منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   مقالات الوفاء / منطق الضعف ومنطق القوة في جيش طالوت (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=716641)

محروم.كوم 12-19-2011 04:20 PM

مقالات الوفاء / منطق الضعف ومنطق القوة في جيش طالوت
 
تيار الوفاء الإسلامي
https://fbcdn-profile-a.akamaihd.net...04712157_q.jpg



مقالات ( ثورة التأصيل ) الهيئة الثقافية لتيار الوفاء الإسلامي

منطق الضعف ومنطق القوة في جيش طالوت

قال تعالى:
" فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ( 249 ) ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ( 250 ) فهزموهم بإذن الله وقتل داوود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين ( 251 ) تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين ( 252 )" سورة البقرة

ان هذه الآيات تحتوي على كثير من النقاط الجديرة بالبحث والتأمل لكن سنقتصر على موضع الشاهد الذي هو (المنطقان) وبعض النكات ولمن أراد التفصيل فليرجع لكتب التفسير ويتأمل في الآيات الشريفة.

خلاصة القصة:
"هذه الآيات تشير إلى جماعة كبيرة من بني إسرائيل طلبوا بصوت واحد من نبيّهم أن يختار لهم أميرا و قائدا ليحاربوا بقيادته (جالوت) الّذي كان يهدّد مجتمعهم و دينهم و اقتصادهم بالخطر.. فأرسل الله سبحانه وتعالى لهم (طالوت)... فقال لهم طالوت إنّه لا يريد أن يسير معه للقتال إلا الّذين ينحصر كلّ تفكيرهم في الجهاد، أمّا الّذين لهم عمارة لم تتم، أو معاملة لم تكمل، و أمثالهم، فليس لهم الاشتراك في الجهاد. و سرعان ما اجتمع حوله جمع تظهر عليه الكثرة و القوّة، و تحرّكوا صوب العدو.

و في المسيرة الطويلة و تحت أشعة الشمس المحرقة أصابهم العطش. فأراد طالوت- بأمر من اللّه- أن يختبرهم و يصفيهم، فقال لهم: سوف نصل قريبا إلى نهر في مسيرتنا، و أنّ اللّه يريد أن يمتحنكم به، فمن شرب منكم منه و ارتوى فليس منّي، و من لا يشرب إلّا قليلا منه فهو منّي. و لكنّهم ما أن وقعت أنظارهم على النهر حتّى فرحوا و هرعوا إليه و شربوا منه حتّى ارتووا، إلّا نفر قليل منهم ظلّوا على العهد.

أدرك طالوت أنّ أكثرية جيشه يتألّف من أناس ضعفاء الإرادة و عديمي العهد، ما خلا بعض الأفراد المؤمنين، لذلك فقد تخلّى عن تلك الأكثرية و اتّجه النفر المؤمن القليل خارجا من المدينة إلى ميادين الجهاد.

إلّا أنّ هذا الجيش الصغير انتابه القلق من قلّته، فقالوا لطالوت: إننا لا طاقة لنا بمقابلة جيش قويّ كثير العدد. غير أنّ الذين كان لهم إيمان راسخ بيوم القيامة، و كانت محبّة اللّه قد ملأت قلوبهم، لم يرهبوا كثرة العدوّ و قلّة عددهم، فخاطبوا طالوت بكلّ شجاعة قائلين: قرّر ما تراه صالحا، فنحن معك حيثما ذهبت، و لسوف نجالدهم بهذا العدد القليل بحول اللّه و قوّته، و لطالما انتصر جيش صغير بعون اللّه على جيش كبير، و اللّه مع الصابرين.

فاستعدّ طالوت بجماعته القليلة المؤمنة للحرب، و دعوا اللّه أن يمنحهم الصبر و الثبات، و عند التقاء الجيشين خرج جالوت من بين صفوف عسكره و طلب المبارزة بصوت قوي أثار الرعب في القلوب، فلم يجرأ أحد على منازلته، في تلك اللحظة خرج شاب اسمه داود من بين جنود طالوت، و لعلّه لصغر سنّه، لم يكن قد خاض حربا من قبل، بل كان قد جاء إلى ميدان المعركة بأمر من أبيه ليكون بصحبة اخوته في صفوف جيش طالوت. و لكنّه كان سريع الحركة خفيفها، و بالمقلاع الذي كان بيده رمى جالوت بحجرين- بمهارة شديدة- فأصابا جبهته و رأسه، فسقط على الأرض ميّتا وسط تعجّب جيشه و دهشتهم. و على أثر ذلك استولى الرعب و الهلع على جيش جالوت، و لم يلبثوا حتّى ركنوا إلى الفرار من أمام جنود طالوت و انتصر بنو إسرائيل" الامثل-ج2- 218 بتصرف

المنطقان:

قبل البدء في ذكر المنطقين لا بد أن نشير إلى أن القرآن حكى هذين المنطقين بعد أن تمحص الجيش من خلال:
  • طلب طالوت أن لا يلتحق بالجيش إلا من ينحصر تفكيره بالجهاد ومنع دخول الذين يرتبطون ببعض الارتباطات الدنيوية.
  • ابتلائهم بالنهر والذي على أساسه سقط الأكثر من الامتحان، وسارت الفئة الباقية القليلة نحو القتال.
مما يعني: أن هذين المنطقان انطلقا من داخل الصفوف المؤمنة ومن الذين ساروا خلف طالوت.

