيات المتوفرة أو لأهمية المعلومات المرتبطة بالسؤال.
2- في الغالب أن صيغة جمع المذكر السالم في إجاباتي تشمل الجنسين (الذكور والإناث) وإنما جاءت صيغة المذكر تغليباً كما هو المعتاد لدى أهل لغة. فمثلاً حين قلت في تقديم الشكر في البدء (وللصامدين الأباة من شعبنا ) فالمقصود من الجنسين. ولتسمح لي الأخوات فهذا للاختصار وللمعمول به عادة.

3- مجال الأسئلة مفتوح لزمن ما - وأرجو من القائمين على المنتدى الاستجابة- لأن الأفضل والأصح فتحه لتقديم أسئلة أو ملاحظات أرجو أن تكون مختصرة على إجاباتي وليكون الحوار تبادلياً بين الطرفين وليس فوقياً مغلقاً. وأرجو من القائمين ارسال الاسئلة كلها على بريدي الاليكتروني للاجابة على ما مكنني الله العزيز على الإجابة عليها.
4- أرجو لتعميم المعلومات ولإفادة من الآراء أن تنشر الأسئلة والإجابة عليها كاملة من دون نقص مع ضروًرة وضع الرابط من خلال هذا المنتدى الكريم ومدونتي http://sayed-jaffer.blogspot.com/
4- التأخر عن الإجابة يكون بسبب الإنشغال، فليعذرني السائل أو السائلة.
5- قد تكون هناك ملاحظات أخرى تستجد ، سأوضحا بحسب الضرورة لذكرها.

الإجابة على الأسئلة التسع الأولى، وما بعدها سيأتي الرد عليه بإذن الله.

بسم الله الرحمن الرحيم
س 1 : يسأل الكثيرون من هو سماحة السيد جعفر العلوي الذي خرج من السجن بعد عدة سنين بعد معاناة بين التعذيب الجسدي والنفسي . فحبذا لو تفضلتم بالتعريف عن أنفسكم ؟

ج1: ولدت عام 1959 في فريق الحطب بالعاصمة المنامة (شمال حسينية بن رجب)، والدي رحمه الله باعتباره خادماً للإمام الحسين عليه السلام ووطنياً قيادياً ووجيهاً في المجتمع فقد تربيت في بيئة دينية وسياسية وإجتماعية واسعة وتعرفت في بواكير عمري على شخصيات علمائية كثيرة ولكن أكثر من ترك تأثيراً في نفسي هم كلهم من السادة القادة ( السيدان محمد تقي وأخوه السيد هادي المدرسي - الإمام الشيرازي- السيد موسى الصدر- الإمام الخميني- الشهيد الصدر الأول)- كانت لتلك الشخصيات دور كبير في صياغة حياتي على المستوى الفكري والسلوكي. ومن أراد تفاصيل عن حياتي فليراجع :*
http://sayed-jaffer.blogspot.com/201...g-post_09.html

س 2 : عرف عن سماحتكم بكونكم أقدم سجين أعتقل في الثمانينات وقد يكون أصغرهم سناً . هل ممكن أن توضح لنا سبب أعتقالكم ؟
ج2: نعم من المعاصرين الأحياء أمضيت أطول مدة كسجين سياسي في سجون النظام *(18 عاماً وشهرين بالسنوات القمرية)، وكان عمري أثنين وعشرين عاماً عندما اعتقلت في 14 صفر 1402هجرية (1981)، وخرجت في ربيع الثاني 1420(1999). ولكني لم أكن أصغر المعتقلين يومها، فللعلم أن النظام في الثمانينات كان يعتقل أطفالاً دون 16 عاماً ويعذبهم بشدة كما هو الحال اليوم.*
أما سبب الاعتقال فهو إننا كنا ندعو ونعمل من أجل تغيير النظام الخليفي حيث أن قرائتنا منذ قيام حركتنا الرسالية في بداية السبعينيات أن هذا النظام طاغ ومستبد وحاقد على شعبنا ولا يستحق البقاء ولابد من تغييره. وبالفعل كنا بصدد المباشرة في العمل التغييري، الا أن انكشاف بعض التحركات الميدانية لعناصر العمل أدى الى اجهاض تلك المحاولة وقتياً ولكنها اثمرت وبعد سنوات من المعاناة في خلق توجه شعبي عام لذات هدف التغيير الشامل وهو ما نراه اليوم في هذه الثورة.*
*
س 3 : زعمت السلطة الخليفية أن هناك مخططاً لقلب نظام الحكم في الثمانينات تزامن مع أنتصار الثورة الإسلامية في إيران على أساسها أبعد سماحة آية الله السيد هادي المدرسي وأعتقلت مجموعة 73 هل ممكن أن تذكر لنا تفاصيل هذا الأدعاء ؟
ج3- في 5 شوال 1399- 28 اغسطس 1979 تم اعتقال وابعاد أستاذنا سماحة آية الله السيد هادي المدرسي الى دبي *ثم بعد شهرين تقريباً الى إيران وجرى ذلك على إثر تصاعد حركة الاحتجاجات الجماهيرية الساخطة على النظام لظلمه العام ولاصطفافه مع الشاه إعلامياً وسياسياً، حيث كانت عواطف شعبنا مع الشعب الايراني في مظلوميته وثورته، *وكنا في الصندوق الحسيني الاجتماعي قد عقدنا احتفالاً جماهيرياً في حسينية العجم *ليلة 15 شعبان 1399 (1979) حضره الآلاف بمولد الامام المهدي -عجل الله فرجه الشريف - والقى فيه سماحة السيد المدرسي كلمة قوية *في مضمونها الثوري وكذلك المرحوم الشيخ المجاهد علي العصفور فقرر النظام مواجهة التيار الرسالي وبدأت الاعتقالات في أواسط عدد من شخصياته وأغلقت حسينية العجم لعدة أيام بعد أن كسرت عناصر المخابرات صور السيدين المرجعين الشيرازي والخميني رحمهما الله.*
* *بعد تلك الحادثة تصاعدت المواجهة السياسية والإعلامية والجماهيرية بين النظام والجماهير وبلغت أوجها بعد مقتل الشهيد المرجع السيد محمد باقر الصدر -رحمه الله- في 9 أبريل 1980، وسقط فيها عدة شهداء أبرزهم الشهيد جميل العلي والشيخ جمال العصفور، وكان للجبهة الاسلامية لتحرير البحرين وللسيد المدرسي من منفاه دور السبق في توجيه وإدارة الصراع، ووجهت السلطة كبسة أمنية باعتقال جماعي في فجر أحد الأيام من شهر يونيه 1980 لعناصر من التيار الرسالي بلغوا على ما اتذكر 25 شاباً وكنت شخصياً أحدهم (بقيت في المعتقل 28 يوماً).*
* * * وفي ديسمبر 1981 وجه النظام الضربة الأشد لعناصر التيار الرسالي وجماهيريه وبلغت الاعتقالات بالمئات ولكن وجهت التهم الأشد فقط للثلاثة وسبعين شاباً الذين كانوا بالفعل ضمن العمل الجهادي المنظم لتغيير النظام واستطاع عشرات المجاهدين السفر والاختباء بعيداً عن أعين النظام. كنا بالفعل نجهز لتحرك شعبي وعملي بكل الوسائل التي يتطلبها إنهاء تسلط ال خليفة على البحرين وإقامة نظام ديمقراطي إسلامي ولكن لم نتوفق يومها وتوقفت العملية قبل الشروع العملي فيها.*

س 4 : تعرضت مجموعة 73 إلى تعذيب جسدياً ونفسي شديد في الأعتقال . هل ممكن أن توضح لنا بشي من الأختصار ما تعرضت له هذه المجموعة ؟
بحسب تتبعي *والعديد ممن دخل سجون الظلم الخليفية فإنه لم يضطهد النظام أحداً كما اضطهد مجموعة 73 ، فقد كانوا لمدة تزيد على الشهرين في الشتاء البارد في فناء السجن مكبلين الأيدي ومعصبي الأعين، وكان العديد منهم يتعرضون لتعذيب شبه يومي لثلاثة شهور ولعله أكثر، وجرى لهم من صنوف التعذيب والتجويع والاستهزاء ما لا يطاق حتى فقد معظمنا ثلث أو ربع *وزنه. فقد كان بعض الضباط يأتي بصبية سفهاء يتندرون ويضحكون على صيحات عذاب الشباب. ومنعونا من رؤية أهالينا طوال خمس سنوات وبعد المقابلة الأولى عام 1986 كانت الثانية عام 1988. وطوال الثمان سنوات الأولى كانوا يقسون علينا بالضرب لأقل سبب، وفي حر شديد بلا مراوح، وقابعين في الزنزانات لا يسمح لنا بالخروج منها ولا بالحديث مع بعضنا البعض. لم نشعر أنه توقف عنا التعذيب النفسي والجسدي طوال سني السجن ومن ذلك الحرمان من الطعام- تقييد اليدين- عقوبات جماعية وفردية-الحبس الانفرادي-الاستهزاء- الحرمان من بعض المسموحات-التفتيش المذل العام والخاص. *

