منتدى استراحات زايد - مقــــاله >> الشَيخ نـآصر بن حمَـد ..ْ على عتبآت الزوآج

http://www.uaepulse.net/up//uploads/...b0130f25c5.jpg

الحديث مع الشاعر الفارس، الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، حديث ذو شجون، فهذا الشاب اعتلى صهوة الفرس، فكان أميرًا للفروسية، واعتلى صهوة المنبر، فكان شاعرًا مبدعًا.
والده الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، ووالدته يمتد نسبها إلى شيوخ الجزيرة العربية، المعروفين في الخليج العربي، يستمد من والديه أصالة البداوة، حيثُ تمتزج رائحة القهوة العربية، بالنخوة والرجولة والشهامة والكرم.
التقته «سيدتي» في مقر عمله في الإسطبلات الملكية، حيثُ يتابع إدارة الاتحاد الملكي لسباقات القدرة والفروسية بعد دوامه الرسمي، فضلاًً عن متابعته لأعمال المؤسسة الملكية الخيرية التي عينه الملك رئيسًا لمجلس الأمناء فيها.
.

المنامة: بدور المالكي

يقول الشيخ ناصر، باعتزاز: عندما كلفني الملك بتولي رئاسة مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية، وأمرني أن أكون جاهزًا، شعرت بالفخر والشرف الكبيرين، بأن أنال ثقة الملك في هذا المنصب، في مؤسسة يعتبرها، من المؤسسات الحساسة ذات العلاقة الوثيقة بالإنسانية، ويهتم بها شخصيًا، لكونها تهتم بشريحة كبيرة من الأرامل والأيتام التي ترعاهم، وتقدم لهم الدعم ليواصلوا مسيرة الحياة بكرامة، وعزة، لذلك كان طموحي وهدفي أن أكون على مستوى هذه الثقة والمسؤولية التي منحني إياها الملك، وأن أعمل على أن تكون هذه المؤسسة من المؤسسات الرائدة في البحرين.

المرأة في حياة الشيخ ناصر
< ماذا عن المرأة في حياة الشيخ ناصر؟

- المرأة هي الأساس، وهي منطلق الحياة، والشريك الأساسي والفعَّال للرجل، في تطوير ونهضة المجتمع، وبدون وجودها ومشاركتها لا يمكن لعجلة التقدم أن تدور في أي مجتمع من المجتمعات. والمرأة قوة خارقة، تجعل الرجال يبدعون في أعمالهم، وينطلقون إلى حياة ذات طابع جميل،
ولابد هنا من الإشادة بالدور الرائد للشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، حيثُ كان لها كبير الأثر فيما وصلت إليه المرأة البحرينية من وجود في شتى المجالات، حتى أصبحت المرأة البحرينية، وبدعمها المتواصل، امرأة تتميز عن جميع النساء العربيات والخليجيات، ووصولها إلى مراكز القرار الحساسة، وتوليها أعلى المناصب القيادية، وما كان هذا ليتحقق لولا دعم الملك وحكمته وتقديره للمرأة البحرينية.

< ماذا عن الوالدة؟

- أرفع من خلال «سيدتي» كل آيات الشكر والتقدير إلى والدتي، فلولاها لَمَّا كنت فارسًا وشاعرًا، ومواطنًا صالحًا وناجحًا، أضع خدمة وطني على رأس أولوياتي، وأضحي من أجله بكل ما أملك،
لقد قامت والدتنا بتربيتنا، أنا وأخي خالد، تربية كريمة، ومنبع ذلك مُؤسَّسْ على بُعدْ نظر في التنْشِئة الصالحة، وهذا ما لمسناه أنا وأخي من خلال تحقيقنا لهدفنا، ونجاحنا- ولله الحمد- في الحياة العلمية والعملية، وفي ميادين الفروسية.
وأذكر ذلك اليوم الذي أرسلتنا فيه الوالدة إلى البَرِّ، حيثُ الصحراء القاسية، مع أخوالي، للتعود على حياة البدو وأصالتهم، والتعرف على مجالسهم ومدارسهم في الحديث والأدب، والثقافة وصروف الحياة كاملة، كان عمري حينها عشر سنوات، في حين كان عمر خالد سبع سنوات، يومها لم نفهم ما هو مرسوم لنا من جانب الوالدة تجاهنا، ولكننا بعد أن كبرنا وأصبحنا شابين، تعرفنا على هدفها من تلك الرحلة، حيثُ كانت تريد أن تصنع منَّا رجالاًً قادرين في المستقبل على خدمة بلدهم والدفاع عنه.

