منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   التخطيط الحسيني لتغيير أخلاقية الهزيمة ـ الشهيد العظيم محمد باقر الصدر (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=698573)

محروم.كوم 12-06-2011 03:41 AM

التخطيط الحسيني لتغيير أخلاقية الهزيمة ـ الشهيد العظيم محمد باقر الصدر
 
بسم الله الرحمن الرحيم

التخطيط الحسيني لتغيير أخلاقية الهزيمة
الشهيد السعيد آية الله العظمى
السيّد محمّد باقر الصدر (قدس سره)

الموضوع هو نصّ محاضرتين للمرجع الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر(قدس سره) ألقاهما في النجف الأشرف بتأريخ 16 و17 / صفر / 1389 هـ ق.
وهو أروع ما قرأت في هذا السياق على الإطلاق!
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:A...t4_AUwn4DHD2Mg

إنّ الإمام الحسين وقف ليعالج مرضاً من أمراض الأمة كما وقف من قبله أخوه الإمام الحسن ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ ليعالج مرضاً آخر من أمراض الاُمّة، بينما قدّر للإمام الحسن أن يعالج مرض الشك في الاُمّة الإسلامية التي بدأت في عهد أمير المؤمنين تشكّ في الخط الرسالي الذي سار عليه قادة أهل البيت، واستفحل لديها هذا الشكّ حتّى تحوّل إلى حالة مرضية في عهد الإمام الحسن عليه السلام، هذه الحالة المرضية التي لم يكن بالإمكان علاجها حتّى بالتضحية، عالج الإمام الحسين عليه السلام حالة مرضية اُخرى هي حالة انعدام الإدارة مع وضوح الطريق، فالأمة الإسلامية التي كانت تشكّ (أو التي بدأت تشكّ) في واقع المعركة القائمة داخل الإطار الإسلامي بين الجناحين المتصارعين اتّضح لها بعد هذا الطريق، لكن هذا الطريق اتضحت لها معالمه بعد أن فقدت إرادتها، وبعد أن نامت واستطاع الذين اغتصبوها وسرقوا شخصيّتها وزوّروا إرادتها وأباحوا كرامتها، واستطاعوا أن يخدّروها وأن يجعلوها غير قادرة على مجابهة موقف من هذا القبيل، هذه الحالة المرضية الثانية عالجها الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام بالموقف الذي شرحناه(1).
وقلنا: إنّه كان بالإمكان عدّة بدائل للموقف الذي اتّخذه الإمام الحسين إلاّ أنّ كلّ البدائل الممكنة والمتصوّرة لم تكن تحقّق الهدف في علاج هذه الحالة المرضيّة، وكان الطريق الوحيد لعلاج هذه الحالة المرضية هو الخطّ الذي سار عليه سيّد الشهداء عليه أفضل الصلاة والسلام.
**********
مشاهد موت الإرادة في المجتمع الحسيني :
نحاول الآن أن نستعرض عمق هذا المرض في جسم الاُمّة الإسلامية حتّى نعرف أنّه بقدر عمق هذا المرض في جسم الاُمّة الإسلامية لابدّ وأن يفكّر في العلاج أيضاً بتلك الدرجة من العمق، وإذا كان من المقدّر كما فهمنا في محاضرات سابقة أنّ العلاج الوحيد للحالة المرضيّة الثانية هذه هي التضحية، فبقدر ما يكون هذا المرض عميقاً في جسم الاُمّة، يجب أن تكون التضحية أيضاً عميقة مكافئة لدرجة عمق هذا المرض في جسم الأمة وهذا المرض كان يشمل كلّ قطاعات الاُمّة عدا بصيص هنا وهناك تجمّع مع الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام.
**********
المشهد الأول: التخويف بالموت من عقلاء المسلمين:

