منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   البحوث والتقارير (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=31)
-   -   أرجو المساعدة في تقرير العربي عن شعر الصعاليك (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=11537)

دمع 02-09-2008 07:47 PM

أرجو المساعدة في تقرير العربي عن شعر الصعاليك
 
السلام عليكم كيف الحال عساكم بخير


خواني وخواتي


ممكن تساعدوني أبا منكم تقرير عربي حق ثاني ثانوي أدبي

عن : شعر الصعاليك


وعلى الأقل يكون جاهز قبل يوم الإثنين طلبتكم طلبة

خويتكم دمع
قولو تم :(:(:(:(

Mr7aSoON 02-10-2008 03:14 PM

اختيه اذا تبين عن الشاعر ابراهيم ناجي



الشاعر إبراهيم ناجي



المـقــدمـه:


ولد إبراهيم ناجي بن أحمد ناجي بن إبراهيم القصبجي إبراهيم ناجي في حي شبرا بالقاهرة في الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر عام 1898، لأسرة القصبجي المعروفة بتجارة الخيوط المذهبة، عمل والده في شركة البرق (التلغراف)، وهي شركة إنجليزية، يوم كانت مصر تحت الهيمنة البريطانية، فأجاد اللغة الإنجليزية، وتمكن من الفرنسية والإيطالية، وكان شغوفاً بالمطالعة، وامتلك في بيته مكتبة حافلة بأمهات الكتب، فنشأ ابنه إبراهيم على حب المطالعة، وشجعه أبوه على القراءة، وكان يهدي إليه الكتب، فأتقن العربية والفرنسية والإنجليزية والألمانية، وأمه هي السيدة بهية بنت مصطفى سعودي التي ينتهي نسبها إلى الحسين عليه السلام، وتمت بصلة قربى من جهة الأخوال إلى الشيخ عبدالله الشرقاوي ولما حاز ناجي شهادة الدراسة الثانوية سنة 1917 انتسب إلى كلية الطب، وتخرج فيها سنة 1923، وافتتح عيادة بميدان العتبة بالقاهرة، وكان يعامل مرضاه معاملة طيبة، وفي كثير من الحالات لا يأخذ منهم أجرة، بل يدفع لهم ثمن الدواء، ثم شغل عدة مناصب في وزارات مختلفة، فقد نقل إلى سوهاج ثم المنيا ثم المنصورة، واستقر فيها من عام 1927 إلى عام 1931، حيث رجع نهائياً إلى القاهرة، وكان آخر منصب تسلمه هو رئيس القسم الصحي في وزارة الأوقاف.


الـــمـــوضــوع:

حكايته مع جماعة أبوللو: تفتحت موهبة إبراهيم ناجي الشعرية باكراً، فقد نظم الشعر وهو في الثانية عشرة من العمر، وشجعه والده عليه، وفتح له خزائن مكتبته، وأهداه ديوان شوقي ثم ديوان حافظ وديوان الشريف الرضي، ومن شعره في الصبا قصيدة قالها وهو في الثالثة عشرة من عمره، عنوانها "على البحر"، وفيها يقول
إني ذكرتك باكيا
والأفق مغبر الجبين
والشمس تبدو وهي
تغرب شبه دامعة العيون
والبحر مجنون العباب
يهيج ثائره جنوني
اهتم بالثقافة العربية القديمة فدرس العروض والقوافي وقرأ دواوين المتنبي وابن الرومي وأبي نواس وغيرهم من فحول الشعر العربي، كما نـهل من الثقافة الغربية فقرأ قصائد شيلي وبيرون وآخرين من رومانسيي الشعر الغربي.
بدأ حياته الشعرية حوالي عام 1926 بترجمة بعض أشعار الفريد دي موسييه وتوماس مور شعراً وينشرها في السياسة الأسبوعية ، وانضم إلى جماعة أبوللو عام 1932م حيث الشعراء العرب الذين استطاعوا تغيير صورة القصيدة العربية لشكل أكثر تحرراً من القواعد الكلاسيكية ، وكان أيضا يكتب الدراسات النقدية كدراسته عن الشاعر الفرنسي بودلير. في شهر سبتمبر من عام 1932 صدر العدد الأول من مجلة جمعية أبولو، وكان رئيس تحريرها أحمد زكي أبو شادي، وقد اشترك إبراهيم ناجي مع أحمد زكي أبو شادي في إصدار المجلة، وفي العدد الثاني من المجلة تم الإعلان عن تأسيس جمعية أبوللو الشعرية وفي 10 أكتوبر من نفس العام اجتمع لفيف من الأدباء في كرمة ابن هانئ، وفيهم إبراهيم ناجي، وانتخب أحمد شوقي رئيساً للجمعية، ولكنه توفي بعد أربعة أيام، فخلفه نائبه مطران خليل مطران، وكان إبراهيم ناجي من الأعضاء المؤسسين، وبعد أقل من عام جرت انتخابات جديدة في 22 سبتمبر عام 1933 وانتخب مطران رئيساً وأحمد محرم وإبراهيم ناجي وكيلين وأحمد زكي أبو شادي
سكرتيراً.
هدفت هذه الجماعة إلى البعد عن الأغراض التقليدية للشعر والاتجاه للذاتية أي تعبير الشاعر عن مكنوناته بصورة اكثر عمقا كذلك الابتعاد عن أدب المناسبات والتحرر من الصنعة والتكلف، وعلى صفحات المجلة نشر إبراهيم ناجي معظم ما كتب من شعر وما ترجم، وكان من أشهر ما ترجمه قصيدة "البحيرة" للشاعر الفرنسي لامارتين وقصيدة "أغنية الريح الغربية" للشاعر الإنجليزي الرومنتيكي شيلي، وقد صدر من المجلة خمسة وعشرون عدداً من سبتمبر1932 إلى ديسمبر1934، ثم توقفت عن الصدور. اشتهر ناجي بشعره الوجداني ورأس رابطة الأدباء في مصر في الأربعينيات من القرن العشرين وعرف عنه تأثره بالشاعر مطران خليل مطران وأحمد شوقي.
وبعد صدور ديوانه الأول سافر في شهر يونيو مع أخيه إلى تولوز في فرنسا، ليساعد أخيه على الانتساب إلى إحدى الكليات هناك، ومنها سافر إلى لندن لحضور مؤتمر طبي، وفي لندن قرأ النقد الحاد الذي كتبه طه حسين عن ديوانه الأول، كما قرأ هجوم العقاد عليه، فشعر بخيبة كبيرة، وبينما كان يجتاز أحد الشوارع، صدمته سيارة، فنقل إلى مستشفى سان جورج، ولبث فيه مدة، فقد دخل رأس عظمة الساق في فتحة الحوض فهشمته، وكان يعاني بالإضافة إلى ذلك من داء السكري، ورجع إلى مصر يائسا من الشعر والأصدقاء، وأخذ يكتب قصائد الهجاء في هذا وذاك، بل أخذ يترجم ويكتب القصص، فكتب قصة "مدينة الأحلام"، تحدث فيها عن حبه الطفولي الأول، ونشرها مع قصص أخرى مؤلفة ومترجمة في كتاب يحمل العنوان نفسه، قال في مقدمته: "وداعاً أيها الشعر، وداعاً أيها الفن، وداعاً أيها الفكر". ثم نقل الشاعر إلى وزارة الأوقاف، حيث عيّن رئيس القسم الطبي، فاطمأنت نفسه، لما وجد فيها من تقدير وتكريم، وقد عاصر ثلاثة وزراء كانوا يقدرون الشعر والشاعر، وهم عبد الهادي الجندي وإبراهيم الدسوقي أباظة وعبد الحميد عبد الحق وفي هذه المرحلة أخذ يمدح كل من له يد العون وكان من أبرز من مدحهم إبراهيم الدسوقي أباظة وزير الأوقاف، وقد جمع كل ما قاله في مدحه من شعر تحت عنوان: "الإبراهيميات" وضمنه ديوانه الثاني "ليالي القاهرة" لكنه أخرج من وظيفته عام 1952، ولم يكن يدخر شيئا فعاش في ضنك وتنكر له أقرب الناس إليه، بمن فيهم زوجته، وأخذ ينغمس في السهر، وفي هذه المرحلة تعرف إلى الممثلة زازا وأحبها ، ونظم فيها قصيدة مطولة باسمها مصوراً إياها بالربيع الذي حل على خريف حياته كان ناجي يهمل صحته، ولا يأخذ العلاج، وقد ألح عليه داء السكري، إلى أن وافاه الأجل في 25 مارس 1953 عن عمر ناهز الخامسة والخمسين، ودفن إلى جوار جده لأمه الشيخ عبد الله الشرقاوي، في مسجده بجوار الحسين صدرت عن الشاعر إبراهيم ناجي بعد رحيله عدة دراسات مهمة، منها: إبراهيم ناجي للشاعر صالح جودت ، وناجي للدكتورة نعمات أحمد فؤاد ، كما كتبت عنه العديد من الرسائل العلمية بالجامعات المصرية . الألم والفراق في شعر ناجي :
مما سبق فإن ناجي مر بظروف صعبة في حياته وتخلى عنه الأقارب والأحباب في أحيان كثيرة.. ولكن كانت أول تجربة تعمق نظرته البائسة للحياة هي محبته أيام الدراسة الثانوية لفتاة كانت زميلته وتعلقه بها حتى أنها حينما تزوجت بغيره تهدمت مشاعره وكتب أكثر قصائده شهرة عن نظرته لهذه التجربة مصوراً أن ما بقي من الشاعر مجرد أطلال لروحه ولكنه عاد في نهاية القصيدة يستسلم للقدر ، وحملت القصيدة عنوان "الأطلال" وتقع في أكثر من مائة وثلاثين بيتاً في شكل مقاطع، يتألف كل مقطع من أربعة أبيات، أكثر المقاطع منظومة على الرمل، وقد غنت أم كلثوم مقاطع منها مع بعض التعديل في الألفاظ وضم مقاطع من قصيدة أخرى عنوانها "الوداع". يا فؤادي لا تسل أين الهوى كان صرحاً من خيال فهوى وكان يشعر دوما بنوع من الفراق عن الأحباب وكتب يقول : سألتك يا صخرة الملتقى متى يجمع الدهر ما فرقا إذا نشر الغرب أثوابه وأطلق في النفس ما أطلقا أريك مشيب الفؤاد الشهيد والشيب ما كلل المفرقا وبحسب الناقد أحمد زياد المحبك " يعبر إبراهيم ناجي في معظم شعره عن نزوع فردي رومانسي حزين، فشعره ذاتي، يكاد يكون خالصاً للحب والوجدان، بل للقهر والحرمان، فهو يعبر عن حب محروم، ويصدر عن رؤية متشائمة، ونظرة حزينة، وروح مكتئبة". في قصيدته أنوار المدينة يقول ضحكت لعيني المصابيح التي تعلو رؤوس النيل كالتيجان ورأيت أنوار المدينة بعدما طال المسير وكلت القدمان وحسبت أن طاب القرار لمتعب في ظل تحنان وركن آمان فإذا المدينة كالضباب تبخرت وتكشفت لي عن كذوب اماني قدر جرى لم يجر في الحسبان لا أنت ظالمة ولا انا جاني أما عضو الهيئة العلمية بجامعة الإمام صادق الإيرانية رقية رستم بور فتعلق على التشاؤم في شعر ناجي بقولها: "عاش الشاعر في القرن العشرين وظل متشائما بكل مظاهر الحياة فهو يتشاءم بالدنيا وما فيها وبالحب والهوى حينا آخر ومرجع ذلك يبدو إلى أن الشاعر الرومانسي يجد سعادته في ظلال الحب باعتباره عاطفة يمكنها أن تضم الكون بأسره ولذا فهو دائما أبدا حزينا يبحث عن عالم المثل الذي ينشده" . نستمع له حزينا يقول: إني امرؤ عشت زما ني حائرا معذبا أمشي بمصباحي وحي داً في الرياح متعب أمشي به وزيته كاد به ان ينضبا عشت زماني لا أرى لخافقي متقلبا غير أنه وجد للشاعر العديد من الأبيات المتفائلة نوعاً بالطبيعة على وجه الخصوص مثل قصيدته الربيع والتي يخاطبه فيها بقوله: مرحى ومرحى يا ربيع العام أشرق فدتك مشارق الأيام بعد الشتاء وبعد طول عبوسه أرنا بشاشة ثغرك البسام وابعث لنا أرج النسيم معطراً متخطراً كخواطر الأحلام وغيرها قصيدة لإبنيه عماد وأميرة: يا ابنتي إني لأشعر أني ملأت مهجتي شموس منيرة أشرقت فرحتان عندي فهذي لعماد وهذه لأميرة أنتما فرقدان ، وهو جديد بالذي ناله وأنت جديرة اغنما كل ما يطيب وفوزا بالمسرات والأماني الوفيرة وافرحا بالذي يطيب ويرجى عيشة نضرة وعين قريرة الإنتاج الشعري وهجوم طه حسين والعقاد :
كان أوّل ما صدر لإبراهيم ناجي هو ديوان (وراء الغمام) الذي نشرته له جماعة أبولو عام 1934، ويغلب عليه الحزن والتعبير عن الحب المحروم، ويضم بعض القصائد المترجمة، وقُوبل هذا الديوان بهجومٍ قاسٍ من النقّاد, ولاسيّما طه حسين وعباس العقاد، فقد نقده طه حسين نقداً مرّاً في كتابه "حديث الأربعاء" واصفاً شعره بأنّه ذو جناحٍ ضعيفٍ لا يقدر على التحليق وفضل عليه الشاعر علي محمود طه الذي وصفه بأنه مهيأ ليكون جبّاراً في فنّه، أمّا العقاد فكان أكثر حدّة وعُنْفاً, فوصف شعر ناجي بالتصنع والمرض بل لم يكتف بهذا الوصف فاتّهم ناجي بسرقة شعر ولعلّ هذا النقد القاسي الذي تعرّض له ناجي والذي كاد بسببه أن يهجر الشعر كان سبباً رئيسياً في قلّة الدواوين الشعريّة التي أصدرها في حياته, إذ لم يصدرْ له سوى ديوانٌ واحد بعد ذلك وهو ديوان "ليالي القاهرة" الذي صدر عام 1943، ويقصد بليالي القاهرة ليالي الحرب العالمية الثانية، التي نشبت أواخر عام 1939 وهو يعبر فيها عن كراهيته للحرب التي حرمته من سهر الليالي ونشرت له دار المعارف بعد وفاته ديوانه الثالث: (الطائر الجريح) عام 1957، وفي سنة 1960 أصدرت وزارة الثقافة المصريّة "ديوان ناجي" وهو ديوان "شامل" ضمّ دواوين ناجي الثلاثة بالإضافة إلى بعض القصائد المتناثرة التي لم تَرِد في أيٍّ من الدواوين السابقة. وقد قام بجمعه كلٌّ من الدكتور أحمد هيكل ، أستاذ الأدب العربي بكلية دار العلوم وقتها، والشاعرين; أحمد رامي وصالح جودت بالإضافة إلى شقيق الشاعر, محمد ناجي. ثم أصدرت دار العودة في بيروت عام 1986 ديوان إبراهيم ناجي، وقد ضم دواوينه الثلاثة، وبرغم الإنتاج الشعري القليل للشاعر مقارنة بمعاصريه، إلا أنه لم يكتف بالشعر فقط، فقد كانت له نشاطات في الترجمة، حيث قام ناجي بترجمة بعض الأشعار عن الفرنسية لبودلير تحت عنوان (أزهار الشر)، وترجم عن الإنجليزية رواية (الجريمة والعقاب) لديستوفسكي، وعن الإيطالية رواية (الموت في إجازة)، كما نشر دراسة عن شكسبير، وقام بإصدار مجلة حكيم البيت ، وألّف بعض الكتب الأدبية مثل مدينة الأحلام وعالم الأسرة وغيرهما. لقد كان ناجي دائما محل انتقاد من آراء تعيب عليه قلة روح الإيمان والاعتماد على الله للعيش مطمئن النفس بدلاً من الشعور بالملل من الحياة والأحياء، وقد تميز الشاعر في رأي البعض بالنزعة الروحية الأشبه بالصوفية وتبرز في كثير من التعبيرات التي استخدمها مثل (جعلت النسيم زادا لروحي)(أسكر نفسي)(صحا القلب منها). أما الشاعر نفسه فقد هجا كثيراً أولئك الذين يكلفون القراء الاطلاع على أشعارهم الضعيفة ممن يصفهم بعدم الموهبة ويقول في قصيدة له مخاطبا شاعر من ذاك النوع: أيها الحي وما ضر الورى لو كنت متا أو شعر ذاك لا بل حجر ينحت نحتا تلقم الناس وترميهم به فوقا وتحتا ناجي متهم بضعف الوطنية عاب الكثير من النقاد على ابراهيم ناجي أنه كان منصب تركيزه على الشعر العاطفي الرومانسي وقصائد الهجر هي أغلب ما تركه للأجيال ، غير أن هناك رأي آخر يرى أن الشاعر من جهة لم تجمع كل قصائده فإنتاجه الحقيقي أكبر من الدواوين القليلة المجمعة ولم يكن يهتم بحفظ شعره الذي ألقاه في العديد من المناسبات والدليل على هذا كشف الأستاذ حسن توفيق للعديد من القصائد المجهولة للشاعر بإصدار الأعمال الشعرية الكاملة ، ومن جهة أخرى فهناك العديد من القصائد التي تبرهن على حبه لأمته العربية ، ومن الفريق الأول الدكتور والأديب محمد مندور بقوله "قد أوشك معظم شعره أن يصبح قصيدة غرام متصلةٍ وإن تعدّدت أحداثها وتنوّعت أنغامها"، ومن الفريق الثاني الدكتور طه وادي الذي رأى بأن قصيدة "ليالي القاهرة" نوعٍ الغَزِل العجيب لحبٍّ آخر وحبيبةٍ أخرى, وأنّه غزلٌ في حبّ مصر, وحسرةٌ على ما أُصيبتْ به من عدم القدرة على قهر أعدائها، كذا الأستاذ الناقد مصطفى يعقوب عبد النبي والذي برر الأمر بكثرة القصائد المجهولة لناجي. ومنها قصيدة بعنوان "المجد الحي" ضمن كتاب "أدب العروبة" الذي أصدرته جماعة أدباء العروبة وهي جماعة أدبية ترأسها الوزير الأديب إبراهيم الدسوقي أباظة ومنها يا أمّة نبتتْ فيها البطولاتُ لا مصر هانت ولا الأبطال ماتوا ويدل أيضا على ذلك قصيدته المنشورة ضمن "المجلّة الطبية المصرية" عام 1937 ضمن رصد وقائع المؤتمر الطبّي التاسع الذي حضره عددٌ من الوفود الطبيّة العربيّة ومنهم إبراهيم ناجي قال فيها: يا شاعرَ الوادي وغرّيد الرّبى قُلْ للضيوفِ تحيّةً وسلاما مصرالعريقُ وفادُها حفَظْتُ لكُم َهْداً على طُول المَدى وزِمَاما لستُمْ بها غُرَباءَ, أَنْتُمْ أَهْلُها أَنّى حَللَتُم تَنّزِلُون كِراما
ومنها أيضا: الشّرْقُ مَهْدٌ للنبوغِ ومَوْلدٌ للمجْدِ فيه رَبَا وشَبّ غُلاما زَكَت النبوّة في حِمَاهُ ورعْرعتْ وتألّقت كالفرقديّنِ نِظَاما مُوسى الذي شَقّ العُبابَ وفجّر الصخّر العنيدَ سواكباً تترامى عيسى الذي فدّى الوجودَ وعلم الغفّران والإحسانَ والإكراما ومحمّدٌ يَكْفيكَ أنّ محمّداَ بيّن البريّةِ أَوْجَدَ الإسلاما هذا هو الشّرْقُ العظيم لم يَزَلْ نوراً لمن رَام الهدى وإماما ومن قصيدة بعنوان مصر يفتتحها بقوله: أجل إن ذا يوم لمن يفتدي مصرا فمصر هي المحراب والجنة الكبرى أجل عن ماء النيل قد مر طعمه تناوشه الفتاك لم يدعو شبرا فهلا وقفتم دونها تمنحوها أكفاً كماء المزن تمطر خيرا سلاما شباب النيل في كل موقف على الدهر يجني المجد أو يجلب الفخرا تعالوا فقد حانت أمور عظيمة فلا كان منا غافل يصم العصرا شباب نزلنا حومة المجد كلنا ومن يغتدي للنصر ينتزع النصرا أعلام الأدب العربي في شعر ناجي : أحب الشاعر إبراهيم ناجي الكثير من الرفقاء من أعلام الأدب العربي ومنهم الأديب السوري الراحل سامي الكيالي والذي قال فيه يا أيها الضيف العزيز نعمت بالعيش الحسن صدر الشام حنا عليك ومصر لو تدري أحن قمنا لها كل بنا حية رسول مؤتمن والأرز الطود المعصب بالجلال المطمئن يا مؤنس المصري في حلب وما ننسى المنن وفي رثاء الشاعر مطران خليل مطران قال يا نفس إن راح الخليل وعنده ورد الخليل فعجلي برحيلي هو مصرع للعبقرية روعت في عرشها والتاج والإكليل أما في الشاعر أحمد شوقي فرثاه يقول قل للذين بكوا على شوقي النادبين مصارع الشهب وا لهفتاه لمصر والشرق ولدولة الأشعار والأدب هذا طريق قد ألفناه نمشي وراء مشيع غال كم من حبيب قد بكيناه لم يمح من خلد ولا بال وفي الأستاذ إبراهيم دسوقي أباظة إذا أخذ البدر المنير مكانه وملك آفاق السما وتمكنا فذلك تكريم الربيع لروضه جلاها الأباظيون ورافة الجنى وأنت الذي فك القيود جميعها عن الشعر تأبى أن يهان فيسجنا قالوا عنه :
لقبه الشعراء من أبناء جيله بشاعر الأطلال نسبة للملحمة الكبيرة المعنونة بهذا العنوان. الدكتورة نعمات أحمد فؤاد: "كان ناجي سريع الانفعال كثير الأوهام قلق الظنون طاغي الحس رفاف النفس هفاف المشاعر، وكلها عوامل تظهر أثرها في صاحبها في كل ما يصدر عنه" . الأمير عبد الله الفيصل: " يعد ناجي من ابرز الشعراء الذين أقرأ لهم واحبهم " .
الناقد مصطفى يعقوب عبد النبي " على الرغم من أنّ جماعة "أبوللّو" والتي تعدّ من أبرز الظواهر الأدبية في تاريخ الأدب العربي المعاصر, قد ضمّت عشرات الأسماء من الشعراء العرب, إلاّ أن إبراهيم ناجي يقف في مقدّمة تلك الأسماء
الناقد الشهير مصطفى عبد اللطيف السحرتي:" كان ناجي ظاهرةً شعريّةً فريدةً, بهرت بيئتنا الأدبية في مطلع الثّلْث الثاني من هذا القرن, شاعريّةً مجدّدةً نفرت من القوالب القديمة; شاعريّة غنائيّة وجدانيّة مبدعة" .
الدكتور محمد مندور في معرض تعليقه على قصيدة ناجي الشهيرة "العودة" حيث يقول: "هذه القصيدة التي أَحسبها من روائع النّغم في الشّعر العربيّ الحديث, على الرغم من كونها تندرج تحت فن عربيّ قديم, وهو فن بكاء الديار. ومع ذلك امتازت بالجدة والجمال