س 5 : ما الذي تركه انتصار الثورة الإسلامية في إيران على دول المنطقة العربية وخصوصاً دول الخليج الذي شعرت أنظمتها بالخوف من السقوط ؟
ج5: دول الخليج لم تتحمل انتصار ثورة شعبية إسلامية حقيقية قادها عالم دين زاهد وتدعو لحكم إسلامي ولوحدة المسلمين. كانت الثورة وزخم الانتصار ونظام الحكم الإسلامي الجديد صدمة عنيفة لهم، فهي النقيض التام لأنظمتهم الاستبدادية التي تعيش على حكم قبلي مترف بيده المال والقوة والسلطة بشكل مطلق. ولهذا سارعوا بتشكيل مجلس التعاون الخليج كردة فعل أمنية ونسقوا مع أمريكا لمواجهة الثورة وأعانوا الأخيرة في المحاولة الانقلابية الإمريكية التي انتهت بهزيمة ما عُرف بحادثة طبس في 24 أبريل 1980، ثم اصطفوا جميعاً مع صدام وأعانوه لمواجهة الثورة الوليدة ولكنها كانت بعين الله محروسة يحفظها الله كما حفظ نبي الله موسى من شر فرعون بعد ولادته، ونحمد الله أن تيارنا الرسالي في المنطقة كان منذ انتفاضة *15 خرداد 1963 شريكاً ومساهماً في كل مفاصل الثورة ولهذا اجتمعت إرادة أنظمة الخليج والطاغية صدام على مواجهته.*

س 6 : كيف تأسست الجبهة الإسلامية *لتحرير البحرين وما هي علاقتها بحزب الدعوة ؟
ج6: التيار الرسالي في البحرين المؤسس في بداية السبعينيات له عدة أطر وواجهات، واقتضت الحاجة في 1979 لإعلان جبهة علنية تقود الجهاد بمختلف طرقه في مواجهة النظام الخليفي وتمت تسميتها ب(الإسلامية) تأكيداً على مبدئية وشرعية التحرك و( لتحرير البحرين) تأكيداً للهدف الواضح للجهاد التي تقوده الجبهة. ولا علاقة لحزب الدعوة بالجبهة. أما إذا كان المقصود بين التيار الرسالي وحزب الدعوة فقد كانت العلاقة غير سليمة وفقاً للمقاييس الدينية والسياسية للأسف الشديد وهو أمر كان يحزننا وحاولنا على مستوى القيادة والكوادر تصحيح الأمر ولكن لم تتحسن العلاقة في المسار العملي وان احتفظت بنوع من المجاملات على المستوى الاجتماعي.
*
س 7 : هل صحيح هناك تآمر حصل على كوادر العمل الإسلامي أو ما يعرف سابقاً بالتيار الشيرازي أو المدرسي في فترة الثمانينات وعلى أساسها أعتقلت مجموعة 73 وهل صحيح أن هناك بيانات ودعوات صدرت من شخصيات دينية لا تتوافق معكم دعت إلى أنزال أقسى العقوبة بحقكم ؟
ج7: لم يكن هناك تآمر في موضوع اعتقال المجموعة 73 بل حدث اعتقالنا بسبب انكشاف بعض التحركات. نعم هناك شخصيات موالية للنظام ومؤسسات كبعض الأندية ومنها أندية قرى كان بعض شبابنا المعتقلين من سكنتها، أعلنت تأييدها للنظام بعد اعتقالنا ونادت بإنزال أشد العقوبة بحقنا، *بل وصل الأمر أن قال البعض للنظام أنتم الزناد ونحن الرصاصة وأمتلأت الصحف بالتصريحات والكتابات الرخيصة ضدنا، ولكن الجماهير الشعبية كانت تفتخر بعملنا رغم عدم تحققه لأنها كانت تحمل ذات التطلع. وبعد سنوات من اعتقالنا ولعله في 1989 اقمت علاقة تواصل مع سماحة الشيخ عبد الأمير الجمري حيث جاء في رسالته ممجداً صبر الشباب 73 *وأبدى اعتذاره بالتقصير في حقنا وهو حس رفيع من عالم دين جماهيري واعي أوضح أنه لم يقم بما كان ينبغي القيام به نحونا ولم أسمع من غيره من العلماء مثل هذا الكلام مع اقتدارهم يومها على الدفاع بنحو ما عنا ولو بالكلمة. نعم هناك أمور تتعلق بما جرى لسماحة المجاهد السيد هادي المدرسي وعدد من علمائنا وشبابنا ولكن نشكوها لله تعالى ولعل الحقائق تتكشف يوماً ما.*
*
س 8 : كيف كانت تجربة السيد جعفر العلوي مع السجن وكيف أستغل فترة السجن ليجعل من نفسه مثقفاً ورجل دين ؟
ج8: السجن كان مدرسة عظيمة وولادة جديدة لي، لم أعلم بمدى الفائدة في شخصي وتقويم حياتي الا بعد فترة من الوقت في السجن، حيث اصبحت خبيراً بنفسي ومواقع قوتها وضعفها وعملت بجد في تقوية *الذات ولله الحمد. أكثر استفادتي في السجن كانت في التأمل العميق والتفكر في الذات والقرآن الكريم والحياة العامة والنفس البشرية وتاريخ البحرين والتفكر في مستقبلها، وقد انفتحت لي بحمد لله أبواب معرفة واسعة من القرآن وأحاديث أهل البيت عليهم السلام. كما تابعت دراستي في العلوم الإسلامية مع بعض طلبة الحوزة وقمت بتدريس الفقه والعربية لبعض الأخوة مما أفادني في تركيز المعارف الشرعية. * وفي قناعتي أن السجن الطويل كان فترة إعداد متقدمة وصعبة لأدوار مهمة جاءت بعد السجن أسئل الله أن أوفق في المضي فيها بحزم وهدى. *