أ- منطق الفئة الأولى: (لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده)
هذه الفئة ترى: أن العدو يمتلك كل أسباب القوة فلا يمكن مقارعته، وهو ذلك الجيش القوي الأكثر عددا وعتادا، هذا بالإضافة إلى أن جيش العدو يقوده جالوت الذي لا يجرأ أحد على منازلته في الظروف الطبيعية كيف وميزان القوى غير متكافئ من حيث العدد والعتاد والظروف الموضوعية لذلك لا يمكن لنا أن نهزم جالوت وجنوده.

فهذه الفئة مهزومة من داخلها فلذلك حكمت على نفسها بالهزيمة قبل دخول المعركة، ومن جهة أخرى فهي تستعظم العدو وتراه كبيرا ولا تلاحظ نقاط الضعف التي في عدوها ولا تدخل أية حسابات أخرى غير حسابات الربح والخسارة الماديين.

ب- منطق الفئة الثانية:
- (قال اللذين يظنون أنهم ملاقوا الله...)
أما الفئة الثانية فمنطقها منطق آخر فهم (يظنون أنهم ملاقوا الله) فلديهم القناعة والعقيدة الثابتة التي ينطلقون منها وهي لقاء الله سبحانه فالظن هنا حسب رأي مشهور بين المفسرين هو بمعنى العلم، بل حتى لو أخذنا بالرأي الآخر الذي مال اليه بعض المفسرين وهو كون (الظن) بمعنى الاحتمال الراجح فإن المعنى يستقيم أيضا حيث إن هؤلاء يكفي أن يكون لديهم ظن ولو لم يصل لدرجة اليقين ليحملهم على الايمان بمدد الله وبنصره.

- (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله..)
ومن هذا الايمان فإنهم يدركون أن القوة ليست بالعدد فقط فلذلك واجهوا مقولة الفئة المهزمة (لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده) بمقولة أخرى، وأتوا بمنطق آخر من وحي الواقع المحيط بهم وهو (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة) وكل ذلك (بإذن الله).

- (والله مع الصابرين..)
وتستمر هذه الفئة في الرد على الفئة الأولى لتدخل عنصرا جديدا في ميزان القوة وحسابات النصر والهزيمة وهو عنصر الصبر والثبات ولتعطي الصراع جانبا غيبيا من حيث إن (الله مع الصابرين..) وليس مع المهزومين المتراجعين.

-(قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين)
(ولما برزوا لجالوت وجنوده) تجلى البعد المعنوي لهذه الفئة الصابرة بإدخالهم سلاحا لا تدركه تلك الفئة الأولى وهو سلاح الدعاء في وسط الميدان وفي وقت اشتداد المواجهة –لا ذاك الدعاء الذي ينفصل بالانسان عن الحياة- وهكذا طلبوا من الله سبحانه طلبا يدل على وعيهم لأسباب القوة فطلبوا الصبر وثبات الأقدام، لأنهم يدركون أن عامل الارادة والتحدي والثبات هو أحد أهم عوامل النصر، فإن كان العدو –جالوت وجنوده- يملك العدة والعتاد فهذه الفئة المؤمنة تملك الصبر والارادة والثبات والسلاح الأخير أقوى وأمضى.

وهكذا انتصر المنطق الثاني (فهزموهم) ولكن (بإذن الله) تأكيدا على مدد الله سبحانه واستجابة لدعاء الفئة الثانية التي صبرت وتوكلت على الله سبحانه فأعزهم الله ونصرهم وجعل هلاك جالوت هذا الذي تخشاه الجيوش على يد شاب بحجر ومقلاع!!!!
وهكذا أصبحت هذه الفئة مصداقا جديدا لـ (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين) وتبين ضعف المنطق الأول وكيف أنه استغرق في دراسة الواقع (الواقعية) بعيدا عن مدد الله ونصره من جهة وبعيدا عن الأخذ بأسباب القوة والتي منها الثبات والاصرار في قبال عدو الله سبحانه.

المصدر :
https://www.facebook.com/alwafa.part...08535929180191


ـ



الساعة الآن 01:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227