خلال خطّ عمله وحركته لاحظنا كيف أنّ الإمام الحسين ـ عليه الصلاة والسلام ـ حينما قرّر السفر من المدينة إلى مكّة، أو في النهاية حينما قرّر الهجرة من الحجاز متّجهاً إلى العراق، إلى تسلّم مسؤوليّاته كشخص ثائر حاكم على طواغيت بني اُمية كان يتلقّى من كلّ صوب وحدب النصائح من عقلاء المسلمين، أو من يسمّون يومئذٍ بعقلاء المسلمين الذين يؤثرون التعقّل على التهوّر، كيف أنّ هؤلاء العقلاء أجمعت كلمتهم على أنّ هذا التصرف من الإمام الحسين ليس تصرّفاً طبيعياً، كانوا يخوّفونه بالموت، كانوا يقولون له: كيف تثور على بني اُمية وبنو اُميّة بيدهم السلطان، والرجال، والمال وكلّ وسائل الإغراء والترغيب والترهيب؟!
كانوا يحدّثونه عن النتائج التي وصل إليها الإمام في صراعه مع بني اُميّة، والتي وصل إليها الإمام الحسن في صراعه مع بني اُميّة، كانوا يمنّونه السلامة، كانوا لا يتصوّرون أنّ التضحية يمكن أن تكون بديلاً لحياة بالإمكان الاحتفاظ بأنفسها مهما كانت هذه الأنفاس، ومهما كانت ملابسات هذه الأنفاس، هذه النصائح لم يتلقّها الإمام الحسين من رعاع، أو من عوام وإنما تلقّاها من سادة المسلمين، من الأشخاص الذين كان بيدهم الحلّ والعقد في المجتمع الإسلامي، تلقّاها من أشخاص من قبيل عبد الله بن عباس [مقتل الحسين عليه السلام للمقرم: 196، طبعة بصيرتي]، وعبد الله ابن عمر بن الخطّاب [المصدر نفسه: 155]، وعبد الله بن جعفر الطيّار، ومن قبل أخيه محمّد بن الحنفية [المصدر نفسه: 149].، ومن قبل غيرهم من سادة الرأي في المجتمع الإسلامي، حتّى أنّ عبد الله بن جعفر [المصدر نفسه: 195 ـ 196]. الذي هو ابن عمّه، الذي هو ابن أخي علي بن أبي طالب، بالرغم من ارتباطه النسبي الوثيق بالخطّ كان منهاراً نفسياً إلى الدرجة التي أرسل فيها رسالة إلى الإمام الحسين حينما سمع بعزمه على سرعة الخروج من مكة: أن انتظر حتى ألحق بك، وماذا كان يريد من هذا الانتظار؟ الإمام الحسين لم ينتظره، فحينما وصل عبد الله بن جعفر إلى مكة كان الإمام الشهيد قد خرج منها، فذهب عبد الله بن جعفر رأساً إلى والي بني اُميّة في مكة وأخذ منه كتاب الأمان للحسين، وذهب بالكتاب إلى الحسين وهو يرى أنّه قد استطاع بهذا أن يقضي على كلّ مبرّرات خروج الحسين، لماذا يخرج الحسين من مكة؟ لأنّه خائف فيها وقد جاء الأمان له من سلاطين بني اُميّة.
هذه النصائح كانت تعبّر عن نوع من الانهيار النفسي الكامل الذي شمل زعماء وسادة المسلمين فضلاً عن الجماهير التي كانت تعيش هذا الانهيار مضاعفاً في أخلاقها وسلوكها وأطماعها ورغباتها، هذه السلبية والبرود المطلق الذي كان يواجهه الإمام الحسين، أو تواجهه حركة الإمام الحسين بالرغم من قوّة المثيرات، هذا البرود المطلق في لحظات ترقّب العطاء الحقيقي كان يعبّر عن ذلك الانهيار النفسي على مختلف المستويات.

التتمة تأتي بإذن الله (تعالى)..
ــــــــــ
(1) يشير (قدس سره) إلى ما شرحه في محاضرة سابقة، وملخّصه المستفاد مما كتبه سماحة السيّد كاظم الحائري: أنّه كانت أمام الحسين (عليه السلام) عدّة مواقف عملية، كان بإمكانه (عليه السلام) أن يتّخذ أيّ واحد منها بعد أن طلب يزيد منه أن يبايع:
الموقف الأوّل: أن يبايع يزيد بن معاوية كما بايع أمير المؤمنين. أبا بكر وعمر وعثمان.
الموقف الثاني: أن يرفض البيعة لكن يبقى في مكة أو المدينة.
الموقف الثالث: أن يلجأ إلى بلد من بلاد العالم الإسلامي كما اقترح عليه أخوه محمّد بن الحنفية.
الموقف الرابع: أن يتحرك ويذهب إلى الكوفة مستجيباً للرسائل التي وردته من أهلها ثم يستشهد بالطريقة التي وقعت....


الساعة الآن 10:41 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227