الوفاء:ما تسمى بالمصالحة هي خدعة يراد بها تفريق المعارضة وتهدئة الشارع

[محروم.كوم]

ما تسمى بالمصالحة هي خدعة يراد بها تفريق المعارضة و تهدئة الشارع و تصفية الملف الحقوقي والقضائي ضمن أي حل سياسي مفترض

لم تجف دماء الشهيدتين المظلومتين بتول و مريم حتى قدّم النظام مبادرة جديدة من ضمن مبادراته البائسة على شكل ما سمي بالمصالحة الوطنية.
إن شعبنا يفهم مبادرة النظام هذه بأنها مشروع يراد منه خلق مشروع حكومي تختلف حوله المعارضة ، و لعل مشروع ما يسمى بالمصالحة هو خطوة من ضمن خطوات قادمة ضمن مخطط النظام لضرب حركة الشارع ، فكانت الخطوة الأولى الضغط الحكومي و الأمريكي على بعض أطياف المعارضة لإدانة العنف من جميع الأطراف بالساحة ليتساوى الجلاد و الضحية ضمن هذا المفهوم.

لقد أدرك النظام الفاقد للشرعية بأن الملف الحقوقي و القضائي هو عقبة كبيرة ضد أي تسوية سياسية قادمة يهندسها النظام وفق معايير معينة ، و أن خطوة ما يدعى بالمصالحة تستهدف غلق الملف الحقوقي و القضائي لكي لا يكون ورقة قوة بيد الشعب في أي حل سياسي مفترض ، والذي يراد له أن يحمي المتورطين بالجرائم و الانتهاكات ضد الشعب من رموز النظام و منتسبي قواه الأمنية.
لو كان النظام و الأمريكيون صادقين في دعوى المصالحة فتجارب الشعوب ظاهرة للعيان ، ففي جنوب أفريقيا و إيرلندا كانت المصالحة الوطنية ثمرة للحل السياسي و ملازمة له ، لكن يأبى النظام و الأمريكيون إلا أن يراوغوا لمصادرة حقوق شعبنا بمسميات و مبادرات مختلفة.


إن قوى المعارضة جميعاً مطالبة اليوم بإفشال مخطط النظام هذا و عدم الخضوع للضغوط الأمريكية و البريطانية لتهدئة الشارع و إدانة الثوار.

فضلاً عن ذلك فأن المصالحة لو وقعت بشرطها و شروطها و من ضمن حل سياسي مفترض فذلك لن يعفي رموز النظام من المسؤولية الجنائية و المقاضاة، و لن تكون المصالحة و الحل السياسي بديلاً عن مطلب الشعب في تقرير مصيره و كتابة دستوره بيده و إقامة نظامه السياسي الذي يستجيب لإرادته و ثقافته ، فقد قرر الشعب أن يسقط النظام الفاقد للشرعية آجلاً أم عاجلاً.

الأربعاء 13 يونيو 2012م

__DEFINE_LIKE_SHARE__