منتدى استراحات زايد - منصور الجمري يعلق على خطبة السيد حيدر الستري

خطبة السيد حيدر الستري

في يوم الجمعة الماضي قال النائب السيد حيدر الستري في خطبته، كلاما عن الشيخ عيسى قاسم جاء فيه، أن قاسم «علي هذا العصر في البحرين، ومن اشتاق لرؤية علي بن أبي طالب ومن يتوق أن ينظر إلى وجه علي فلينظر إلى وجه الشيخ عيسى قاسم»... ومنذ أن نطق بها أصبحت محورا للأعمدة والنقاشات، وأصبحت مدار حوار في المجالس الرمضانية، وقد أشير خلال الحوار في أحد المجالس «نتمنى من السيد حيدر الستري ومن جمعية الوفاق لو أصدرا بيانا وقالا فيه إن الوصف المذكور خطأ وإن لكل جواد كبوة».

ما أصدره الستري من تعليق لاحقا، نُشر أمس في الصحف لا يكفي، فالتوضيح من الناحية العقائدية ليس هو المطلوب؛ لأن الحديث يعبر عن نائب في البرلمان وله تاريخ نضالي مشرف، وينتمي إلى كتلة سياسية، وما يقوله محسوب على الكتلة، كما ان ما يصدر عن الكتلة محسوب أيضا على أعضائها.

أتفهّم أن الستري ربما أراد أن يحدث «هزة» في حديثه للرد على منتقدي «الوفاق» من الذين ينتمون إلى جماعات داخل التيار الشيعي المعارض، وهي التي تسمي نفسها بتيار «الممانعة»، أي الامتناع عن الدخول في اللعبة السياسية الحالية... ولكن في الحقيقة لا أتفهّم كيف يمكن استخدام عبارات تقحم الإمام علي (ع) في موضوع تفصيلي ومتداخل كما هو الحال لما يجري من حوارات داخل الجماعات التي كانت تمثل تيارا واحدا وبدأت تخرج بألوان مختلفة لأسباب موضوعية معروفة.

وتعود الذاكرة الى بريطانيا... ففي العام 1983 كان حزب العمال البريطاني في المعارضة، وأصدر حينها «ميثاقا» لانتخابات ذلك العام، والميثاق احتوى على أمور كثيرة هزت الناخب، مثل إعلان نية الحزب (اذا تسلم حكم بريطانيا) التخلي عن السلاح النووي من دون شروط ومن طرف واحد، الانسحاب من الاتحاد الأوروبي (حينها كان يسمى السوق الأوروبية المشتركة)، إعادة تأميم الشركات الكبرى التي خصخصتها حكومة حزب المحافظين، الخ... الفاجعة التي حدثت لحزب العمال كبيرة آنذاك، وحتى أن حزب المحافظين ذهب إلى المحلات واشترىنسخ الميثاق الانتخابي وقام بتوزيعه على الناخبين لإرعابهم من حزب العمال، وهو ما حدى بأحد كبار حزب العمال أن يصف ميثاق حزبه بأنه «أطول رسالة انتحار في التاريخ».

أذكر هذا المثال لإننا نلاحظ حاليا أيضا أن «بعض» الذين يوزعون خطبة الستري هم من الذين يتمنون أدخال نصف مجتمع البحرين في «أفران نازية» للقضاء عليهم إلى الأبد.

ربما أن خطبة السيد حيدر الستري (بالمقارنة النسبية) ليست مثل ميثاق حزب العمال البريطاني الذي تسبب في أكبر خسارة لذلك الحزب في العام 1983، ولكنه يُعتبر خطأ يحتاج إلى إلغاء من النص، ولاسيما أنها تأتي أيضا في سياق التصعيد الانتخابي المتواصل استعدادا لانتخابات 2010.