منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   لا تعينوا الظالم على أنفسكم وعلى غيركم (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=1057315)

محروم.كوم 11-09-2012 11:20 PM

لا تعينوا الظالم على أنفسكم وعلى غيركم
 
بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمدٍ الطيّبين الطاهرين
السلام عليك يا شعبَ التضحيات يا شعبَ الشهداء وكلّ يومٍ أنتَ إلى النصرِ أقرب


عظَّم الله أجورنا وأجوركم بالشهيد البطل علي عباس رضي الذي التحق ظهر اليوم بركب الفخر والشرف مع الشهداء السعداء عند مليكٍ مقتدرٍ لا يجوزهُ ظلمُ ظالم وهو جلّ شأنه الذي ينهى عن الظلم وإعانة الظالم مسلماً كانَ أم كافراً و يأخذ بثأر المظلوم مسلماً كانَ أم كافراً، إنَّه العدل ولا يرضى بغير العدل.

وبعد، فإنّ النظرة الكلية للشارع المقدّس والتي تتجلى فيها الحكمة الإلهية البصيرة عندما تعالج موضوعاً معيناً يتعلق بحياة الناس فيما يرتبط بشؤون الدنيا أو الدين فإنها تعالجه معالجة شاملة متعددة الأبعاد ومستوعبة لأكثر من جانب راميةً إلى تحقيق الغاية الأبعد من هذا التشريع والحكم والوصول إلى الكمال اللائق بمن وهبهم الله نعمة العقل التي هي من أكبر النعم.

منظومة التشريع الإلهي هي منظومة متكاملة ترتقي بروح الإنسان إلى عنان السماء وتدرسه وتحلله تحليل الخبير والصانع بما ينطوي عليه هذا المخلوق من تركيبة العقل والشهوة وانشداد الروح إلى المعنويات ونزعة الجسم إلى ما يلائمه من الماديات. وهذه المنظومة تضع الدليل للإنسان ليتخطى مراحل الإمتحان الإلهي بنجاح ويأمن خلالها من التعثر والنكوص والتردّي في مزالق الشقاء الأبدي، وهي تسير معه في كل هاتيك المراحل ترشده وتنذره وتحذره، وتبشره بالعاقبة الحسنة إن هو أحسن وبالعاقبة السيئة إن هو أساء.

يقول جلّ وعلا: { وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } سورة الأنعام : 38 .

بعد هذه المقدمة البسيطة نأتي إلى المضمون المُراد بيانه في هذا الموضوع فنكتب مستعينين بالله تعالى اسمه:

عندما تحرّم الشريعة القتل بغير حق فإنها لا تقف عند الدائرة الضيِّقة من هذه الجريمة أي تحصرها فيما بين شخص القاتل والمقتول فتذكر الجزاء المستحق للقاتل وتؤنبه وتتوعده بالعذاب والإنتقام ثمّ تنتهي وتقف المعالجة عند هذا الحدّ. كلا، إنها تضع الضوابط التي تعالج أصل المشكلة من جذورها وتؤمن الحياة الكريمة والجديرة بالإنسان الذي شرّفه الله وكرّمه على سائر الخلق. فنجد أنَّ العقاب والجزاء يطال الفاعل ومن أمره بالفعل ومن ساعده على هذا الفعل بل ومن رضي به ومن استطاع أن يمنع وقوعه ولم يتدخل لمنعه.

فقد يقتل أحدهم رجلاً آخر ولكن الخطاب القرآني يأتي بصيغة الجمع ويشمل من قام بفعل القتل ومن رضي به، كما في قولى تعالى في قصة مقتل الرجل من بني إسرائيل والأمر الإلهي لهم بذبح بقرة: { وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ } سورة البقرة : 72 .

فهم جميعهم لم يقتلوا الرجل ولكن شملهم الخطاب وكأنَّ عملية القتل بغير حق لا يمكن أن تتمّ أو تستمرّ من دون وجود بيئة حاضنة وعوامل مساعدة ولو انتفى وجود هذه البيئة والعوامل لما حصلت. فهناك من أمَرَ وهناك من خطّط ودَبّرَ وهناك من قامَ بالفعل واشتركَ فيه وهناك من علم به ولم يسعَ لمنعه وهناك من سمع به فرضيَ به وهناك من مهَّدَ بالقول والفعل لكي يقع هذا القتل بغير حق.

هذا ما يتعلق بموضوع القتل وهو أيضاً ينطبق على موضوع الظلم؛ فالظلم أنواع ومنه ظلم العبد لنفسه ولربه وللآخرين، وظلم الناس لا يجوز كما لا يجوز الإعانة على ظلمهم والسكوت عن الظلم مع القدرة على دفعه ففيه إذلال للنفس وللآخرين والله لا يرضى لمؤمن أن يذلّ نفسه، وأيضاً يتوعدّ رب العالمين الظالم الذي وقع منه فعل الظلم مباشرة بالعذاب الأليم كما يتوعّد من أعانه ومن شارك ومن مهّد لذلك ورضي به.

ظلم النفس
قوله تعالى: { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } سورة البقرة : 54 .

وقوله تعالى: { وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } سورة البقرة : 57 .

وقوله تعالى : { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } سورة آل عمران : 135 .

الظلم الذي يرتبط بالإعتداء على دين الله وحقوق الآخرين
قوله تعالى: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } سورة البقرة : 114 .

وقوله تعالى: { أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } سورة البقرة : 140 .

وقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ، فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ } سورة البقرة : 278 و279 .

نذكر حديثين في حرمة إعانة الظالم والنهي عن التعامل معه

-
عن محمد بن عذافر، عن أبيه قال: قال أبو عبد (عليه السلام): يا عذافر، نبّئتُ أنّك تعامل أبا أيوب والربيع، فما حالك إذا نودي بك في أعوان الظلمة؟ قال: فوجم أبي فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): لما رأى ما أصابه: أي عذافر، إنّما خوّفتك بما خوّفني الله عزّ وجلّ به، قال محمد: فقدم أبي فما زال مغموماً مكروباً حتى مات.

المصدر: وسائل الشيعة ج 12 ص 128 الباب 42 ح 3.


- عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا كان يوم القيامة نادى مناد، أين أعوان الظلمة ومن لاق لهم دواةً، أو ربط لهم كيساً، أو مد لهم مُدّة قلم، فاحشروهم معهم.

المصدر: وسائل الشيعة ج 12 ص 130 الباب 42 ح 11.




الشاهد، أنَّ المسؤولية عظيمة وهذا الموضوع مرعبٌ وشائك "إعانة الظالم والتعامل معه" ، وليس الغرض أن نقرأ أو نسمع قائلاً يقول: إنَّ تقدير ما إذا كان هذا القول أو الفعل أو التعامل راجح أو شرعي أم لا وكل هذ الأمور من التصدي للشأن العام وتقدير المصلحة هو من اختصاص الفقهاء. ففضلاً عن أنه كلامٌ باطل لا يستقيم ولا يصمد أمام القرآن العظيم والسنة الشريفة لأهل البيت عليهم السلام فهو كلامٌ مستهلك وهروبٌ من مواجهة الحقائق كمن يريد أن يشيح بوجهه باختيارٍ منه عن منظر شلاّل الدماء الجاري وكلّ المنكرات التي يمارسها النظام السافل.


الساعة الآن 08:07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227