< وماذا عن الوالد، الملك؟

- والدي، الملك المفدى، حفظه الله ورعاه، هو قدوتي في الحياة، فهو فارس علمنا أخلاق الفرسان، وعندما كان وليًا للعهد، كان يريدنا دومًا أن نكون على أَهُبة الاستعداد لخدمة ورفعة الوطن.
كان يضعنا في تجارب وامتحانات حياتية ومجتمعية، لنكون كما يطمح أن يرانا، أبناء بررة مخلصين للوطن والمواطنين. وهو قدوتنا ومثلنا الأعلى الذي نطمح إلى تحقيق طموحاته، وذلك من خلال النجاح في المهام التي أوكلها إلينا، واستطعنا أنا وأخي خالد من النجاح بتفوق في كلية «سانت هيرست» العسكرية، وحصلنا على مراكز الريادة على مستوى جميع الطلبة الدارسين.
< كيف تبدو المرأة في شعر الشيخ ناصر؟
- المرأة هي مُلهمتي، وهي من تحرك أحاسيسي ومشاعري، فهي وطني الذي أتغنى به بأعذب القصائد، ولذلك جاءت أكثر قصائدي وطنية، كما في قصيدة «مثايل»، ولكن في أكثر الأحيان يأتيني الإلهام بالشعر وأنا على صهوة الفرس، علمًا أنني بدأت ركوب الخيل وأنا في الرابعة من عمري.

الفروسية والشعر
< حبذا لو تعرفنا على أحب الخيول إلى قلبك؟

- لقد استطعت تحقيق أكثر إنجازاتي من خلال فرس اسمه«فاندك»، وقد أطلقت عليه اسم«الزعيم»، وهو الآن متقاعد عن العمل، بعد 14 سنة من الإنجازات في ميادين القدرة، لقد علمته على الإصرار والتحدي، والسعي للفوز في السباقات الدولية.

http://www.uaepulse.net/up//uploads/...40bd8acdda.jpg

< وماذا عن دعمك لشعراء المليون؟

- لقد وعدت أخي الكبير، الشيخ محمد بن زايد، أن أدعم شعراء المليون بكل ما أستطيع، وبالفعل فأنا متواصل في هذا الدعم وفي دعوتهم إلى أمسية شعراء المليون التي نقيمها في البحرين.

< ماذا عن علاقاتك وصداقاتك بفرسان وشيوخ الخليج؟

- أرتبط بعلاقات أخوية وطيبة مع كافة إخوتي من الشيوخ والفرسان في دول مجلس التعاون الخليجي، وقد تربينا جميعًا على المنافسة، فنحن نتنافس مع أبناء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في سباقات القدرة، في بلادنا، ولديهم، وفي الخارج.

< ماذا عن وقت فراغك؟

- في وقت الفراغ القليل الذي أحصل عليه، أحاول أن أكسر الروتين، خصوصًا خارج أوقات الدوام الرسمي، فعلى الرغم من انشغالي في عملي مع المؤسسة الملكية الخيرية، ورئاسة الاتحاد الملكي لسباقات الخيل والفروسية، إلا أنني أحاول أن أقتنص فسحة من الزمن لزيارة الأهل ومتابعة بعض الأمور، وقد تعودت على النهوض في الساعة السادسة صباحًا، حيثُ أخصص وقتًا للخيل في الإسطبل، وبعد أن أنهي أعمالي، أفضل تناول وجبة الغداء مع الأصدقاء، ثم أذهب إلى المجلس لاستقبال الناس، وفي الليل تعودت الذهاب لرؤية الملك، وأحرص على تناول وجبة العشاء معه، ودائمًا لا أنسى ممارسة الرياضة للمحافظة على اللياقة البدنية.
وكذلك أحب أن أمارس في أوقات فراغي رياضة «القنص» فهي تراث في ذاكرتنا يوم أرسلتنا الوالدة إلى الصحراء ونحن صغار، لذلك تعودت على التخييم في البَرِّ.

< أخيرا من هو الشيخ ناصر؟

- أنا إنسان عادي، مثلي مثل أي مواطن بحريني، لا أحب المظاهر، ولا أجري وراء الشكليات، وما يهمني جوهر الإنسان وإخلاصه في عمله، ولا أحب أن يكون مظهري لافتًا للنظر، لذلك أستخدم سيارة«جيب سبور» عادية، وبرقم عادي جدًا وغير مميز، أحب العطور العربية، ومنظم جدًا في حياتي، وهذا الأمر تعلمته من والدي الملك، فعندما أسافر لابد أن تكون حقيبة سفري جاهزة من كل شيء، أحب أصدقائي جدًا، خصوصًا المخلصين منهم، وأصطحبهم معي خلال سباقات القدرة، ولدي أصدقاء من أيام الدراسة، وأيام الكلية العسكرية، من مختلف أنحاء العالم، ومازلت أتواصل معهم وأسأل عن أخبارهم، وأحاول دومًا أن أجلب الفرحة والسعادة لوالدتي، ولذلك أطلقت عليها الأم المثالية، حيثُ اعتبرت أن هذا اللقب أفضل هدية تلقتها خلال حياتها، وهي تعادل كل كنوز العالم.

ملطوش ...