الخاتمــــــة:

فالحمد لله الذي هيا لنا الأسباب لإخراج هذا البحث الذي لم يستوف كما قدرنا لة كل ماينبغي ان يستوفية


والسموحه

ήoOήY 02-10-2008 03:48 PM

النص الكامل لمجموعة «عندما تكلم عبد الله الصامت!» لحسين علي محمد

عندما تكلم عبد الله الصامت!

قصص قصيرة





د. حسين علي محمد






















عندما تكلم عبد الله الصامت!

قال عبد الله الصامت، المُغني الضرير، وزميلنا في قسم التاريخ، وهو واقف تحت ساعة جامعة القاهرة، التي أصبحت مختلة .. وعقاربها واقفة، وكنا في صباحٍ بارد من يناير الثامنة والستين:
ـ لماذا لا تنصت في مثل هذا الجو البديع يا عبد الصادق إلى أغنية نجاة التي تتهادى إلى آذاننا من شارع بين السرايات المجاور؟!.
أرهفنا آذاننا، أنا وعبد الصادق فلم نسمع شيئاً!
سألتُ الصامت:
ـ نحن لا نسمع شيئاً! .. فماذا تقول الأغنية؟
قال في غير مبالاة:
ـ تغني نجاة الآن قصيدة كامل الشناوي: «لا تكذبي»!
قلتُ وأنا يراودني الضحك، لكني لم أضحك حتى لا يغضب مني، فهو سريع الغضب:
ـ وما علاقة الأغنية بالأستاذ عبد الصادق؟! ..
رد في سرعة:
ـ أردتُ منه أن يسمعها، ويتدبّر معانيها!
...
كان عبد الصادق طالباً في السنة النهائية بقسم اللغة الفارسية، وحبيباً لجميع الطلاب، ويتدخّل لدى الإدارة لحل مشاكلهم، ولهذا انتخبه الطلاب رئيسا لاتحاد طلاب الكلية لدورتين متتاليتين، بينما كان الصامت مطرباً ـ بين أحبابه فقط ـ يُغني أغنيات المقاومة لأولاد الأرض، وأغنيات الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، التي تُلاقي هوى منا، نحن الشبان ـ دون العشرين ـ الذين ذبحتنا هزيمة يونيو، وأسالت دماءنا!
قلتُ لعبد الصادق:
ـ لماذا لا ترد .. أو تعلق على دعوته؟
صرخ عبد الصادق، وهو يضرب بقبضته الهواء:
ـ ماذا يهمكم أو يُغضبكمْ من قوله؟ دعوه يتكلم .. هذا المغني البائس .. الذي ليس له مستقبل.
ثم قال بصوت منخفض لا يكاد يسمعه أحد:
ـ «ليس على الأعمى حرج» .. صدق الله العظيم!
ووضع وجهه على الحائط، وأحاطه بذراعيه كمن يُحاول أن ينام، أو يُبعد صوت عبد الله الصامت عن أذنيه!
...
رأيته يُشعل سيجارة معلقةً في فمه، ودخانها يصنع حاجزاً سميكاً بيننا وبينه.
خلف الدخان رأيته يحدث نفسه بكلمات غير مفهومة، وعيناه تبرقان.
قال له زميلنا السمين خيري الجمل وهو من طلاب الانتساب في قسم التاريخ، ويكبرنا بحوالي سبعة أعوام:
ـ سيدنا الفاضل .. نمْ، ولا تُزعج نفسك بالردِّ على أقواله، فإني أراك تحتاجُ للنوم!
وأضاف في سخرية بادية:
ـ يبدو أنك لم تنم منذ عام!
لم يرد عبد الصادق، وكان فمه يمتلئ برغوة كالزبد! .. ونظر إلى عبد الله الصامت متوعداً، بينما السيجارة تسقط من يده المرتعشة.
ضحكتُ مخاطباً خيري الجمل:
ـ ما أجمل النومَ في هذا الطقس البارد! .. أنا أريد أن أنامَ أيضاً! .. ليتني أستطيع!..
قال الصامت:
ـ .. وأين المكان الذي نستطيع أن ننام فيه؟!
أدرتُ وجهي إلى الحائط ..
استغربتُ ما أبصرته من كلمات وجمل مبتورة ونابية، ورسومٍ لأسهمٍ وقلوب متقاطعة.
أدرتُ وجهي إلى زملائي، فأبصرتُ الصامتَ، وهو يبصق على الأرض، ويُغادرنا بصحبة مُرافقه الذي لا يتركه، قائلاً:
ـ إذا نام عبدُ الصادق الكذابُ .. فمن يكتب عنكم التقاريرَ إلى الجهات الأمنية؟

الرياض 19/9/2006م

ήoOήY 02-10-2008 03:49 PM

كاية كاتبة

*مشهد أول:
وقفتَ تتحدثُ مع «ناهد سليم» ـ في مدخل نادي القصة بشارع القصر العيني ـ عن محور النص وعن الحبكة فيه وجمالية السرد، بعد أن ألقت قصتها «في منتهى الشجاعة» .. ورددت هي في غبطة ما سمعته من تعليقات الجمهور عليها، وعبارات الاستحسان، ولم تشر ـ طبعاً ـ إلى القليل من النقد الذي قيل عن النص.
...
كانت عيناك محمرتين من طول التحديق فيها .. فأنت تصحو لتُطالع صورتها ـ بالألوان ـ التي نشرتها مجلة فنية منذ عامين .. ولا تنام إلا في سرادق كلمات قصص ذات الأربعة والعشرين ربيعاًً .. ولا يتحقق الذي تنتظره: أن تنبهر بكلماتك ونقدك!
تسهرُ في ضوءِ القمرِ، ترنو إلى عينيها اللتين تشبهان عيونَ البقر الوحشي كما تقول كتب الأدب القديم الذي تدرسه!
في آخر ذلكَ الليلِ، وأنت عائد إلى حجرتك التي تقيم فيها خلف ترعة الزمر .. قال صديقك المغني الضرير عبد الله الصامت، وكان قد حضر ندوتها ـ معك ـ في "نادي القصة":
ـ إن ما يعوق نص ناهد هو تكثيف الرمز الذي يعوق جمالية السرد، ويصيب محور النص في مقتل من جهة ثانية، وبعض الاضطراب المعنوي في محتوى النص.
قلتَ له وأنت تضحك:
ـ أول مرة أرى مطرباً يُمارسُ النقد الأدبي!
وضحكتما، وحمدتَ الله أن ناهد لم تسمعه، فهي لا تتحمل النقد، وإذا سمعته لن تفهم ما يريد، وربما تُقاطعُك، فقد تعوّدت ألا تفهم كلمات النقاد، منذ أن بدأت الكتابة وتركت التمثيل، وتركت مسرح «الطليعة» التجريبي!
وكانت ممثلةً فاتنةً تبشر بمستقبل مأمول!!
*مشهد ثان:
حينما رجعت «ناهد» إلى بيتها في الزمالك، أيقظت غادة ابنة شقيقتها، الطالبة في الصف الثالث الثانوي، وأخرجتها في رقة مصطنعة من تحت الغطاء .. وطلبت منها أن تحكي لها قصة الفيلم الذي قدمته درية شرف الدين الليلة في برنامج «نادي السينما»، وتكتبها في نحو صفحة ونصف .. حتى تعيد ناهد كتابتها .. أو تختار مقاطع منها لتقدمها في جلسة القراءة لندوة السرد التالية في "نادي القصة".
تحسّرت حينما قالت لها ابنة شقيقتها أنها كانت منشغلة بدرس الرياضة الجديد، وإعادة قراءته وإجابة تطبيقاته، بعد أن شرحته لها الأستاذة، وأنها نامت قبل بث البرنامج!

