هناك مجتمعان في البحرين: مجتمع شيعي ومجتمع سني. نعم، مجتمعان وليس طائفتين. فالخلاف بين الشيعة والسنة تجاوز أن يكون خلاف عقائدي ووصل لدرجة أن تكون كل طائفة مجتمع شبه منعزل عن الطائفة الأخرى.
هناك بعض أفراد المجتمع الشيعي ممن أغرتهم عطايا النظام وأصبحوا من وعاظ السلاطين وزبانية النظام، وهناك بعض أفراد المجتمع السني من لم يبع ضميره مقابلة حفنة من الدنانير وصدح بالحق وربما أصبح مصيره المعتقل. ولكن هؤلاء قلة، غالبية المجتمع الشيعي ضد النظام، وغالبية المجتمع السني مع النظام. هذا أمر طبيعي، فالشيعة أُقصوا من المناصب القيادية وضُيقوا في معيشتهم. بينما تحالف النظام مع السنة، وحصلوا على المناصب والكراسي، حتى أن تمثيلهم في المراكز الحساسة في الدولة يفوق حجهم بكثير.
موقفهم من الثورة ليس مستغربا، هم لن يبحثوا عن العدالة الاجتماعية والمساواة ما دام التميييز لصالحهم. لكن الغريب أن ينتظر البعض موقفا أو بيانا منهم يدين النظام أو يدعم الثورة. من كان يصرخ "أخوان سنة وشيعة، هذا الوطن ما نبيعه" اسمع لو نادى حيا، ولكن لا حياة لمن ينادي.
هذه ليست دعوة للطائفية بل دعوة للتفكر، من لا يريده الانضمام للثورة فهذا شأنهم. ولكن ليس المطلوب أن يعتقد البعض أن الثورة لن تنجح لأن جماعة يمثلون أقل من ثلث المواطنين لم ينضموا لها!
لن أستغرب لو سقط النظام وقامت جمهورية إسلامية شيعية. فعلا لن أستغرب. ولكن حينها لن يكون للاعتراض قيمة، من لم يعترض على انعدام المساواة عندما كان مستفيدا ليس في وضع يخوله للاعتراض على انعدام المساواة عندما يكون متضررا.
تقول المصادر الغربية أن 70% من الشعب شيعي و30% سنة. لكن ما مدى صحة هذه النسبة؟ هل جرب أحد أن يحسب عدد سكان المناطق الشيعية ونسبة المناطق السنية؟
__DEFINE_LIKE_SHARE__
|