مشنقــــــــة قلــــــــم

[محروم.كوم]

هنالك عدة أنواع للأقلام

ولا أقصد الحبر والرصاص,الذي يتفرع منهم عدة فروع.

فلقم الرصاص فرعين هم: قلم رصاص عادي, وقلم رصاص كبس.


ولقلم الحبر نوعين هم : قلم حبر جاف, وقلم حبر سائل.

ولقلم الحبر السائل نوعين هم : المضغوط , والعلبة.

أعلم بأني ذهبت بكم إلى دوامات ليست لها أية صلة بالموضوع, ولكن هذه الدوامات سأخوض بالحديث عنها, وسأفسر أنواع الأقلام التي أقصد.

ولكن بالبداية سأشرح لكم سبب إختياري للعنوان, العنوان هو مشنقة قلم, وسبب إختياري له لأن هنالك بعض الأقلام التي تشنق فعلاً, فالقلم الصريح الواضح الذي لا غبار عليه, ولا يقبل الرشوات, هو عنوان طرحي.
الآن أنتقل بكم إلى أنواع الأقلام:
القلم الساخر: هذا القلم صعب إرضاءة, يستعمل نفوذه وطلاقة حرفة للسخرية من كل شيء, وأي شيء يمر بطريقة, لا يعجبه شيء, طريقته ساخرة وجارحة, مستفز, رغم أننا لو بحثنا داخله, لوجدنا فراغ, بل فراغ مظلم.

القلم الضعيف: هذا النوع من القلم الذي لا يستطيع الكتابة, كل ما يكتبه هو كلمات من الشكر والثناء, وربما هذه الكلمات منقوله من أحدهم, فهذا القلم ضعيف في التعبير, وضعيف في النقد.

القلم الناقد البنّاء: وأشد على كلمة البنّاء, هذا القلم ينقد فقط ما هو غير مقبول, يصحح الخطأ, ويرد الخاطئ, هدفه السمو والرقي, يعمل لأجل غيره, دون تجريح.

القلم الناقد الهدّام: هذا القلم ينقد لأجل النقد, وأظن أيضا أنه لا يعرف الصواب من الخطأ, هدفه دوما النقد, دون وجه حق, ودون أن ينظر إلى الشخص هل هو حقاً يستحق النقد, أم أنه كامل (والكمال لله) ولكن هنالك أناس لا غبار عليها, وهنالك أيضا أناس ناقدين دون وجه حق.

القلم المشاكس: هذا النوع من القلم مرح جداً, يعرض الأمور بطريقة مرحة, قريب لقلب القارئ, طريقة كتابته سلسه, تجذب القراء, ومحبذة.

القلم المنافق: هذا النوع من القلم أكرهه جداً, فهو إذا قال كذب, يمدح لأجل العلو وليس على حق, كما ويذم لنفس الغرض, حبره لا يستعمل الا اذا قبض الثمن مسبقاً, قليل ما تجد الحقيقة بين اسطره, والمشكلة أن الضوء مسلط عليه للشهرة وبالدفع المسبق.

القلم الساذج: هذا النوع هو قلم مسكين, لا يرى الحقائق كما يجب, يظن نفسه أنه وصل للحقيقة, ولسذاجته يكتب ما توصل اليه دون التحقق, هذا القلم يقع في مشاكل كثيرة, وبعض هذه المشاكل قد تودي به الى السجن.

القلم الحاقد: هذا القلم يتبع القلم الساذج, فهو منطلق منه, بعد أن يقع بمشاكل يصبح هذا القلم حر, يبحث عن الحقائق, وقد يصل إليها, واذا وصل لهذه الحقائق, لن يتوارى لحظة بكشفها.

القلم الحر: هذا القلم لا يباع ولا يشترى, يكتب الحقيقة أو ما يراه صواب, لا يهمه شيء طالما كان في السليم, يحارب بشدة من أجل فكرته, ولا يهمه سوى أن يثبت رأيه.

القلم الصريح: هذا القلم الذي يرى الحقائق بصورة واضحة, ولكنه لا يستطيع نشرها, فهذه الحقائق قد تؤدي إلى فضح أناس كبار, أو الإساءة اليهم, فهذا القلم قد علقوا له حبل مشنقة, إذا ما تم نشر المعلومات التي بحوزته, سوف تتلاشى المشنقة عن رقبته, وإذا لم يتم ذلك, ستبقى المشنقة معلقة حول رقبته, وتشتد وتشتد إلى أن يخنق ويموت.

لذلك قلما نجد هذا النوع من الأقلام وخصوصا في بلدنا العربي, لأن هذه الأقلام قد خنقت بفعل فاعل.
كل ما نراه من الأقلام هو المخادع والكاذب والمنافق, ولكن إلى متى؟؟
هل سيعود هذا النوع من القلم مرة أخرى؟؟
أنا لا أظن ذلك رغم رغبتي الشديدة بعودتها.


مع تحياتي
30/4/2009
الخميس
4:45 صباحاً __DEFINE_LIKE_SHARE__