الرياض 14/4/1998م






رد مع اقتباس
د. حسين علي محمد
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى د. حسين علي محمد
البحث عن المزيد من المشاركات المكتوبة بواسطة د. حسين علي محمد
قديم 06/11/2007, 12:43 Pm رقم المشاركة : 3
د. حسين علي محمد
كاتب مميز

الصورة الرمزية د. حسين علي محمد





د. حسين علي محمد غير موجود حالياً
د. حسين علي محمد قد بدأ طريق التقييم


افتراضي رد: النص الكامل لمجموعة «عندما تكلم عبد الله الصامت!» لحسين علي محمد

كل العيون نحو جنات

هل هذا هو الفقر الذي ليس مدقعاً؟‏
البيوت الطينية تُناديك .. لتتأمل فيها، وفي ساكنيها؟
هل جاءوا من قرى صغيرة فقيرة مثل قريتك؟
أنت معلق في دوسيه في السماء، في الدور السادس من بيت محمد رحيم في «أبي قتاتة» ..
تُذاكر بعض أخبار الصعاليك في كتاب يوسف خليف، في شقتك الفقيرة، أو وأنت جالس بجوار ترعة الزمر، ترى الأسماك الميتة التي تلفظها الترعة، وتنتظرها القطط الجائعة!
بعض كلاب متخمة تأتي من بعيد، لا تشغل نفسها بعراك مزمن مع القطط!
باقٍ على الامتحان يومان.
وأبوك الأرمل وأختك التي تصغرك بعامين ينتظران نجاحك!
خرجتَ تتمشّى في العاشرة مساءً.
رأيت البنت الغسّالة «جنات» (ذات الستة عشر ربيعاً) التي تقيم في الدور الأرضي في منزل رحيم، والتي تأتي لك في الدور السادس مرةً كل أسبوعين لتغسل ملابسك!
الثلاثاء من كل أسبوعين، تأتي لك في حياء، وتأخذ ملابسك في الصباح قبل أن تذهب إلى الكلية، وتُعيدها لك نظيفة ناصعةً بعد المغرب!
كأنها أختك الصغيرة «ماجدولين»، فلم تنظر إليها نظرة ريبةٍ أبدا .. ولم تفكر في أنها بنت يُمكن أن تجذبك أو تُثيرك، رغم بشرتها البيضاء الناعمة وفرعها الطويل وعينيها السمراوين الجميلتين!
ها نحن في العاشرة من مساء الأحد.
إنها «جنات»!
ها هي معلقة في دوسيه في الهواء ..‏ في أول دكان على رأس الحارة، والأولاد يأكلونها دون أن يمهدوا للطبخ!
أكثر من عشرة شبان من حليقي الرءوس يتقاذفونها بينهم كالكرة، بلا رحمة!.
حارتنا في القرية البعيدة، تنام بعد صلاة العشاء. وحي «أبي قتاتة» مسكون بالسهر وابتلاع المتع الرخيصة، والنوم حتى العاشرة صباحاً ..‏ مع أنهم فلاحون مثلنا! ..
لماذا لا يخف أحد لنجدتها؟
بل لماذا لا أخف أنا لنجدتها، وأنا أقول دائماً إنها كأختي؟!.
قناديل «أبي قتاتة» لا تضيء دائماً، ولا تخبو أبداً! .. أنها نصفُ مغمضة .. نصف مفتحة .. فلماذا أرى ضوءها الأحمر يُعشي العيون هذه الليلة؟
ها أنت تراقب تدافع حليقي الرءوس حول جسدها الغض، و«جنات» تنزلق رجلاها إلى الحفرة، ونادل المقهى المُجاور يُراقب انزلاق قدميها في الحفر‏ة، ولا يمد يداً!
النادل جارها في الطابق الأول، في بيتنا نفسه!
جارها الأدنى ..
مثلك تماماً!
بل قبلك!
هل يخشى الوقوف أمام حليقي الرءوس الذين يحملون الشفرات الحادة بين أسنانهم، مستعدين دائماً للنزال وتشويه الضحية؟!
...
في صباح الاثنين رأيتها تمشي غاضة البصر، تتعثَّرُ خطواتها!.
حينما سألتها:
ـ هل ستجيئين غداً لأخذ الثياب؟
أشارت إلى جبهتها:
ـ هذا بعض ما تركته الحفرة على جبيني ليلة الأمس! .. ألم تسمع ما جرى لي؟
سألتها عما حدث كأني لا أعلم!، قالت:
كانت الموسيقا صاخبة عند البقال.
وأنا حينما أخرجُ من البيت، أترك الموسيقا الهادئة تؤنسُ وحدة أبي ..
موسيقا تحملُ أنساً للفؤاد، ومتعة للروح!
لكن موسيقا الأمس كانت تتسرب منها رائحة غريبة، ما بين رائحتي البول ويود البحر!
ناداني أبي قبل أن أخرج من البيت موصياً أن أحرسَ عذريتي، وأن أغلق بابه عليه، حتى لا يُهاجمه لص!
كانت الموسيقا عند البقال صاخبة أكثر مما ينبغي،
وكان الشباب يتحرشون بكل شيء!
وعدتُ فوجدتُ أبي مفتوح العينين غائباً عن الوعي،
ووجدتُ الدماء على ملابس أبي ..
تشي بما جرى!
الموسيقا لم تكن تنبعث في الدهليز الضيق ـ في بيتنا ـ هادئة ومريحة!
كانت قد رحلت بأبي إلى الأرض البعيدة .. البعيدة، فقد فَقَدَ وعيه، ونقلناه إلى مستشفى "أم المصريين" في الفجر.
...
سألتها:
ـ ألم ينجدك أحد من بين أيديهم؟
يبدو أنها لم ترني، فقد كان بيني وبينها شجرة جميز عتيقة.
قالت في مرارة:
ـ لم يتدخل أحد؛ حتى جاري النادل «عطوة» حينما هاجموني.
أضافت في سخرية:
ـ وحينما عدتً وجدتُ صوته عالياً في الشقة المجاورة، يردد أغنيةً يحبها!
...
كان ـ كما أخبرتتي ـ في شقته المجاورة، لحجرتها التي تقيم فيها مع أبيها، الأرمل العجوز .. والمذياع يذيع أغنية لفايزة أحمد عن الطاقية التي صنعتها بيديها، ولم يلبسها الحبيب!
ويردد وراء فايزة ما تقول، بصوته الأجش المنفر القبيح!.
ابتعدت «جنات» .. في خطا واهنة، متجهة إلى المستشفى .. .. وأمام البقالة كان صبية صعار يثرثرون عن سقوط «جنات» في الحفرة، ليلة الأمس!
هل قلتُ «ماجدولين» أختي؟!
يتحدثون بكل صفاقة ..‏ وكأنهم لم يروْها ساعتها، وهي تستنجد بطوب الأرض!
وكأنهم كانوا بعيدين، لم يمد أحدٌ إليها يداً!
وفرّت دمعة سريعة من عيني، أنا الذي رأيتُ ... وجبنتُ، والتحفتُ بالصمت!!

ήoOήY 02-10-2008 03:50 PM

القـــــرار

صمّمت «عزيزة البحيري» على أن تتزوّج ـ وهي في الثانية والأربعين ـ أول طارقٍ لبابها، أو طالب ليدها، فالزواج ـ على كل حال ـ أقل عبئاً من هموم الكتابة والتمثيل، وأخف عبئاً من وظيفة المستشار القانوني للدار الصحفية التي تعمل بها..
هي تحس أنها قد عاشت عصوراً طويلةً ـ منذ أن احترفت الكتابة، ومارست التمثيل ـ ووقتها كانت في العشرين، وطالبة في الفرقة الثالثة بكلية الحقوق.
عاشتْ أكثر من ألف عام.. منذ رحلات امرئ القيس، إلى تحولات يوسف إدريس من الطب إلى الأدب، مروراً بأشعار جرير وبشار بن برد وأحمد شوقي، ورباعيّات صلاح جاهين وغنائيات مرسي جميل عزيز وقصص محمد حافظ رجب ومحمد جبريل وعبد الرحمن منيف.
تلك القراءات أصابت روحها بالترهل، وملأت قلبها بالهموم، وصار وجهها مليئاً بالتجاعيد كوجه عجوز في السبعين!
لا تدري هل سيُقدم أحد على فعل ذلك، فطوال اثنين وأربعين عاماً لم يقل لها أحد شيئاً!
وبرقت أمام عينيها صورة خالتها التي لم تتزوّج، وماتت عن خمس وستين سنة دون أن تتزوج.
ماتت وهي تُحس أنها وحيدةٌ في الحياة فلم تأنس لصوت، ولم تحب أحداً.
إنها وحيدة، تنتظر ظل رجل .. تنتظر زيارة ابن خالتها الذي يريد منها استشارة قانونية. لم تفكر فيه من قبل. ستقول له: إنها لا تريد تمثيلاً ولا صحافةً، ولا نقداً ولا سياسة، وستترك وظيفة المستشار القانوني في الدار الصحفية التي تعمل بها. ولن تكتب قصصاً بعد اليوم، وإنما ...
وحينها سيفهم أنها تريده هو.
هو في الثامنة والأربعين، ومدير بالتربية والتعليم، ولم يتزوج أيضاً!
وضعت المجموعة القصصية المخطوطة التي تريد نشرها، في رف قريب منها!
......
لا .. لن تنتظر.. لن تقضي عمرها وحيدة.
ولن تكتب إهداء الكتاب التالي لأبيها أو لرجل آخر منتظر!
لن تكتب ثانية .. فالحياة أشد زخماً من الحياة التي تراها في القصص، أو تصطنعها في التمثيل.
وأمسكت الهاتف، تستعجل زيارة ابن خالتها!

ήoOήY 02-10-2008 03:50 PM

ظاهرة الصعلكة في الشعر الجاهلي

إعداد : محمد الدكماوي
الاثنين 18-12-206
الصعلكة ظاهرة وحركة من حركات التمرد على الواقع الحياتي والمعاشي الذي يعيش الانسان في كنفه . فالانسان لا يملك كفاف عيشه وطعامه لتدفعه الحياة لكي يواجه مخاطرها ويسيح في عرض البلاد وطولها طالباً الحصول على رزقه بكافة السبل ليبقى وهو يسعى في مناكب الارض كريماً عزيزاً لا يتذلل لأحد .

وفي الارض منأى للكريم عن الاذى وفيها لمن خاف القلى متعزل‏

ويعد شعر الصعاليك في ادبنا العربي دعوة لنبذ الواقع المحبط واخذ مال الاغنياء والموسرين وتوزيعه على اصحاب الحاجة لسد رمق معيشتهم .‏

ومن يك مثلي ذا عيال ومقتراً من المال يطرح نفسه كل مطرح‏

والصعاليك طوائف متعددة فمنهم الخليع الذي تبرأت عنه عشيرته واهدرت دمه ومنهم الغرباء ابناء السبايا الذين تنكر لهم اباؤهم ولم يعترفوا بهم ، والفقراء الذين تمردوا على الواقع نتيجة للظروف التي كانوا يعيشونها ليحترفوا الصعلكة وينضموا الى من تصعلك قبلهم فهو يدعوا للحصول على طعامه ولو ادى ذلك الى امتشاق السيف‏

ذريني اطوف في البلاد لعلني اخليك أو اغنيك عن سوء محضري‏

وفي هذا الشعر نجد رفضاً واقعياً للمعيشة المرة والفقر المحدق ونداء يطلب المساواة بين الجميع ودعوة الى رابطة اجتماعية يسودها العز والكرامة .‏

إذا المرء لم يبعث سواماً ولم يرح سوماً ولم تعطف عليه اقاربه‏

فللموت خير للفتى من حياته فقيراً ومن مولى تدب عقاربه‏

ثم يمضي الشاعر في فضاء رحب فسيح ساعياً للحصول على ما يسد به رمقه دون سؤال الناس و استجدائهم :‏

متى تطلب المال المقنع بالقنا تعش ماجداً أو تحترمك المخارم‏

ثم اننا نجد ان هناك ظاهرة اخرى في اشعارهم و هي التشرد و النأي عن الاهل و بعدهم عنهم لتثور فيهم ظاهرة الشجاعة و الغزو لاعدائهم و مهاجمتهم للقوافل التجارية :‏

مطلاً على اعدائه يزجرونه بساحتهم زجر المنيع المشهر‏

اما شعرهم فهو مليء بالواقعية الصادقة و الصور الحقيقية حيث انه المتنفس الوحيد لما كانت تضيق به الصدور و تجيش به قرائحهم و تعبر عنه خباياهم حيث تصبح و بشكل دائم دعوة لاخوانهم للانضمام اليهم:‏

و ما نلتها حتى تصعلكت حقبة و كدت لاسباب المنية اعرف‏

و شعرهم ذو مزية رتيبة عالية مصبوغة بوحدة موضوعية متناغمة لتعبر عن واقعهم و افعالهم من غزوات و سرعة و مهاجمة القوافل ونهبها‏

و حتى رأيت الجوع بالضيف ضرني إذا قمت تغشاني ظلال فاسدف‏

حتى ان بعضهم كان يطلب من زوجاته الصبر و الاناة لان الظروف والحياة القاسية هي التي دفعته الى ذلك :‏

أقيموا بني آمي صدور مطيكم فإني الى قوم سواكم لأميل‏

لعمرك ما في الارض ضيق على امرى سرى راغباً أو راهباً و هو يغفل‏

و نجده من الواضح الجلي في هذه الظاهرة الفنية الشعرية ابتعادهم عن القصيدة الطويلة .‏

يقول د. يوسف خليف: تلك هي الحياة القلقة المشغولة بالكفاح في سبيل العيش و تلك الطائفة الارستقراطية المستقرة التي فرّغت للفن تراثاً هيأته لها .‏

قبائل لا من أجل الفن و لكن من أجلها هي و هذا ما يؤكده قول الشاعر‏

تقول سليمى لا تعرضن لتلعة و ليلك عن ليل الصعاليك نائم‏

ألم تعلمي ان الصعاليك نومهم قليل إذا نام الخلي المسالم‏

و في شعرهم نجد فلسفتهم في الحياة و لذتها ، و ذلك من خلال تجاربهم اليومية .. و خاصة ظاهرة العدل الاجتماعي و نظرتهم تلك النظرة المزرية الى الفوارق الطبقية‏

ذريني للغنى اسعى فإني رأيت الناس شرهم الفقير‏

ثم انه لا يبقى ساكتاً على الظلم و القهر ليجد لنفسه متسعاً يثور من خلاله و مكاناً في الارض يبتعد به عن الذل و الاذى‏

و في الارض منأى للكريم عن الاذى و فيها لمن خاف القلى متعزل‏

ان شعر الصعاليك هو امتداد ذو صبغة شعرية تدل على القدرة الفنية و الاحساس المرهف الجمالي حيث تمكن الشاعر ان ينطلق من خلاله للتأسيس و التجديد ، و يمتاز بأشعاره بخاصة فنية خاصة يتفرد بها الشعر الجاهلي .

ήoOήY 02-10-2008 03:51 PM

محمد علي شمس الدين (شاعر من لبنان)

لم يكن شعر العقيدة في العصر الأموي, شعرا ذا بال من الناحية الابداعية الجمالية, إنه دون الشعر السياسي وشعر النقائص والأيام فنا وقيمة, ولكنه يشارك هذا الشعر فيما يحمله من دلالات تاريخية حول معتقدات أصحابه ورجاله ومعاركهم القي خاضوها ضد السلطة. فهو, لهذه الجهه, شعر ذو قيمة تاريخية تسجيلية نظرا لما يتناوله من أحداث ووقائع, وإن جاء ذلك على حساب المستوى الفني له,ولعل هذا السبب هو من جملة الأسباب التي أدت الى اهماله في المصادر على العموم. فضلا عن السبب الجوهري، وهو ان هذا الشعر شعر معارضة واحتجاج, وليس شعر موالاة وتزكية, فلم يتصدر المدونات التي غالبا ما كانت مدونات سلطة.

وشعر العقيدة خلال هذا العصر يقتصر على ما تركه لنا شعراء الخوارج وشعراء الشيعة والبيت العلوي والهاشميين من قصائد أو مقطعات وأراجيز، تصف أحوالهم وعقائدهم, كما تشتمل على أسماء رجا لاتهم والمعارك التي خاضوها ضد السلطة ورموزها. وهذه المعارك, هنا أيضا، في شعر الخوارج, تسمى الأيام, كيوم دولاب, ويوم سولاف, وسلى وسلبرى وخساف وكفرتوتي وقديد وسوأها. فكأنما, في هذا الشعر أيضا، كما في شعر النقائض والأيام, تستعاد التسمية الجاهلية نفسها للمعارك والوقائع. فهي أيام كر وفر واغارة وانتقام, على الرغم مما كان لهذه المعارك من بعد سياسي وديني جديد. ففي عمق الأحداث وخلفياتها، كانت ما تزال القبلية جاثمة أو فاعلة, وتتدخل في التقسيمات الاجتماعية والسياسية, كما تتدخل في العبارة.

وشعر العقيدة في العصر الأموي على العموم, شعر مقصي أو منبوذ. ولم يتم تجميعه الا حديثا، من الهوامش وثنا يا المؤلفات التاريخية والأدبية التي وجد موزعا فيها. فقد تسنى لشعر الخوارج وأدبهم ان يجمعه من مظانه الكثيرة باحثان معاصران هما: الدكتور إحسان عباس (1) والدكتور نايف معروف(2). وقد اكتفى الدكتور عباس بجمع أشعارهم وحدها، أما الدكتور معروف فقد أضاف للأشعار المجموعة والمحققة, ما وجده من خطبهم ورسائلهم في المصادر المتفرقة. والأبحاث, على كل حال, التى تتناول هذه الأشعار قليلة. ولعلها لم تبدا إلا مع نهاية الربع الأول من القرن الحالي(3).

أما شعر الشيعة, فلم ينبغ فيه, على ما وصلنا من أشعار، سوى شاعرين هما الكميت والسيد الحميري. وأشعارهما معروفة. إلا أن أشعار الشيعة لم تجمع على غرار شعر الخوارج. كما أن الأبحاث التي تتناول هذا الشعر قليله , بل نادرة (4). لذلك فبالامكان اعتبار شعر العقيدة في العصر الأموي، شعرا لم ينل ما يستحقه من عناية وبحث. وهو أمر تابع لما نال عقائدهم من تهميش وتعتيم, ولكتبهم من نبذ، كما أشار لذلك صاحب الفهرست.(5).

شعر الخوارج: مرآة عقائدهم وأيامهم:

يمكن اعتبار الخوارج, من خلال ما وصلنا من أشعارهم وخطبهم ورسائلهم, بمثابة زهاد في حال من النفرة والتوحش, وهو أمر يناسب ما اتصفوا به من خشونة العيش, ونفورهم الدائم من المجتمع, وتحاشي تنكب السلطة, على الرغم من قتالهم الشرس والمتواصل لاسقاط سلطة الحكام الأمويين. ولعل تشر ذمهم السياسي بهذا المعنى كان سلبيا , أي كانت لديهم محاولات لاسقاط الحكم, ولم يمتلكوا تصورا أو مخططا للامساك بالسلطة. فهم في هذه الناحية بمثابة زهاد في السلطة.

وتنسيب شعرهم الى الزهد، أقرب الى جوهر هذا الشعر ومحتواه. فهو شعر مشبع بالموت, بل مؤسس عليه وعلى طلابه. يقول قطري بن الفجاءة, وهو شاعر فارس من فرسانهم, مقاتل طويل النفس خرج في أيام مصعب بن الزبير في. العراق, وقاد الخوارج في فارس (6)، في قصيدة مشهورة تعتبر من أهم قصائدهم:

" أقول لها وقد طارت شعاعا

من الأبطال ويحك لا تراعي

سيبل الموت غاية كل حي

فداعية لأهل الأرض داعي"(7)

وهو في أحدى اراجيزه, يتحسر لأن الموت أخطأه, ويدعو ربه مزيدا من الزهد

الحياة:

"حتى متى تخطئني الشهادة

والموت في أعناقنا قلادة

ليس الفرار في الوغى بعادة

يا رب زدني في التقى عبادة

وفي الحياة بعدها زهادة"(8)

فالموت غاية ومطلب الخارجي، فهم باعوا الاله نفوسهم, بأن لهم الجنة. يقول قطري بن الفجاءة من قصيدة له في يوم دولاب:

"رأت فتية باعوا الاله نفوسهم

بجنات عدن عندهم ونعيم "(9)

والرغبة في الموت يصكها البهلول بن بشر الشيباني بقوله:

"من كان يكره أن يلقي منيته

فالموت أشهى الى قلبي من العسل "(10)

وتمثل أم حكيم, في أرجوزة لها، السأم من الحياة, ومن حمل رأسها بين كتفيها، والعناية بغسله ودهنه, ثم تطرح سؤالا فيه من الطرافة, بمقدار ما فيه من ضجر العيش تقول:

"أحمل رأس قد سئمت حمله

وقد مللت دهنه وغسله

ألا فتى يحمل عني ثقله"(11)

هذه الرغبة في الموت لدى الخوارج هي عامة, يستثنى منها ما ورد في شعر الطرماح بن حكيم من تلجلج بين الزهد وقطف متعة الحياة, وهذا الشغف العارم الذي نجده في شعر الطرماح, وتوهج حب الحياة في قصائده, لعله يعزى الى تعلقه بزوجه وأولاده, فهذا الحب حبب اليه الحياة بذاتها, وقد يكون ترك حمل السلاح, وعد من القعدة, تبعا لذلك (12).

ولكن ثمة خيطا لابد من الامساك به في هذه المسالة. فزهد الخوارج في العيش, وزهدهم في المتعة والسلطة, لم يكن انسحابا من ساحة الحياة انسحاب العدميين والانتحاريين, بل شكل لديهم ذلك حافزا على خوض المعارك الطاحنة والقتال المستمر, من أجل تصويب وضع سياسي أصابه الخلل في مركز السلطة, فهذا الزهد أورثهم الشجاعة ولم يورثهم الخوف أو الانسحاب. يقول الطرماح في أحدى قصائده (على الرغم من غلبة القعود عليه ).

"واني لمقتاد جوادي وقاذف

به وبنفسي اليوم احدى االمقاذف "

لذلك فإن قصر أعمار الخوارج, على قول أبي العيزار, كان بسبب اعتبارهم الموت باب الحياة, من جهة, ولرغبتهم في أن يموت الواحد منهم حتى آخر الموت. لأن الموت عينه سيميته الموت في النهاية, فكل شيء فان وموت الموت معنى سبق اليه شاعرهم عمران بن حطان في قوله

" لا يعجز الموت شيء دون خالقه

والموت فان إذا ما ناله الأجل "(14)

لقد سبق بهذا المعنى المبتكر المتنبي، الذي يورد في أحدى قصائده موت الموت, وذعر الذعر، كما سبق له الشاعر الانجليزي Donne, حين صرخ: "أيها الموت, إنك ميت لا محالة ». "death, Thou Shalt Die' »

والموت المرتجى للخارجي ليس في كل حال, موت الفراش أو موت القعدة, بل هو الموت الملحمي, وهو ما منحهم الشجاعة في الحروب. ولعل ثمة صورة تلج على الكثير من اشعارهم, هي صورة قبر الخارجي على أنه بطن الطير أو النسر. يقول عمران بن حطان:

"أكرم بقوم بطون الطير قبرهم "

ويقول الطرماح: «ويصبح قبري بطن نسر مقيله "(17)

فمقولة الموت, مقولة أساسية في شعر الخوارج, وهي سدي ولحمة الكثير من هذه الأشعار, وتحمل دلالة من دلالاتهم الاعتقادية. كما تحمل دلالة أخرى على شجاعتهم في القتال والمواجهة.

يضاف الى ذلك, هذا الجمع الفذ بين حدي الزهد من جهة والشجاعة الملحمية في الحرب من جهة وقد سبقهم الى هذا الجمع خصمهم الأول الامام علي بن أبي طالب, فهو زاهد مقاتل, وهي من المفارقات التي تستدعي الانتباه. لذلك كان رأي علي فيهم متوازنا, على الرغم من أنهم الد أعدائه. فقد اعتبرهم فئة طلبت الحق فأخطأته, وهم يختلفون بنظره, عن فئة أخرى طلبت الباطل فوقعت عليه لذلك نصح أصحابه الا يحاربوا الخوارج من بعده أبدا.

وقد اشتهر من بينهم في الزهد والعبادة عدد كبير. من بينهم عروة بن حدير أحد بنى ربيعة بن حنظلة. وكان كثير العبادة جريئا في الحق. كفر زيادا في وجهه فأمر به فصلب ( 18)ومنهم صالح بن مسرح, كان ناسكا، لكنه لم يدع للقعود، بل خرج بنفسه بعد اتفاق بينه وبين شبيب, عاد فانفصل عنه وله في نفوس الخوارج مقام كبير ومنهم مرداس بن أدية, وهو يعتبر من قيادييهم الفرسان الأكثر تقي واستقامة, وأدى مقتله عام61هـ، الى فزع في قلوبهم وحزن كبير عليه, انعكس في أشعارهم(19 ). وأشعارهم تعكس هذه الناحية التعبدية فيهم يقول عمرو القنا بن عميرة العنبري, واصفا أصحابه منهم:

"معي كل أواه برى الصوم جسمه

ففي الوجه منه نهكة وشحوب (20)

ويقول قيس بن الأصم الضبي:

"صلى الاله على قوم شهدتهم

كانوا إذا ذكروا أو ذكروا شهقوا"(21)

أما السمة الثالثة من سمات شعر الخوارج, وهي سمة ذات قيمة تسجيلية وتاريخية, تسمح لنا باعتبار الكثير من اشعارهم بمثابة وثائق تاريخية دالة على حروبهم وأحوالهم, فهي تسجيلهم لهذه الأيام والمعارك في قصائدهم, وذكرهم لأسماء القواد والمحاربين, ولبعض ما جرى في تلك المعارك. حتى أن بعض شعرهم يذكر لنا عدد المقاتلين من كل فريق, في المعركة. فنحن نعرف, من بيت لعيسى بن عاتك الخطي في يوم آسك, وقد انتصر فيه الخوارج على جيش أموي كبير، أن عدد الخوارج كان أر بعين, وعدد جيش العدو كان ألفين, وذلك من خلال قولة:

" أألفا مؤمن فيما زعمتم ويهزمهم بآسك أربعونا

كذبتم ليس ذاك كما زعمتم ولكن الخوارج مؤمنونا(22)

ونحن نعرف من شعرهم ما جرى في يوم دولاب, وما كان من مقتل نافع بن الأزرق الحنفي زعيم الأزارقة فيه, وما جرى في يوم سولاف (22)، حيث سجلوا نصرا على المهلب بن أبي صفرة الى يوم جيرفت, ويوم دقوقاء، وهما يومان انتصر فيهما الحجاج وشتت شملهم من بعد ذلك, ويوم قوس وهو اليوم الذي قتل فيه عبيدة بن هلال اليشكري, ويوم خساف الذي انتصر فيه الضحاك بن قيس الشيباني, ويوم كفرتوتى حيث قتل الضحاك, ويوم قديد, وهو يوم انتصار أبي حمزة الخارجي، ودخوله المدينة منتصرا (سنة 130هـ) وخطبته المشهورة فيها (24).

ولهم أبيات وقصائد في معارك سلى وسلبرى (25)، وعين الجوسق (26)، وهي بمثابة سجل لمعاركهم ووقائع أيامهم.

ولم يكن أحد من شعراء الخوارج ليحترف الشعر أو يتكسب به, على عكس ما اتصف به شعراء البيت الأموي السياسيون, فقد اتخذوا من الشعر حرفة وتكسبا. وكان الخوارج ينفرون من التكسب بالشعر، ويعتبرونه منقصة. فقد انتقد عمران بن خطان الفرزدق, حين سمعه ينشد شعره متكسبا, ونصحه بالا يطلب شيئا إلا من رب العباد وأبياته في ذلك مشهورة, وهي:

"أيها المادح العباد لتعطي إن لله ما بأيدي العباد

فاسال الله ما طلبت إليهم وارج فضل المقسم العواد

لا تقل في الجواد ما ليس فيه وتسمي البخيل باسم الجواد "(27)

وهذا الشعر يتمتع بخصائص تكاد تكون متشابهة, فهو "يقدس الانسان الخارجي تقديسا عميقا"(28) كما يقول احسان عباس, ويعتبر العصبة الخارجية العصبة المثالية ويعكس حدتهم العقائدية في أسلوبهم الكتابي، الذي جاء متوترا، وجاءت أبياتهم وكأنها معدة لرجز المعارك. وقد استخدم كثير منهم الرجز, لهم أراجيز كثيرة في حربهم مع المهلب. منها:

"حتى متى يتبعنا المهلب

ليس لنا في الارض منه مهرب

ولا السماء...أين.أين المذهب. ؟"(29)

كما اشتهر منهم بين الخوارج نساء مقاتلات وشاعرات, منهن أم حكيم وهي التي شبب بها قطري بن الفجاءة, وقد حاربة معه, وكانت "جميلة " الوجه, شجاعة, متمسكة

بعقيدتها. ولها مقام كبير في نفوس الخوارج (30).

وتذكر مريم الجعيداء, امرأة أبي حمزة. قالت مرتجزة وهي تقاتل:

"من سال عن اسمي فاسمي مريم

بعت سواري بسيف مخذم "(31)

وهذه الأشعار وسراها تظهرهم وكانهم يقولون الشعر بلسان واحد (32).

وهي أشعار تنطوي بمجملها على ضعف فني وبلاغي بين. فهي لهذه الناحية لا تستحق الاهتمام من مؤرخي الأدب, ولكنها تنطوي على قيمة تسجيلية كما سبقت الاشارة. وذلك لشدة تطابقها مع حياة الخوارج. وفي هذه النقطة بالذات, يكمن "سر قوة الشعر الخارجي وضعفه في آن » (33). وهو مأزق كل شعر ملتزم على العموم. إن ذلك لا يعني أن جميع ما وصلنا من شعر الخوارج, مشمول بحكم واحد. فإن الثلاثة الكبار من بينهم, وهم عمران بن حطان (34) والطرماح بن حكيم (35), وقطري بن الفجاءة (36)، يمتازون بخصائص إبداعيه عالية، سيما الطرماح من بينهم, حيث يعده اخباريو الأدب, خاصة علماء اللغة منهم, كأبى عبيدة والأصمعي, في الطبقة الأولى من الشعراء (37). ومعظم شعر الطرماح في العصبيه القحطانيه (38). كان له اهتمام بالغريب من اللغة, حتى قيل إن ابن الاعرابي عجز عن تفسير ثماني عشرة مسألة من غريب شعره (39). ولعله أخذ ذلك عن رؤبة بن العجاج (40). يقول في أصحابه الشراة:

"لله در الشراة.فهم إنهم إذا الكرى مال بالطلى أرقوا

يرجعون الحنين آونة وإن عاد ساعة بهم شهقوا

خوفا تبيت القلوب واجفة تكاد عنها الصدور تنفق

كيف أرجى الحياة بعدهم وقد مضى مؤنسي فانطلقوا"(41)

اما بنيته اللغوية فتتصف بالملحمية الموسيقية(42). وكان الأصمعي يستجيد قوله في وصف الثور:

"يبدو وتضمره البلاد كأنه سيف على شرف يسل ويغمد(43)

أما قطري بن الفجاءة فهو شاعر وفارس. ومقاتل طويل النفس, خرج في أيام مصعب في العراق, وقاد الخوارج في فارس (44)، سلمت عليه الخوارج بإمارة المؤمنين لمدة عشرين سنة. ذكر في شعره الأيام التي خاضها ضد السلطة الأموية, منها قصيدة أوردها المبرد له و الكامل, في يوم دولاب (45). كما أورد مراسلات جرت بينه وبين الحجاج (46).

ويعتبر عمران بن خطان شاعرا وخطيبا وفقيها من أهم رجالات الخوارج (47 ). كان قبل انضمامه اليهم مشتهرا بطلب العلم والحديث (48) البصرة, ثم التقى بابنه عمه جمرة وكانت على مذهبهم فأحبها وتزوجها فجذبته الى مذهبها، ولكن حبه لها ولبناته, حبب اليه الحياة, فجاء شعره قلقا, صادقا, تخترق جمود العقيدة فيه خيوط من حرارة الحياة نفسها وتناقضاتها.

وحين اشتهر أمر عمران بن حطان, طلبه الحجاج وطارده من بلد لآخر، فأقام فترة في الشام متخفيا لدى روح بن زنباع الجذامي, وانتسب الى الأزد, ثم اكتشف أمره ففر، وترك لابن زنباع, قصيدة يعتذر اليه فيها، ومنها:

"يا روح كم من أخي مثوى نزلت به قد ظن ظنك من لخم وغسان

لو كنت مستغفرا يوما لطاغية كنت اقدم في سري وإعلانى "(49)

ووصل الى الجزيرة, فنزل على زفر بن الحارث الكلابي زعيم قرقيسيا, وادعى بأنه أوزاعي, ثم حين اكتشف أمره فر من عنده وقال:

"إن التي أصبحت يعيي بها زفر أعيت عياء على روح بن زنباع"(50)

ثم ارتحل الى عمان, وكانوا يعظموا أمر أبي بلال, واستقر أخيرا في الكوفة, ونزل على قوم من الأزد لم يسألوه عن نسبه (51) وبقي هناك حتى مات (52) وشعره معرض لهذا التنقل, والقلق بين الحب والحرب, وهو شعر مشبوب العاطفة, صادق العقيدة, متين السبك حتى ليقترب فيه صاحبه من مذاهب البدو القدماء(53).

شعر الشيعة.

ما وصل الينا من شعر الشيعة في العصر الأموي, وهو قليل, وصل متسللا في ثنايا الأخبار والكتب, نظرا لما كان يحاط به هذا الشعر من حصار، وما يتحمله اصحابه من ملاحقة وتعقب. إنه شعر آت من منطقة حصار سياسي وعقائدي إذا صح التعبير, بل لعل شأنه كان شبيها بالبيانات السرية, التي يتم تداولها في الخفاء بين أهل العقيدة, إن كثيرا من القصائد, قيلت, ثم استترت في هذا العصر، لهذا السبب, وظهرت فيما بعد، في مدونات العصر العباسي التاريخية والأدبية, مع التحفظ عينه تجاه أهل البيت العلوي، من حيث أنهم شكلوا في العصرين معا، منطقة نبذ تاريخي، أو تنكيل.. فجاء شعرهم مبتسرا، ولم يصل منه سوى القليل.

فقد استترت في العصر الأموي، قصيدة قالها عوف بن عبدالله بن الأحمر الأزدي، يرثي فيها الحسين (ع ) ويذكر فيها دعوة أهل الكوفة له, ثم نقضهم للعهد من بعد ذلك, ويورد فيها ما تعارف عليه الشيعة فيما بعد، من امنية في مصاحبته يوم الطف للفوز معه بالشهادة, والتي تختصرها العبارة التالية "يا ليتنا كنا معك فنفوز فوزا عظيما»، فهو يقول في هذه القصيدة:

فيا ليتني إذ كان كنت شهدته فضاربت عنه الشائنين الأعاديا

ودافعت عنه ما استطعت مجاهدا وأعملت سيفي فيهم وسنانيا(54)

ويذكر عوف أنه شهد مع الامام علي معركة صفين, ثم يحرض على الثأر للحسين, فيقول:

"ونحن سمونا لابن هند بمحفل كرجل الدبا يزجي إليه الدواهيا

فلما التقينا بين الضرب أينا بصفين كان الأضرع المتوانيا

لبيك حسينا كلما ذر شارق وعند غسوق الليل من كان باكيا

لي الله قوما أشخصوهم وعردوا فلم ير يوم البأس منهم محاميا

ولا موفيا بالعهد إذ حمس الوغي ولا زاجرا عنه المضلين ناهيا"(55)

وكان من الطبيعي أن تستتر هذه القصيدة في العصر الأموي، كما ذكر ذلك الأمدي في خبر عن ابن الكلبي (56)، فهي بمثابة بيان خطير ضد معاوية وابنه يزيد، واعلان موقف سياسي مؤيد لعلي وابنه الحسين.

ولم يصلنا من عوف بن عبدالله بن الأحمر الأزدي شعر كثير. إنما هي قطع تتسرب تسربا من مناطق الحصار. وقل الأمر عينه بالنسبة لشعراء آخرين أعلنوا ولاءهم للبيت العلوي. واللافت أن من بينهم اثنين يعودان بنسبهما الى البيت الأموي بالذات, ويرجعان الى عبد شمس بن عبد مناف. إلا أنهما كانا علويي الولاء، وهما العبلي (57) وعبدالرحمن بن الحكم. ولكليهما اشعار قليلة في مديح آل البيت, والتحسر على الحسين بن علي يروي أن عبدالرحمن بن الحكم كان موجودا في بلاط يزيد، حين ورود رأس الحسين عليه. ووضعه أمامه في طشت. فبكى عبدالرحمن من هذا المشهد، فنهره يزيد (58). واليه ينسب بيت الشعر التالي:

»سمية أمسى نسو عدد الحصى وبنت رسول الله ليس لها نسل "

وقال حين ادعى معاوية زيادا ومنحه نسبه:

"ألا أبلغ معاوية بن حرب مغلغلة من الرجل الهجان

أتغضب أن يقال أبوك عف وترضى أن يقال أبوك زان

فاشهد أن رحمك من زياد كرحم الفيل من ولد الأتان

وأشهد أنها ولدت زيادا وصخر من سمية غير دان "(59)

وتنسب هذه الأبيات في الوقت نفسه الى ابن مفرغ الحميري، وذلك بتغيير كلمة, في نهاية البيت الأول, وهي «الهجان " ومعناها ذو الحسب, لتصبح «اليماني» فتنسجم مع نسب ابن مفرغ, وهو من قبيلة حمير اليمانية. ويرى الأصفهاني أن نسبتها لابن مفرغ خطأ (60). ومهما كان لهذه الأخبار عن عبدالرحمن بن الحكم من نصيب في صحة الرواية التاريخية, فهي وان لم تكشف ولاء علويا صريحا, فإنها على الأقل, تكشف طرقا مما كان يدور في البيت الأموي نفسه من خصومة. لكن أهم شاعرين شيعيين عاشا في العصر الأموي، هما الكميت بن زيد الأسدي والسيد الحميري.

والكميت شاعر من بني سعد بن ثعلبة, يصفه الأصفهاني بأنه «شاعر مقدم عالم بلغات العرب خبير بأيامها، من شعراء مصر والسنتها والمتعصبين على القحطانية, العلماء بالمثالب والأيام (61). ولد أيام مقتل الحسين بن علي (ع ) سنة (60هـ) ومات سنة ست وعشرين ومائة في خلافة مروان بن محمد الجعدي (62)، فيكون بذلك قد عايش أكثر خلفاء بني أمية, وشهد ابرز الحوادث في عصرهم.

والكميت بن زيد شاعر غزير (63)، يذكر الأصفهانى أنه ترك حين مات خمسة آلاف ومائتين وتسعة وثمانين بيتا (64)، أشهرها قصائده المعروفه «بالهاشميات » (65)، وهي من افضل شعره.

وهو لا يخفي خوفه من بني أمية, وخشيته من سيفهم أو من قطع الرزق عنه ولكنه يهجوهم على الرغم من ذلك ويمتدح بني هاشم إذ يقول:

" فقل بني أمية حيث حلوا وان خفت الهند والقطيعا

أجاع الله من أشبعتموه وأشبع من بجودكم أجيعا

بمرضى السياسة هاشمي يكون حيا لأمته ربيعا"(66)

والهاشميات سجل مديح وهجاء. وقد اخذت طريقها الى الشهرة في العصر الأموي بالذات, على الرغم من الحصار المضروب على هذا النوع من الشعر. يروي بأن الكميت أسمع الفرزدق قصيدته البائية المشهورة ومطلعها:

"طربت وما شوقا الى البيض اطرب

ولالعبا مني وذو الشيب يلعب "(67)

وفيها بيته ذائع الصيت:

بني هاشم رهط النبي فإنني بهم ولهم أرضى مرارا وأغضب

فقال له الفرزدق ؛ «يا ابن أخي أذع ثم أذع فأنت والله اشعر من مضى وأشعر من بقي"(68).

وهي قصيدة من اهم ما قال الكميت, نجد فيها إعلانه لحب آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، رهط النبي، الذين يرضى لرضاهم ويغضب لغضبهم, على ما يقول, وهو يشير الى انه يذم في هذا الحب, ويطارد، ويرمي بالعداوة ويؤذي ويؤنب. والقصيدة من هذا الباب, وثيقة ناطقة بمعاناة البيت العلوي وأنصاره في ايام بني أمية, وهو ما تذكره لنا المصادر التاريخية, على كل حال يصوره الكميت لنا شعرا.

هذا على انه يروى عنه مديح لبني امية في القصيدة التي يقول فيها:

"فالآن صرت الى أمية والأمور الى مصاير"(69 (

ولعل ذلك كان منه تقية وخوفا, بعد أن حبسه خالد بن عبدالله القسري في الكوفة, فتشفعت له زوجته «حبى» لدى مسلمة بن هشام بن عبدا لملك, الذي طلب من ابيه الخليفة أن يصفح عنه, ففعل وأمر باخراجه من السجن, وكتب الى خالد بأمانه وأمان أهل بيته, وأعطاه عطاء جزيلا.

وقد عاتبه فيما بعد أبو جعفر فحمد بن علي في ذلك, فاجابه أنه لم يقصد به إلا الدنيا, وأنه يعرف فضلهم, فعذره الامام بذلك, باعتباره من باب التقية (70). ولاقى الكميت حتفه سنة126هـ على يد جند خالد القسري, يوم خرجت الجعفرية على خالد، فهو يكون بذلك قد دفع حياته ثمنا لولائه العلوي. وهناك من يرى أنه قتل على يد جند يوسف بن عمر, تكوه حين انشد يوسف مديحا له معرضا بخالد، وكان جند يوسف يتعصبون لخالد، فنهضوا به فقتلوه(71).

أما السيد الحميري (72) وهو لقبه, فهو شاعر من شعراء الشيعة, المنبوذين, مات ذكره, على ما يروي الاصفهاني وانتبذ شعره لما كان له من موقف معاد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه (73). وكان أبواه من الخوارج. وكانوا يقيمون في البصرة, حيث ولد السيد عام 105هـ(74) ويشتمان علي بن أبى طالب أمامه. يقول: «طالما سب أمير المؤمنين في هذه الغرفة » (75) وهو لذلك هجا والديه حيث يقول:

" لعن الله والدي جميعا ثم أصلاهما عذاب الجحيم"(76)

وحين سئل من أين أتى اليه التشيع, على الرغم من بيئته الخارجيه, قال: «غاصت علي الرحمة غوصا"(77).

وهو يفتخر بأحواله اليمنيين. وولائه العلوي. نقل عنه الجاحظ قوله:

إني امرؤ حميري غير مؤتثسب جدي رعين وأخوالي ذوويزن

تم الولاء الذي ارجو النجاة به يوم القيامة للهادي أبي الحسن(78) ودفع السيد الحميري ثمن هذا الولاء. فقد حبسه عبيد الله بن زياد وعذبه, وذلك حين هجا زيادا وبنيه, ولكن معاوية أطلق سراحه(79).

وقد كان, على ما يروى عنه من الشيعة الكيسانية. وهما الذين يدينون بالولاء لمحمد بن الحنفية. يعتقدون أنه لم يمت, بل هو غائب مقيم في جبل رضوى، أسد عن يمينه ونمر عن شماله, وبين يديه عسل وماء. وقد ترجم السيد الحميري هذا الاعتقاد بأبيات شعيرة منسوبة اليه وهي:

ألا إن الأئمة من قريش ولاة الحق أربعة سواء

علي والثلاثة من بنيه هم الأسباط ليس بهم خفاء

فسبط سبط إيمان وبر وسبط غيبته كربلا

وسبط لا يذوق الموت حتي يقود الخيل يقامها اللواء

تغيب لا يرى فيهم زمانا برضوى عنده عسل وماء(80)

وقد نسبها الأصفهاني له في موقع, ولكثير عزة في موقع اخر(81), من دون أن ينتبه لهذا التناقض. والأخباريون يخلطون أحيانا بين أشعار ومواقف السيد الحميري وأشعار ومواقف كثير، نظرا لتشيع الاثنين, وكيسانيتهما معا. وقيل إن السيد الحميري تراجع عن كيسانيته فيما بعد وتولى جعفر بن محمد الصادق. وقال في ذلك قصائد تسمى الجعفريات وهي قصائد هزيلة تختلف عن السياق المتين الذي عرف به شعر السيد. مما يضع دائرة من الشك حول نسبتها اليه. وهو ما يتفق مع رأي راويته المسمى «ابن الساحر». فهو ينفي الجعفريات عنه, ويعتبرها منحولة, قيلت بعده(82).

وشعر السيد مرآة لعقيدته فهو من الشعراء القلائل الذين جاهروا بحب علي بن أبي طالب, وآل البيت فوصفه بالبر والتقى، حيث يقول:

أقسم بالله وآلائه والمرء عما قال مسؤول

أن علي بن أبي طالب على التقى والبر مجبول(83)

كما رثى الحسين بن علي بقصيدة باكية لا يزال الشيعة يرددونها حتى اليوم في مجالس العزاء. وهي:

أمرر على جدث الحسين فقل لأعظمه الزكية

أأعظما لا زلت من وطفاء ساكبة روية

وإذا مررت بقبره فأطل به وقف المطية

وابك المطهر للمطهر والمطهرة النقية

كبكاء معولة أتت يوما لواحدها المنية(84)

وقد استنشده إياها جعفر بن محمد حتى انحدرت دموعه على خديه, وعلا الصراخ من أهل داره (85).

وهناك شاعران يقتض التوقف عند ما نسب اليهما من تشيع, هما الفرزدق وكثير. فالمصادر التاريخية والأدبية تذكر أنهما كانا علويي الولاء. لكن هذه المصادر لا تخلو من تناقض.فكثير، الذي يصفه الأصفهانى «بغلوه في التشيع »(86)، اشتهر بأنه " شاعر بنى مروان » (87) وقد اختص بعبدالملك بن مروان, وله في مدحه قصائد مشهورة (88). ويروى أن عبدا لملك كان يخرج شعر كثير الى مؤدب أولاده مختوما يرويهم إياه ويرده(89). وقدم على يزيد بن عبدا لملك فامتدحه بقصائد مشهورة. ومع ذلك, يعده الأشعري في مقالات الاسلاميين, من الشيعة الكيسانية, فرع الكوبية منهم, وهم أتباع أبي كرب الضرير (91). وينسب له الأبيات انفه الذكر:

"ألا إن الأئمة من قريش.. الخ"

وتذكر المصادر له أبياتا أخرى تدل على ولاشه لآل البيت.

منها:

يامن الطير والحمام ولا يامن آل الرسول عند المقام

رحمة الله والسلام عليهم كلما قام قائم الاسلام(92)

ولا شك في أن كثير كان علوي الولاء، لكنه لم ينخرط في حزب سياسي, ويرهف شعره في خدمة العقيدة, علي غرار شعراء الخوارج, ولم يمنع ولاؤه المعلوي، عبدا لملك بن مروان ويزيد بن عبدا لملك من استمالته واكرامه, فقال فيهما القصائد الجياد، ولعل ذلك لم يكن بدافع من التكسب وحده, بل بنتيجة موقف سياسي مهادن لعبدا لملك, وهو موقف عرف به عي بن الحسين (زين العابدين ) ومحمد بن الحنفية, لا من باب الولاء، بل من باب المفاضلة. فقد اضطرهما عبدالله بن ا لزبير لهذا بالموقف, حين اذاهما أشد الاذى، وأظهر لهما أكبر العداوة, حتى أنه هددهما بالحرق بالنار، إن لم يعلنا مبايعته بالخلافة.

