شقشقة ضمير: هل نسينا نبيل..؟!

[محروم.كوم]

شقشقة ضمير: هل نسينا نبيل..؟!

تمكنت السلطة أخيرا من تحقيق ما كانت تحلم به طويلا، فأودعت نبيلا السجن في البداية لساعات ثم لأيام والآن جلسات المحاكم تؤجل بالأسابيع حتى طال أمد سجن هذا الرمز الوطني المدة القياسية لاعتقاله!
في السابق عندما كانت السلطة تفكر في اعتقال نبيل كانت تتردد كثيرا فتتراجع، بينما اليوم تحتفظ به وتسيقه للمحاكم وتعيده للمعتقل وتزيد في تهمه الكيدية.. وكل ذلك من أجل أمرين، الأول هو النكاية والانتقام، والثاني الأهم هو من أجل إبعاده عن قيادة المسيرات وبخاصة تلك :الغير مرخصة" في العاصمة المنامة!

لاشك، إننا بصمتنا مقابل استمرار احتجاز نبيل والتراجع عن ما كان يقوم به نبيل نؤكد للسلطة بأنها قد حققت الهدف من اعتقاله، فلا مسيرات منامية ولا احتجاجات بمستوى هذا القائد الميداني والرمز الحقوقي الدولي! فهل رسالتنا للسلطة أننا نسينا نبيلا وبإمكانك أسره إلى متى ما شئت؟!
لقد أثبتت أشهر الثورة المنصرمة بأن وجود نبيل رجب يختلف عن غيابه، وأن الساحة به ليست كما بدونه..!

قبل أعوام، قدر لنبيل رجب أن يتحول من شخص عادي إلى عاشق المجال الحقوقي فدخل هذا المضمار عن حب وقناعة وإيثار حتى صار جزءا لا يتجزأ من حياته اليومية، عاتبه الكثيرون من أهله وأصدقائه، قارنوا بياض شعره بسواد شعر من هم أصغر منه في العائلة، قارنوا شعبيته بأرصدة المال لدى بعض أقربائه.. حاولوا ثنيه من جميع الجهات وعلى جميع الجبهات فازداد صلابة ورسخوخا! نبيل ضحى بنفسه وحياته وعائلته وتعرض لكل ما تعرض له من أجل هذا الشعب.. حتى وقع أسير الغدر والكيد.. فلم نعد نسمع حتى اسمه!
لمن يعرف نبيل، يعرف بأنه لم يكن في السابق يفكر في ثورة أو حتى احتجاج! قضى قرابة 20 عاما من عمره دون عمل دنيوي محدد وقد كان بإمكانه أن يعيش أفضل العيش كغيره ولكنه أبي إلا أن يحمل قضية هذا الشعب. البيت الذي يسكنه بناه له أخوته بداخل فناء منزل المرحوم والده. أوذي كثيرا من شراذم البلطجية مرورا بأجهزة الأمن، وانتهاء حتى ببعض أهله وأصدقائه.. وكل ذلك لم يزده سوى قوة وإصرارا وعنادا، ولازال هو كذلك، ولكن نسأل الله أن لا يتسرب له الشيطان عبر القضبان بوساوس بفعل نسياننا له وانشغالنا عنه -والعياذ بالله! ولو أنني على ثقة بأنه -من جانبه هو- لم يقم يوما بما قام به من أجل كلمة شكر أو وقفة تضامن.. لقد برز نجم نبيل كرمز لهذه الثورة ومعلم من معالمها وهو بكل تواضعه وطيبة قلبه وحبه وحنانه يمشى ويتلاقف الأطفال فيصور مع هذا ويقبل ذاك..

لقد مارس نبيل العمل الحقوقي وهو يدرسه ويتعلمه حتى صار من أكبر رموز هذا المجال في الوطن العربي بل وحتى على المستوى العالمي، تسلق المناصب فوصل إلى مجالس إدارة منظمات دولية. تضرر الكثير الكثير ولكن دون أن يبوح بكلمة عن معاناته كإنسان، تركه الكثير من رفاق منتصف الطريق.. تم تضييق الخناق على زوجته في مكان عملها وازادوا تضييقا عليها حتى أخرجوها فصارت أسرة نبيل دون دخل مادي. سلمه أهله شركة صغيرة (50 عاملا) ليعمل ويعتاش هو وأسرته ولكنه كان بعيدا كل البعد عن هذه الشركة، بل كان يرفع قضايا عماله الإنسانية ويدافع عنها ويعامل عماله كأخوته بحنان ورقة ورقي!

نبيل نسخة فريدة لن تتكرر في تأريخ البحرين.. كما عبدالهادي الذي سبقه في هذا المجال.. ولا غرابة فقد تعرض الإثنان معا للضرب المبرح في المسيرات التضامنية مع مختلف اللجان الشعبية.. وغطت صور آثار الكدمات والإصابات كل مكان.. فتساقط من رفاقهما قصيري النفس ولكنهما ظلا واقفين صامدين ولكنهما أسيرين خلف القضبان! فهل وفينا حقهما؟ هل سنوفيه؟!

مع التحية والإعتذار للشبل آدم ولأسرته التي تعاني فراقه ولأحبائه الحفاة في الميادين!

الحرية لنبيل ولبقية الأحبة، و
يسقط حمد __DEFINE_LIKE_SHARE__