مقال رائع للأستاذ جواد (عوامل سقوطها كامنة فيها)

[محروم.كوم]

مقال للخبير الإستراتيجي البحريني / جواد عبد الوهاب
عندما قلنا أن عوامل سقوط النظام الخليفي تكمن في داخله فلأن الشواهد كثيرة وهي لا تعد ولا تحصى . وأول هذه العوامل هو حمقها في التعاطي مع حركة الشعب الثورية التي تهدف إلى اقتلاعها ، مستفيدة من هذه الحماقات للوصول إلى الأهداف التي من أجلها تفجرت ثورة الرابع عشر من فبراير 2011..

آخر الحماقات التي ارتكبتها السلطة الخليفية هي اعتقال الحقوقي الأستاذ نبيل رجب وكان هدفها من ذلك منعه من المشاركة في اجتماعات لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة التي انعقدت في جنيف في الفترة ما بين 20 – 21 مايو الجاري ظنا منها أن ذلك سيؤثر على أداء الوفد الأهلي الذي شارك في تلك الاجتماعات.

لكن الرياح أتت بما لم تشتهيه سفن آل خليفة ، فقضية اعتقال الأستاذ نبيل رجب كانت من أهم المواد التي أحدثت تحولا هاما في مواقف بعض الدول التي شاركت في الاجتماعات ، ومثلت قضية اعتقال الأستاذ أحد الأدلة المهمة على تثبيت التهمة الموجهة للسلطات الخليفية من أنها تقوم باعتقال الأشخاص بسبب التعبير عن آرائهم.

كان غياب نبيل رجب عن الاجتماعات ووجوده خلف القضبان أهم من حضوره ، وقد ساعد الوفد الأهلي على اختصار الطريق لشرح قضيتهم ، فلأستاذ كان شخصية حقوقية معروفة لذا أغلب الذين تعاقبوا على المنصة لالقاء كلماتهم ، وفتحت قضية اعتقاله الباب على مصراعيه للأسئلة الكثيرة التي وجهتها الوفود المشاركة للوفد الرسمي الذي صار في حيرة من أمره ، فالتهمة التي اعتقل بسببها الأستاذ كانت تغريداته وهي في عرف المجتمعين (تعبير عن الرأي)، الأمر الذي أربك الوفد الرسمي وجعل أداءه يترنح أمام الأداء الرائع والمذهل من قبل الوفد الأهلي الذي كان يمتلك الحقائق ويعبر عنها.


هذا من جهة ، ومن جهة أخرى خرج الأستاذ من سجنه أكثر قوة وإصرارا على مواصلة الدرب ، والإيمان أكثر بضرورة تغيير هذا الواقع السيء الذي يعيشه شعب البحرين في ظل حكم هذه العائلة المستهترة بحقوق الناس. وكذلك فشلت الرسالة الثانية التي أرادت السلطة توجيهها من خلال عملية الاعتقال التي كانت السلطة تعتقد أن الناس سيصابون بحالة من الاحباط وسيسكن أو سيقل ضجيجهم ، إلا أنهم أثبتوا أنهم أوفياء لقادتهم ورموزهم.

لقد كانت السلطة تستعمل أداة (الحمق) عندما قامت باعتقال الأستاذ حيث ثبتت بنفسها على نفسها تهمة اعتقال الناس بسبب التعبير عن آراءهم ، الأمر الذي ساهم في ارتفاع التوصيات إلى 174 توصية ، وهو رقم لم تحصل عليه أي دولة في العالم حتى جنوب أفريقيا في زمن العنصرية. وليس أمامها اليوم إلا القيام بتنفيذ هذه التوصيات في المدة التي حددتها لها اللجنة ولو أني أجزم بأن هذه السلطة لن تقوم بتنفيذ تلك التوصيات لأنها كما أسلفنا (حمقاء).بقي أن نقول أن هزائم السلطة تتوالى وهي ليست فقط على المستوى المحلي ، بل انتقلت إلى المستوى الدولي.

وانتصارات شعبنا تتوالى ليس فقط على مستوى الحراك الشعبي والنشاطات والفعاليات التي أرهقت السلطة وجعلتها تتصرف بحمق، بل أيضا على المستوى الدولي حيث باتت قضية شعبنا واضحة وجلية وموثقة لذا المجتمع الدولي. فشعبنا وثورته في أحسن حالاته ، وسلطات آل خليفة في أسوء أيامها وأحلكها وأكثرها ظلمة منذ أن غزت هذه الأرض وعاثت فيها فسادا. فلم يبقى إلا السقوط المحتوم لها ، والنصر الموعود لنا.

المصدر __DEFINE_LIKE_SHARE__