هل حرب العصابات قادرة على إسقاط النظام؟

[محروم.كوم]

الكيان الصهيوني الغاصب يمتلك أقوى جيش في الشرق الأوسط ومقدرة استخباراتية فائقة وأنواع متقدمة من الأسلحة ودعم مالي غير محدود من الإدارة الأمريكية. كل هذا لم يخوله للانتصار في حرب 2006 بل سحقه حزب الله وجعل جنود الاحتلال يولون الأدبار مهزومين. لو أن الكيان الصهيوني كان يواجه الجيش اللبناني أو أي جيش نظامي عربي آخر لانتصر الكيان الصهيوني، ولكن لم يكن لينتصر ضد مليشيا تمارس حرب العصابات مثل حزب الله.

حرب العصابات هو الأسلوب الذي هز الكيان الصهيوني إبّان انتفاضة الأقصى (2000-2005)، فالعمليات الاستشهادية التي قام بها المقامون الفلسطينيون جعلت الصهاينة يعيشون في رعب. فيوم تفجير حافلة في حيفا ويوم تفجير مجمع تجاري في تل أبيب ويوم تفجير حافلة أخرى في القدس ويوم تفجير مقهى في مدينة مليئة بالمستوطنين الصهاينة وهكذا.

الأسلحة لم تكن متوافرة في فلسطين وكانت تأتي بالتهريب، والأسلوب الأكثر شيوعا كان تفخيخ الحافلات والسيارات.


هل تتمكن حرب العصابات من إسقاط النظام؟ فإن لم تكن قادرة فهل هي قادرة على الأقل على بث الرعب في نفس الطغاة؟ وأنا لا أقصد هنا تفجير حافلات ومطاعم ومجمعات الأبرياء (وهذا الخطأ الفادح الذي وقع فيه المقامون الفلسطينيون) بل أقصد الإضرار إلى المباني والممتلكا دون الإضرار للأبرياء، مثل حرق وزارة أو مبنى في منتصف الليل، وأنا لا أقصد هنا الوزارات الخدمية بل الوزارات التي تمارس إرهاب الدولة على المواطنين ومباني التعذيب والشرطة، أما المرتزقة فلا جدال في سحقهم.

قد يأتي شخص محاولا التثبيط ويقول "ما أسهل الحرب عند الناظرين"، وأنا هنا أقول ألم يسبق ما حدث في فلسطين تنظير ودعاوى للمقاومة؟ أما أنها جاءت فكرة عبثية؟ __DEFINE_LIKE_SHARE__