ميثاق شرف للانتصار .. الثورة اولا

[محروم.كوم]

ميثاق شرف للانتصار .. الثورة اولا

بسمه تعالى

(( ان الله يحب اللذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ))

ان حركة شعب البحرين وانتصار الثورة مرهونة بالانتصار اولا على الذات وعلى الحزبية
بكل انواعها , والتي تضخمت بشكل كبير على حساب الثورة وعلى كل القيم الدينية الاصيلة , وعلى القيم الانسانية .. ومن الضرورة بمكان اعادة صياغة سلم الاولويات بشكل سليم وعلى مقاييس ومباني دينية اولا وسياسية ثانيا لنبدأ اولى خطوات الانتصار .

اذا لم نتحول الى كتلة واحدة تتحرك بارادة واحدة ونحو هدف واحد وواضح , سيظل الانتصار مجرد حلم جميل , او امنية من امنيات العاجزين والحمقى, وكما جاء في حكم اهل البيت ان الاماني بضاعة النوكى .
ان الثورة الحقيقية ليست وهما ولاخيال , ولا امنيات واحلام , انما هي رفض حقيقي للواقع الفاسد ورفض لكل المفسدين , انها ثورة الحق على الباطل كله وقلعه من جدوره .

ان الثورة الحقيقية هي في ان نتجاوز الافكار التقليدية المثبطة للحراك الثوري , وافشال محاولة (اعادة انتاج الثورة ) وارجاعها الى القنوات السياسية القديمة والرسمية .

ان اخطر ما تواجهه الثورة اليوم هوتحويلها الى فسيفساء مختلفة ومتناقضة , ومحاولة ترسيمها واخضاعها الى قانون الدولة الساقطة والى قانون الجمعيات الكسيح .
هل رايتم ثورة في حياتكم تاخذ تصريحا ؟؟
هل رايتم ثورة رسمية ؟؟
هل رايتم ثورة لاتسقط راس الهرم ؟؟
هل رايتم ثورة في التاريخ كله لاصلاح طاغوت ؟؟
هذه ليست ثورة وانما مهزلة جمعيات خاضعة في حراكها الى القانون والى شرعية السلطة ,
وان اقصى مايمكن ان تحصل عليه من حراكها هو اعادة تموضع السلطة من جديد , او اعادة
انتاج السلطة ويبقى الخليفة فوق رؤسكم يستعبدونكم 230 سنة قادمة .
ان الجمعيات السياسية وبعض السياسيون المفلسون لايريدون ارجاعنا الى ماقبل ثورة 14
فبراير فحسب وانما يريدون ارجاعنا 230 سنة الى الوراء , ليستعبدنا ال خليفة 230سنة القادمة .
ان الرؤية تنعدم تماما حين تتظخم الذات او تتظخم الحزبية في الشخصية , بل تصنع شخصيات
كارتونية تخدم نفسها او احزابها اكثر مما تخدم امتها , بل تتحول الى مجموعة من العالات على المجتمع تجره من فشل الى فشل آخر اكبر منه .
ان تظخم الذات والحزب مرض خطير على الامة وعلى الثورة , فما اسهل سيطرة السلطة
على اصحاب الذوات المتضخمة , واصحاب الحزبيات المريضة المتضخمة التي يسعى دائما الى اثباث نفسها وحجمها في الشارعوتتباهى باعداد المريدين لها على حساب كل المبادئ والقيم .
مر عام كامل من هذا التباهي والاستعراض وملئ الساحات من مسيرات واعتصامات ليست لها
اهداف حقيقية سوى تثبيث حقيقة حجمها في الشارع وتثبيث ال خليفة وشرعية السلطة .
مر عام كامل لم تتحرك هذه الجمعيات من مكانها خطوة واحدة الى الامام وفشلت فشلا ذريعا
في تحقيق سقف مطالبها المتدني , وان تصعيدها الوحيد هو في المزيد من هذه المسيرات
المرخصة من النظام وبشروط منها عدم رفع شعارات الثورة و عدم تخطي سقف اصلاح النظام وهذا الاخير هو الاهم ان يبقى المطلب اصلاح النظام لانه مطلب مطاط يحافظ على مصالح ال خليفة وعلى وجودهم .
من جهة اخرى يسخر ال خليفة هذه المسيرات المرخصة لكشف ظهر الثوار وقتلهم ومبرر لقمع
الاهالي في مناطقهم على اعتبار انهم خارجين على القانون وهذا جزء من لعبة النظام على الجمعيات المطيعة .
ما اللذي يضر السلطة من مسيرة مرخصة او الف مسيرة اهدافها معروفة لاتتغير ولا تشكل اي نوع من الظغط ؟
الخلاصة ان هذه الجمعيات وحراكها تخدم السلطة اكثر مما تخدم الثورة .. بل اكثر من ذالك
حيث استخدمتها لضرب الثورة وحراكها ومطالبها , وان اقصى ما يمكن ان تحققه هذه
الجمعيات التي تتحرك في ظل قانون الجمعيات وشرعية ال خليفة ليس اكثر مما تحقق في
مصر واليمن باحدات تغييرات سطحية ومحاولة القضاء على الثورة واهدافها .