س 9 : هل عرضت على مجموعة الـ 73 تسويات لأطلاق سراحهم بمكرمة أميرية أو تقديم أعتذار للحاكم أو الأمير ؟
*ج9: في 1992 استدعيت الى مكتب أحد الضباط وبحضور بعض أقربائي تم العرض علي أن أقدم اعتذاراً للحاكم وأعلن فيه ولائي للنظام وتعهداً بعدم المس بأمن الدولة *ومقابل ذلك سيتم الافراج عني، فرددت على الحضور أن من ينبغي أن يقدم اعتذاراً هي السلطة التي اسرفت في تعذيبنا وإيذاءنا طوال سنوات، دون أن نقوم بأي عمل الا على مجال النية والتخطيط وليس الشروع، وأما الولاء فقلت لهم، أنه أمر ديني لا يستحقه الا الله ورسوله وأهل البيت عليهم السلام. وحين سألت هل هذه الشروط الثلاث تختص بي أو ببقية زملائي فكان الرد، الموضوع يتعلق بك شخصياً، وبالفعل تم اطلاق معظم زملائي *على دفعات ثلاث وأبقيت مع مجموعة من الشباب حتى أكملوا مددهم الخمسة عشر سنة ولعله أكثر ثم بقيت مع صاحبي عبد الحسين محمد حسن العماني الى عام 1998 حيث اطلق سراحه في أواخر تلك السنة وبعد ثمانية شهور اطلق سراحي. * __DEFINE_LIKE_SHARE__

أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
الانتقال إلى العرض العادي الانتقال إلى العرض المتطور العرض الشجري

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
اللقاء المفتوح مع سماحة السيد جعفر العلوي من هنا	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	03-26-2013 08:50 PM
ممكن لوسمحتون وصلة ملتقى الشهداء وضحايا التعذيب	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	10-01-2010 06:50 PM
ممكن لوسمحتون وصلة ملتقى الشهداء وضحايا التعذيب	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	10-01-2010 06:49 PM
ممكن لوسمحتون وصلة ملتقى الشهداء وضحايا التعذيب	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	10-01-2010 06:32 PM
ممكن لوسمحتون وصلة ملتقى الشهداء وضحايا التعذيب	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	10-01-2010 06:22 PM