وكان موقف الفرزدق شبيها بموقف كثير، من حيث ولاشه العلوي، ومديحه لخلفاء بني أمية. فهذا الولاء لم يمنعهم من تكريمه, وذلك لجلالته في أعينهم ولطف محله في أنفسهم (93)، على ما يقول الأصفهاني.

شعر الصعاليك

(هوامش الدولة والمجتمع)

عاشت على هامش المجتمع الأموى فئة من الخلعاء والفتاك الصعاليك الشعراء، حملت لنا أشعارهم (94) صورة حيه عن الحياة الوعرة التي عاشوها في الفيافي والقفار بعيدا عن المجتمع وعلى خوف دائم من الحاكم. وهي أشعار تحصل نبرة احتجاج رائعة, وشديدة الصدق, ضد السلطة السياسية والمجتمع المدني معا. وهؤلاء الصعاليك لم يكونوا لصوصا وخراب إبل دائما, عل الرغم من قيامهم بذلك في كثير من الأحيان, بل وجدت لديهم نوازع نحو تحقيق العدالة الاجتماعية, واعادة توزيع الثروة, من خلال الاغارة على اموال الأغنياء والتجار، وابلهم, وتوزيعها من بعد ذلك على الفقراء, وهي سمة وسمتهم بصفة الفروسية, والفتوة وأبعدتهم عن أن يعتبروا مجرد لصوص وجماعة سلب ونهب واغارة. ولعله كان هناك نظام للصعلكة والفتوة, وصل الى الاسلام, من أيام الجاهلية. فقد عرف صعاليك فتيان, اتصفوا بالنجدة, وساعدوا الضعفاء والفقراء, وأبرزهم في الجاهلية عروة بن الورد، الشاعر المعروف وصاحب المعلقة. وكان يسمى «عروة الصعاليك "«لجمعه اياهم وقيامه بأمرهم إذا اخفقوا في غزواتهم »(95) . وهؤلاء الضعفاء من القبائل, كانوا عاجزين عن العيش في مجتمع قاس قائم على الاغارة والسلب, ومؤسس على القوة. وكانوا امام قدرهم الصحراوي هذا، بين مسيرين: إما الموت المحتم جوعا وعجزا، أو تكفل صعاليك ذوي نجدة ومروءة, كعروة بإطعامهم واغاثتهم بالاغارة والغزو. فقد كان على ما ينقل الاصفهاني, يجمع الناس من المرضى والشيوخ والضعفاء من قبيلته, في ايام الشدة, ويصنع لهم حظائر يؤويهم فيها، ويخرج بمن يبرا من مرضه أو يقوى، فيغير بهم ويقسم بينهم ما يغنمون من غنائم, ثم يعيدهم الى أهلهم (96).

والى هذه القسمة أو الشركة, يشير في معلقته حيث يقول:

وإني امرؤ عافي إنائي شركة وأنت امرؤ عافي إنائك واحد(97)

"أفرق جسمي في جسوم كثيرة "

وكان أهم حلف عرف في الجاهلية, لنصفة المظلومين, الحلف الذي عرف بحلف الفضول تداعت له قبائل من قريش, فاجتمعوا في دار عبدالله بن

جدعان لشرفه وسنه, وتعاهد كل من بني هاشم وبني المطلب وأسد بن عبدا لعزي وزمرة بن كلاب وتيم بن مرة وتعاقدوا على الا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم ممن دخلوها من سائر الناس الا قاموا معه وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول » (98) وقد شهده الرسول صلي الله عليه وسلم وامتدحه بقوله: "لو ادعى به في الاسلام لأجبت » (99).

ويرى أحمد أمين أنه لولا هذا النوع من الصعاليك, «لما كان حلف الفضول..» (100 )إلا ان في هذا الرأي مبالغه لا ريب فيها فحلف الفضول جاء استجابة لحاجة تنظيمية قديمة في المجتمع الجاهل في مكة فقد سبقته أحلاف أخرى بين القبائل, يذكر منها (101),فجاء حلف الفضول تتويجا لهذه الأحلاف.

إلا أن الصعلكة, كحالة من الحالات الشاذة والهامشية, اتصفت بها مجموعة من الناس في المجتمع الجاهلي القبلي, توارت نسبيا مع قدوم الاسلام, وحركته القتالية من خلال الفتوح, ومن خلال نظامه الاجتماعي والاقتصادي الذي انصف الفئات الفقيرة في المجتمع.

وقد سعى الرسول صلي الله عليه وسلم الى انصاف جماعة كانوا في جبل تهامة, يغتصبون المدرة وهم من كنانة ومزينة والحكم والقارة ومن تبعهم من العبيد. وقد وفد منهم وفد على رسول الله صلي الله عليه وسلم فكتب لهم كتابا جاء فيه.

بسم الله الرحمن الرحيم

"هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لعباد الله العتقاء:

إنهم إن آمنوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة, فعبدهم حر، ومولاهم محمد ومن كان منهم من قبيلة لم يرد اليها, وما كان فيهم من دم أصابوه, أو مال أخذوه فهو لهم, وما كان لهم من دين في الناس رد اليهم, ولا ظلم عليهم, ولا عدوان. وإن لهم على ذلك ذمة الله وذمه محمد، والسلام عليكم "(102).

فالإسلام من خلال هذا الكتاب - الوثيقة, حررهم بشرط إقامة الصلاة وايتاء الزكاة, كما أنه سوى ما سبق هذا العهد من أوضاع شاذة: فلا يرد من لاذ بهم من قبيلة اخري، الى قبيلته, لكيلا يتعرض للانتقام, ولا يطالبون هم بما كانوا اصابوه من مال أو دم أي لا يردون مالا ولا يطالبون بثأر أو دية, ويبقى لهم ما في ذمة الناس من دين فيرد اليهم.

وهو من أعظم العهود انصافا لهذه الفئة من شذاذ المجتمع, لقد أدرجهم الرسول الأعظم في المجتمع الاسلامي ادراجا كليا بلا محاذير أو ذيول أو تحفظات فتحول عدد كبير منهم مع الاسلام نحو الفتوح أو التفقه في الدين, ومنهم سارية بن زنيم الدائلي الكناني، وأبو ذر الغفاري جندب بن جنادة, فقد كان من صعاليك الجاهلية, يقطع الطريق ويغير على النوق عند الفجر (103)، فهداه الاسلام الى سواء السبيل, ولعل صلابته في الحق, وقسوته في فضح الانحراف الذي حصل في المجتمع في أواخر عهد عثمان وأيام معاوية, مستمدة من طبائعه التي اتصف بها أيام صعلكة الجاهلية, إلا أنه وضعها لاحقا في خدمة الاسلام وعانى هؤلاء الصعاليك المتدرجون في الاسلام, خلال الفتوح والجهاد معاناة كبيرة. ولقي عدد كبير منهم مصرعه في ساحة القتال(104).

ومع مجيء العصر الأموي، حصل تغير في المجتمع البدوي الذي حاول الرسول صلي الله عليه وسلم أن يحل مشاكل الصعاليك فيه, بإدراجهم في حالة الاسلام, كما سبقت الاشارة. فقد أهمل الأمويون سكان البادية على العموم, مما أوقعهم في الفقر والحاجة وأعاد بعضهم الى أعمال اللصوصية والسلب.

وكانت الدولة في أيام معاوية, قد غضبت على قبائل نجد، بسبب انحياز هذه القبائل الى علي, كما غضب عليهم عبدا لملك بن مروان, لأن ولاءهم كان في أيامه مع عبدالله بن الزبير, أو مع الخوارج, فنكل بهم ولاته تبعا لذلك (105)، فعادت الصعلكة للبوادي، واشتهرت قبائل بعينها بذلك, كانت من القبائل الفقيرة, منها قبيلة «تميم ", فقد ظهر منها عدد من الصعاليك واللصوص, أشهرهم وأهمهم مالك بن الريب المازني التميمي, الذي كانت تلوذ به عصابة فتاك, منهم أبوحردبة, وشطاط الضبي وغويث, أو غيوث, وكانوا يعيشون في منطقة القسيم في نجد، فتشتتت معه هذه العصابة غربا نحو اليمامة, منتقلة من منطقة نفوذ زياد بن أبيه الى منطقة نفوذ مروان بن الحكم, الذي كان واليا على الحجاز في أيام معاوية, وبقي مشردا في الصحراء, وولاة بني أمية يلاحقونه, حتى القي عليه القبض مع أبي حردبة وكان ذلك على يد رجل من الأنصار, ساقهما الى الحارث بن خاطب الجمحي، وهو عامل مروان على بني عمرو بن حنظلة التميميين. لكن مالكا غافل الأنصاري وغلامه واستل سيف الغلام و قتله به, وارتد الى الانصاري وقتله, وفك أسر رفيقه أبي حردبة وفرا معا نحو الاحساء (106) وفي ذلك يقول: أحق علي اسلطان: أما الذي له فيعطي وأما ما يراد فيمنع(107)

ولعل عصابة مالك كانت معروفة بذكرها أحد الرجاز بقوله:

"الله نجاك من القصيم وبطن فلج وبني تميم

ومن أبي حردبة الأثيم ومالك وسيفه المسموم

ومن شظاظ الأحمر الزنيم ومن غويث فاتح العكوم"(108)

وهي أبيات تدل على افراد هذه العصابة بأسمائهم, وتدل على المكان الذي كانوا يقطعون فيه الطريق,كما تدل على ما اتصف به بنو تميم خاصة, من لصوصية وصعلكة. ويعتبر مالك بن الريب (109) أشهر الشعراء الفتاك في العصر الأموي. هرب من الحجاج بن يوسف لأنه قال فيه أبياتا هجاه فيها، وعيره بأنه لولا بنو مروان, كان سيبقى عبدا من عبيد إياد, يعلم الصبيان في القرى (110).

وتشرده الطويل في الصحراء جعله ماثلا أمام كائناتها ووحوشها. يصف هذه الكائنات ويصارعها. ومعايشته للذئاب لم تجعله أليفا لها، على غرار القتال الكلابي، بل أدخله معها في صراع الموت

يصف معركة له مع الذئب فيقول:

أذئب الغضا قد صرت للناس ضحكة

تفادى بك الركبان شرقا الى غراب

(.......)

زجرتك مرات فلما غلبتني

ولم تنزجر نهنهت غربك بالضرب(111)

لكن هذا التشرد حرك في نفسه الحنين الى أهله وأولاده. فنجد في شعره عاطفة مشبوهة. نحو زوجه وابنته يقول في ساعة الوداع:

ولقد قلت لابنتي وهي تبكي بدخيل الهموم قلبا كئيبا

أسكتي قد حززت بالدمع قلبي طالما حز دمعكن القلوبا (112)ولعل هذه العاطفة والحنين الى الاستقرار بعد طول تشرد في الصحراء, مالا به نحو ما يشبه النسك أو الزهد. فأمنه بشر بن مروان, وخرج الى خراسان, فغزا مع سعيد بن العاص) أو سعيد بن عثمان بن عفان )(113)، ومات في تلك البلاد بعيدا عن أهله, عليلا أو ملدوغا، وكتب في موته أجمل ما كتبه من شعر: قصيدته اليائية الرائعة وهي قصيدة تستحق وقفة تأمل, نظرا لما تحمله من شحنة وجدانية مؤثرة, تجعلها واحدة من أجمل المراثي العربية (114).

ήoOήY 02-10-2008 03:52 PM

التكملة









ويروى أن ابن الريب قال هذه القصيدة, بعد أن لدغته أفعى، وأحس بالسم يسري في جسده, فرثى نفسه بها قبل أن يموت وهى مسألة مشكوك فيها سيما ان ثمة من يذكر أنه رثى نفسه بهذه القصيدة, قبل موته بسنه (115). إنما بالامكان الوصول الى تحديد بعض ظروف وفاة مالك بن الريب من خلال اشارات القصيدة نفسها. فهي في البيت الخامس عشر تشير الى أن موته كان بقفرة:

صريع على أيدي الرجال بقفزة يسوون قبري حيث حم قضائيا

كما تحدد القصيدة المكان, أكثر, فتذكر أن ذلك كان عند مرو

"ولما تراءت عند مرو منيتي.... "، وأن الموت حصل خلال سفر مالك مع صحبه:

يقولون لا تبعد وهم يدفنوني وأين مكان البعد إلا مكانيا

غداة غد يا لهف نفسى على غد إذا أدلجوا عني وخلفت ثاويا وهذه الاشارات في القصيدة تدل على موت مالك في قفر، خلال السفر الى مرو ولكن هل مات في علة, أم من لدغة أفعى؟ وهل يسمح الوقت الفاصل بين اللدغة والموت بقول هذه القصيدة الطويلة ؟

ويبقى أبدع ما في هذه القصيدة, هذا الحس الدرامي العنيف, الذي يصور وقوف فارس مقاتل من فرسان الصحراء, صعب القياد، شجاع في الحرب, موقفه الصعب أمام الموت.. حيث لا يجد من يبكي عليه, سوى السيف والرمح الرديني وحصانه الوحيد الذي يجر عنانه الى الماء, ولا يجد من يسقيه.

وهو كفارس في حضرة الموت, يرغب في قبر يليق به, ترسمه أطراف الأسنة:

"خذانى فجرأني ببردي إليكما فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا

وخطا بأطراف الأسنة مضجعي وردا على عيني بعض ردائيا"

ولكنه في هذه اللحظة العنيفة, من السقوط المدوي للفارس في قبضة الموت, تتفجر في ذاته كل عاطفة الحياة, والمكان, والأهل, وهو يبدأ من هنا، من هذا الحنين لرمل الفضاء ولأهله:

" ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا

فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه وليت الغضا ماشي الركاب لياليا

قد كان في أهل الغضا لو دنا الغضاء مزار ولكن الغضا ليس دانيا"(116)

واذا كان مالك بن الريب, وهو من بني تميم, ودع حياة الصعلكة, بعد طول تشرد، وانتهى للخروج مع جيش الفتح الى خراسان, فإن سواه من صعاليك بني تميم, لم يسلكوا مسلكه. فقد بقوا لصوصا وطفارا يتعرضون للقوافل ويغيرون عليها فيطاردهم السلطان. من بينهم يذكر أبوالنشناش.، كان من

«ملاص بني تميم » (117) على ما يذكر الأصفهاني، ويعترض القوم مع جماعة من شذاذ العرب بين طريق الحجاز والشام. وقد ظفر به بعض عمال بني مروان فحبسه, وقيده مدة, ثم تمكن من الهرب, وله أبيات يذكر فيها تشرده, وذهابه في الفجاج, لأنه متروك لمصيره, ولا يتعهده الأقارب: وسائلة أين ارتحالي وسائل ومن يسأل الصعلوك أين مذاهبه

مذاهبه أن الفجاج عظيمة اذا ضن عنه النوال أقاربا(118)

وكان لأبى النشناش التميمى عصابته, وكانت للسمهري بن بشر العكلي عصابته المؤلفه من بهدل ومروان الطائيين (119).

ومن الصعاليك الخلعاء يذكر قيس بن الحدادية. ينتهي نسبه الى خزاعة بن عمرو خلعته قبيلته, وكانت قد حرضت عليه فئة منهم يقال لهم بنوقمبر، فجمع لهم قيس شذاذا من العرب وفتاكا من قومه, وأغار عليهم فقتل منهم رجلا يقال له ابن عش (120).

ومن الخلعاء يذكر ابو المطمحان القيني، وحاجز الأزدي، وأبوحردبة المازني، ووصف أبو الطمحان القيني، بانه كان خاربا صعلوك (121)، والخارب سارق الابل خاصه, ثم نقل الى غيره اتساعا، وكان أبو حردبة يغافل القافلة ويسرق البعير مع راكبه, ثم يفاوضها على رده (122).

وعد طهمان بن عمرو الكلابي من بين اللصوص. قيل إن الحرورية أسرته, فهرب راكبا ناقة من إبلهم, خاسروه ثانية, وأنزلوا به عقوبة السارق, فقطعوا يده, فقدم على عبدا لملك بن مروان, وأنشده قصيدة يسأله فيها دية يده(123).

ومن الصعاليك اللصوص جحدر بن مالك الحنفي، ويسمى جحدر بن مالك العكلي, سجنه الحجاج بالكوفة, وكان شديد البأس يقطع القافلة باليمامة فأمر الحجاج عامله أن يقبض عليه, فأرسله الى الحجاج مكبلا، وخيره الحجاج بين أن يقطع رأسه أو يصارع أسدا فارتضى الأمر الثاني وصارع الأسد وصرعه (124). وعرف من بنى عكل أيضا، الخطيم العكلي, وهو من الخلعاء الشذاذ (125). كما عرف عبيد بن ايوب العنبري, وشعره شعر نفرة وتوحش يصف نفسه بأنه من كثرة ما أخي البادية وعاش مع كائناتها, أصبح يشبه الجن, لشدة مصاحبته لها:

أخو فلوات صاحب الجن وانتحي عن الانس حتى قل تقضت وسائله

له نسب الانسى يعرف نجره وللجن منه شكله وشمائله

وله أبيات في وصف خوفه وطيرته, يغوص فيها على الذبذبات الخفية لنفس الخائف, ويظهر ما تحدثه الطيرة في نفسه من هلوسة وأخيلة:

لقد خفت حتى خلت ان ليس ناظر الى أحد غيري فكدت أطير

وليس فم إلا بسري محدث وليس يد إلا الى تشير(127)

وقد تاب عبيد بن أيوب العنبري عن اللصوصية, في أخر أيامه, وقال بعد توبته:

أشكو الى الله صبري عن رواحلهم وما ألاقي إذا مروا من الحزن

قل للصوص بني الخناء يحتسبوا بز العرق وينسوا طرفة اليمن

فرب ثوب كريم كنت آخذه من التجار بلا نقد ولا ثمن(128)

والوحشة من الانسان والمجتمع, والاستئناس بوحوش الفلوات, وجن الصحراء, أمر يلتقي عنده الصعاليك, فالأحيمر السعدي يقول, واصفا أنسه بالذئب, ووحشته من الانسان:

عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى

ولوح انسان فكدت أطير

ولعله سبق بهذا القول, الفيلسوف هوبز في نظرته الذئبية للانسان, التي عارض فيها مقولة أن "الانسان أخو الانسان » بقوله المأثور «الانسان ذئب الانسان ". وللاحيمر حجته الطريفة في تبريره للسطو على رحل التجار، وحقه في أن يكون له بعير، ما دام في يديه حبل. فمن العار عليه أن يكون في يديه حبل بلا بعير، وبعران الله في البلاد كثيرة. كما يقول:

واني ستحي من الله أن أرى أجرر ليس فيه بعير

وأن أسأل الجبس اللئيم بعيره وبعران ربي في البلاد كثير(130) وله بيت من الشعر يستبشر فيه بنهيق الحمار، ويعتبره طائر يمن, لأنه دليل على قرب القافلة. يقول:

نهق الحمار فقلت أيمن طائر إن الحمار من التجار قريب(131) ولا يستكمل وصف الصعاليك اللصوص في العصر الأموي من دون ذكر القتال الكلابي. وهو من عشائر بني كلاب في نجد.

وقعت أخباره في أيام معاوية بن أبى سفيان ولعله عاش في الدوله المروانيه وعاصر الراعي والفرزدق وجرير(132).

والقتال لص, وخارج على الدولة, بل هو خارج على المعنى الحضري نفسه, أي على المجتمع, فهو يفتخر بدمه البدوي،وبانه لم يذق «لبأ الاماء»(133) على ما يقول:

تعدو النجاء بمضر حي لم يذق لبأ الاماء غداة غب المولد

وبأنه واضح النسب:

لا. أرضع الدهر إلا ثدي واضحة لواضح الخد يحمي حوزة الجار(134)

وسبب تطوحه في البادية, ومعايشته لكائنات الصحراء ووحوشها, هو خلع قبيلته له, وتنصلها منه, بعد أن أحب ابنة عمه, وقتل أخافا الذي اعترض على هذا الحب, فأصبح طريد قبيلته, وطريد السلطان. ولعل ذلك كان في أيام مروان بن الحكم. وهو يصف أثناء تشرده صحبته لنمر في غار، كان يشاركه السكن, وتتكفل الأروى وهي الوعول بطعامهما معا يقول:

" ولي صاحب في الغارهدك صاحب هو الجون إلا أنه لا يعلل

إلا ما التقينا كان جل حديثنا صمات وطرف كالمعابل أضحل

تضمنت الأروى لنا بطعامنا كلانا له فيها نصيب ومأكل"(135)

ولم يعش القتال من دون زوج وعائلة, على الرغم من تشرده. فقد تزوج ثلاث مرات, وأنجب خمسة بنين وابنتين.وقد اكسبه تشرده صلابة وشرا. فهو صلب في «الحق والباطل » على السواء بتعبير احسان عباس (136). وسجن في المدينة لقتله ابن عمه زيادا, لكنه فر من السجن ليتابع شأنه في القتل والصعلكة.

وديوان القتال الكلابي الذي بين أيدينا، يظهر أننا أمام شاعر بدوي بمعنى نقاء الدم واللغة متشرد، معايش لوحوش الصحراء وأشباحها, إلا أنه رقيق نقي العبارة, أقرب في غزله الى العذريين, يضاف الى ذلك حلتان تضافان الى شعره, فهو شاعر أمكنة وحنين حيث يكثر ذكر منازل قومه بني عامر في أبياته وقصائده. «ولبعض أشعاره قيمة الشاهد والمثل"(137). في استعمال الغريب وغير المألوف, فهو يستعمل "حوث » بدلا من «حيث »، و«مفيد» بمعنى "مستفيد», ويجمع أمة على «أموان ». وله أبيات أو أشطر أبيات جرت مجرى المثل, كقوله «وهل يخفى على الناس النهار؟» وقوله «إن العروق إذا استنزعتها نزعت ".

أما الصورة الأخيرة لصعاليك العصر الأموي، ولعلها الصورة الأكثر بهاء لهؤلاء فهي صورة عبيدالله بن الحر الجعفي. ولعله كان صعلوكا سياسيا, بل خارجا على الدولة, اتبع أسلوب الاغارة على أهوال الدولة, ولم يعرف عنه أنه اعتدى على أهوال الناس.

وقد ولد هذا الصعلوك الثائر في الكوفة في بني مزجج,, وارتقى بالصعلكة الى مستوى من التنظيم, بحيث شكل جماعة مقاتلة, أو جيشا صغيرا من الصعاليك, وأخذ يغير بهم على أهوال الدولة في كثير من النواحي, ويوزع ما يغنم منها على أصحابه, وذلك في أيام عبيدالله بن زياد وولايته على العراق, كما حارب جيش المختار الثقفي وحارب مصعب بن الزبير،فسجنه فترة من الزمن ثم أخرجه من السجن, وأغواه ليستميله, بخراج "بادوريا», على أن يحارب عبدا لملك بن مروان, فرفض, وزعم أن خراجها وخراج سواها حق له, وحارب مصعبا في المدائن, ثم انتقل الى السواد وأغار على الأنبار، وانتهب ما بها من أهوال ووزعه على اصحابه. وغزا "كسكرا" وقتل عاملها وسلب ما ببيت المال وفرقه على أصحابه.

وهو يسمي أصحابه «أبناء الليل » يقول:

"ولليل أنباء وللصبح أخوة وأبناء ليلي معشري وقبيلي

إذ نطقوا لم يسمع اللغو بينهم وإن غنموا لم يفرحوا بجزيل "

وكان عبيدالله بن الحر الجعفي, قلقا في ولاء اته السياسية.عرف عنه الصلاح في شبابه, وشارك في معركة القادسية, وطالب مع معاوية بدم عثمان وحارب معه في صفين, ثم انقلب عليه وشهد أمامه بحق علي, ولكنه لم ينصر عليا أو ينضم اليه, ولم يستجب لدعوة الحسين لنصرته, ولكنه ندم بعد قتله, وتحسر على كونه لم ينصره. يقول:

"يقول أمير غادر حق غادر ألا كنت قاتلت شهيد ابن فاطمة

فيا ندمي ألا أكون نصرته ألاكل نفس لاتسدد نادمة

واني لأني لم أكن من حماته لذو حسرة ما ان تفارق لازمة "(138)

هذه هي باختصار, صورة ما ماج به العصر الأموي من نداء للصعاليك, من خلال أشعارهم وأخبارهم لقد شكلوا فئة من هوامش المجتمع تخلت عنها قبائلها او ابتعدت هي بنفسها عن هذه القبائل, نحو أعمال البوادي والقفار، فكانت طريدة القبيلة والدولة معا، وعايشة وحوش الصحراء وكائنات الفلوات واكتسبت من هذه الكائنات سماتها، من الوحشة والنفرة وحدة الصراع من أجل الحياة, كما اكتسبت ملمحا من عمق هذه البدائية ولمستها الوجودية العظيمة التي تؤاخي بين ذئب وانسان كلاهما طريد الدولة والمجتمع.

وشعر الصعاليك شعر نابض وانساني حقا، من الناحية الوجودية لكنا يشكل أيضا، وثيقة ذات قيمة تاريخية, تكشف عن جانب من جوانب انتكاس الحل الاسلامي النموذجي الذي كان قد اقترحه الرسول الأعظم, لهذه الفئة من فئات المجتمع البدوي القاسي في طبيعته, والتي انجرفت بنتيجة اللاتوازن الاجتماعي والاقتصادي الى تحقيق هذا التوازن, تارة بلصوصية وسفك دماء واغارة على التجار، وطورا بفروسية وفتوة, وحس مبكر بالعدالة واشتراكية الحياة, كما عرف عن عروة بن الورد المعروف بعروة الصعاليك.

لقد أهملت الدولة الأموية قبائل البادية الفقيرة لأنها لم تكن قبائل مقاتلة في خدمة الحاكم, بل كانت قبائل فقيرة من هوامش المجتمع البدوي وأطرافه كقبيلة بني تميم وقبيلة بني عكل وقبيلة بني سعد, تركت لتواجه قدرها وحدها بعد أن فقدت رعاية الدولة لها فكثر فيها الصعاليك واللصوص والخراب, ولعل النموذج المصفى لهؤلاء، كان مالك بن الريب,فقد اهتدى للجهاد بعد اللصوصية, بدأ مالك حياته صعلوكا ولصا, وانتهى مجاهدا, ولم يكن حال الآخرين من صعاليك بني تميم كحاله. فقد انتهوا مثلما بداوا لصوصا وقتلة في السجن أو في مجامل الصحراء.

والنموذج الصارخ على الصعلكة السياسية, تجلى في عبيدا لله بن الحر الجعني. لعله كان ثائرا أكثر مما هو صعلوك. فقد ارتقى نظام الصعلكة لديه الى حدود من التنظيم والقوة جعلته يؤلف جيشا صغيرا من هؤلاء الصعاليك, ويغير على دوائر الدولة وأهوالها، فيستولي عليها، فلم تقف جهود مصعب بن الزبير (وكان يمثل جزءا من سلطة آل الزبير في الحجاز) على مطاراته, بل عرض عليا الولاية والحكم. ويشكل عبيدالله بن الحر الجعفي, النموذج المتطور لصعلوك الجاهلية الأكبر عروة بن الورد، مع ما اقتضاه الوضع السياسي التاريخي للعصر الأموي من ملامح هذا التطور.

الهوامش

1 - عباس, إحسان, شعر الخوارج, دار الثقافة, بيروت من دون تاريخ للطبعة. إنما التمهيد مؤرخ في 25آب أغسطس 1923.

2- معروف, نايف, ديوان الخوارج (شعرهم, خطبهم, رسائلهم )، دار المسيرة, بيروت ط الم 1983.

3- أبرز الأبحاث المحدثة في شعر الخوارج, كتاب «أدب الخوارج " للدكتورة سهير قلماوي، وهي رسالة جامعية. وتناول هذا الشعر بالبحث, أحمد الشايب من خلال كتابه «الشعر السياسي في العصر الأموي، وثريا ملحس في كتابها «حزب الخوارج في ادب العصر الأموي" الذي صدر في طبعته الأولى, في بيروت عام 89عن الشركة العالمية للكتاب, كما ثمة كتاب لعلي جفال بعنوان الخوارج تاريخهم وادبهم, دار الكتب العلمية بيروت ط 1/ 1990، وقيمته متواضعة وهو تجميع لمعلومات متنافرة مأخوذة من مراجع سابقة عليه.

4- لم أجد سوى كتاب "اثر التشيع في الادب العربي " لمحمد سعيد كيلاني، دار الكتاب العربي بمصر من دون ذكر لتاريخ الطبعة, وعددها، إنما المقدمة مؤرخة في اول مايو سنة 1947.

5- ابن النديم, الفهرست ص 329.

6- بروكلمان, كاول,تاريخ الأدب العربي، ج 1ص 41وص 233.

7- عباس, إحسان, شعر الخوارج, ص 42، 43.

8- المرجع السابق ص6 4، 47.

9- المرجع نفسه ص 41، ومعروف نايف, ديوان الخوارج ص 27.

10- معروف, نايف, ديوان الخوارج ص 32.

11- عباس, إحسان, شعر الخوارج, ص 41 ومعروف نايف, ديوان الخوارج ص 27.

12- معروف, نايف, ديوان الخوارج ص 85.

13- المرجع السابق ص 14. "فثوى سريعا والرماح تنوشه إن الشراة قصيرة الأعمار".

14-عباس, إحسان, شعر الخوارج, ص 12.

15- المرجع نفسه ص 12.

16-معروف, نايف, ديوان, ص 132.

17- المرجع نفسه ص 86.

18- معروف, نايف, ديوان الخوارج ص 03 1.

19- عباس, إحسان, شعر الخوارج ص 13.12.

20- معروف, نايف, المرجع نفسه ص 147.

ا 2- المرجع نفسه ص 178.

22- عباس, إحسان, شعر الخوارج ص 14.

23- المرجع نفسه, شعر الخوارج, ص 07 1.

24- معروف, نايف, ديوان الخوارج ص 287 وما بعدها.

25- عباس, احسان, المرجع نفسه ص 06 1.

26- المرجع نفسه ص 56.

27- المبرد, الكامل, ج 1ص 362. الاصفهاني، الأغاني ج 17 ص 124

ويوردها صاحب الأغاني في موقع آخر على انها للسيد الحميري قالها في بشار (7ص 236)

28-عباس, احسان, شعر الخوارج, المقدمة ص 3.

29- المرجع السابق ص 05 ا.

30- المرجع نفسه ص 0 14.

31 - ملحس, ثريا، حزب الخوارج في ادب العصر الأموي، الشركة العالمية للكتاب, بيروت ط 1/ 1989, ص 89.

32- المرجع نفسه ص 95.

33-عباس, احسان شعر الخوارج ص 2.

34- هو عمران بن خطان السدوسي. له ترجمة في المؤتلف والمختلف للآمدي (ص 91)، وترجمة ضافية في تاريخ دمشق لابن عساكر، وترجمة في لسان الميزان لابن حجر، واخبار في الأغاني للاصفهاني. يصفه الاصفهاني بانه شاعر فصيح من شعراء الشراة ودعاتهم والمقدمين في مذهبهم (الأغاني, ج 17 ص 09 1). قار بتحقق شعره حديثا كل من د. احسان عباس في كتابه شعر الخوارج ود. نايف معروف في كتابه «ادب الخوارج ".

35- هو الطرماح بن حكيم بن الحكم بن نفر بن جحدر بن ثعلبة (الامدي، المؤتلف والمختلف ص 148).

سمي الطرماح لطول قامته, نشأ في الشام ثم انتقل الى الكوفة, ولعله انضم للخوارج هناك (عباس احسان, شعر الخوارج ص 146). وكان على مذهب الأزارقة, على ما يقول الأصفهاني في الأغاني (ج 12 ص 43) أما الجاحظ فيعده من الصفرية (البيان والتبيين ج 3ص 1691) وهو رأي ابن قتيبة الدينوري فيه, ولعله الأرجح نظرا لشعره. وقد ذكر ابن النديم في الفهرست أن الطوسي جمع شعر الطرماح فجوده (ص 224)، ونشر كرنكو ديوان الطرماح مع ديوان الطفيل الغنوي, لندن 1927. كما حققه عزة حسن ونشره في دمشق 1968 بعنوان « ديوان الطرماح الكامل بن حكيم ».

36- هو قطري بن الفجاءة, من بني مازن. عده صاحب الفهرست من الخطباء (ابن النديم, الفهرست ص 181) وذكر له الجاحظ في البيان والتبيين خطبة قالها على منبر الأزارقة (ج 2ص 63، 64، 65). ولم يجمع شعره في ديوان.

37- الاصفهاني, الأغاني ج 12ص 42.

38- ملحس, ثريا, حزب الخوارج في أدب العصر الأموي ص 118.

39- الأصفهاني, الأغاني ج 12 ص 36.

0 4- ابن قتيبة الدينوري الشعر والشعراء ص 388.

1 4 - الأصفهاني, الأغاني ج 12 ص 43. والطلى الأعناق, واحدها

طلية.

42 - ملحس, ثريا, حزب الخوارج في أدب العصر الأموي، ص 124.

43- ابن قتيبة الدينوري, الشعر والشعراء, ص 391.

44 - بروكلمان, كارل, تاريخ الأدب العربي، ج 1 ص 232.

45- المبرد، الكامل, ج 2ص 217.

46- المصدر نفسه ج 1 ص 222، 223.

47 - الجاحظ, البيان والتبيين, ج 30ص 124.

48 - الأصفهاني, الاغاني ج 17 ص 09 1.

49- المبرد، الكامل, ج 2ص 125 وما بعدها.

50- المصدر نفسه ج 2ص 127.

51 - المبرد الكامل, ج 2 ص 128، وكانت وفاته سنة 84هـ في روذميسان جانب الكوفة.

52- بروكلمان, كارل, تاريخ الأدب العربي. ج ص 233.

53- بروكلمان, المرجع نفسه, ج 1 ص 233.

54 - الآمدي, المؤتلف والمختلف, ص 277. كذلك بروكلمان, كارل, تاريخ الأدب العربي ج 1 ص 232.

55 - الأمدي، المصدر السابق ص 277.

56- المصدر نفسه ص 277.

57- كيلاني، محمد سيد، اثر التشيع في الأدب العربي، ص 120.

58- الأصفهاني, ج 13 ص 263، 264.

59 - المصدر نفسه ج 13 ص 263.

60- المصدر نفسه ج 13 ص 263.

61- المصدر السابق ج 17 ص 3.

62- المصدر نفسه ج 17 ص 42، 43.

63- قام بجمع شعر الكميت وتقديمه داود سلوم, وصدر بعنوان " شعر

الكميت بن زيد الاسدي» مكتبة الأندلس بغداد عام 1979 م

64- الأصفهاني, الأغاني, ج 17 ص 42, 43.

65- تعتبر أهم شعره, وعددها سبع قصائد (بتعريف السيوطي) منها

مخطوطات في ليدن, والمتحف البريطاني, ومنها قطع في امبروزيانا. وقد لحقت الهاشميات على حدة في أوروبا وعدد أبياتها 536 بيتا (كيلاني محمد سيد، أثر التشيع في الأدب العربي، ص 07 1)، كما طبعت ضمن مجموعة بالقاهرة, 1329 هـ ونشرها محمد شاكر الخياط 1321هـ/1331هـ كما طبعت بشرح ممد محمود الرافعي، في القاهرة سنة 1928هـ بروكلمان, كارل, تاريخ الأدب العربي،.ج 1 ص 242، 244).

66- الجاحظ, البيان والتبيين, ج 3ص 181.

67- الأصفهاني, الأغاني ج 17 - 31، وفيها يقول

طربت وما شوقا الى البيض أطرب ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب

ولكن الى أهل الفضائل والنهى وخير بني حواء والخير يطلب

الى النفر البيض الذين يحبهم الى الله مما نابني أتقرب

بني هاشم رهط النبي فإنني بهم ولهم أرضى مرارا وأغضب

حفظت لهم مني جناحي مودة الى كنف عطفاه أهل ومرحب

وكنت لهم من هؤلاء وهؤلاء محبا على أني أذم وأقصب

وأرمي وأرمي بالعداوة أهلها وأني لأوذي فيهم وأؤنب

68- المصدر نفسه ج 17 ص 1 3.

69- المصدر نفسه ج 17 ص 35.

70- الأصفهاني, الاغاني, ج 17 ص 35.

ήoOήY 02-10-2008 03:53 PM

التكملة







71- بروكلمان, كارل, تاريخ الأدب العربي، ج 1 ص242. مع تعليق من المترجم الدكتور عبد الحليم النجار بالعودة الى خزانة الأدب حول أرجحية قتل جنود يوسف بن عمر له.

72- هو اسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري، وكنيته ابو هاشم. (الأصفهاني، الأغاني ج 7ص 230).

73- المصدر نفسه ج 7ص 230.

74- المصدر نفسه ج 7ص 230.

75- المصدر نفسه ج 7ص 230.

76- كيلاني، محمد سيد، اثر التشيع في الأدب العربي، ص 120.

77- الاصفهاني, الأغاني, ج 7ص 230.

78- الجاحظ, البيان والتبيين ج 7 ص 179.

79- الأصفهاني المصدر السابق ج7 ص 179.

80- الأصفهاني المصدر السابق ج 7ص 245, 246، كذلك الأشعري، مقالات الاسلاميين ج 1ص 91.

81- المصدر نفسه ج 9ص 14، 15، (الأصفهاني).

82- المصدر نفسه ج 7ص 233.

83- المصدر نفسه ج 7ص 247.

84 - الأصفهاني, الأغاني, ج 7ص240،241

85- المصدر نفسه ج 7ص 247.

86- المصدر نفسه ج 9ص 4.

87- الآمدي,المؤتلف والمختلف ص 350.

88- ابن سلام. الجمحي، الشعر والشعراء، ص 350.

89- الأصفهاني, المصدر السابق 8ص 23.

90- ابن سلام الجمحي, المصدر السابق ص 350.

91- الأشعري مقالات الاسلاميين, ج 1 ص 91.

92- كيلاني، محمد سيد، اثر التشيع في الأدب العربي ص 115. 93- الأصفهاني, الأغاني, ج 9ص 4.

93- الأصفهاني, الأغاني, ج 9ص 4.

94- نجد شيئا من اخبارهم ونوا درهم ونتفا من أشعارهم في كتاب الحيوان للجاحظ, والبيان والتبيين له وأورد الآمدي في المؤتلف والمختلف نتفا من هذه النوادر والأشعار مع أسماء قائليها وانسابهم. ويعتبر الاصفهاني في الأغاني مصدرا أساسيا لأحوال هؤلاء وأنسابهم وأشعارهم. كذلك ديوان الحماسة للبحتري والأصمعيات وطبقات الشعراء لابن سلام الجمحي، وطبقات الشعراء لابن قتيبة الدينوري، وكان السكري قد جمع جملة من اشعار اللصوص في جملة ما جمع من أشعار (ابن النديم, الفهرست ص 117 ) الا أنه لم يصل الينا منها شيء. ولعل أول من اهتم بأشعار اللصوص وحياتهم كان لقيط بن بكير المحاربي (المتوفى سنة 190هـ) فكان أول من كتب عن الخراب (أي سارقي الابل ) واللصوص. ثم تبعه أبو عبيدة معمر بن المثنى (المتوفى سنة210هـ) الف كتابا في لصوص قريش وكان عالما بمثالب العرب وقريش، جاء بعده الجاحظ (المتوفى سنة255هـ (فألف كتابا في اللصوص. ولعل أباسعيد السكري (المتوفى سنة 275هـ) كان على اطلاع على هذه الحب حين دون ما دونه من دواوين القبائل العربية, ومن بينها كتاب " للصوص ». ولم يصل منها شي ء. الا ان الاصفهاني, كما يذكر في الأغاني، اطلع على ما لحبه السكري أو جمعه من أشعار، كان أخذها عن ابن حبيب وابن الأعرابي، او بإسناد عن ابن الكلبي منتهيا بحماد الراوية. واوصلها الأصفهاني عن هذا الطريق (الخش, سليمان, الفتح العربي الاسلامي في سيرة مالك بن الريب المازني، رياض الريس للكتب والنشر, لندن ط -/ 1994، ص 65) ولم يتسن لشعر الصعاليك من يحققه ويجمعه على غرار ما تم بالنسبة لشعر الخوارج وادبهم. لذلك تم تناوله من خلال تناول الشعر الأموي بصفة عامة, او في المراجع الاستشراقية المعروفة, كدائرة المعارف الاسلامية وتاريخ الأدب العربي لبروكلمان, ويعتبر احمد امين من اوائل من اهتموا بدراسة وضع الصعاليك من خلال كتابه الصعلكة والفتوة في الاسلام الصادر بطبعته الأولى عن دار المعارف بمصر، سلسلة اقرا 11 ابريل نيسان 1952.

95- الأصفهاني, الأغاني, ج 3ص 73.

96- المصدر نفسه ج 3ص 78، 79.

97- المصدر نفسه ج 3هى 74.

98- ابن هشام, سيرة النبي (ص ) مكتبة محمد علي صبيح واولاده بميدان الأزهر بمصر 1963 ج 1 ص 87.

99- المصدر نفسه ج 1ص 87.

100- امين, أحمد، الصعلكة والفتوة في الاسلام ص 48.

01 1- ابن هشام, المصدر السابق ج 1ص 86.

102- ابن سعد, الطبقات الكبرى، دار صادر بيروت بلا تاريخ للطبعة ج 1ص 278.

103 - ابن حجر العسقلاني، الاصابة فى تمييز الصحابة, مطبعة السعادة بمصر 1228هـ ج 4ص 63. وابن سعد، طبقات, ج 4ص 222.

104 - الأصفهاني، الأغاني ج 11 ص 278. انظر قول كثير بن غريزة النهشلي التميمي وقد شارك في فتح خراسان يرثي شهداء قبيلة تميم, وكان يكثر فيها الصعاليك:

اسقي مزن السحاب اذا استقلت مصارع فتية بالجوزجان وتبكيني نوائح معولات تركن بدار معترك الزمان

105 - الخش, سليمان, الفتح العربي الاسلامي في سيرة مالك بن الريب, ص 42. 106- الأصفهاني, الأغاني, ج 22ص 290، ا 29.

107- المصدر نفسه ج 22ص 91.

108 - المصدر نفسه ج 22ص 287، وابن قتيبة الدينوري, الشعر والشعراء ص 221. والقصيم رمل بين اليمامة والبصرة. أما العكوم, فهي جمع ومفردها محكم وهو الحبل يشد به المتاع.

109- هو مالك بن الريب بن حوط بن فرط بن حسل بن ربيعة. المازني التميمي (الأمدي، المؤتلف والمختلف, ص 364)، نقل الأصفهاني أخباره مرفوعة عن السكري (الأغاني ج 22ص 286)، ونجد شيئا من سيرته واشعار» في الشعر والشعراء لابن قتيبة الدينوري (ص 221- 222)، وفي العقد الفريد لابن عبد ربه, وجمهرة أشعار العرب لأبي زيد القرشي، وفتوح البلدان للبلاذري. اما ديوانه, فقد جمعه وحققه ونشره نوري حمودي القيسي, مع سواه, في كتاب «شعراء أمويون » عالم الكتب بيروت مكتبة النهضة بغداد, ط 1/ 1985.

110 - فلولا بنو مروان كان ابن يوسف كما كان عبدا من عبيد اياد زماما ء هو العبد المقر بذلة يراوح صبيان القرى ويغادي (ابن قتيبة, الشعر والشعراء ص 222).

111 - الأصفهاني، الأغاني ج 22ص 295.

112- المصدر نفسه ج 22ص 296.

113- يذكر الآ مدي في المؤتلف والمختلف انه خرج مع سعيد بن العاص

الى خراسان (ص 364)، اما ابن قتيبة الدينوري، في الشعر والشعراء، فيذكر أنه غزا مع سعيد بن عثمان بن عفان (ص 221)، والأرجح ما ذكر» ابن قتيبة نسبة لبيت ورد في قصيدته اليائية التي قالها عند موته, وهو «الم ترني بعت الضلالة بالهدى وأصبحت فى جيش ابن عفان غازيا؟". (القرشي, ابوزيد، جمهرة اشعارا لعرب ص 269).

114- اعتبرها أبرن يد القرشي في جمهرة أشعارا لعرب, من المراثي المختارة, لكنه يضع صاحبها في الطبقة الخامسة من الشعراء الاسلاميين,وقد اوردها في 52 بيتا (ص 269 وما بعدها)، كما وردت اجزأء منها في سائر المصادر. يذكر منها ابن قتيبة الدينوري في الشعروا لشعراء ابيات (ص 221)، ويذكر منها الأمدي، فى المؤتلف والمختلف ثلاثه ابيات (ص 364 (

115- حاشية على الآمدي، المؤتلف والمختلف, ص 364، والحاشية من الدكتور ف. كر نكو، حيث يورد ذلك نقلا عن اليزيدي في نوادره.

116- القرشي. ابوزيد, جمهرة اشعارا لعرب, ص 299 وما بعدها.

117- الأصفهاني, الأغاني ج 10 ص 171، 172

118- المصدر نفسه, ج 10، ص 171، 172.

119- مروة محمد رضا، الصعاليك في العصر الأموي، اخبارهم واشعارهم, دار الحب العلمية, بيروت, ط ا 1990، ص 90.

120- الأصفهاني,المصدر السابق ج 14 ص 145.

121- المصدر نفسه ج 13ص 3.

122- مروة محمد رضا، المرجع السابق, ص 91.

123 - بروكلمان, كاول, تاريخ الادب العربي، ج 1ص 247، 248. 124

124- المبرد، الكامل, ج ا ص 85.

125- المصدر نفسه ج 1ص 85.

126- المصدر نفسه ج 1ص 200.

127- مروة,محمد رضا، الصعاليك في العصر الأموي, ص 126.

128 - المبرد, المصدر السابق ج 1ص 34، والأمدي, المؤتلف والمختلف ص 37وص 167.

129- الآمدي, المؤتلف والمختلف, ص 36.

130- المصدر السابق 36.

131- المصدر نفسه ص 37.

132- عباس, احسان, مقدمة ديوان القتال الكلابي، حققه وقدم له بيروت 1989 /نشر وتوزيع دار الثقافة ص 15 يذكر الآ مدي انه رأى ديوان شعره (المؤتلف والمختلف ص 167) واختار ابوسعيد السكري منه مختارات, لكن هذا الديوان ضاع, وما قام به الد كتور احسان عباس حديثا، يعتبر تجميعا لديوان القتال, لا استعادة لديوانه المذكور في الأمدي.

133- الديوان ص 42.

134- الفتال الكلابي، الديوان, ص 18.

135- المصدر السابق ص 22، 33 والجون النمر. وهدك صاحبا ما أجله. والمعابل النصال الطويلة العريضة, مفردها مقبلة, اضحل أغبر فى سمرة.

136- عباس, احسان, مقدمة الديوان ص 18.

137- المرجع نفسه ص 27 وما بعدها.

138 - مروة, محمد رضا، الصعاليك في العصر الأموي، ص 98، 102، 105،112،108.

* فصل من أطروحة دكتوراة دولة في التاريخ اجيزت بامتياز فى الجامعة

اللبنانية, كلية الآداب قسم التاريخ عام 97/ بعنوان: "الحدث التاريخي في عصر بني أمية » بحث في صورته فى المصادر والمراجع وابرز دلالاته والأطروحة لم تنشر بعد.


الساعة الآن 03:26 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227