إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


الإسلام والشريعة أحكام الدين , واجبات المسلم , سيرة الرسول , غزوات الرسول , سيرة الصحابه , أناشيد أطفال

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-27-2012, 10:24 AM
عضو جديد
بيانات ولـد بـلادي
 رقم العضوية : 134570
 تاريخ التسجيل : Sep 2011
الجنس : male
علم الدوله :
 المشاركات : 10
عدد الـنقاط :1448
 تقييم المستوى : 0









نداء الخالق

دائماً ماكنت أتسائل إخواني الكرام . . مالذي يجعل الواحد منا يتلهف للقاء شخصية عظيمة ؟ او إنسان مشهور , او شخص ذو مرتبة عالية . مالذي يجعل المرء يشعر بالغبن والسرور عندما يجلس مع الأمراء او الملوك , رغم أنهم في النهاية بشر لهم مالك وعليهم ماعليك ؟ وأجيب نفسي أنه قد يكون الحب في الحقيقة , وأحياناً لا يعدو الموضوع خارجاً عن المصلحة والمنفعة الشخصية .

قد يتخيل المرء منا نفسه وهو يصافح أحد القادة او الملوك , ويجلس معهم ويشعر حينها بأنه من علية القوم وبأهميته الشخصية وهذا شعور إنساني فطري , فالنفس مجبولة على ذالك , ومالحياة الدنيا الا تفاخر في الاموال والاولاد .

وفي حالات عديدة من حياتنا جميعا ً يحصل ذالك اللقاء اما صدفة وإما بترتيب مسبق , ولكن عليك حينها أن تمر على الحاجب لتأخذ موعد مسبق في حالة كنت ترغب بلقاء امير او ملك وتنتظر في الصفوف الى ان يشاء الله , اما ان كنت تريد لقاء النجم العالمي المشهور فعليك ان تجتاز اسوار الامن المحيطة به ولن تخرج منه بأقل من توقيع او شخطة قلم , وقس على ذالك بقية الأمثلة .

وهذا مايدفعني للتساؤل والحيرة حقيقةً ! لماذا لا يشعر الناس وهم ذاهبون للصلاة بأنهم مقبلون على ملك الملوك وجبار السماوات والأرض , الذي تسبح الجبال لهيبته , والأراضين لسطوته والبحار لمُلكِه وعزته , ومامن شيء في السموات والأرض إلا وهو يحمده ويثني عليه , وهو الذي خلقك وخلق هؤلاء الملوك والأمراء , فنحن جميعا نمشي في أرضه ونأكل من خيره , وهو استخلفنا في الأرض لنعمرها بطاعته ومرضاته .

لماذا لا يشعر الناس بنداء الخالق الذي يناديك خمس مرات في اليوم والليلة لتقبل عليه !
تخيل أخي الكريم . . وأختي الكريمة , خمس مرات في اليوم والليلة تتلقى نداء مباشر ودعوة بلا حاجب ولا وسيط ولا قاعات انتظار او مواعيد او امن , دعوة تصدح في ارجاء الكون موجهة لكل انسان يمشي على الارض , ليقبل على بلاط ملك الملوك عزوجل , ليخاطبه مباشرة بلا اي قيود او حدود !

إننا حينما نستشعر هذه المعاني السامية , حتماً سنقبل على الله عزوجل بقلوب خاضعة وخاشعة , ترجوا رحمته وتخشى عقابه , فهو الرزاق فلا رازق غيره , وهو المدبر فلا مدبر غيره , وهو المتفرد بالجلال والكمال سبحانه , وكل البشر يمشون حسب إرادته ووفقاً لسننه وقوانينه , فله اسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً .

وهنا أنا اتسائل ؟ لماذا لا نشعر بأهمية هذا النداء ؟ لماذا نتقبله وكأنه فرض منزلي أو عبء ثقيل على القلب ؟ والله لم يشعر بهذا النداء وحلاوته وجماله إلا من عرف حقيقة العبادة كما عرفها السابقون الذين لم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقامة الصلوات .

جرب يوماً . . أن تقف في شرفة منزلك , وأن تفتح النافذة , لتسمع هذا الاذان كما لم تسمعه من قبل , عشه بروحك وقلبك وجوارحك , تذكر نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وهو يمشي بين شوارع مكة هو وأصحابه يلاقون اشد العذاب من كفار قريش , تذكر حينما هاجر الى المدينة هو وصاحبه ليس لهما الا الله , تذكر ابو بكر وعمر وعثمان وعلي , تذكر صلاح الدين ومحمد الفاتح وخلفاء الامة العظام , تذكر العباد والزهاد , تذكر ابن تيمية وابن القيم وابن الجوزي تذكر ممن عاشوا حياتهم وماتوا لأجل لله , لم يغريهم منصب ولا جاه عن الغاية الحقيقة التي خلقوا لأجلها , عندما تسمع الله اكبر الله اكبر , تذكر بأن الله اعلى وأجل من كل لذة فانية وكل متعة زائلة , تذكر بأنه يراقبك وينظر اليك هو وملائكته الكرام , تذكر بأنك وانت واقف هناك ملكين عن يمينك وعن شمالك يسجلان كل ماتفعل من صغير وكبير , عظيم وحقير , تذكر الموت وشدته القبر وظلمته ويوم الحشر وكربته والصراط وزلته , تذكر كل ذالك لكي تعرف اخي الكريم واختي الكريمة وضعك الحقيقي في حياتك , وتحدد أولوياتك مع كل أذان تسمعه , فلا يمضي أذان إلا وأنت تتقدم الى الأمام لا إلا الخلف , وحاسب نفسك قبل أن تحاسب , وصدقني حينها , ستشعر بشيء لم تشعره من قبل , ربما ستدرك حينها ولأول مرة كم كنت غافلاً , وستندم على كل لحظة فاتت من عمرك القصير لم تقبل فيها على الله عزوجل .

واعلم اخي الكريم ان السابقون الأولون , والعارفين بأمور الدنيا لم تكن العبادة بالنسبة لهم مجرد فروض جامدة لا حياة فيها , بل عاشوها بقلوبهم وجوارحهم وابدانهم , فكانت خير مفجر لطاقاتهم الايجابية في بناء نهضة وحضارة اسلامية لم يعرف لها التاريخ البشري مثيلا , وحينما تخلينا نحن هذا الخشوع والخضوع , واصبحت العبادة بالنسبة لأحدنا كفرض منزلي , اصبحنا اوهن امة ولا أزيد .

بلال بن رباح . . اسم لا يخطئ سامعه , يعرفه المسلمون في مشارق الارض ومغاربها , بعد وفاة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم , يستأذن أبو بكر الصديق بأن لا يؤذن لأحد بعد الآن , فكلما وصل الى اشهد ان محمدا رسول الله تخنقه العبرات وهو يتذكر الحبيب والقائد والمعلم والصديق والنبي فلا يكمل أذانه , ويتساقط من حوله الصحابة جزعاً لفراق حبيبهم عليه أفضل الصلاة واتم التسليم .


بلال . . تمر به الايام , ويلتحق بجيش الفتوحات في الشام مرابطاً ومجاهدا في سبيل الله , ليطول به الزمان ويرى بأم عينيه الوعد الصادق ممن لا ينطق عن الهوى , وتتساقط المدن تباعا في أيدي المسلمين وتسقط الممالك ويمتد الإسلام لمشارق الارض ومغاربها , فكان ممن شهدوا فتح بيت المقدس , وكلنا يعلم بقدوم عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الى بيت المقدس بصفته اميراً للمؤمنين كي يتسلم مفاتيح المدينة .

وفي تلك اللحظة الفارقة في التاريخ , التي ترتجف لها القلوب نشوة وهيبة , يطلب الصحابة من عمر ان يؤذن بلال كأذانه لرسول الله صلى الله عليه وسلم , فتهمس الاصوات , وتسكن اقدام كتائب الإيمان ويطأطئ الجميع رؤوسهم شكرا لله أن بلغهم هذا الفتح المبين , يوافق بلال شريطة ان يكون أذانه لمرة واحدة فقط . ثم يصعد بلال في مشهد حفظه التاريخ لا ينسى مع تطاول الوقت , يصعد بلال ليؤذن , وترتجف الاسماع والقلوب لهذا المشهد المؤثر , فيبكي الجميع ويبكي عمر كما لم يبكي من قبل , ويبكي ابو عبيدة وخالد ابن الوليد والصحابة , فيتذكرون حبيبهم المصطفى صلى الله عليه وسلم , ويتمنوا لو أنه معهم في هذا الفتح الذي من الله به عليهم بعد ان كانوا قبل سنين قليلة مطاردين في شوارع مكة لا يأمنون على انفسهم , فسبحان الله الذي يؤتي ملكه من يشاء وينزع ملكه ممن يشاء .


في الحقيقة اخواني , إن الأذان الذي نسمعه كل يوم , هو نداء يتردد بين أجنابه صدى تاريخنا المشرق , ويفوح من بين جنباته عطر مجد الأمة القديم , ينادينا لكي نقبل على خالقنا عزوجل , ولنغير حياتنا حتى ينصرنا الله , فأي إجلال وخشوع ورقة وعاطفة يثيرها هذا النداء الرباني في قلب المرء , وهو يتردد بين جنبات الكون , طوال قرون عديدة من منابر الأرض جميعها , اي قوة دافعة يثيرها هذا النداء في قلب المسلم ليستشعر دناءة هذه الحياة الفانية , ويطمع فيما عند الله , فيشعر بنفحة إيمانية ربانية , تدفعه ليغير في نفسه وبيته واسرته ومجتمعه , فالصلاة ليست عبادة صماء ولكنها وسيلة حياة , وبناء للمجتمعات , وهذا الأذان لم يكن يوماً مجرد صوت ليذكرك بفريضة , ولكنه نداء الحق ووقود حياة لملايين المسلمين ممن عاشوا وماتوا وماتغيروا , فكانوا نعم السلف , فهل سنكون لهم خير خلف ؟

أسأل الله أن نكون كذالك .

أخوكم

ولـد بـلادي

__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نسيج | عمل مميز (يأمة العرب) نداء للأمه .. نداء لإيقاض ضمائر بعض الشعو محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 04-11-2012 04:50 AM
نداء نداء الى المشرف اصيل حجازي ! محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 09-23-2011 11:10 AM
سبحان الخالق -- صور محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-20-2009 02:30 AM
[ مقالة ] : نداء السماء : شاشة توقف نداء الاقصى محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-17-2009 08:00 AM
نداء الى أهـل الخيــر ,نداء الى رجال مكشات محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-10-2009 08:50 PM


الساعة الآن 07:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML