إن كنت جباناً فلا تجبّن غيرك .. فأنت بذلك ترتكب جريمتين

[محروم.كوم]

بسم الله الرحمن الرحيم

من نِعَمِ الله عز و جل الانشقاق الذي حصل في جمعية الوفاق الرسمية المرخصة عام 2005م، و ذلك بخروج رموز كبار لهم وزنهم الديني و السياسي في المعارضة البحرانية، و به -الانشقاق- تأسست جبهة معارضة ذات بعدين، البعد الأول: المهادنة / المسايرة - البعد الثاني: الممانعة.

بُعد الممانعة في المعارضة أعطى بذرة التمرد على القرارات الداخلية -التي يراها البعض حازمة بعض الشيء- أعطاها حياة، و رش عليها الماء لتكتمل دورة النمو لهذه البذرة في 2009، و تثمر ببركتها في يوم 14 فبراير من عام 2011م.


اتفقت جميع فصائل المعارضة الثورية و السياسية على ضرورة تبني الخيار السلمي لثورة 14 فبراير، لما لهذا المنهج من جذور متينة و رصينة تجعله يتمتع بالشرعية الفقهية و السياسية والقانونية و الاجتماعية و الثقافية و حتى النفسية.

ضُرب مركز تجمّع الشعب –ميادن الشهداء- مرتين، يفرق الزمن بين الأولى و الثانية أقل من شهر، فكانت الانتهاكات الجسيمة لكل النواميس الإلهية، و بدا اللغط الفكري حول هذا المنهج -السلمية- وجدوائية الاستمرار عليه في ظل هذه الانتهاكات الصارخة و التي يندى لها جبين العزة و الشرف و الكرامة.

فطبيعة الوداعة و المهادنة و المسايرة التي سلكها جمع من فصائل المعارضة بعد تسجيلهم في قانون الجمعيات الظالم المخزي، جعلت قطاع واسع و لأسباب نفسية يرتكز على ليس أوهام و أفكار بعيدة كل البُعد عن المنهج السلمي الإسلامي الأصيل، و الذي سار عليه سيد الشهداء (ع) في معركة الطف عام 61 هجرية.

ثورة الإمام الحسين (ع) أسمى مثال على السلمية الإسلامية القرآنية المعصومة، فهو:

1. نصح و أرشد
2. لم يبدأ بقتال
3. دافع عن حرمه و عياله

حتى استشهد عليه السلام هو و أهل بيته و صحبه (سلام الله عليهم أجمعين).


التذرّع بالالتزام بالصمت حيال الاعتداءات المتكررة على الأعراض يعتبر (دياثة) و أعوذ بالله أن يكون أحدا –مهما اختلفنا معه- يرضى بأن تكون له هذه الصفة الشنيعة و البعيدة عن أصالة الإسلام المحمدي.

لا نعلم بوجود حِيَلٍ شرعية تجيز لدعاة السلمية غير الإسلامية السكوت على هتك الأعراض و سرقة الأموال و قتل الأنفس و هدم بيوت الله، و من يملكها فليطرحها هنا، لا للمناقشة و لكن فقط للإطلاع، ليعلم الجميع من يدعو للسكوت عن هتك الحرمات الإلهية.

الأمر في غالبه مرض نفسي و هو "الجبن"، فاحذروا أن تنتقل لكم ايها الثوار و أيها الشعب هذه العدى القاتلة للدين و العقيدة و الإنسانية والشرف والعزة، فإن كنت جباناً، فلا تجبّن غيرك، فأنت بذلك ترتكب جريمتين.

غفر الله لي و لكم

__DEFINE_LIKE_SHARE__