ان الثورة في رؤية الجمعيات الرسمية في الوطن العربي لايتجاوز المصالح الشخصية والحزبية
في الحصول على بعض السلطة ومجموعة من المكاسب والامتيازات , وما الثورة الا مصباح علاء الدين السحري لتحقيق هذه الرغبات والتطلعات في اقصى سرعة وعلى طبق من ذهب .


في مقارنة بسيطة جدا بين حراك الجمعيات وحراك الثورة سنجد تناقضا كاملا بينهما في المواقف , وعلى سبيل المثال لا الحصر قضية الفورملا التي تشغل الساحة هذه الايام الرافض لاقامة هذه الفعالية التي تلمع وجه السلطة القاتلة للنفس المحترمة والمنتهكة لكل المحرمات , تجد الجعيات في صمت مطلق في العلن ودعم اقامتها في من خلف الكواليس لانها بكل بساطة لاتملك خيار رفض هذه الفعالية مادامت ملتزمة بسقف مطالبها الاصلاحية واذعانها لقانون الجمعيات اللذي يتعارض مع رفض اقامة الفعالية .ان كل البيانات التي اصدرتها الجمعيات هي جزء بسيط من تقديم فروض الطاعة للسلطة , ولارضاء السفارة الاميركية .
ان خيار الجمعيات السياسية خيار محدود لايمكن ان نربط مستقبل الثورة بها فهي لازالت تنتظر تسوية من السلطة ترضي جماهير الثورة والتعويل على ضغط اميركي على السلطة لاحداث تغيير في شكل النظام وليس جوهريا وذالك بتغيير رئيس الوزراء على اقل تقدير .
اذا ماهو الحل ؟؟
وكيف سنننتصر ؟؟
من المواقف التي لم يفهمها البعض موقف سماحة الشيخ حبيب الجمري حفظه الله عندما صعد على منصة الدوار واعلن عن استقالته من جمعية العمل وانه يمثل نفسه , كما اتذكر ايضا ان بعض الاخوة طرحوحل الجمعيات والذوبان في الثورة . كانت هذه اولى الدعوات التي انطلقت مع بداية الثورة .
لقد كان سماحة الشيخ الجمري يريد ان يوصل رسالة الى الجميع بان الثورة اهم من اي شيئ اخر كالجمعيات او الانتمائات الضيقة , وان الثورة تستوعب الجميع تحت مظلتها وتوحد الجميع تحت اهدافها .
اليوم وبعد مرور اكثر من عام لايزال البعض يحاول تمزيق الوحدة بالحزبية المريضة مثلما تحاول السلطة تمزيق المجتمع بالطائفية . وبعد عام لايزال البعض يسعى لان يتظخم على حساب الثورة .
ان من الضرورة بمكان العودة الى الاية الكريمة التي توجنا بها صدر المقال لننطلق بستراتيجية رص الصفوف تحت اهداف الثورة ,وترك الحزبيات والذاتيات خلف ظهورنا وخلق مساحات كبيرة للوحدة تحت شعار ( الثورة اولا) .

اننا اليوم اكثر من اي وقت مضى بحاجة الى ميثاق شرف بيننا بتجميد انتمائاتنا الحزبية والذوبان في الثورة والعمل على تحقيق اهدافها بعيدا عن الجمعيات التي ننتمي اليها . ان الانتصارلا يمكن ان يتحقق ابدا الا اذا توحدنا و عملنا تحت شعار الثورة اولا واعدنا ترتيب اولوياتنا بشكل صحيح .

اذا دعونا ننطلق من جديد تحت ميثاق شرف الثورة اولا.

ودمتم بخير __DEFINE_LIKE_SHARE__