![]() |
هل يُخلّد القاتل في نار جهنّم حتى لو تاب ؟؟ ما حدني وجعلني أنزل هذا الموضوع إلا أمس بعد قصاص قاتل الخضيري وابنه جدال أنـا وشخص عزيز علي يقول القاتل لا محـال في النار وأنا أقول له الله غفور رحيم والدليل قوله تعالى ( إِنّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ ) جلست أبحث ووجدت الجواب الشافي الكـافي والجواب هو ( الله غفور رحيم .. بالنسبه للقاتل أن شـاء عذبه وأن شـاء غفر له ) بالنسبة لقول المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ( كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ إِلَّا مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا أَوْ مُؤْمِنٌ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ) فحسب كلام الشيخ الألباني رحمه الله من باب التهويل والتخويف لعامة البـشر هذا والله أعلم قلت اضع الموضوع للفـائدة سئل المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله س ) - هل قتل المؤمن متعمدا ، من الذنوب التي لا يغفرها الله عز وجل ؟ فأجـاب قوله صلى الله عليه وسلم (كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ إِلَّا مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا أَوْ مُؤْمِنٌ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا) في ظاهره مخالف لقوله تعالى (إِنّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ) , لأن القتل دون الشرك قطعاً , فكيف لا يغفره الله ؟ وقد وفق المناوي تبعاً لغيره بحمل الحديث على ما إذا استحل , وإلا فهو تهويل وتغليظ , وخير منه قول السندي في حاشيته على النسائي : (وكأن المراد كل ذنب ترجى مغفرته ابتداء إلا قتل المؤمن فإنه لا يغفر بلا سبق عقوبة وإلا الكفر فإنه لا يغفر أصلا ولو حمل على القتل مستحلا لا يبقى المقابلة بينه وبين الكفر [يعني : لأن الاستحلال كفر , ولا فرق بين استحلال القتل أو غيره من الذنوب , إذ كل ذلك كفر] . ثم لابد من حمله على ما إذا لم يتب وإلا فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له كيف وقد يدخل القاتل والمقتول الجنة معا كما إذا قتله وهو كافر ثم آمن وقتل).انتهى كلام الالباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم 511. سئل الشيخ الفاضل عبد الرحمن السحيم عن قتل النفس بغير حق قال الله تعالى ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) (سورة النساء) أي الذي يقتل نفسا عامدا متعمدا جزائه جهنم خالدا فيها سؤالي هو هل لهاذا القاتل النفس بغير الحق توبة نصوح ؟ وإذا كان له توية لماذا قال الله تعالى ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا ) وبارك الله فيك يا شيخنا عبدالرحمن السحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فأجاب : - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وحفظك الله . إذا ندِم القاتِل وتاب توبة نصوح ، فإن التوبة تُقبَل ما لم يكن أحد ثلاث : طلوع الشمس من مغربها ، وخُروج الدجال ، وخروج دابة الأرض ، لقوله عليه الصلاة والسلام : ثلاث إذا خَرَجْنَ ( لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ) : طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، ودابة الأرض . رواه مسلم . فَمن تاب قبل ظهور أحد هذه الآيات ، قبِلَتْ توبته ، ويُشترَط لذلك أيضا أن تكون في زمن الإمهال ، أي قبل غرغرة الروح ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إن الله يقبل توبة العبد ما لم يُغَرْغِر رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه . وأما الآية فليس فيها أن من فَعَل ذلك أنه يُخلّد في النار على سبيل التأبيد . وأهل السنة يُفرِّقون بين الخلود وبين التأبيد . هذا من جهة ومن جهة أخرى أنه ليس في الآية أن مَن فَعَل ذلك أنه خالد في النار ، بل في الآية النصّ على جزاء قاتِل المؤمن بغير حقّ . (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) فهذا جزاؤه ، إن شاء الله أمضاه وعذّبه بِقَدْر ذنبه ، وإن شاء عفا عنه . قال أبو مجلز : هو جزاؤه وإن شاء تجاوز عنه . وقال أبو صالح : جزاؤه جهنم إن جازاه . ويَدلّ على هذا أن الله لما ذَكَر قَتْل النفس استثنى بعده من تاب ، فقال : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ) . ويدل عليه أيضا قوله عليه الصلاة والسلام : يضحك الله إلى رجلين يَقتل أحدهما الآخر يَدخلان الجنة ؛ يُقاتِل هذا في سبيل الله فيُقْتَل ، ثم يتوب الله على القاتل ، فَيُسْتَشهد . رواه البخاري ومسلم . وقوله عليه الصلاة والسلام : من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة . رواه البخاري ومسلم . فقاتِل النفس المؤمنة يَدخل الجنة ولو بعد حين ، هذا إذا لم يُعفُ الله عنه . قال الإمام السمعاني في تفسيره : والأصح والذي عليه الأكثرون - وهو مذهب أهل السنة - أن لِقاتل المؤمن عمدا توبة ، والدليل عليه قوله تعالى (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ) ، وقوله : (وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) ولأن القَتْل العَمْد ليس بأشدّ من الكفر ، ومِن الكُفْرِ تَوبَة ؛ فَمِن القَتْل أوْلَى . اهـ . وكنت سألت شيخنا الشيخ عبد الله بن جبرين – حفظه الله – عن حديث : " أبى الله أن يَجعل لقاتِل المؤمن توبة " ، فذَكَر أن هذا في الغالِب ، أي أن الغالب أنه لا يُوفّق للتوبة ، خاصة إذا تعمّد القَتْل . وإلا فقد تاب الله على قاتِل مائة نفس ، وخبره في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه . والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 08:39 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir